/// يوميّات متقاعـــــد ///

إني متقاعد ,, بعد تناولي طعام الفطور

اقوم بجولة في بغداد الحبيبة ..

يوم السّبت :

شاهدت آنفجار قنبلة راح ضحيّتها عشرات القتلى والجرحى !

الأحــد :

قلت لنفس لأذهب الى الكنيسة لأصلّي ..

قبل وصولي الكنيسة بأمتار ,, شاهدّت قذيفة

وهي تدّمر بناية الكنيسة ! سمعت صراخٌ وعويل !!!

الأثنين :

ذهبتُ الى دائرة التّقاعد لأستلام راتبي ..

نظر اليّ الموظّف فاحصاً هيأتي !

دار ظهره لي ,, وآنشغل بالهاتف !

بعدئذ صاح على العامل ان يجلب له الشّاي !

دام وقوفي حوالي ساعة !

ولمّا سألتهُ ,, اجابني بعصبيّة : الا تراني مشغول !

قلتُ له : نعم فعلاً انت مشغول بالهاتف وشرب الشّاي !

لعنّ الله على زمان يكونُ فيهِ الإنسان انانيّاً !

غادرت المكان ولم استلم راتبي !

الثّلاثــاء :

اردّت ان ارفّه عن نفسي ,, توجّهت الى كراج الحافلات ,,

ركبت متّجهاً الى قريتنا لزيارة اهلي ,,

في الطّريق , كانت هناك نقطة سيطرة ! انزلونا

وأخذوا الشّباب ! سألتُ احد افرادها : عمي شنو المشكلة ؟

اجابني بعد ان لطمني على وجهي قائلاً : اغرب عن وجهي ايها

الغراب وآصعد الى السّيارة ! قلتُ : عمّي من يسوگها ؟

اجابني : والله هاي مشكلتك !!!

الأربعاء : اصيبت زوجتي بوعكة بسيطة ,, ذهبتُ بها الى

المستشفى ( كان غاصّـاً بالمراجعين كالعادة ) !

قال لي احد المضمّدين : عمّي روح للصّيدلية وآشتري منها

هذا الدّاء ( كتب الوصفة لي ) احسن من ان تنتظر !

ماعدنــا دواء بالمستشفى !!!

الخميس :

قررت ان لا اخرج من البيت ,, جلست اقرأ كتاب

{ البؤساء } للكاتب فكتور هيگو ,, سمعت آنفجاراً

في شارعنا ,, لما خرجتُ رأيت كم جثة تتخبط في دمائها !

وعشرات الجـرحى يأنّونَ من الجروح !

ولم تأتي لا شرطة ولا سيّارة أسعاف !

لأنّ حيّنـا ليس من الأحياء الرّاقية !

الجمعـــة :

جلست ارسم بقلم رصاص صورة ما ,, جاء آبني الصغير

وبيده سطل ماء وعبر من جانبي كي يخرج الى الحديقة ,

فوقع سطل الماء على ملابسي واتلف ماكنتُ ارســم .

توجهتُ الى الحمام لأغتسل ! لاحظتُ انّ الماء مقطوع

, ( ولا قطـرة ) تأوهتُ بحسرة , وتذكّرتُ ايام الخير ,

( ايّام زمان ) حيث كان الماء والكهرباء عامــراً في

ارجاء وطنـــــي !!!

* بقلمي *

30 ـ 10 ـ 2011