الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1829تاريخ التسجيل : 07/02/2010الابراج :
موضوع: االشرطة الفرنسية وقمع حرية التعبير من المنبع الخميس 10 نوفمبر 2011 - 10:55
الشرطة الفرنسية و"قمع حرية التعبير من المنبع"
بي بي سي - كان
امضيت اربعة ايام في ساحل اللازورد جنوبي فرنسا، اقرب الى ايطاليا، لم ار فيها ما يحكي عنه كثيرون ممن يزرون الريفييرا الفرنسية التي يؤمها مشاهير العالم ويملك فيها الاثرياء بيوتا ويخوتا.
ذلك اني ذهبت لتغطية قمة مجموعة العشرين، التي اختار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي ان يستضيفها في كان المشهورة بمهرجانها السينمائي، وكانما اراد عرضا مثيرا في ختام رئاسة فرنسا للمجموعة.
اغلقت الشرطة الفرنسية مدينة كان، ومنعت دخول اي احد اليها الا بتصريح وقسمتها مناطق امنية:
* المنطقة واحد منطقة حمراء محظورة على الجميع بما في ذلك الصحفيون الذين كانوا يغطون القمة، وبها مقر القمة والفنادق التي تقيم بها وفود الدول الغنية المتقدمة والصاعدة والضيوف.
* المنطقة الثانية وهي اوسع طبعا ومحظور دخولها على من ليس له علاقة بالقمة، اما السكان فيتحركون بتصاريح امنية وبالطبع لا تتحرك فيها السيارات.
* بقية المدينة تطغى سيارات الشرطة على السيارات المدنية واغلبها تاكسي او سيارات خدمة.
وما بين كان ونيس انتشرت نقاط التفتيش والشرطة المسلحة اعلى واسفل كل جسر وعند كل انحناءة طريق.
وسمحت السلطات الفرنسية بمظاهرة في نيس قب القمة بيومين، شارك فيها اقل من خمسة الاف فيما كانت الشرطة نشرت 12 الفا من قواتها في المنطقة بالفعل.
اما منذ يوم الأربعاء الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني، حين وصلنا للتغطية، فلم يكن هناك بشر سواء متظاهرين او حتى سكان او عاملين لكن الطقس كان معقولا مع بعض الشمس.
تذمر
في اليوم الاول للقمة بدأ الصحفيون يتذمرون من الحيلولة بينهم وبين وفود القمة، ثم بنهاية اليوم زادت الشكوى لانه كان عليهم حمل معداتهم والسير مسافة طويلة لان التاكسي لا يدخل المنطقة 2.
وزاد من الغضب انه مع قدوم الزعماء بدأت السماء تتلبد بالغيوم وكان رذاذ في اليوم الاول ومطر في اليوم الثاني ورعد وبرق في يوم المغادرة.
لم ينتبه الاعلاميون الغربيون الى ان السلطات الفرنسية قضت على حرية التعبير "من المنبع" بان منعت اي متظاهرين او محتجين من الوصول الى كان "لاعتبارات امنية".
ولو حدث مثل هذا الامر تجاه بضعة محتجين في اي مكان في بلاد غير أوروبية، خاصة من العالم الثالث، لقامت الدنيا ولم تقعد وتوسع هؤلاء الاعلاميون في تغطية انتقادات "النشطاء" الغربيين والجماعات الحقوقية الدولية لقمع سلطات هذا البلد او ذاك لحرية التعبير.
ربما خشي الامن الفرنسي من التصدي لمحتجين ضد العولمة ما قد يؤدي لسقوط ضحايا كما حدث في إيطاليا وبريطانيا.
لكن كان بإمكان الأمن ان يبقي المظاهرات خارج المنطقة 2 وحتى لو تصدى لها بأساليبه الشهيرة.
فالشرطة الفرنسية، باعتراف تقرير اوروبي العام الماضي، هي اقل شرطة في اوروبا مراعاة لحقوق الانسان، لذا لم يكن ممكنا ان تسمح بمظاهرات قريبة باي شكل كما فعلت بريطانيا مع قمة العشرين في ابريل/نيسان 2009.
وما زال هناك شرطي بريطاني يحاكم بقتل بائع صحف في مظاهرات قمة العشرين 2009، فما بالك بالشرطة الفرنسية شديدة التسليح وقوية البأس في التصدي لتحركات الجماهير.
والى الغرب من كان، هناك مرسيليا وهي شاهد بارز على خبرات الشرطة الفرنسية في التعامل مع الجماهير.
طبعا لم ألحظ تقريرا عن حرية التعبير اثناء قمة مجموعة العشرين في كان، ولم يستسغ كثير من الزملاء المقارنة بين موقف الامن الفرنسي من حرية التعبير وموقف الامن السعودي (فالسعودية عضو في مجموعة العشرين).