/// جمهوريّـــــة فســـــادســتان ! ///

كنتُ في ريعان الشّباب , لم يكن عمري قد تجاوز العشرين ..

وكان والدي ميسور الحال , وكان لي اربعة اصدقاء فقط ..

وكانوا متقاربيـن مــــــن عمـري ..

كنا نعيش في مدينة ـ حي الضّباط ـ ببغداد ..

وكان ذويهـم من الأثرياء ..

اصدقائي هم ( عبدالحسين ـ شيعي ) و ( احمد ـ سنّي ) و ( انترانيك

ـ ارمنــــي ) و انا كلدانـــــــــي !

وفي يوم من الأيّام اتّفقنا ان نسافر الى خارج العراق , في سفرة ترفيهيّة ,

وكان ذلك في منتصف عام 1975 !

وسافرنا .. حيث حطّينا الرحال في دولة اورپيـــــــة ! وآنبهرنا بما رأينا فيهـا

من معالم التّقدم والرّقي ! فقرّرنـا ان نبقى فيها !

فسـلّمنا انفسنا الى الشّرطة , على انّنـا لا جئين اليها , ومضطهدون من قبل

السّلطات العراقيّة حينئذٍ ! فحصلنا على الإقامــــة !

وآستقر بنا الحال معاً في شـقة واحدة , عشنا فيها كأخوة !

كأنّــــــنا من اب واحد وام واحـدة ! ولم يكن يمر في ذهننـا يوماً مـا !

الحساسيّة الديّنية والأفكار الطّائفيّـة !!

حصلنا جميعا على العمـــل في مناطق متفرقـة من المدينـة !

واطل علينا عام 2003 يحمل الينا اخبار سيّئة عن تحركات قوات اجنبية

لآحتلال الوطــــن ! وفعـلاً تم للأجنبي المحتل تحقيق اهدافـه بمساعدة ومباركة

العمـلاء والجواسيس الذّينَ جلبهم معهُ ,, والعمـلاء الخونـة الذّينَ كان قد زرعهم

في العراق قبل الإحتــلال , لتبليط الطّريـق !!

فآستولى علينا الغم والهم والقلق على مصائر اهلنـا وأقربائنـا !

ولكن كيف الرّجوع الى الوطـنِ , وسط هذا اللّهيب المستعر , وجحيم الحرب !

وفي منتصف عام 2011 هدأت الأوضاع نوعاً ما ! فقرّرنـا ان نقوم بسفرة

قصيرة لزيارة الوطـــن !

وســافرنـا ...

ولكـن يا ليتنا لم نســـافر !

فقد صعقنـا لِمـا شاهدنا وسمعنا !

فكنا نشاهد ميلشيات شيعية .. وسمعنا عن احزاب متزاحمة في

السّاحة السياسيّة , وقوّات امريكية منتشرة هنا وهناك في العاصمة الحبيبة

بغــــدادُ ! ولمسنا تغييراً كبيراً على تصرّفات وعادات شعبنا !

فعلمنـا ان هذا الوطـن , فعـلاً قد تحوّل الى { جمهوريّة فســادســتان } !!!

ولم يمضي على وجودنا اكثر من 3 اسابيع , قفلنـا مسرعين نحن الأربعـة

راجعيــــن الى وطننـا الثاني ( وطــن الغربـــة ) !

والذي فيهِ انعمَ الله علينا ( بفقدان ) القبليّة , والطّائفيـة , والعنصريّـة !

فالكـل منشغلين بأعمالهـم لخدمة بلدهـم !

ولا يوجد فيه من يقول : هـذا زيد او عبيــــد !

والجميـــع يعلـم بما يجري من قبل ,, وحاليـاً في العراق فـــــــي ...

{ جمهــــــــورية فســــــادســـتان } !

* من كتاباتي *

28 ـ 11 ـ 11