الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60487مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: رياض عبيد سعودي . الفقر في دولة النفط !. الأربعاء 14 ديسمبر 2011 - 2:32
رياض عبيد سعودي . الفقر في دولة النفط !.
13/12/2011
كل من يقول ان اهتمام الدولة في العراق بالفقر جيد فهو واهم، وكل من يقول ان الفقر في العراق سينتهي في العشر سنين المقبلة فهو واهم ايضاً، وكل من يقول ان النوافذ التي تفتحها الحكومة لانعاش الفقراء مثل الرعاية الاجتماعية
وغيرها تعمل بمسؤولية فهو واهم جداً. فمعالجة الفقر في العراق ليس بمقدورها ان تنتقل الى مرحلة اولية من مراحل الانعاش، حتى في غضون العشرين سنة المقبلة. وهذا امر يصعب معه تخيل ما سيصبح عليه حال هذه الشريحة، التي تعدادها سبعة ملايين عراقي وفيها مليون مواطن دون مستوى الفقر، ومنهم من يعيش في بيوت الطين وآخرون في بيوت الصفيح، وبعض في الكَرفانات وآخرون في الشوارع. والكل لا يجد ما يأكله غير الخبز او الصمون وبقايا موائد المتنفذين والميسورين، فيما الدولة لا تنهض بمسؤولياتها ازاء هذه الشريحة الكبرى، التي اخذت بالاتساع. في حين ان الكثير من المفسدين واصحاب الضمائر الميتة زاحموا الفقراء بل وسبقوهم في الحصول على رواتب الرعاية الاجتماعية، وظل الفقراء بسبب التعقيدات التي انتهت اليها عملية المنح، في الانتظار لشهور عدة، او حتى سنة واكثر. وقد تحصل الموافقة على طلبهم او لا تحصل، ويبقى العاجز او الارملة او المرأة الكبيرة التي ليس لها مُعيل، في دوامة المراجعة دون نتيجة. حيث تمر الايام وتنقضي الشهور والمعاملة يسحقها الروتين القاتل، وتنتقل بين التدقيق والمحاسبة او في المصرف المتخصص، وجميعها وعود ليس إلا. هذا إن لم تكن المعاملة قد فــٌقدت اصلاً. وذلك جزء من الفساد الاداري للضغط باتجاه تمشية المعاملة بالرشوة. او بغيرها من المساومات مع النساء بصورة خاصة، دون وازع اخلاقي او ديني او اجتماعي. لا سيما ان من يلجأ الى طلب راتب الرعاية الاجتماعية يكون وضعه المادي والانساني حتماً بأسوا حال، رغم تواضع راتب الرعاية الذي لا يزيد على بضع عشرات آلاف فقط، ينفق منها الكثير كأجور نقل الى المصرف المختص بالصرف. وهكذا فأن الراتب لا يغطي إلا جزءاً محدوداً جداً من احتياجات العاجز او الارملة او المطلقة او غيرهم من المشمولين بالرعاية. والحال المأساوي يتكرر عند العاطلين عن العمل من شباب وخريجين واصحاب عقول، لا يجدون ما يحتاجونه من الكفاية المادية وقد اصبحوا في احضان البطالة وما ينشأ عنها من تردي اوضاع عوائلهم المادية، التي تنتظر بفارغ الصبر ان يصل ابنهم الى مرحلة تأمين حاجاته من موارده الخاصة. وهذا امر اصبح صعباً جداً في ظل الواقع الحالي الذي اصبح فيه الشباب، ونحن نطالبهم بكل الاستحقاقات الوطنية، يواجهون آفة البطالة وقد اخذ اليأس منهم مأخذه. حتى اصبح ولاء الكثير منهم ليس للوطن والعائلة والعشيرة... الخ وانما لمن يدفع ولو كان المطلوب مقابل ذلك كفراً. وهذه الحقيقة ينبغي عدم تجاهلها، لانها تكثر من العناصر الارهابية الذين لا يجدون حرجاً في تفجير سوق شعبي بكل ما فيه من النساء والاطفال وغيرهم، مقابل مئة الف دينار فقط! المهم في الموضوع ان اهمال الدولة لهذه المساحة من المجتمع المليئة بالعجزة والارامل والعاطلين، يعني انها مسؤولة عن المناخ المشحون بالحقد والكراهية والتخلي عن القيم والمبادئ الوطنية والانسانية. وصدق إمام المتقين علي ابن ابي طالب حين قال: (لو كان الفقر رجلاً لخرجت لقتاله).