الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 8399تاريخ التسجيل : 25/12/2009الابراج :
موضوع: إنجيل القدّيس يوحنّا /5 الجمعة 16 ديسمبر 2011 - 0:52
في ذلك الزَّمان قال يسوع لمن جاء اليهِ من اليَهود: «أَنتُم أَرسَلْتُم رُسُلاً إِلى يوحَنَّا فشَهِدَ لِلحقَّ». إنّي لا أَتَلَقَّى شَهادَةَ إِنسان ولكِنِّي أَقولُ هذا من أَجلِ خَلاصِكُم كانَ يوحَنَّا السِّراجَ المُوقَدَ المُنير ولقَد شِئتُم أَنتُم أَن تَبتَهِجوا بِنورِه ساعةً. أَمَّا أَنا فَلي شَهادَةٌ أَعظَمُ مِن شَهادةِ يوحَنَّا: إِنَّ الأَعمالَ الَّتي وَكَلَ إِلَيَّ الآبُ أَن أُتِمَّها هذِه الأَعمالُ الَّتي أَعمَلُها هي تَشهَدُ لي بِأَنَّ الآبَ أَرسَلَني. الاية/33..36
"وأُعِدُّ لِمَسيحي سِراجًا" (مز132: 17)
في حين تهيمن على الكون قاطبةً ظلمات الشيطان، وبينما ظلام الخطيئة قد ملَكَ على العالم، شمسٌ جديدة، المسيح ربّنا، أراد بكلّ طيبة خاطرٍ في هذه الأزمنة الأخيرة، والليل في أحلك أوقاته، أن ينشرَ الأشعَّة الأولى الّتي تعلن بداية النهارٍ. قبل أن يظهر هذا النور، أي قبل أن يتجلّى "شمس البرّ" (ملا3: 20)، كان الله قد أعلن بواسطة أنبيائه: كالفجر "أُرسِلُ إِلَيكُم جَميعَ عبيدِيَ الأَنبِياءِ قبل النور" (إر7: 25 الترجمة السبعينيّة). وبعد ذلك، بعث المسيح نفسه أشعَّته، أي رُسله، حتّى يتلألأ نوره ويملأ الكون من حقّه، لئلاّ يتيه أحدٌ في الظلمات... كي نُتِمّ نحن البشر المَهمّات الّتي لا بدّ منها قبل أن تشرق شمس هذا العالم، نستبق النور باستخدام السراج. وشمس المسيح، لها هي أيضًا سراجها الّذي سبق مجيئها، كما يقول النبيّ: "وأُعِدُّ لِمَسيحي سِراجًا" (مز131: 17). والربّ يُشيرُ من هو هذا السراج، قائلًا بخصوص يوحنّا المعمدان: "هذا هو السراج الذي يشتعل وينير". ويوحنّا نفسه وكأنّه ضوء فانوس خفيف كذاك الّذي نحمله أمامنا يقول: "ولكِن يأتي مَن هُو أَقوى مِنِّي، مَن لَستُ أَهلاً لأن أَفُكَّ رِباطَ حِذائِه. إِنَّه سيُعَمِّدُكم في الرُّوحِ القُدُسِ والنَّار" (لو3: 16). وهو مدرك أنّ شعاع الشمس سيَحجب نوره ، فقد توقّع: "لا بُدَّ له مِن أَن يَكبُر. ولا بُدَّ لي مِن أن أَصغُر" (يو3: 30). في الواقع، كما أنّ ضوء الفانوس ينطفئ عند قدوم الشمس، كذلك معموديّة التوبة التي نادى بها يوحنّا قد فقدت قيمتها لدى قدوم نعمة المسيح.