*** محـلّـلان : على نوري المالكي آتّخاذ موقف صريــح ... ***

بغداد21 كانون الثاني/ يناير

بقلـم : يـزن الشّـمري
...................

انتقد محللان سياسيان، السبت، تصريحات رئيس فيلق القدس قاسم سليماني الأخيرة معتبرينها تدخلا سافرا بالشؤون الداخلية العراقية ما دفعهم الى مطالبة رئيس الحكومة نوري المالكي باتخاذ موقف من تصريحاته مشابه لموقفه من تصريحات رئيس الحكومة التركية طيب رجب اردوغان.

وكان قائد فيلق القدس الإيراني العميد قاسم سليماني قد أعلن خلال ندوة تحت عنوان "الشباب والوعي الإسلامي" بحضور عدد من الشباب من البلدان العربية التي شهدت ثورات ضد أنظمة الحكم فيها، أن العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة طهران وأفكارها، مبينا أن بلاده يمكن أن تنظم أي حركة تهدف إلى تشكيل حكومات إسلامية في البلدين.

وقال المحلل ضياء الشكرجي لوكالة كردستان للانباء (آكانيوز) إن "هذه التصريحات تعبر عن ما تضمره ايران ضد العراق منذ العام 2003 وما قبلها وهذه هي سياسية ايران ومن يحكمها"، مشيرا الى ان "ايران تتمنى ان يصبح العراق جزءا من الدولة الاسلامية الايرانية او تحت نفوذها وهيمنتها".

واضاف الشكرجي اليوم نحن امام احتلال ايراني غير معلن قابل لان يمتد لزمن طويل باعتبار ان هناك امتدادات زمنية وطائفية ودينية واجتماعية تسمح لهذا النوع من الاحتلال" ملوحا انه "يجب على الحكومة ان تواجه هذا الخطر بجدية وعلى السياسين ورئيس الحكومة نوري المالكي اتخاذ موقف ضد سليماني مشابه لموقفهم ضد تصريحات رئيس الحكومة التركية اردوغان وتدخلاتها".

وكان أردوغان قد قال في كلمة أمام كتلته البرلمانية في بداية يناير إن العراق يواجه مسئولية تاريخية، داعيا زعماء مختلف الكتل السياسية والدينية العراقية إلى "الإصغاء لضمائرهم للحيلولة دون أن يتحول التوتر الطائفي في بلادهم إلى نزاع أخوي جديد".

وعلى الفور, انتقد المالكي حينها بشدة التدخلات التركية في شئون بلاده، قائلا " إن وتيرة التدخل في الشأن الداخلي ارتفعت في الآونة الأخيرة وبشكل مفاجئ، وأصبح الحديث عن العراق، وكأنه تحت سيطرة أو توجيه أو إدارة الدولة الأخرى"، في إشارة الى تركيا.

ولفت الشكرجي الى انه "يجب استدعاء السفير الايراني في بغداد والاستفسار حول هذه التصريحات وإرسال رسالة الى حكام ايران بعدم بالتدخل بالشأن العراقي".

بدوره قال المحلل السياسي والكاتب سرمد الطائي لـ(آكانيوز) إن "تصريحات سليماني ليس فيها شيئ جديد"، لافتا الى أن "الايرانيين يتحدثون بهذه اللغة منذ 9 اعوام وسليماني يدير العمليات الخارجية الاستخبارية لفيلق القدس وهو يصرح عن مناطق نفوذه التقليدية".

واستدرك بالقول "لكن الى اي حد يمكن للواقع على الارض ان يستجيب للوصف المغرور والمتغطرس الذي اطلقه سليماني هذا هو الاهم" ، مبينا ان "الايرانيين متفائلين اكثر من اللازم ونتيجة لشعوره بالمأزق الكبير لايران على المستوى الدولي والاقليمي فانه اطلق تصريحات كهذه".

وتابع انه "ربما أزمة إيران وشعورها بمواجهه عقوبات غير اعتيادية ستجعلها تتكلم بهذه الطريقة مرارا وتكرارا".

وتوترت العلاقات بين العراق وايران عام 1979 إثر انتصار الثورة الإسلامية الإيرانية عام 1979، فيما ألغى رئيس النظام السابق صدام حسين اتفاقية الجزائر في 17 أيلول 1980، معتبراً كل مياه شط العرب جزءاً من المياه العراقية، وفي 22 سبتمبر 1980 دخل البلدان حربا استمرت حتى عام 1988.