أما بينكم من يستحقّ التّصفيق؟! د.حميد عبد الله

أما بينكم من يستحقّ التّصفيق؟! د.حميد عبد الله

25/01/2012

في أمسية شعريّة نُظّمت في إحدى مدن الجّنوب العراقي الّتي كانت تسمّى بـ( موسكو الصّغرى) لكثرة من فيها من شيوعيين ذكر أحد الشّعراء اسم جيفارا فصفّق الحاضرون، وجلّهم من جذور وأهواء يساريّة ، وانتهت عاصفة التّصفيق باستثاء

أحد الشيوعيين الّذي ظلّ مستمرّا في التّصفيق ، وحين سُئل عن سبب استمراره قال : إنّه عطشان للتّصفيق لأنّه لم يصفّق منذ زمن طويل !
حالنا أصبحت كبيرة الشّبه بحال ذلك الشّيوعي، فنحن مصابون بجوع مزمن للتّصفيق لأنّنا لم نجد من يستحقّ أن نصفّق له منذ عقود!
تصفّحنا الوجوه والأسماء والقامات فلم نجد من بينها اسما لامعا، ولا وجها صبوحا بشوشا يأسرنا ويجعلنا نتفاءل به ونتوسّم خيرا، أمّا القامات فليس بينها قامة طويلة تجعلنا نرفع رؤوسنا إلى الأعلى لكي نراها !
التّصفيق يأتي بعفويّة مثل الضّحك أوالبكاء بل هو أشبه بالهتاف حين يصدر من شخص امتلأ حماسة حتّى فاضت حماسته من دواخله فتحوّلت إلى هتاف بصوت عالٍ ، أو تصفيق بكفّين تحمرّان أحيانا فرط مواصلة التّصفيق!
جملة واحدة من زعيم يأسر القلوب والأفئدة والعقول تجعل الجّمهور يصفّق حتّى يُضطرّ ذلك الزّعيم إلى التّوقّف عن خطابه بانتظار أن تهدأ عاصفة التّصفيق!
من عاش عصر الزّعماء الكبار مثل عبد النّاصر وعبد الكريم قاسم وبومدين وماو وخروتشوف وتيتو يتذكّر كيف كانت الأكف تحمرّ فرط التّصفيق لأولئك الّذين يلهبون المشاعر ويتملّكون القلوب !!
سؤال كبير: هل ثمّة من يستحقّ التّصفيق الآن ؟!
السّلام عليكم.

كلام الناس