سجع الانتخابات والتحالفات ووجع المحاصصة والتوافقات

سجع الانتخابات والتحالفات ووجع المحاصصة والتوافقات

بقلم: د.عمر الكبيسي

من أجل الامتيازات لا مانع من عودة الشراكة بين من تلبسوا بالوطنية وتحصنوا ب** لتعود العذابات.

ميدل ايست اونلاين
انتهت الانتخابات وبدأت معركة فرز الأصوات من أجل الفوز بالاستحقاقات التي ستؤهل لحائزيها المكاسب والامتيازات.

فالعملية كلها عملية عرض عضلات؛ فإذا ما أغلقت صناديق الانتخابات وتم الفرز بتأثير القوة والتزوير والتهديدات مزقت البرامج والإدعاءات والمزايدات وعاد المتنافسون المتضادون بالأمس الى لغة المحاصصة والتعيينات وإثارة الجدل والنزاع والأزمات.

ولا ضير أن تمضي الأشهر لفتح القنوات والاتصالات ليحقق كل متنافس منهم رغبة الذات ودفع ما عليه من استحقاقات للكتل والزعامات من قوت الأحياء واستحقاق الأموات وهكذا تمضي السنوات من أسوأ إلى سيئات في عراق الفدرلة والتقسيم والاحتلالات.

السيد المالكي مصرٌ على البقاء في السلطة وهدد بالجيش والمليشيات وأصحاب المشروع الوطني ما أن لاح لهم أمل الفوز حتى استبقوا النتائج بالاتصالات من أجل التوافق مع من كانوا يكيلون لهم بالأمس أفظع الاتهامات.

من أجل الامتيازات لا توجد اليوم خطوط حمراء لعودة الشراكات بين من تلبسوا بالوطنية وتحصنوا ب** لتعود العذابات من خلال المفاوضات والتسويات فيا لها من تناقضات!

العراقيون؛ يا من تدعون الوطنية؛ بأمس الحاجة إلى الخدمات وخرجوا للانتخابات متشبثين بأمل التغيير الموعود رغم التفجيرات والمداهمات وقدموا من أجل هذه الانتخابات الشهداء والدماء والتضحيات ليس من أجل أن تستغرقوا شهورا لتقاسم السلطات والوزارات.

راجعوا وعودكم وما أعلنتم من تعهدات أنهم بحاجة إلى التسريع بتشكيل حكومة تعوض عن ما مضى وفات وتنقذهم من الأمراض والآفات والبطالة والمعاناة والتلوث والإشعاعات والتهجير ورحيل الكفاءات والجوع والشتات وانتشار الرذيلة والمخدرات وتلوث البيئة وإزالة القاذورات وتعمل لدعم العلاج وتحسين المداواة وبناء المدارس ودور التأهيل والعوق والمستشفيات وعودة الكهرباء وتنقية الماء وتحسن المجاري وردم المستنقعات ودعم الزراعة واستصلاح التربة وتشغيل المعامل والتصنيع وصيانة الثروات واجتثاث الفساد والرشوات وتفكيك العصابات والمليشيات ورعاية الطفولة واليتامى والأرامل والأمهات وحفظ الأمن وإعادة الحياة فهل ستقوم بهذه المهمات حكومة الأحزاب والتوافقات وهل انتخبتم من أجل أن تتقاسموا الوزارات بصيغة الطوائف والاستحقاقات والأكثرية والكوتات لتعودوا بنا الى سالف التهريج والتسويف بحكومة الوحدة والتحالفات.

اتركوا إن كنتم صادقين خلافاتكم وصراعاتكم داخل البرلمان والقاعات وألزموا نوابكم باعادة ما شرعتم من دستور وقوانين وتشريعات وراقبوا الاداء بالمتابعات وتعهدوا ككتل وقوائم وائتلافات أن يبقى العراق موحداً وكفوا عنه خطر الأقلمة والتقسيم والفدراليات وأجمعوا على التصويت لتشكيل حكومة التخطيط والتنمية والمهارات واختاروا وزراء أكفاء مخلصين محصنين بالنزاهة ومن ذوي الخبرات دون التقيد ب** او العرق أو الانتماءات.

ها أنتم اليوم وقبل أن تعلن نتائج الانتخابات تعترفون بالتزوير واختراق العدادات والحاسبات وفساد المفوضية والهيئات وكأن السلطة التي حكمتنا لأربع سنوات لم تأت للحكم بنفس الصيغة والمقاسات وتلوحون لشعبنا بتكرار المأساة والتهديد بالانفلات والاقتتال من أجل الذات والتشبث بالسلطة بشتى الوسائل والتهديدات وتتشبثون ببقاء الاحتلال للاحتماء به والنجاة وتؤسسون لتوزيع المناصب وتشكيل الحكومة بنفس الوجوه والعقليات وكأن الأمة قد عقمت ولن يكتب لها التحرير ولا الحياة إلا بكم.

شعبنا لو وعيتم يستلهم المقاومة من عمق القهر والمعاناة وشعبنا يستذكر التاريخ ويدرك مصير الطغاة وشعبنا لن يصبر على فساد العملاء وظلم الغزاة وسيأتي يوم إن لم تدركوا حجم اللامبالاة وما اقترفتم بحقه من جرائم وإسفافات وعمالة سيسحقكم وسيهزمكم ومن معكم من جاء بكم وتحتمون بهم من جيوش وشقاة وتناسيتم تاريخ عراقٍ يشهد له بالملاحم والصولات وقوافل من شهداء وتضحيات وما قدم شعبنا في طريق التحرير من جولات وبطولات وما ستحققه مقاومته الباسلة من ملاحم ومعجزات لأن ما وعد الله به المؤمنين من نصرٍ قريبٍ آت.

د.عمر الكبيسي: كاتب من العراق