البيت الآرامي العراقي

قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا Welcome2
قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا Welcome2
قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا Usuuus10
قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60654
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا Empty
مُساهمةموضوع: قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا   قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا Icon_minitime1الأحد 29 يناير 2012 - 17:55

=========================


قصيرة / لقاء مع الشمس

سالم إيليا

نظر اليه المدير الإداري وخاطبه قائلاً ـ ـ ـ
ماذا قلتَ لي تحصيلك الأكاديمي ـ ـ ـ ؟
أجابهُ طالب التعيين ـ ـ ـ أنا حاصل على الدكتوراه في الإخراج الإذاعي والتلفزيوني ـ ـ ـ
ومن أينَ حصلتَ عليها ، سأله المدير ؟
أجابهُ : من فرنسا ـ ـ ـ
تمتمَ المدير بعباراتٍ قصيرةٍ وصلَ البعض منها الى مسامع طالب التعيين الذي أجابَ :
نعم ـ ـ نعم ، أنا أؤيدكَ يا سيادة المدير ، فليسَ لشهادتي الأكاديمية مكاناً عندكم ـ ـ ـ لكنني على إستعدادٍ للعملِ حتى كمساعدِ مخرجٍ !! ، فالفنان لا يعيرُ للمواقعِ الوظيفيةِ أية أهمية إلا بقدرِ ما يتعلقُ الأمر بتطوير موهبتهِ الفنية وعرضها على جمهورهِ !! ـ ـ
لم يُعجب هذا الرد المدير الإداري فعمد الى إشغالِ نفسهِ بالنظرِ الى بعض الوريقات التي كانت على مكتبه وكأنه لم يسمع أي حرف مما قاله طالب التعيين !! ـ ـ ـ ثمّ رفعَ رأسه مخاطباً المخرج وسائلاً سؤالاً من صلب عمله الفني: " لو أعطيناك سيناريو لعملٍ فني تلفزيوني وقرأته جيداً ، فبالتأكيد ستقسّم الأدوار على العاملين الذين لديكَ معرفة مسبقة بإمكانياتهم الفنّية من ممثلين ومصورين وعمال ديكور والى أصغر عامل في هذا العمل ـ ـ ـ اليس كذلك " ؟
أجابهُ المخرج ـ ـ ـ بالضبط ـ ـ ـ بالضبط ، فهذا ما سأفعلهُ !
أبتسمَ المديرُ إبتسامةً خفيفة لا تخلو من مكرٍ وخبثٍ ثُمّ أكملَ ما بدأه قائلاً ـ ـ ـ عظيم ، يبدو بأنّ أفكارنا متقاربة ، وأردف قائلاً: طيب ، ماذا لو أنّ أحد الممثلين الذين لا تعرف إمكانياتهم إتصل بك طالباً إسناد أحد الأدوار اليه حتى وإن كان ثانوياً ، فماذا سيكون ردّك ؟
نظرَ المخرج اليه وقد ساورته الشكوك وقال بحذرٍ ـ ـ ـ سأقول له إنتظر ربما ستحصل على فرصتك في عملٍ آخرٍ !
إستغلّ المدير هذه الإجابة فإزدادت إبتسامته التي أظهرت إنيابه وكأنها أنياباً لحيوانٍ مفترسٍ قائلاً : هذا هو حالنا في التلفزيون يا صديقي ، فجميع الأدوار موزعة بالضبطِ كأدوار أي عمل فني آخر فلا مكان للمبتدئين بيننا ـ ـ ـ
القى المُخرج تحية المغادرة على المدير بكلِ أدبٍ وغادرَ غرفته دون أن يَعلم في أي إتجاه قادتهُ قدماهُ ـ ـ ـ أبْطأ قليلاً حين شاهد الممثلون وهُم يرتدون ثياباً تاريخية ويتنقلون من هذه الغرفة الى تلك ـ ـ ـ أدرك حينها بأنه قد سلك الإتجاه المعاكس لبابِ الخروجِ من بناية التلفزيون ، حيثُ أوصلته قدماه الى مجمع الإستوديوهات الرئيسي !! ـ ـ ـ نظر الى تلك الوجوه التي لم يترك عامل المكياج فيها أي ملامح لوجوههم الحقيقية !! ـ ـ ـ أراد أن يفعل مثلهم في إخفاء وجهه الحقيقي ! ـ ـ ـ شعر بأنه لا يقوى على التنفس ـ ـ ـ سارع بالخروج باحثاً في الممراتِ الضيقةِ عن الباب الذي سيوصله الى الخارج ـ ـ ـ تحسس جيوبه باحثاً عن علبة السيكاير التي لا يتذكر بإنها قد فارقت أحد جيوبه يوماً ما ـ ـ ـ أشعل سيكارة وإستنشق دخانها بعمق ـ ـ ـ أحس بأنه قد أتى عليها بنفسٍ واحدٍ فقط !!ـ ـ ـ أشعل ثانية وثالثة ـ ـ ـ إستمر في تفكيره وهو يقود سيارته عائداً الى دارهِ ـ ـ ـ تـُرى لماذا أصغى الى أحاسيسه وموهبته ـ ـ ـ لماذا لم يختار كليّة الهندسة خاصة وإنّ مجموع درجاته كان يؤهله لنيلها !! ـ ـ ـ توقف فجأة ـ ـ ـ نظر يميناً ويساراً ـ ـ ـ لقد ظلّ الطريق الى دارهِ !!! ـ ـ ـ نظر من خلال الزجاجة الأمامية الى عنانِ السماءِ حيثُ كانت الشمس ترسل بأشعتها المُلتهبة الى سطح الأرض ـ ـ ـ فكّرَ قليلاً ثم أدار محرك السيارة مرة أخرى متجهاً غرباً ـ ـ ـ لابد أنه سيلتقي الشمس لو إستمر في السير ( قال مع نفسه ) !!! ـ ـ ـ وجد نفسه بعد مُدّة من الزمن وقد إجتاز حدود مدينته !! ـ ـ ـ إستمر في السير وعينيه لا تفارقان قرصها ـ ـ ـ لا يعلم كم من الوقت مضى ـ ـ ـ ربما ثلاث أو أربع ساعات أو أكثر ـ ـ ـ لا يعلم فقد توقف الزمن عنده !!! ـ ـ ـ توقفت سيارته لنفاذ وقودها ـ ـ ـ ترجّل ونظر الى الشمسِ حيثُ إقتربت منه أكثر !! ـ ـ ـ أسرع الخطى اليها ـ ـ ـ عَلت وجهه إبتسامة عريضة حين شاهدها تنخفض بمسارها نحوه !! ـ ـ ـ غمرتهُ سعادة كبيرة ـ ـ ـ أسرع في خطواته أكثر مجتازاً بعض المروج المتصلة بحقولٍ أخرى مهجورة قد غطتها الأعشاب البريّة ـ ـ ـ نظرَ الى الأفق حيثُ لم يبقى إلاّ مسافة قصيرة ليلتقيها !! ـ ـ ـ حاول الإمساك بأشعتها الذهبية ـ ـ ـ بدأ بترديد ما قاله الشاعر : مَن رامَ وصل الشمس حاك خيوطها سبباً الى آماله وتعلقا !! ـ ـ ـ توارى جسده في خط الإفق بين السماء والأرض غارقاً في الظلمة التي بدأت بالإنتشار بين جزيئات الفضاء .
نظرت زوجته الى ساعتها اليدوية وقد بدا عليها القلق ـ ـ ـ هبط الظلام وهي لا تزال واقفة على عتبةِ باب الدار تنتظر رجوعه ـ ـ ـ مرّت الأيامُ والأشْهُر والسنون وهي لا تزال تنتظره عند الغروب على عتبةِ الباب متأملة عودته !!.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة قصيرة : لقاء مع الشمس : سالم أيليـا
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: