البيت الآرامي العراقي

د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  Welcome2
د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  Welcome2
د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
anton
عضو شرف الموقع
عضو شرف الموقع
anton


د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  Usuuus10
د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  8-steps1a
الدولة : لبنان
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 1319
تاريخ التسجيل : 25/08/2011
الابراج : العقرب

د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  Empty
مُساهمةموضوع: د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..    د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..  Icon_minitime1الجمعة 3 فبراير - 21:53



د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..
30/01/2012

إذا أردت أن تعرف ماحدث في العراق عام 1917 فأقرأ ماحدث له عام 2003 [1]
د. علي الحديثي*


وأنا أقرأ هذا المقال وجدتني أعود لأبحث فيه ثانية عن المعلومة التي ما قبلها كي أفهمها على أقل تقدير, وإذا بي أبحث عن التي ماقبلها فالتي قبلها, حتى أدركت أن الصورة سوف لن تكتمل معي إلا إذا أحطت بالموضوع منذ البداية. لأنها عبارة عن سلسلة من الأحداث التي تكمل بعضها.


لذلك, سوف لن أبدأ معكم من حيث أنتهى صاحب المقولة أعلاه (روبرت فيسك), بل سأعود بكم ربما أبعد من ذلك, فإذا أردتم أن تعرفوا ماحدث في العراق عام 1917 فلابد من الوقوف على ما حدث له عام 656 هـ يوم كان سقوط بغداد الأول.


وأكون قد وفرت على القارئ الكريم الجهد ليفهم أن لهذا الموضوع تفاصيلاً قد لاتسعها صفحة أو صفحتان في مجلة غراء مثل هذه المجلة, لذلك مشكورة إدارتها بالموافقة على نشر القصة تباعاً وإن أختلف المضمون, لكن النتيجة واحدة.


فالحديث عن بغداد من السيادة الى السقوط سنتناوله إذا في ثلاثة أعداد متتالية: نخصص الأول منها لسقوط بغداد الأول سنة 656 هـ على يد المغول التتار والأسباب التي دعت لذلك, ونتناول في الثاني منها أسباب سقوطها الثاني عام 1917م في يد بريطانيا وماترتب عليه من آثار قانونية وسياسية في بناء الدولة العراقية, لنكمل بحث الجزء الثالث والأخيرمن القصة عن سقوطها عام 2003 في يد الأمريكان ومارافق ذلك من تداعيات وأحداث خطيرة أثرت ليس على العراق وحسب بل وعلى الأمة العربية جمعاء. راجياً الأفادة !


القصة الأولى: بغـــداد النشأة والسقوط الأول سنة 656 هـ


بغداد كما وصفها أغلب الشعراء والكتاب هي (مصر الاسلام، وبها مدينة السلام, ولأهلها الخصائص والظرافة، والقرائح واللطافة، هوائُها رقيق، وعلمها دقيق, كل جيد بها، وكل حسن فيها, وكل حاذق ٍمنها، وكل ظرفٍ لها, وكل قلب إليها، وكل حرب عليها)[2].


لذلك وقبل أن نبدأ بسرد التفاصيل دعونا نتعرف على بغداد! فمن هي وكيف أصبحت بغداد خلال فترة زمنية وجيزة عاصمة للخلافة العباسية ومركزاً للحضارة والأقتصاد الأسلامي في الشرق ؟ من ذا الذي لايعرف بغداد الحبيبة ! مدينة ألف ليلة وليلة, بغداد المنصور والرشيد والقائد الشهيد. بغداد في زمن الرشيد غدت المدينة الأكبر في العالم حيث بلغ تعداد سكانها المليون نسمة, وهي بذلك كانت أكبر من باريس التي لايتجاوز سكانها آنذاك 600.000 نسمة, وأكبر من القسطنطينة (أسطنبول)عاصمة الأمبراطورية الرومانية وكذلك البيزنطية التي لايتجاوز عدد سكانها آنذاك على 300.000 نسمة.


النشأة والظهور


في عام 755م أي 138هـ عندما أنتقلت الخلافة من بني أمية الى بني العباس, أصبح ذلك التأريخ يشكل نقطة تحول كبيرة في تأريخ الأسلام والمسلمين, بسبب ثورتهم الأولى ضد الفساد والطغيان, فكانت بحق ثورة لاتقل شأناً عن الثورة الفرنسية أو حتى الروسية في الغرب.


فأصبح أبو عبد الله السفاح الخليفة الأول للدولة العباسية الجديدة, ثم أعقبه أخيه أبو جعفر المنصور ليكون سيد الأمبراطورية العربية بلا منازع وهو يقارب على الأربعين من عمره, فكان رجلاً ذكياً حاذقاً وسياسياً محنكاً, حُرِّمت في عهده كل أنواع اللهو والغناء والطرب التي أبتدعتها الدولة الأموية.


وبدأ في بناء الدولة الجديدة التي أمتدت أطرافها من الصين شرقاً وحتى المحيط الأطلسي غرباً, فأسسس عاصمتها المجيدة "بــغداد" على ضفاف دجلة والفرات وذلك في عام 762م, فجلب لها المعماريين والمهندسين والبنائيين من كل بلاد الدنيا, وأشرف بنفسه على بناءها حتى أنه سماها "مدينة السلام" تيمناً بالجنة, فكانت بغــداد هي فعلاً مدينة السلام.


وازدهرت بغداد وذاع صيتها ولمع نجمها وأرتفع شأنها وعلا مجدها وعزها, حتى أصبحت في زمن هارون الرشيد عاصمة الدنيا, فهي مطلب العلوم ومركز التجارة والأقتصاد. كان عهداً ذهبياً بحق, قوامه النهضة الفكرية والعلمية والعمرانية ليس في بغداد وحسب بل وفي كل الأمة الأسلامية التي عاشت زمن الرشيد عهد المجد والعز والعلم والمعرفة, عاشت البناء والتقدم والسطوة والسياسة.


فبغداد الرشيد التي لم تمضي ثلاثون سنة على تأسيسها, أضحت رمز الإزدهاروالتقدم الذي لم يعرف له مثيل في ذلك التأريخ. لذا بقي عهد الرشيد بسنواته الثلاث والعشرون هو العصر الذهبي للدولة العباسية والحضارة الأسلامية بلا منازع, وبقيت الأجيال المتعاقبة حتى اليوم تحتفظ دائماً بما يزين عصر الرشيد من المحاسن وتهمل مايشينها من المساوئ.


بداية النهاية


وما إن رحل هارون الرشيد حتى أخذت ظاهرة الإنشقاقات بالظهور خاصة بين أبناءه من الأمين والمأمون, وإنتشرت حركات التمرد الديني من قرامطة وزنج وغيرهم, فنجحوا في تفتيت وحدة الأمة العقائدية وضياع مجد الدولة الإسلامية وإثارة النعرات القومية والطائفية, فضلاً عن إشاعة الفوضى الفكرية والإجتماعية والإقتصادية وحتى السياسية. فبعد أن كانت هذه الأمة في أوج عظمتها وإزدهارها, إذ حكمت العالم الأسلامي المترامي الأطراف لخمسة قرون متتالية, أخذت بالتمزق والإنشقاق والضعف, فأستهانت وأستهان بها أعدائها, فكانت بداية السقوط والإنهيار لهذه الأمبراطورية العظيمة, ثم مالبثت أن سقطت أسوارها عندما سقطت بغداد في الأول من صفر عام 656هـ على يد المغول التتار.


لقد تمكنت الدنيا وتجرأت على بغدلد (تماما كما تمكنت منها عام 2003 على يد علوج الأمريكان) رمز الأمة وعزتها وعاصمتها الإسلامية, فسرقت كنوزها وهدمت جوامعها وحرقت كتبها وأستبيح كل شيء فيها ولم يسلم منها حتى الرضيع, فلاحرمة لشيخ كبير أو أمرأة ضعيفة أو طفل صغير, فقد قتل في بغداد كل شيء حي (قتل فيها مليون مسلم). لقد قتلوا بغداد, ناهيكم عن ماحصل للخليفة من ذل وأمتهان, فقد قتلوا الجميع أمام عينيه من الوزراء والأعيان وأصحاب الرأي والحكمة وفقهاء وعلماء الأمة الإسلامية أمثال الشيخ محي الدين بن الجوزي, فلم يرقب المغول التتار في أي مؤمن ٍإلاًّ ولا ذمةً. فكانت أربعيناً من الليالي المظلمة السوداء عاشتها بغداد السلام عزلاء. لقد سال فيها من الدماء مايكفي لتكون أرضها حمراء, بل حتى نهر دجلة أصبح لونه أحمراً لكثرة الدماء. وأنتشر المغول في بغداد (تماما كما فعل الأمريكان) بوجوههم القبيحة الكالحة كالجراد الأسود, ولم يتركوها إلا وهي قاعاً صفصفا جرداء.


أسباب السقوط


عندما يسود الظلم في أية دولة من العالم وكذلك الإمتهان والفقر, ويبتعد الحاكم عن ذكر الله وعن العباد والبلاد, ولا يشغله شاغل إلا إمتاع الذات بالملذات والشهوات وجمع المال واللهو مع الجواري في حفلات الرقص والغناء. فليعلموا أنه قد آن الآوان لهلاك السلطان. هكذا كانت الدولة العباسية أواخر عهدها, فسلط الله تعالى عليهم أذلة الناس (همج رعاع) لاعهد لهم ولا وفاء هم المغول التتار ومن على شاكلتهم.





لقد ضعفت هذه الدولة بعد وفاة هارون الرشيد, وتفتت وحدتها. فضلاً عن ظهور الحركات الشعوبية للخروج عن سلطة الدولة العباسية, خاصة وأن الخليفة المستعصم بالله قد أنصرف عن كل قيم الإسلام, وأنشغل باللهو وحفلات الرقص والغناء, وترك إعداد الجيش "العربي" وتقويته وتجهيزه لحماية الحدود والجهاد, فضلاً عن قلة الحزم مع حركات التمرد والإنفصال ومن أعلن منهم الإستقلال. كما ترك أهل الرأي والمشورة من أصحاب الخبرة وأهل العلم من الفقهاء والعلماء. وأستهان بقوة الأعداء فتآمر الخونة من الوزراء والمقربين الذين يفترض إنهم أمناء أمثال مؤيد الدين العلقمي وغيره من الخارجين عن الدولة آنذاك, فكانت النتيجه هي الخسران والذل والهوان.


وبقي التساؤل الذي يحير الأذهان, لماذا قبل الخليفة المستعصم بالله على نفسه أولاً وعلى أمته وشعبه كل هذا الخذلان ؟ وماذا قال في نفسه وهو حفيد المجد هارون الرشيد! خاصة وأنه شاهد كل ماجرى بأم عينيه قبل أن يقتل رفساً بالأقدام ؟ تصوروا ! لقد طرحوا خليفة المسلمين على الأرض وقتلوه ضرباً بالركل والأقدام (فأي ذُل ٍومهان), بل أي حسرة وخسران. لابد وأنه قال في نفسه ياليتني كنت نسياً منسياً, أو ربما قال بعد فوات الآوان ماأغنى عني ماليه هلك عني سلطانيه, أو قال لو كنت أخاف ربي قليلاً ! وحفظت شعبي من ظلمي وسطوتي ! أو ربما تذكر الأمانة في خلافة الأمة والتي فرط بها وأضاعها بعد فوات الأوان. بل ربما قال في نفسه أيضاً ياليتني إنشغلت بما لا يغضب الله تعالى فأكرمت الإسلام وعظمت العلماء وفقهاء المسلمين. لما كان هذا حالي. ولكن سبحن الله من سيفهم الدرس!


فالحقيقة, أن الخليفة المستعصم بالله لم يسقط, بل سقط كل من لايرقب الله في شعبه وأمانته, وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة, لأن بـغداد هي عنوان الأمة وهويتها الأسلامية الخالدة.


وهكذا نكون قد أوجزنا سقوط بغداد الأول في الفصل الأول من هذه القصة, لنلتقيكم بإذن الله في العدد القادم لسرد الفصل الثاني من قصة بغداد من السيادة الى السقوط.



* الأكاديمية العربية الألمانية للدراسات والتعليم المفتوح


الهوامش
روبرت فيسك مراسل صحيفة الأندبندت البريطانية في الشرق الأوسط.[1]
أنظر, المقدسي البشاري, أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم, 41/1.[2]




الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
د. علي الحديثي: وبغداد كذلك لم تسقط بل سقطت كل الأمة ..
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الاخبار العامة والسياسية General and political news :: منتدى المنبر السياسي والحوار الهادئ والنقاش الجاد الحر Political platform & forum for dialogue & discussion-
انتقل الى: