اتحاد الكره العراقي... والحلول الناقصه!!

اتحاد الكره العراقي... والحلول الناقصه!!



13-02-2012 | (صوت العراق) بقلم الدكتور كاظم العبادي
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
يبدو اننا متفقون على ان من يريد ان يقدم انصاف الحلول او انصاف الحقائق لابد في النهاية ان يلجأ الى هذا الحل الذي اخترعته في زمن ما مؤسسات الدولة في العالم التي نشأت في ظل ازدهار العلم وتطور الاقتصاد منذ ايام الثورة الصناعية في اوروبا والغرب حيث اقتضت ضرورة البحث عن الحقيقه الى اسناد التحقيق الى مجموعة من الموظفين او العاملين في الادارات العليا كلما عنت مشكلة مالية او ادارية ما او تسبب احد ما في خلل ما وقد بدا في البداية ان هناك ثمة نزاهة وصدق في كل تحقيق كانوا يلجؤن اليه انذاك ولكن لما تنامت ظاهرة الفساد واستشرت محاولات الخديعة والتحايل ولاسباب تتعلق بالمحسوبية والمنسوبية اصبحت هذه اللجان وسيلة لتبرئة الملوثين وابعاد صورة الادانة عنهم والصاق التهم الى من لاسند له ولاظهر يحميه حتى تحولت اية لجنة يتم تشكيلها لمثل هذه الاغراض مدعاة للسخرية والاستهزاء حتى وان ظلت حجة وسندا يلجأ اليه من لا يريد اظهار الحقيقه وكشف المسؤولين الحقيقيين المتورطين وهكذا لم يجد اتحاد كرة القدم العراقي امام السيل الهائل من الانتقادات التي اعترضت على طريقة ادائه وقيادته للاتحاد نقول لم يجد اتحادنا لتحقيق رغبته في غلق ملف قضية المنتخب الاولمبي واسدال الستار على ما يراه الاتحاد بابا لفتح ملفات اخرى قد تكون اكثر سوءا من ملف المنتخب الاولمبي سوى اللجوء الى الحل الاوحد الذي اشرنا اليه انفا والمتمثل بتشكيل لجنة داخلية يعتقد انها ستكون محايدة ومنصفة ونزيهة, ولكننا نرى وعلى عكس ما يراه الاتحاد ان هذه اللجنة ستكون غير محايده ولا منصفة واننا نتوقع لها ان تخرج بقرار يستثني المسؤولين الكبار ويضع اللوم والمسؤولية كاملة على الصغار الذين سيرضخون الى قرارات اللجنة والاتحاد كما هي العاده دائما ولا يدري الاتحاد انه بتصرفه هذا قد فتح شهية النقاد والمنتقدين, وشجع جميع فئات الشعب العراقي ابتداءا من اعضاء البرلمان الى ابسط مواطن عراقي على المطالبه بتصحيح مسار الكرة العراقية والعمل الجدي والحازم على تثبيت الاسس والمعايير الصحيحه لتطوير الكرة العراقية.

لقد نجحت بالفعل الاصوات الشريفة الصادقه التي ارتفعت للاعتراض والانتقاد بالضغط على اتحاد الكرة في اطلاق مبادرة غير مدروسة وغير واقعية وغير كافية وغير منطقية بتشكيل لجنة داخلية الغرض منها في النهاية انقاذ الاتحاد من الورطة التي هزت البيت الكروي وزعزعت اسسه واركانه بعد ان كشف الاتحاد عن ضعف قاتل في الاداء وبعد ان خشي من ان تطيح به هذه الورطه التي لم يحسب لها حساب ولن يخفى على المتابع العراقي اللبيب ان هذا الاجراء الذي اتخذه الاتحاد وان كان في قناعته هو القرار الذي يترتب عليه اتخاذه الا اننا وكما المواطن العراقي لازلنا نعتبره حلا ناقصا لعدم امكانية ضمان النزاهه والحياديه في مثل هذه اللجان .

اللجنة المقترحة برئاسة نائب رئيس الاتحاد عبد الخالق مسعود لن تكون مستوفية لشروط الحيادية ولن تقنع الرأي العام العراقي بقراراتها ونتائجها التي نعتقد انها ستدعو لا محالة الى تبرئة اتحاد الكرة العراقي واعضائه ومدرب الفريق وسيتم القاء المسؤولية على لجنة العلاقات العامة بالاتحاد واللاعب المدافع فيصل جاسم المطالب بحفظ عدد الانذارات التي حصل عليها (شجاعة ورجولة نادرة من اتحاد الكرة بالتهرب من المسؤولية ... ولعل الاتحاد لا يتذكر كيف كان المرحوم الشيخ فهد الاحمد حريصا على عدم تحميل المنتخب الكويتي او افراده اي مسؤولية عن خسارة المنتخب او اخفاق احد لاعبيه وانما كان هو من يتحمل المسؤولية بالكامل).

ان تعثر المنتخب الاولمبي في التصفيات التاهيلية الى اولمبياد لندن 2012 لا يرتبط فقط بظروف اعتباره خاسرا في مباراته امام الامارات التي كان قد فاز بها ... لان الاتحاد الدولي حتى لو تراجع عن قراره وثبت فوز العراق فان العراق لن يتمكن من الصعود لان الفريق غير قادر على حصد النقاط ... الفريق لم يتاهل منذ ان انيطت مهمة تدريبه الى مدرب لا يحمل خبرة مباريات بهذه الحجم ... والمنتخب كان قاب قوسين او اكثر من الاستبعاد بعد انكشاف حالة تزوير اللاعب مثنى خالد بعد انتهاء الدور الاول من التصفيات وكيف تستر الاتحاد الدولي على الواقعة, وربما هناك حالات اخرى ستكتشف تباعا رغم ان وزير الشباب والرياضة العراقي كان قد اعلن ان التزوير في اعمار اللاعبين جريمة يعاقب عليها القانون العراقي لكنني لم اسمع عن تطبيق فعلي لها.

ان اجماع العراقيين على خطا اتحاد كرة القدم يدعو الى فتح تحقيق كامل عما جرى من قبل جهات حيادية تتولى التحقيق مع الجميع ولا تجامل احدا هذا اذا اراد الاتحاد العراقي ان يثبت فعلا براءته ونزاهته بحق اغفال تسجيل الانذارين, كفاءة المدرب, عدم وجود التزوير في صفوف المنتخب الاولمبي ... ليساند الشعب العراقي من يستحق الدعم والتاييد او الشجب والادانة من كان وراء الاخطاء.