مثنى حميد مجيد .ولَكُم يا خضير الخزاعي في قوّاد بغداد أسوةً حسنة

مثنى حميد مجيد .ولَكُم يا خضير الخزاعي في قوّاد بغداد أسوةً حسنة

15/02/2012

لو كنتَ ياخضير الخزاعي شهما وتعتز بالشرف الوطني المتمثل بكرسي نيابة رئاسة العراق والعلم العراقي الذي يزين منصبك السيادي لقمت من مكانك بكل رجولة وأعلنت بأعلى صوتك: يا أهل العراق أنا مرجعيتي السيد الخامنئي الإيراني لا أعصي له أمرا وحين كنت وزيرا للتربية حوّلت المدارس والمعاهد والمناهج التي طبعتها في ايران إلى نسخ إيرانية في كل صغيرة وكبيرة وحرمت الغناء والسفرات وفرح الشباب وألبست السواد للطالبات وفصلتهن عن الطلاب وعممتُ الحزن والإرهاب بحيث حتى الطالبات من غير المسلمات لبِسْنَ الحجاب وهن سعيدات صاغرات لأوامر مرجعيتي العظمى الخامنئي سيدي ومولاي الذي أحلم أن أحظى يوما بشرف تقبيل كفّه الشريف مثل زميلي المحظوظ هادي العامري. أنا ببساطة أيها الناس عميل بكل ما تحمل الكلمة من معنى وهذا إختياري الشخصي الذي لا أخجل منه وجلوسي في كرسي منصبي الحالي هو إهانة لرمزيته وإهانة للسيادة والوطنية ولذلك فأنا أقدم إستقالتي بكل شرف وصدق.

أنت تستطيع أن تفعل ذلك ياخضير ، ياحارس عرين السيادة العراقية ، إذا تفكرت مليا وأخذت العبرة من سائق تكسي عراقي بسيط دفعته ظروف حياته البائسة وغلاء المعيشة إلى أن يعمل قوادا وفي أحد الأيام مرَّ بسيارته في حي شعبي على بضعة نساء أشَّرنَ له لنقلهن فرفض فسأله أحد المارة لماذا رفضت نقلهن أليس هذا واجبك فقال له السائق بروح عراقية مليئة بالشهامة: أخي العزيز أنا أعمل قوّادا وكل الناس تعرفني وتعرف مهنتي وهاتي النساء شريفات كريمات فإذا نقلتهن بسيارتي فسوف أُسيء لسمعتهن ، صحيح أنا قوّاد لكني إنسان وأعرف حدودي ومسؤوليتي تجاه كرامة الآخرين وشرفهم.فهل تتعظ يادكتور - أيباه دكتور !! - خضير الخزاعي بحكمة هذا القوّاد الشريف وتتخذه مرجعية حقيقية لك ترفعك عاليا في سلَّم الصدق والشهامة فتقول بأعلى صوتك مثله: ياناس أنا عميل لدولة غير دولتكم العراقية ووجودي بهذا المنصب الرمزي تدنيس وتنجيس للسيادة والدستور والعلم الوطني العراقي.أيها الناس أنا الدكتور خضير أعلن إستقالتي إحتراما لكم ولعقولكم ولدولتكم.