ذات يوم أراد جحا أن يعمل قاضيا للمدينة ، فذهب إلى الحاكم وطلب منه أن يعيِّنه قاضيا ولم يكن في مناصب القضاء مكان خالي في ذلك والوقت .
اعتذر حاكم المدينة لجحا ، ووعده أنه سوف يعينه في منصب القضاء عندما يخلو مكان ، فقبل جحا اعتذار الحاكم وخرج على أمل أن يعود له بعد أيام .
وبعد أيام عاد جحا يطلب الوظيفة من الحاكم ، فاعتذر له، فقال جحا : ياسيدي لقد جئت أذكرك بوظيفة خالية لا طالب لها ولا رقيب ، وتساعدك في الأشياء التي يصعب حلها .
سأل الحاكم جحا : وماهي تلك الوظيفة . فقال جحا : أرجو أن تعيني ( قاضي ظل ) . فأعجب الحاكم بهذا العنوان ، وأشار إلى غرفة مواجهة لغرفته ، وقال لجحا : عينتك قاضيا للظل وهذه غرفتك .
دخل جحا تلك الغرفة ، وقعد في زاوية منها ، ووضع أمامه صندوق ، وجعل عليه أدوات كتابيه وأوراقا كثيرة ، وكان يأتي إلى تلك الغرفة كل يوم من الصباح إلى المساء .
وذات يوم ، دخل على الحاكم رجلان، أحدهما يمسك بملابس الآخر، وقال للحاكم : ياسيدي ، إن هذا لا يعطيني حقي ويريد أن يظلمني . فسأله الحاكم عن قصته وقضيته .
قال المدعى : لقد قطع هذا اثنين وثلاثين قنطارا من الحطب أمامي . وكنت أشجعه وأقويه بقولي : ( هيه يا عمر .. هيه يا عمر ) فاقتنع بمساعدتي وتشجيعي ، ولم يعطني شيئا من الأجرة التي أخذها .
سأل الحاكم المدعى عليه عن صحة ما ذكره المدعى ، فأجاب المدعي عليه مصدقا كل ما ذكره ، وفلم يستطع الحاكم الفصل في هذه الدعوى، وفكر قليلا، ثم تذكر قاضي الظل جحا.
قال الحاكم للرجلين : نحن لا دخل لنا بمثل هذه الدعوى ، وإنما اذهبا إلى ( قاضي الظل جحا ) الجالس في الغرفة المواجهة لنا ، فهو الموكل عندنا بالحكم في مثل هذه الدعوى .
ذهبا الرجلان إلى جحا في غرفته ، ووقف الحاكم وراء الباب ليسمع كيف سيفصل جحا بين الرجلين وما الحكم الذي سيحكم به في هذه القضية الغربية ؟ .
استمع جحا إلى كلام المدعي عليه ، وعرف تفاصيل القضية وأدرك أن المدعى لم يفعل شيئا ، غير أنه جلس يشجع المدعى عليه بمجرد الكلام فقط ، ولم يساعده في العمل ولا قطع الحطب .
راح القاضي جحا يفكر كيف يحكم في هذه القضية ، وكيف يرضى المدعى وفي نفس الوقت لا يظلم المدعى عليه ، ولا يأخذ من أجرته التي يستحقها شيئا .
بعد تفكير ، قال جحا للمدعى عليه : أعطني ما أخذت من الأجرة . فظن الرجل أنه سيعطيها للمدعى، فقال : ليس له حق في أجرتي ، فأمره جحا أن يسكت ويعطيه الأجرة بلا نقاش فأعطاها له.
أمسك جحا الداهم ، وألقى بها على الأرض ، فأحدثت صوتا فقال جحا للمدعى عليه : خذ دراهمك ، ثم قال للمدعى : وخذ أنت صوتها لأنك شجعته بصوتك ، فصوت الدراهم هو الأجرة التي تستحقها .
ضحك الجميع ، وخرج المدعى والمدعى عليه وهما راضيان وتعجب الحاكم من ذكاء جحا ، فنقلته من وظيفة قاضي الظل إلى وظيفته قاضي المدينة !.
>> منقول >>
عدل سابقا من قبل نادر البغدادي في الثلاثاء 21 فبراير 2012 - 21:24 عدل 1 مرات (السبب : وردت عبارة القضي في رأس العنوان خطأ ! والصحيح هو : القاضي , آيفين ...)
كريمة عم مرقس عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 24429مزاجي : تاريخ التسجيل : 31/01/2010الابراج :