| | رجال من بلدتي بخديدا ( ضمن سلسلة مقالات الكاتب) | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
ججو متي موميكا عضو شرف الموقع
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 233 مزاجي : تاريخ التسجيل : 26/12/2009 الابراج :
| موضوع: رجال من بلدتي بخديدا ( ضمن سلسلة مقالات الكاتب) الأحد 26 فبراير 2012 - 17:43 | |
| رجال من بلدتي بخديدا ضمن سلسلة مقالات الكاتب ((سير وذكريات )) الحلقه الثامنه (( الخور اسقف المرحوم فرنسيس لاسو جحولا )) ججو متي موميكا كندا ( فلا اتبرّر بالشريعه , بل بالأيمان بالمسيح , وهو التبرير الذي يمنحه الله على اساس الايمان, فأعرف المسيح واعرف القوة التي تجلت في قيامته وأشاركه في آلامه واتشبّه به في موته على رجاء قيامتي من بين الأموات . ) من رسالة القديس بولس الرسول الى كنائس غلاطيه_فيلي 3 هناك وعلى بعد 35 كلم جنوبي مدينة نينوى الاثريه وعاصمتها الموصل يجثو دير اثري شاهق ورائع في بنيانه وحلّته متألقا فنّا وجمالاومتميّزا بمكانته الجغرافيه والدينيه والتاريخيه وهو شاهدعلى المسيحيه وقدمها وعراقتها في العراق ترعرعت ونمت على مر العصورفي الايمان على يدالرسل والمبشرين وبفضل البطاركه والمطارنه واساقفة الكنيسه وكهنتها ...هنالك وعلى مقربة من دولة سنحاريب الاثريه في النمرود وعلى تلّة صغيره قرب دجلة الخير يربض دير (( ماربهنام الشهيد واخته ساره )) حيث يحتضن(( دير الجب و دير الخضر )) كما تحلو تسميته لجيرانه الذين يكنّون له كل الاحترام والقدسيه والاجلال وعلى مر العصور ...سميّ بدير الخضر نظرا لموقعه بجوار قرية الخضر والبساطليه ولكنّه اشتهر بأسم (( دير مار بهنام الشهيد )) لانه يحوي ضريح الشهيد ماربهنام واخته ساره واربعين شهيدا من جنوده حيث استشهدوا من اجل ايمانهم فكانوا رمزا للتضحيه والفداء . وانت تقترب من هذا الصرح الديني الشاهق وتتجوّل في اروقته وترتقي تلّه الترابي الاثري الذي يعلوه الصليب الحديدي حيث يتواجد نفقين متوازيين داخل المعبد مبنيين من الآجر يصلان الى صحن القبّه من الأسفل ويتألف هذا الصحن من غرفه مثمّنة الزوايا في شرقها قبر (( مار بهنام الشهيد)) على شكل مذبح تعلوه حنّيه نفيسه من المرمر يعود تاريخها الى سنة 1300 م ... في زوايا هذه الغرف وثنايا الانفاق واروقة البناء وامام المذبح وهيكل الكنيسه وفي ساحات الدير وبساتينه كان الزائر للدير كلما قصده يبحث عن جندي مجهول وحارس نذر نفسه خادما لمار بهنام الشهيد ولديره وابناءه ...كان السائح والقادم للدير يبحث عن مسؤول للدير ومحظوظ كان من يشفي غليله ويحظى بلقاء رجل الدير الاول وخادم روضته سعيد كان من تشرف بلقاء ابينا الفاضل راعي دير مار بهنام الشهيد عقودا يحفر بمسحاته ويشق ترعا وجداولا يسقي اشجار الزيتون الوارفه والمنتشره بكثرة في حدائق الدير كما تجده تارة اخرى يحمل منجلا ويحصد غلال الموسم او ويرشد السياح والضيوف ليقدم لهم شرحا مفصلا عن تاريخ الدير لكل من ينشد معلومة لتتوضح الصوره وتنجلي امام من يقصد الدير فيروي ظمأه عن هذا الصرح الديني العظيم . لم يكن دير مار بهنام الشهيد معلما دينيا فحسب وانما اصبح مأثره من مآثر العصر الحديث ورمزادينيا وحضاريا وعلميا شامخا بفضل جهود القائمين على ادارة مسؤوليته بدءا من ابينا الكبير الراقد على رجاء القيامه المطران حائك ثم بعده الآباء الافاضل الخورسقف افرام عبدال وبطرس شيتو ثم الخوري فرنسيس جحولا رحم الله ثراهم جميعا واسكنهم فسيح جناته قرب الملائكه والقديسين ليرفلوا في عزّ المجد والخلود وهم يرقدون في ثنايا الدير . ان دير مار بهنام الشهيد بفضل جهود القائمين على خدمته اصبح منارا وقبلة للزائرين حيث يؤمه المصطافون من كل حدب وصوب سواءا من خارج العراق او من ارجاءه فتجد طالب العلم والدارسين والعلماء والمؤرخين والسياح يجوبون اطرافه على مدار السنه حبا وشغفا لرؤية معالمه وآثاره كما تجد طلبة الدراسات العليا ينهلون من ينابيعه العلميه ومن مخطوطاته من اجل الحصول على معلومات نادره و كل معلومة مفقوده يعود تاريخها الى قرون ساحقه في القدم يجدون ضالتهم في مخطوطات مكتبة الدير الغنيه في هذه المصادر وفي لغات عديده بعد ان نالت هذه المكتبه حصتها من التبويب والفهرسه والتنظيم لتصبح ميسورة امام الدارسين والقراء لوفرة المراجع والكتب القيمه . لم يبق لنا في ختام هذه السيره الا ان نذكر مناقب ابينا الكبير والراحل على رجاء القيامه ونصلي من اجله فنعزّي انفسنا واهلنا وكل من عرف الفقيد بان يمن عليه الرب يسوع المسيح بوافر رحمته لنشارك عائلته الكبيره بدءا من الراعي الكبير سيادة البطريرك مار اغناطيوس يوسف الثالث والمطارنه الاجلاء بطرس موشي وجرجيس القس موسى وافرام يوسف عبا ورفيق دربه الاب لويس قصاب وبقية الكهنه والشمامسه والمؤمنين نشاطرهم احزانهم بهذا المصاب الجلل سائلين الله ان يسعفنا بالصبر والسلوان كما نعزي اهلنا في بغديدا جميعا واخص بالذكر (آل جحولا واقربائه ومعارفه جميعا ) بان يعوض للمسيحيه في بغديدا ولدير مار بهنام هذه الخساره بخلف صالح يواصل مسيرة الدير ويكمل رسالة مار بهنام الشهيد ليبقى عنوانا للتضحيه والفداء بالروح من اجل العقيده المسيحيه ومباديء سيدنا يسوع المسيح . ونحن نؤبن فقيدنا الراحل الخوراسقف فرنسيس جحولا لابد ان نذكر زيارته الاخيره الى امريكا وكندا في شهر آب 2010 لتفقد الرعيه بصحبة الاب لويس قصاب حيث كانت فرصه ثمينه التقى بها ابناء الرعيه واطلع على اوضاعهم حيث قدم قداسا احتفاليا مهيبا في كنيسة مار يوسف للسريان الكاثوليك في تورنتو نال اعجاب المؤمنين ...والمفاجأة كانت لكاتب المقاله عندما رنّ هاتفه وهو يكلم فضيلة الخوري فرنسيس جحولا في تورنتو ليشملنا بزيارته الابويه بصحبة الاب الفاضل ثائر عبا والشماس سعد موميكا حيث اثلجت قلوبنا حينها وسررنا بلقائه حيث شرفنا بزيارته الميمونه طمأنت الجميع وجمعتنا صورا تذكاريه من كامرته ... ولم يخطر ببالنا بانها ستكون آخر زياره للفقيد وهذه ارادة الله ... بقي ان نقول لكل من تألم وحزن على رحيل الاب الكبير الخوراسقف فرنسيس جحولا لاهله ومعارفه ...نم قرير العين ابانا الجليل جنب اخوتك في الايمان راقدا على رجاء القيامه وانت تصطف مع الاربعين رفيقا لمار بهنام الشهيد رديفا خلفهم تمتطي حصانا ابيضا بعد ان امتطيت صهوة المجد والخلود في صحن دير مار بهنام الشهيد فبصماتك لم ولن تزول من جدرانه ومهما يمر الزمان فانت خالد على امل القيامه مع المسيح ...آمين. الخور اسقف فرنسيس جحولا من مواليد قره قوش في الثالث من تشرين الاول 1937 ودرس فيها الابتدائيه ثم انتقل الى دير مار بهنام الشهيد عام 1949 للدراسه حيث قضى سنتان بعدها دخل معهد مار يوحنا الحبيب بالموصل عام 1951 لدراسة الفلسفه واللاهوت حتى رسم كاهنا في حزيران 1962 على يد المطران مثلث الرحمه قورلس عمانوئيل بني , بعدها عين معاونا لرئيس الدير لشؤون الميتم ثم نقل الى قره قوش عام 1965 لخدمة الرعيه بعد وفاة الاب بطرس شيتو رحمه الله . رقّي الى درجة الخورسقفيه عام 1984 فلبس الصليب ووشح بأزار الخورسقفيه حاملا شرف وقدسيه الدرجه الكهنوتيه بكل تفان واخلاص ونشاط منقطع النظير . عاش دير مار بهنام فترة رئاسة الخوراسقف فرنسيس جحولا عصرا ذهبيا حيث سطع نجمه عاليا وتلأ لأ كمصدر اشعاع ديني وتاريخي وعلمي وروحي مقدس فكان رسالة تزكيه لرئيسه ومديره طوال تلك العقود من الزمن والخدمه حيث تحمل فضيلته كل المسؤوليات والمشاكل رغم قساوة الظروف واختلاف الرؤى ليكمل رسالة من سبقه في خدمة الدير ومن وضع اللبنات الاولى في عمرانه وتجديد صرحه فكان خير خلف لخير سلف حتى رقد خالدا جنب رفاقه الكهنه ليزيد رحيله ثراءا ومجدا اتحفو ا بها ارشيف الدير ومكتباته وحلته . ها قد رحل الرجل العظيم تاركا بصماته على جدران الدير وهيكله ...ها قد رحل تاركا هذا الارث العظيم دون ان يتممه لان ارادة الله اقوى ولا راد لمشيئته لم يكن احباب اسقفنا الجليل يخطر ببالهم لاول وهلة رحيله المفاجيء بسبب وعكة صحية بسيطه اودت بحياته لكن مشيئة الله اقوى من كل الارادات فلقد رحل جسده الطاهر ليذرف عليه دموعا كل من عرفه ولا استثني احدا لانه ترك فراغا كبيرافي قلوب محبيه : (( جاهدت جهادا حسنا واتممت شوطي وحافظت على الايمان, وقد أعد لي اكليل البرّ الذي يجزيني به الرب الديّان العادل في ذلك اليوم . )) 2 طيم :4 :7_8 | |
| | | البيت الارامي العراقي الادارة
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 10368 تاريخ التسجيل : 07/10/2009
| | | | | رجال من بلدتي بخديدا ( ضمن سلسلة مقالات الكاتب) | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |