المعارضة الروسية تطالب بانتخابات رئاسية نزيهة

العربية.نت
شهدت موسكو تظاهرة احتجاجية، اليوم السبت، نظمتها حملة "من أجل انتخابات نزيهة" في شارع "ربات الجديد" في وسط العاصمة الروسية، وشارك فيها أكثر من عشرة آلاف متظاهر. وطالب المتظاهرون بإلغاء نتائج الانتخابات السابقة وإجراء انتخابات برلمانية ورئاسية عاجلة.




وضمت التظاهرة الاحتجاجية العديد من قوى المعارضة، بدءاً من أنصار حركة "يابلكو" وحزب "الشعب"، وحزب "روسيا العادلة" ونشطاء الجبهة اليسارية.

وحشدت أجهزة الأمن مئات من عناصرها، واستخدمت المروحيات لمنع التظاهرة من التحول إلى مسيرة تجوب شوارع موسكو.

وأكد ديمتري جودكوف أحد قادة حزب"روسيا العادلة" أن عمليات الاقتراع في الشرق الأقصى شهدت انتهكات واسعة، وأعلن أن لديه شهادات حية من مراكز الاقتراع تؤكد حدوث تزوير لإرادة الناخبين.

بينما اعتبر فلاديمير روشكوف زعيم حملة "من أجل انتخابات نزيهة" أن المرحلة القادمة تتطلب حشد طاقات المعارضة لإجبار الكرملين على إطلاق سراح المعتقلين السياسيين وإجراء إصلاحات سياسية جذرية، تتمثل في استقلال القضاء وإعادة هيكلة أجهزة الأمن لتصبح في خدمة القانون وانتخاب حكام الأقاليم وإلغاء انتخابات البرلمان والرئاسة وإعادتها، وإطلاق حرية الرأي والتعبير.

وحدد سيرجي اودلتسوف في لقاء مع "العربية" خطط عمل المعارضة خلال الفترة القادمة، والتي ستبدأ بتنظيم تحركات احتجاجية في مختلف المدن خلال الأسابيع القادمة، وصولاً إلى تنظيم مليونية في مايو/أيار القادم لإسقاط شرعية السلطة، وإعادة الانتخابات.

ودعا زعيم الجبهة اليسارية أودلتسوف، المتظاهرين للتحرك نحو ميدان بوشكين في مظاهرة ترفع شعارات تطالب بعزل بوتين من الحياة السياسية، ما أدى لقيام قوات الشرطة بمحاصرة المتظاهرين بدعوى أن ليس لديهم ترخيص للقيام بمسيرة في شوارع العاصمة. وقامت باعتقال أودلتسوف وعشرات المتظاهرين الذين انضموا للمسيرة.

كما شهدت العاصمة الشمالية لروسيا سانت بطرسبورج ومدينة نيجني نوفجراد مظاهرات حاشدة تطالب بإلغاء الانتخابات وإجراء انتخابات عاجلة ونزيهة، والإفراج عن المعتقلين السياسيين. وتصدت قوات الأمن بعنف لهذه المظاهرات، واعتقلت نحو 40 متظاهراً.

ومن جانب آخر، اتهم قادة حزب السلطة "روسيا الموحدة"، المعارضة بالتشدد في مطالبها دون وجه حق، وأكدوا أن انتخابات البرلمان والرئاسة كانت نزيهة. وأعرب سكرتير هيئة رئاسة المجلس العام لـ"روسيا الموحدة"، ونائب رئيس البرلمان الروسي، سيرغي نيفيروف، عن دهشته من تصريحات زعيم "الجبهة اليسارية" اودلتسوف، معتبراً أن قادة الجبهة اليسارية لا يهتمون بمستقبل روسيا، وأنهم يحاولون فرض قناعاتهم على الناخبين.

ويرى العديد من المراقبين أن استمرار التظاهرات الاحتجاجية التي تطعن في شرعية انتخابات الرئاسة وشرعية السلطة، يمكن أن تؤدي لتغيرات كبيرة في الساحة السياسية، ولم يستبعد هؤلاء أن يقوم الكرملين بإجراء هذه التغييرات لاستيعاب استياء الناخبين.
http://www.alarabiya.net/articles/2012/03/10/199776.html