ميليشيات طائفية وجماعات متطرفة مرتبطة بالاحزاب الدينية الحاكمة تقتل رجماً وبالرصاص عشرات الشباب في بغداد.
ميدل ايست أونلاين
خطر من سياسة الاحزاب الدينية
بغداد - يواجه مراهقون عراقيون متهمون بانهم من "الايمو" ومن مثليي الجنس وعبدة الشيطان، تهديدات بالقتل والخطف والضرب منذ اسابيع وباسم الدين، بحسب ما تؤكد مصادر امنية وطبية رسمية عراقية.
واعلنت المصادر لوكالة الصحافة الفرنسية ان ما لا يقل عن 15 من هؤلاء المراهقين الذي يتميزون بارتداء ملابس سوداء ضيقة ويصففون شعرهم باشكال غريبة ويضعون الحلي الفضية قتلوا رجما او بالرصاص بينما تعرض اخرون للضرب في بغداد.
وذكر شهود عيان في مدينة الصدر التي تسكنها غالبية شيعية في شرق العاصمة، ان شبابا مراهقين في المدينة استهدفوا وقتل عدد منهم بايدي مجهولين، الا ان شهود عيان آخرين يقولون انهم مرتبطين بميليشيات واحزاب دينية وطائفية حاكمة.
وتحدثوا عن قيام مجهولين بتوزيع قائمة تحمل اسماء 22 شابا مراهقين صادرة عن جماعة تحمل اسم "سرايا الغضب" تحذر عائلاتهم من استمرار هؤلاء بطريقتهم في الحياة ومن انهم سينالون عقابهم.
واكد مصدر طبي في جانب الرصافة "مقتل 14 مراهقا سبعة منهم بالحجارة وخمسة بالرصاص والاعتداء على فتاتين في حي اور (شرق) ما ادى الى اصابتهما بجروح، خلال شهر تقريبا".
واشار الى نقل "خمس من الجثث الى مستشفى الامام علي واربعة اخرى الى مستشفى الصدر العام كلاهما في مدينة الصدر، اضافة الى ثلاثة اخرى الى مستشفى الكندي" وسط بغداد.
كما اكد مصدر طبي في جانب الكرخ (غرب بغداد) ان قوات الشرطة تقوم باتخاذ تدابير اخلاء جثث مراهقين ولا تسمح بتدخل سيارات الاسعاف.
وتحدث عن العثور على جثة مراهق قبل يومين في منطقة البياع (غرب) قامت دورية الشرطة بنقلها دون الاشارة لتفاصيل اكثر.
من جانبه، قال مصدر في وزارة الداخلية ان "حوادث محدودة وقعت ضد شباب مراهقين يطلق عليهم (الايمو) بينها مقتل اربعة مراهقين في مدينة الصدر (شرق) قبل نحو اسبوعين والعثور على جثة مراهق قبل يومين في شارع القناة (شرق)".
لكن بيانا لوزارة الداخلية العراقية في 13 شباط/فبراير حمل عنوان "الداخلية تشن حملة للقضاء على الايمو"، اكد ان "ظاهرة الايمو او عبدة الشيطان، يجري متابعتها من قبل الوزارة التي لديها موافقات رسمية بالقضاء عليها في اقرب وقت ممكن".
وتابع ان الامر جاء "لان ابعادها باتت تهدد المجتمع".
وكانت منظمة "اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات" ومقرها نيويورك اعلنت مؤخرا ان "موجة جديدة" من اعمال العنف المناهضة لمثليي الجنس والتي تشمل الخطف والتعذيب والقتل طالت منذ شباط/فبراير نحو 40 شخصا في العراق.
ولا يوجد قانون في العراق يمنع او يعارض ارتداء ملابس معينة او ممارسة المعتقدات.
وتشير الفقرة 17 من الفصل الاول للمادة الثانية من الدستور العراقي الى انه "لكل فرد الحق في الخصوصية الشخصية، بما لا يتنافى مع حقوق الاخرين، والاداب العامة".
لكن تبقى الاعراف الدينية والتقاليد الاجتماعية معيارا اساسيا للتقييم والحكم على التصرفات داخل المجتمع العراقي، الذي تقوده تيارات وشخصيات دينية يظهر بعضها تشددا.
ورغم ذلك فقد حرم المرجع محمد اليعقوبي، احد المراجع الشيعة في العراق، في بيان رسمي قتل هؤلاء المراهقين واكد ان "التصرف المشروع ازاء الانحرافات الاجتماعية (يجب) الا يتعدى النصح والارشاد والتوعية".
من جهته، اعرب المتحدث باسم وزارة حقوق الانسان كامل الامين رفضه "معالجة ظاهرة (الايمو) عبر استخدام العنف، حيث انه لا بد من معالجتها ظمن الاطار القانوني".
وفيما نفى في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية مقتل اي مراهق، اشار الى ان "هؤلاء مراهقين يقلدون تصرفات محدودة ويرتدون ملابس تيمنا باشخاص في مجتمعات اخرى، ويجب معالجتها عبر الرؤى التربوية لا اكثر".