الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: /// روسيا لا تختبئ وراء روســـــيا /// الإثنين 12 مارس 2012 - 10:24
الصين لا تختبئ وراء روسيا ! بقلم / مازن حمــــاد :
يذهب الكثيرون إلى اتهام الصين بالاختباء وراء روسيا في المواقف السياسية الدولية . وتضخم هذا الاعتقاد بعد « الفيتو المزدوج » الذي استخدمته بكين وموسكو في مجلس الأمن لتعطيل قرار يدين سوريا لاستعمالها العنف ضد المتظاهرين ويطالب الرئيس بشار الأسد بالتنحي .
غير أن ذلك الاعتقاد ليس صحيحاً على الاطلاق ، بل إن للصين موقفاً مستقلاً عن موسكو، وقد شرح العملاق الأصفر وبعث من أجل ذلك مبعوثين كباراً إلى الشرق الأوسط وخاصة سوريا، كما تحدثت صحافته باستفاضة عن الأوضاع في المنطقة .
واتهمت صحيفة « الشعب » الصينية الرسمية الدول الغربية بالتحريض على نشوب حرب أهلية في سوريا . وذكرت في تعليق نشرته على الصفحة الأولى أن دعم الغرب للمعارضة السورية ومطالبه بعزل الأسد قد يؤديان إلى حرب أهلية واسعة النطاق تتطلب تدخلاً عسكرياً أجنبياً .
وكانت روسيا والصين قد أغضبتا العالم العربي والدول الغربية هذا الشهر بتعطيلهما قراراً لمجلس الأمن يؤيد خطة عربية تدعو لإنهاء حكم بشار الأسد لسوريا . ونسبت الصحيفة الصينية إلى خبير قوله إنه لو لجأ مجلس الأمن إلى تمرير القرار لأعطى الضوء الأخضر لمزيد من العنف ، وأنه لو واصل الغرب دعمه الكامل للمعارضة السورية ، فإن حرباً أهلية مدمرة ستنشب ولن تكون هناك إمكانية لتجنب التدخل الأجنبي المسلح .
وفي الوقت نفسه، أوفدت بكين مبعوثين إلى المنطقة للرد على اتهامات وجهت إليها باستخدام حق النقض «الفيتو» لزيادة العنف في سوريا. وفي هذا الإطار اجتمع نائب وزير خارجية الصين بالرئيس بشار الأسد وناشد جميع الأطراف إنهاء استخدام القوة الذي أدى حتى الآن إلى ستة آلاف قتيل عدا الجرحى والدمار الكبير.
ورغم ترحيب الصين بخطة الأسد عرض الدستور المعدل على استفتاء شعبي ، وإجراء انتخابات تعددية خلال أربعة شهور، فقد اعتبر الغرب هذه الخطوة مجرد عروض مسرحية . ومن الطبيعي النظر إلى المسؤولين الصينيين وهم يزورون الشرق الأوسط ويبحثون في تفاصيله ، بشيء من الاستغراب ، إذ لم تتعود عيوننا على رؤية الوجوه الصفراء في قصور الرئاسة العربية وهم يتباحثون في قضايا المنطقة.
وإذا كان هناك قلق حقيقي تجاه فشل الأمم المتحدة في التوصل إلى نتيجة إيجابية حول سوريا ، فإن هذا القلق يزداد إذا علمنا أن الفيتو الصيني والفيتو الروسي استخدما ضد مشروع قرار موغل في الاعتدال ويلتقي في كثير من بنوده مع مطالب موسكو وبكين . ومع أن الغرب استبعد أي تدخل في سوريا على الطريقة الليبية ، فإن هذا « التطمين » لم يشجع روسيا والصين على تبني وجهة النظر الغربية تجاه الأزمة السورية على قاعدة أن المؤمن لا يلدغ من الجحر مرتين !