تصفحت موقع بحزاني نيت والقيت نظري على قسم الأخبار المصورة ولفت انتباهي " عنوان صور رائعة ( لسفرا قالا) في لالش النوراني بعدسة المبدع أومر رشيد " وظننت بأن الأبداع ليس في المصور بمعزل عن المحتوى، فقلبت الصور أبحث عن المحتوى الأساسي لهذا الطقس وهم رجال الدين الكبار و(الخەلمە تکاریين) منهم: الفقير الذي يحمل القنديل، وداي فقرا التي تحمل طاوة الخور والبابا فقير سادن معبد لالش والمير حج والپيش إمام العام والپيش إمام الخاص و بابا شيخ ودائرته فلم اجد لهم صورة وهذا ما حذا بي ان اعلق على الموضوع للفائدة المعلوماتية، إن كان هؤلاء الدينيين فعلا لم ينقلوا القولات، ومن هذا المنطلق فقط اقول: لم اسمع ولم اشاهد طوال عمري بأن عامة الناس مثل الصورة أعلاه ينقلون القولات من وإلى مكانها المخصص من دون رجال الدين المذكورين.
ولم أشهد مثل صورة اعلاه من رجال الدين الكبار و(الخەلمە تکاریين) لا يحملون القولات كأسلافهم وهذا مخالف لتقاليد بيت لالش، ويظهر أن التطور جعل كبار رجال الدين و(الخەلمە تکاریە) اسياد، وجعل عامة الناس من المشاركين يحل محل (الخەلمە تکاریە). الغرض من نقل جذوع الأشجار من الجبل إلى المعبد لتكون وقود جاهزة لكل الأوقات، خاصة لفصل الشتاء البارد فيستخدمها (الخەلمە تکاریە) وبيت سادن معبد لالش والضيوف للتدفئة وتحضير الطعام. مع العلم كل شيء تابع وادي لالش من المياه والأحجار الأشجار مقدسة لا يجوز لأي ئيزيدي التجاوز عليها، ولعدم جائزيه استخدام النفط في وادي لالش لا في السابق ولا في الحاضر، والمعبد والقائمون على شؤونه بأمس الحاجة إلى وقود خشبي بأنواعه، لذا اقتضت الحاجة أن يفرض على القرى منطقة الشيخان القريبة من وادي لالش، كواجب ديني إضافي التطوع (زبارة) ليوم واحد من اجل (سفرا قولا) تزامنا مع (سفرا ماستا).
يذهب رجال الدين الكبار والصغار المعروفين با(الخەلمە تکاریە) والمتطوعون من العامة إلى الجبل للبحث عن الأشجار القديمة الميتة والجافة التي طالتها النيران قضاء وقدرا أو بفعل اعداء الله، فينقل جذوعها على ظهورهم إلى الموقع المخصص لها، لتكون قريبة من تناول اليد. لم تكن نقلة القولات في السابق مراسيم أو طقوس دينية، وإنما خدمة واجبة تجاه المعبد والقائمين على خدمته . ما شاهدته من الصور في هذه المناسبة دفعني لأن اقول: غريب أمر الإيزيديةحينما يتركون اللب ويتمسكون بالقشور، فكل هذا الحماس والهوسة والتباين من أجل قولات تذهب إلى النار، وبيت لالش يبكي على حاله وهو يهان كل يوم، لأنه يتيم بلا صاحب منذ امد طويل.
أتسأل: متى كانت القولات مقدسة حتى يقف طابور الزوار على جانبي طريق حملته يقدسونها كما يقدس تمثال الطاؤوس..؟ أنها بدعة ابتكرها المسؤولون لتشجيع الإيزيدية على نقل القولات بسبب اهمال الإيزيدية في قرى الشيخان واجبهم الديني (الزبارة)، والتي اختفت باختفاء الزبارات المختلفة، فمن حيث المبدأ اختفاء الزبارات ظاهرة جيدة، ومع هذا من الإيجاب أن تستمر زبارة القولات في وادي لالش لضرورتها العملية والتراثية. منهج نقلة الجذوع (سفرا قولا) في معبد لالش حسب معرفتي كانت سفرا قولا في عهد الأجداد تتزامن مع سفرا ماستا.
ومدتها ثلاثة ايام وتبدأ من يوم الأربعاء الأول بعد الثامن عشر من اذار شرق وتنتهي يوم الجمعة، وبالنسبة لسفرا ماستا هي الأخرى تبدأ في الثامن عشر من اذار شرقي، وقد تستمر اكثر من اسبوعين وحتى انتهاء اخر قرية. تقتصر طقوس سفرا ماستا وسفرا قولا على قرى الشيخان لقربها من وادي لالش. وحسب العادة تتفق قريتان أو اكثر على يوم معين لنقل ألبانهم إلى وادي لالش، كجدول مشاركة لجميع القرى. وكما هو معروف كان السفر إلى لالش عن طريق الحيوانات مما يستغرق وقتا والآن وبفضل وسائط النقل الحديثة، فإمكان شخص ئيزيدي يسافر من اوربا إلى ادي لالش بأقل من عشرة ساعات.
البحزانيون والبعشيقيون سباقون لخدمة معبد لالش عند الحاجة، وكأنهم متخصصون لخدمة بيت لالش، وبالنسبة لسفرا قولا عادة يحدد البحزانيون والبعشيقيون موعد سفر ألبانهم مع موعد سفرا قولا بغية المشاركة في سفرا قولا، وهكذا يفعل سكان قصبة عين سفني والقرى المجاورة منها: قرية كندالي كبداية لسفرا قولا يصعد (بابا كاڤان) سطح مبنى مخصص للبابا شيخ والقوالين وينادي ثلاثة مرات العبارة التالية: (میر حەج رابو خۆنکار ب کاربو) (1)، يحظر المتطوعون ورجال الدين الكبار و(الخەل مەت کاریون) من العامة والخاصة باحة المعبد في صباح، ويذهبوا إلى جبل عزرت المطل على وادي لالش من الجهة الغربية، و يحملون معهم الفؤوس والآلات الحادة والمناشير والحبال الصوفية الخاصة بالمعبد.
يباشر هؤلاء بالبحث عن اشجار يابسة لم تخضر في موسمها، ويقطعوا جذوعها إلى قطع تتراوح طولها بين المتر والنصف او ما يزيد، وينظفوها من الأغصان ومن ثم يحملوها على ظهورهم ، وينطلقوا من جهة مقام ( پیرى هاجال) ويسيروا على شكل ارتال نحو معبد لالش أي الواحد وراء الأخر، ويتم استقبالهم لدى دخولهم وادي لالش رسميا كرموز دينية من قبل نخبة دينية فائقة القدسية التي تتكون من: فقير يحمل قنديل (چەقەل تو) وهو سيراج يحتوي على زيت وفتائل قطنية مشتعلة لتعطر بنورها الطريق كله، ويليه داي فقرا وهي تحمل طاوة البخور لتعطر برائحته الطريق والمستقبلين، و يواصل رتل حملة الجذوع مسيرتهم وهم يرتلون من النصوص الدينية وبألحانها الدينية العذبة ويصطف المستقبلون على جانبي الطريق حتى النهاية، وهم يقبلون الجذوع. يتكون رتل حملة الجذوع من رجال الدين الكبار والصغار،
وحسب الموروث تسلسهم كالتالي : في المقدمة فقير ديني يحمل ال(چەقەل تو) ويليه داي فخرا حاملة طاوة البخور ويليها الفقير سادن المعبد ويليه المير الحج (ممثلا الإمير) ويليه الپێش إمام العام ويليه الپێش إمام الخاص ببابا شيخ ويليه البابا شيخ ويليه بقية رجال الدين المرتبطين به ويليهم بابا كفان (2) ويأتي تسلسله في المؤخرة باعتباره رئيسهم وراعي الكل، ومن الضروري أن يقف المثقفون عند هذه النقطة، يحمل بابا فقير سادن المعبد جذع واحد على كتفه والبقية يحملون حسب طاقتهم .
يمر رتل حملة الجذوع ( قنتارا قولا) من باحة سريجكة (حوشه سريجكا) ومنه يواصل الرتل السير نحو مخزون الجذوع الواقع عند نهاية زقاق (گای گووژ) أي" مذبح الثيران"، ويواصل الرتل السير عبرا (سوکە مەعریفەتێ) ويمر من باب المير ويدخل جلسة المعبد ويدخل المعبد من بابه الرئيسي (بابل قابي) ويواصلوا الرتل السير حتى الخروج من بابه الخلفي حيث مخزون الجذور في نهاية زقاق (گای گوژ) ويضيفوا إليه ما عندهم من الجذور.
تتكر هذه الطقوس يومان بالنسبة لمعبد لالش، وتتكرر الطقوس ذاتها في اليوم الثالث لمعبد الشيخ شمس الدين بن ئيزدي نمير. ملاحظة: زقاق مذبح الثيران (گای گوژ) هو زقاق معبد لالش الرئيسي والأهم، لأن يقع فيه عدة مواقع مقدسة منها: في جنوبه يقع حوض ماء يصب فيه ماء زمزم وماء عين البيضاء، ويليه مذبح الثيران ويليه محل صبغ الخرقة باللون الأسود، ويليه مطبخ المعبد للشيلان وللسماط ويليه ضريبة ماشية ويليه شلال عبا كرر.
المصادر:
اــ بدل فقير حجي
2ــ بدل فقير حجي
الباحث ابو ازاد
ميونيخ: 21/ 4/ 2012
الباحث ابو ازاد
ميونيخ
في 16/ 4/ 2012
الباحث ابو ازاد : نقل جذور الشجرــ نە قلا قولا ل گە لی
من هنا 
من هنا 
من هنا 
العمل/الترفيه
الإثنين 23 أبريل 2012 - 3:36
