حين يخطيء البشر في الدنيا يؤخر الله عقابهم إلى يوم الدين . وحين تخطئ الشعوب في دنياها يعجل المولي بالعقاب والفرق بين البشر وبين الشعوب ـ لو تعلمون ـ عظيم . وعقاب الحياة الدنيا ـ كما تتذوقون ـ رهيب . >>> أخطأ المصريون على مر التاريخ بالكوم . لم نخطيء ـ يوما ـ في حق جارة شقيقة . فنحن طيبون قوميون لم نعتد بعد العبور على كبرياء العدو فنحن كامب ديفيديون !! لم نعضد ظالما ضد المظلوم فنحن لميزان الحق رافعون كل خطايانا كانت في حق النفس ارتكبها الأجداد بامتياز وورثوها للأحفاد بإصرار كان المولىي يتسامح فنجونا حينا من العقاب لكن حين حملت آخرخطايانا اسمه ورسمه أنزل الله أشد العقاب حكمت السماء على المصريين باستمراره على عرشهم ثلاثين عاما كاملة >>> طابور خطايانا أطول حتما من نهر النيل لم نختر يوما حاكمنا أدمنا دور الحرفوش . نهديهم تاجا ذهبيا .. نجلسهم ـ طبعا ـ فوق عروش نرفعهم فوق الأعناق أمام الكاميرا . نلعنهم ونمزق أنفسنا خلف الجدران >>> أراد السادات أن نترحم على أيامه .. فنفذ مشيئة السماء اختار ضابطا يحلم بدرجة سفير فنصبه نائبا للرئيس سلمه مفاتيح الوطن ليجهز على مصرنا . فلا سامح الله أنور.. ولا سامح الله حسني >>> سقط السادات قتيلا.. فاعتلى مبارك القمة ارتدى مسوح الرهبان .. فحظي بهتافات التأييد تعهد بنهضة البلاد فصفق كل الحرافيش . جمع حوله العصابة ولفظ أصحاب الكفاءات سمح لحوارييه بالنهب .. وداس على رقاب الفقراء . حلمت سوزي بلقب الملكة الأم .. فقررت توريث جمال . جفت منابع الوطن .. فسقطنا في بئر الإفلاس . تمرد أبناؤنا على ميراث الأجداد .. ففتحوا شاشات المستقبل . قرروا انقاذ الوطن فتخلصوا من الملك الأب . أشعلوا ثورتهم في يناير.. فجاء الفرج في فبراير سكن زعيم العصابة .. المستشفي فشكلت العصابة الحكومة في طرة وهناك رجال سرقوا منا الثورة وهناك فلول تنخر في قلب الأوطان . فهل نحتفل اليوم بظلم غابت ناره أم نحتشد لننقذ مصر من كل الأشرار؟ ...................................