الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 6997مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: رسالة مفتوحة الى الرئيس المصري الخميس 12 يوليو 2012 - 9:26
رسالة مفتوحة الى الرئيس المصري الدكتور محمد مرسي قل لنا كيف تعامل اقباط مصر
بقلم حبيب افرام
وانت تقسم يميناً لمصر المحروسة لأم الدنيا، طالعاً من اصوات شعبك بارادة ديمقراطية كأول رئيس منتخب لها، يتطلع اليك العالم كله ليتابع نهجك وخطاك وحلولك لتحديات عظيمة تواجه مصر والمنطقة بأسرها في السياسة والاقتصاد والاجتماع والانماء . واسمح لي، وأنا أهنئك، أن أصارحك، باسم قضيتي التي هي" مسيحيي الشرق حضورهم والحقوق"، بأن اسئلة عميقة تضج في ضمير هذه الشعوب الاصيلة، مع انتصار الحركات الاسلامية وخاصة حزب الاخوان المسلمين، في عدد من الانتفاضات، وأخطر مع تصاعد الفكر التكفيري السلفي الجهادي العنفي الرافض لكل آخر، ما جعل القلق المسيحي يزداد، مع تفجير كنائسهم وذبح رهبان وتهجير قرى وفتاوى تكفير مثل عدم تهنئة بالاعياد والكثير من الاشارات السلبية. ها أنت، حضرة الرئيس، امام الاستحقاق والتحدي. في اي اسلام هو الصورة الناصعة للدين الحنيف؟ وفي أية عروبة هي الوجه الحضاري لهذا البلاد؟ أننا، كمسيحيين مشرقيين، ننظر الى أقباط مصر، اكبر شعب او طائفة مسيحية مشرقية، ونشعر بظلامة متعاقبة عليهم. فهل ستكون أنت من يبدأ بأنصافهم؟ هل يمكن أن يكون" عهد مرسي" العهد الذهبي لأقباط مصر ونموذجاً لمعاملة الأنظمة لكل مسيحيي الشرق؟ هل يمكن ان يشعر كل قبطي انه حقاً متساوٍ مطلقاً بالمواطنة فلا تفضيل ولا ذمية ولا تكفير ولا اهدار دم؟ هل يمكن ان تؤمن الحريات الدينية والسياسية التامة، حرية المعتقد والدين دون تمييز ودون ازدراء. فلا يكون بناء كنيسة مشكلة؟ هل يمكن أن يفتخر كل المصريين بأن الاقباط هم شعب مصر الاصيل وجزء لا يتجزأ من نسيجها وتاريخها والمستقبل. وان لهم الحق الكامل بتعليم لغتهم والاعتراف بها وتعزيزها، وان لهم الحق بتمثيل سياسي متوازن نسبي في الوزارة والنيابة والادارة. وان لا شيء يمنع أن نرى احدهم او احداهن نائباً للرئيس. هل يمكن أن تترسخ مفاهيم التنوع والتعدد ضمن الوحدة، ومبادىء حق كل انسان بالحرية والكرامة وحق كل مجموعة باثراء تراثها مهما كان دينها او مذهبها او فكرها او عقيدتها؟ هل يمكن أن تتوقف حالات التسلَط والقهر ويكون القانون فيصلا في تعامل ابناء البلد؟ وهل يمكن ان تؤمنوا، ايها السيد الرئيس، أًنّ الاهتمام بمسيحيي الشرق يحتاج حتى الى " تمييز ايجابي" والى " مبادرات محبة" لتأكيد الشراكة الوطنية، وان هجرة اي قبطي هي خسارة ثروة وطنية؟ هكذا يتصالح الشعب المصري بين مسلميه ومسيحييه. وهكذا يسر مسيحيو الشرق. هكذا تبرهن ان الاسلام بخير، وان" إخوانه "جديرون بحكم رشيد، وان مصر قلب العروبة، وأن موجة التكفير الى زوال. كن هذا الرئيس. قل لنا كيف تعامل اقباط مصر، نقل لك اي رئيس ستكون.
حبيب افرام رئيس أسبق للاتحاد السرياني العالمي رئيس الرابطة السريانية في لبنان