سوق كرمليس القديم، ذكريات ودكاكين تعبق بعطر اصالتها....

عنكاوا كوم - كرمليس - خــــاص

للسوق في بلدة كرمليس تاريخ قديم. فالرحالة ياقوت الحموي يذكر في كتابه في القرن الرابع عشر الميلادي " معجم البلدان" ان "كرمليس قرية من قرى الموصل، شبيهة بالمدينة ، في شرقي نهر دجلة ، كثيرة الغلة والأهل، وفيها سوق عامر وتجار".
ويقع سوق كرمليس القديم في قرية "القصبة" القديمة قرب كنيسة مريم العذراء وكان في خمسينيات القرن المنصرم السوق الوحيد للقرية، يعمل فيه بائعو اللحوم بالاضافة الى محلات المواد الغذائية والخضار، واخرى.
يقول العم شاكر سليمان الشابي وهو في عقد السابع لموقع "عنكاوا كوم"، " نحن من الناس القليلين الذين بقوا في السوق القديم ، فأنا منذ أن كنتُ صغيراً علمت في هذا الدكان القديم ولا زلت حتى اليوم اعمل فيه " .
ويقع السوق الجديد في الشارع المحاذي لكنيسة مار أدي الرسول، حيثُ عشرات المحال التجارية تم بنائها في السنين القليلة الماضية والتي يقصدها الأهالي في البلدة للتبضع .
ويتذكر صائب ميخائيل الذي أستأجر محلا، جديداً في السوق الحديث وكان سابقا يملك احدى الدكاكين في السوق القديم، يتذكر تجربته في السوق القديم قائلاً "كان يتجمع في منطقة القصبة القديمة حول دكاني عشرات الشباب، حيثُ المكان له نكهة وذكريات الماضي. و لا يزال الدكان وجلساتنا في القنطرة قرب كنيسة مريم العذراء في ذاكرة الشباب والذي هاجر منهم يتصل بي اليوم ويذكرني بتلك الايام".
غير ان غانم حنين بقى يبيع الخضار كما كان سابقا في احدى دكاكين السوق القديم.
يقول ( م . أ ) وهو مسن بعقده الثامن " تعودنا أن نشتري من الأخ غانم الخضار في هذه المنطقة الشعبية الجميلة حيثُ القنطرة القديمة و كنيسة العذراء مريم " .
وربما بلدة كرمليس من اكثر البلدات المسيحية التي نجحت في الحفاظ على جزء من تراثها القديم.



نقلا عن عنكاوا . كوم