البيت الآرامي العراقي

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Welcome2
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Welcome2
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Usuuus10
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60577
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Empty
مُساهمةموضوع: اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار   اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Icon_minitime1الثلاثاء 31 يوليو 2012 - 1:19

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار BSMN
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار Shi3ar
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ )


( الحلقة الاربعون )

شبكة ذي قـار
صلاح المختار

الخاتمة



تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار

مالكولم مكريدج


4 – نعم لتعديل الخريطة ، لا للتخلي عن البوصلة : لقد حددنا طبيعة الحل لمشكلة امتنا العربية الاساسية في ازمتها الحالية بانه حل ستراتيجي وليس مجرد هبات عاطفية او عفوية مجردة من العمل ضمن افق ستراتيجي ، وهذا الحل يبدأ ببناء جبهات وطنية في كل قطر تضم القوى الوطنية التقليدية او بقاياها واحياء تنظيماتها وتعزيزها ، والاهم عصرنتها بزيادة كسب الجيل الجديد من الشباب العربي وتوعيته وتحريره من العفوية والفوضوية والارتجال وتسطيح التفكير ، وهي مؤثرات تخريبية زرعتها شبكة الاحتواء المخابراتي الاخطر في التاريخ الانساني والمسماة ب ( الانترنيت ) ، خصوصا ( بوابات ) غسيل الدماغ الجماعي مثل الفيس بوك وتويتر ، واعادة تثقيف وتربية الشباب وفقا لعقيدة واضحة ووضعه في سياق تدريبي مبرمج لاكتساب قدرات التفكير القيادي والتخطيط الستراتيجي الثوري تدريجيا . من هنا فان العصرنه يقصد بها سد ثغرات فهم ومعرفة القوى الحزبية التاريخية لما جرى في العالم من تغييرات عميقة وخطيرة ، في حالة وجود تلك الثغرات ، ووضع خطط العمل وفقا لضرورات عالم متغير وليس التبرء من منطلقت الامة العقائدية والستراتيجية .



ان هذه الطروحات المخابراتية لا يقصد بها تطوير تنظيمات وافكار واساليب عمل القوى السياسية العربية بل تجريدها التام من الوعي الشامل بحقوقنا القومية الثابتة في فلسطين والاحواز والجزر الاماراتية والاسكندرون وسبتة ومليلية ، وبمتطلبات نهضة شعبنا العربي وفي مقدمتها توحيد الاقطار العربية ، وبحقوقنا كبشر من حقنا ان نعيش بكرامة مادية ومعنوية تحت ظل نظام اقتصادي اجتماعي عادل هو النظام الاشتراكي العربي وليس غيره ، وتجريدنا من ذلك الوعي الشامل لا يتحقق الا بتفتيت هويتنا القومية وانتماءاتنا الوطنية وفرض القطرية والطائفية والعرقية والقبلية وغيرها ، لتمهيد الطريق لقبول التماهي الفكري والسياسي مع الطروحات الامريكية والصهيونية .



والتماهي او التطابق مع انماط التفكير الغربية والصهيونية يؤدي تلقائيا لقبول سهل بالوصاية الامريكية والتطبيع مع الكيان الصهيوني ، عبر الاندماج المخطط في منظومتها الفكرية الاستعمارية تحت غطاء قبول مطاليب العصر مثل الديمقراطية وحقوق الانسان وتبني مفاهيم السيادة الناقصة والعولمة . لهذا ولتجنب فخاخ امريكا والصهيونية لابد ان نتذكر اهم بديهيات انجاح العمل الوطني الثابتة وهي ان الحزب ليس نزوة فرد او مجموعة صغيرة بل هو حركة تاريخية هدفها التغيير الجذري الامر الذي يوجب ، بل ويحتم ، ان تكون لكل حزب تاريخي عقيدة تبناها عند انشاءه لتكون المرشد الفكري الثابت الذي يحدد ثوابت الامة ومنطلقات عملها الاساسية وهي ثوابت ومنطلقات لا يمكن تغييرها ، كما نص دستور البعث عند تأسيسه ،اذا كان المطلوب هو تحرير الامة بارضها وثرواتها من الغزو الخارجي او من النخب الحاكمة الفاسدة والمستبدة من جهة ، واذاكان المطلوب عمل ثوري جذري تكون نتائجه مكافئة لتضحيات الشعب ومطابقة لتطلعاته ، وهو لذلك عمل يجب ان يمنع العفوية والفوضوية من الهيمنة على العمل القومي والعمل الوطني لانهما تبددان التضحيات الثورية وتفضيان لخسارة معارك تحرير الامة والشعب ، من جهة ثانية .



5 – العقيدة ظاهرة تاريخية : ما نقصده بالعقيدة هو منظومة الافكار السياسية التي تتحكم في توجهات النضال الموجه لتحقيق اهداف ستراتيجية كبرى في مرحلة ما ، وهي لذلك عقيدة سياسية الجوهر . وبما اننا نتعرض للابادة العرقية والطائفية للوصول الى القضاء على هويتنا القومية كعرب فان اول مهماتنا هي حماية هويتنا القومية العربية من الزوال والابادة ، وذلك خيار كل شعب تعرض لما نتعرض له . فلكي تحقق بقية اهدافك ، السياسية والاجتماعية والاقتصادية ...الخ ، عليك اولا ان تحمي وجودك المادي - البايولوجي - كبشر وهي اول واهم بديهيات وجود الانسان وسميت ب ( غريزة حفظ البقاء )، والوجود المادي لا قيمة له ما لم يقترن بهوية مميزة تجعلك تعرف من انت ومن هو الاخر ، ولذلك فترتيب الاولويات العملية والمنطقية يفرض حماية الهوية اولا وقبل كل شيء اخر والعمل على تعزيزها وتنمية مكوناتها .



ولنا في فلسطين انموذج كبير وموح ، فالفلسطيني اليوم يواجه مشكلة محو الهوية الوطنية والقومية له كفلسطيني وكعربي وما محاولات الغاء حق العودة لاكثر من اربعة ملايين فلسطيني الا صورة لخطة محو الهوية ، ولذلك فان تحرير فلسطين لا يمكن تحقيقه بدون وجود هوية مميزة للشعب الفلسطيني والمحافظة عليها تجعله يعرف حقوقه وتاريخه ويميز نفسه عن جلاده الذي اغتصب ارضه ووطنه . وهذا الامر ينطبق على باقي الاقطار العربية التي تتعرض الان للتقسيم والشرذمة ومحو الهوية والغزو الخارجي ، خصوصا العراق المحتل والبحرين التي توشك امريكا ان تسلمها لايران كما سلمتها العراق ، واليمن وسوريا وليبيا ومصر التي تتعرض لتنفيذ خطط واضحة لمحو الهوية القومية والوطنية .



وبهذا المعنى فالعقيدة بالنسبة لنا كعرب هي عقيدة قومية قامت منذ بدء نضالنا ، وتقوم الان واكثر مما مضى ، على تصور متكامل لكيفية المحافظة على البقاء القومي من خلال تحديد الهوية ومكوناتها الاساسية والدفاع عنها وصيانتها من التشويه ، والنضال طبقا لذلك . ان نظرة سريعة لحالة الامة العربية الان تؤكد بدون ادنى شك انها تحتاج وقبل اي شيء اخر الى حماية هويتها القومية ، اذ كيف نحقق وحدتنا العربية اذا كانت هويتنا موضع شك وتشكيك ؟



6 – الترابط الجدلي بين الوطني والديمقراطي : لابد من التأكيد على انه من المستحيل تصور قيام ثورة شعبية حقيقية من دون امتلاكها مضمونا تحرريا وطنيا ، ففي عصر الامبريالية المنفلتة لا يمكن بناء تجربة ديمقراطية واحترام حقوق الانسان ، خصوصا حقوقه المادية والاجتماعية ، بوجود دولة تعلن رسميا عزمها على الهيمنة على العالم واعادة تشكيله ليصبح على شاكلتها ويخدم مصالحها ، وهذه الدولة هي الولايات المتحدة الامريكية ، التي اعلنت بلا تردد ان القرن الجديد سيكون قرنا امريكيا واكدت ان القوى الاخرى قد هزمت خصوصا الكتلة الشيوعية وان الليبرالية الامريكية هي التي انتصرت ( فوكوياما ) ، ومارست فعليا وواقعيا نزعات الهيمنة باملاء ما تريد على الامم الاخرى وفرض هيمنة امبريالية اعلامية واسعة النطاق عبرالانترنيت ومنظومة الاتصالات فاخذت تؤثر بقوة في امزجة وثقافة وتوجهات الكثير من البشر وتدهور دور العائلة في التربية وحل محله ليس المدرسة بل الانترنيت !



في اجواء الهيمنة الثقافية والعسكرية والنفسية والاقتصادية ...الخ هذه يفرض سؤال منطقي نفسه ولابد من الاجابة عليه هو : هل بالامكان في هذه المرحلة التاريخية الخطيرة بناء ديمقراطية داخل اقطار الامة متحررة من الاملاء الامبريالي الامريكي ؟ الجواب القطعي هو كلا فامريكا تقاوم كل اتجاه استقلالي ، ولذلك فانها ترفض الديمقراطية حينما تؤدي نتائجها الى الاضرار بمصالحها الامبريالية لكنها بنفس الوقت تستخدمها وسيلة لفرض من دربتهم في الحكم ! اذن ولكي تبنى ديمقراطية تمثل الشعب حقا بمطامحه وتطلعاته للحرية والعدالة والمساواة لابد من اقترانها بنزعة تحررية ترفض التدخل الخارجي والاحتلال وتدينه وتناضل ضده بلا هوادة وتتجنب بكافة الوسائل اي نوع من انواع التعاون او التماهي معه او مع خططه ، خصوصا في اطار تحقيق ما يسمى ( الديمقراطية ) واسقاط الانظمة . وباقتران الديمقراطية بالاستقلال الوطني الحقيقي الذي تحط امريكا من شأنه رسميا ، وبتعزيز وترسيخ التفاعل الجدلي والعضوي بين الديمقراطية والتحرر من الاستعمار ، يمكن تصور وجود نظام ديمقراطي يحترم حقوق الانسان فعلا وقولا ، اما اذا فصلت الديمقراطية عن الاستقلال الوطني والتحرر الوطني ، وقبل انصار ( الديمقراطية بأي ثمن ) دعم امريكا والنيتو وتدخلهما العسكري ( او المالي والسياسي والاعلامي )، مع انهما كيانان استعماريان معاديان لامتنا تاريخيا وحاليا فان الديمقراطية لن تكون الا وسيلة هيمنة امبريالية ، اي حصان طروادة كامل المواصفات .



ان المثلبة الاساسية ونقطة الضعف القاتلة في الانتفاضة العربية في تونس ومصر انها كانت محض انتفاضة مطلبية ضد الفساد والديكتاتورية ، وفصلت عمدا عن النضال التحرري من اجل التخلص من الهيمنة الامبريالية ومن الاحتلال للارض والانسان ، وكان اخطر تجل لهذه الحقيقة هو ان اغلبية من بادروا الى تفجير انتفاضة مصر هم من خريجي ( فريدوم هاوس ) ، وهو احد اهم ( معاهد نشر الديمقراطية الامريكية ) التي تدرب الشباب على اسقاط الانظمة . لذلك فثمة مفارقة بارزة وخطيرة هنا وهي ان هؤلاء الشباب تلقوا الدعم الامريكي المالي والاستخباري والاعلامي المباشر والصريح من امريكا وتعاونوا مع الاجهزة الامريكية مباشرا وعلنا رغم ان امريكا دولة اصبحت سمتها الامبريالية العدوانية ، وبالتحديد تلك المعادية للعرب ، اشد مما مضى واكثر وضوحا وصراحة ومباشرة ، فهي تحتل العراق الان ومباشرة وتدمره تدميرا منهجيا بالتعاون مع شريكتها الاساسية ايران ، كما انها عمقت ووسعت دعمها للكيان الصهيوني .



اذن كيف كيف يمكن لامريكا ان تكون مع الحرية والديمقراطية في قطر او اكثر ومع الاحتلال والاستبداد في اقطار اخرى ؟ كيف يمكن لامريكا ان تكون في وقت واحد عاهرة في العراق وفلسطين وغيرهما و( طاهرة ) في مصر وتونس والبحرين وسوريا واليمن وليبيا ؟ ان هذه القضية قضية مركزية دون ادنى شك وبما ان شباب الانتفاضة في مصر وتونس قد تجاهلها وقبل بالدعم الامريكي المباشر والصريح فان المثلبة الاكبر في الانتفاضة كانت الفصل القسري والمتعمد بين الديمقراطية والتحرر الوطني ، والذي كان احد اهم الاسباب التي ادت الى اجهاض الانتفاضة في تونس ومصر .



7– ربما يقول البعض نعم هذا برنامج ممتاز وصحيح ولكنه برنامج يحتاج لسنوات طويلة لتحقيقه ونحن نريد حلا فوريا لان معاناتنا من الانظمة لم تعد تحتمل ، والجواب على الاعتراض المنطقي هو التالي : نحن بين خيارين الخيار الاول الاقدام على حل غير مدروس وبدون تخطيط ثوري ومبني على استثمار لحظة اختمار عوامل الانتفاضة ، او تفجر الاحداث والانسياق وراء عنفها وانطلاق الجماهير بلا قيود وبدون قيادة مركزية منسجمة – لحزب او لجبهة - وبلا تخطيط ، وعندها قد يسقط النظام ولكن النتيجة لن تكون قيام نظام الحكم البديل المطلوب ، والذي يمثل ارادة الشعب الذي انتفض ، بل فرض توجهات وخطط من يملك السيطرة على اجهزة الدولة ، خصوصا الجيش والاجهزة الامنية والاعلام والمال ، وبذلك تحول الانتفاضة الشعبية ، رغما عن المنتفضين ، الى مدخل للفوضى والكوارث ، او لاعادة انتاج نفس النظام ولكن بوجوه جديدة وبحيوية جديدة تعطيه عمرا جديدا ، او يقام نظام يتميز بانه عبارة عن الغام متعددة قابلة للانفجار في اي لحظة وخطوة ، كنظام تسيطر عليه التيارات الاسلاموية ذات الطبيعة الطائفية بنيويا ، وهو ما نلاحظه الان في الاقطار العربية ، وفي هذه الحالة فان الحدث يعد اجهاضا متعمدا ومخططا لمشروع الثورة وامتصاصا للنقمة الشعبية المتراكمة لعدة عقود .



لماذا تفلت الانتفاضة من يد من فجرها بدون تخطيط ستراتيجي وتنتقل ليد من خطط لاستثمار البيئة الرافضة للنظم ومواصلة نفس الحال ولكن بعد تجميله او تزويقه او اقامة نظام يفجر الازمات ويديمها ؟ ظاهرة الافلات هذه وسرقة الانتفاضة من يد المنتفضين سببها غياب الحزب الثوري والعقائدي وهيمنة العفوية والبراغماتية والنزعات الفردية على مجرى الاحداث المتفجرة ، والاهم وجود تخطيط مسبق لعمل ذلك كله ، وهي كلها تقود رغما عنا الى الحل الاستعماري الصهيوني وهو نشر الفوضى الهلاكة وليس الى الاستقرار والديمقراطية . فقط حللوا ما جرى وما يجري في مصر وتونس واليمن والبحرين والسودان وليبيا والعراق وغيرها سترون صواب ما نقوله اذ لم تقام الديمقراطية ولا حلت مشاكل الشعب وفي مقدمتها الامن والامان والخدمات وانهاء الفقر والظلم ... الخ بل ازدادت وتعمقت واصبحت اكثر خطورة مما سبق ، والاخطر هو ان امريكا تجد لاول مرة منذ اكثر من نصف قرن من يتعاون معها علنا وبلا تردد مع انها لم تتغير بل بالعكس تماما زاد استكلابها وعداءها لنا كعرب ، وهذا اختراق مدمر وخطير لحصانتنا الوطنية والقومية .



اما الخيار الاخر فهو الحل التاريخي ويقوم على تحمل المرحلة ومظالمها ومخاطرها والنضال ضد تحدياتها بما يتوفر من امكانيات ، وفي مقدمتها رفض مشاريع التيئيس وقتل الامل وفي مقدمتها انتفاضات محبطة ومسروقة ، وبناء حركة وطنية قوية تناضل من اجل الخلاص الوطني ثم من اجل الخلاص القومي ، وفقا لبرنامجين وطني وقومي شاملين . وهذه المهمة قد تستغرق سنوات طويلة لاننا نواجه كل قوى الشر التي اتحدت ضدنا ، مثلما نواجه تركة ثقيلة من الدمار والفساد والنهب وتشويه تركيب الدولة والمجتمع ...الخ . لذلك لا مفر من العمل الطويل النفس المخطط وفقا لستراتيجية شاملة من اجل اهداف مضمونة النتائج رغم ان تحققها يحتاج لزمن طويل نسبيا .



وربما لا ينتبه الكثيرون الى ان هذا الخيار اقصر ستراتيجيا واقل تكلفة في التضحيات البشرية والمادية لانه ينقذنا من الفوضى والشرذمة والدمار البطئ المرسوم بكل ما ينتج عنه من خراب وتدمير وقتل عبثي وتفكيك الدولة والمجتمع عن طريق وضع تخطيط مركزي مدروس لحل مشاكلنا الاساسية فتبدأ عملية التغيير التدريجي ولكن المستمر والثابت ، ومع هذا التغيير تتراجع معاناة الناس وتحل محلها اوضاع تحترم ادمية الانسان وحقوقه الاساسية والثانوية .



الوعي الستراتيجي المبني على عقيدة سياسية هو الحل الوحيد لانقاذ الامة العربية بكافة اقطارها ، لانه البوصله الهادية لنا في مسيرة تكتنفها المخاطر والالغام المبثوثة في كل ركن وزاوية . اما العفوية والفوضوية وهما ابرز سمات من بدأ الانتفاضة في تونس ومصر فهما اقصر الطرق لسرقة الثورة واجهاضها وتحويلها الى ردة شاملة وعزل الشباب القليل الخبرة لانه لا يملك مخططا بعيد المدى لمواجهة تعاقب الاحداث وترابطها الجدلي فلا يري المصيدة التي وضعت له وتنتظره بعد اول منعطف رئيس في تطور الاحداث .



لنتذكر دائما ان الثورة ليست هدفا قائما بذاته ونهاية مطاف النضال كي نعمل لها بلا شروط انضباطية بل هي هدف ووسيلة بنفس الوقت وهي وسيلة لانها تستهدف حل مشاكل الشعب ، من هنا نرى جوهر الثورة ، وميزتها ومعيارها الادق ، هو نتائجها الفعلية المتحققة على ارض الواقع وليس مقدماتها ولا رغبات من قادها اوشارك فيها ، العبرة في خواتيم الامور وليس في مطالعها وبداياتها فكم من عمل ايجابي انتهى به المطاف ليصبح شرا مطلقا لان من بدأ به لم يكن يملك البوصلة الهادية له ولا خارطة طريق تجنبه الالغام ، ولذلك فتقييم اي حدث لا يستند فقط على مقدماته بل الاهم والاكثر حسما في وضع التقويم هو النتائج الفعلية للحدث .



واخيرا ثمة ملاحظتين لابد منهما :

الملاحظة الاولى : حينما قلنا ان ما يجري هو فيلم هولي وودي تفاعلي لم نقصد التشكيك بدوافع الجماهير التي خرجت بالملايين ترفض الديكتاتورية والفساد ، وهذا حق وواجب ونحن نناضل منذ عقود لانقاذ هذه الجماهير من الانظمة والاستعمار في ان واحد ، ولذلك فان المقصود بفيلم هولي وود هو مسلسل الاحداث المسيطر عليها ، سواء بالاعداد المسبق للشباب في دورات تأهيل للثورة ( السلمية ) وفي عمليات غسيل الدماغ الجماعي خصوصا عبر الانترنيت ، او بواسطة مكونات النظام السابق كالقوات المسلحة والاعلام والمال ...الخ ، اما الجماهير فهي خرجت وناضلت بصدق وضحت بصدق واسقطت بعض النظم بصدق ، ولكنها بنفس الوقت بكت دما بصدق ايضا حينما وجدت الانتفاضة او ( الثورة ) قد سرقت منها واستولى عليها الانتهازيون و( لصوص الثورات ) ، ومن ثم فان من يسيطر ويقود ويحدد الاتجاه هو بطل واع لدوره في الفيلم التفاعلي ، وهو مدعوم مباشرة ليبقى في المشهد قائدا وموجها وسط ملايين البشر الهاتفين بحماس لا نظير لصدقه وبراءته !



الملاحظة الثانية : من اهم دروس ما يجري لنا نحن البعثيون هو درس ان البعثي كما كان طليعيا في تحقيق وانجاز مهام ثورة 17- 30 تموز 1968المجيدة ، وخطط حتى للتفاصيل الدقيقة لعملية التغيير وقاد الجماهير في كل معاركها الكبرى منذ التأميم الخالد وحتى المقاومة المسلحة وطرد الاستعمار الامريكي ولم يتحول الى صدى للجماهير لانه بالاصل ذاتها الحية وقد انتقلت الى مستوى ارقى من الوعي ، فانه مطالب اليوم بان يقود الجماهير وفقا لتخطيط ستراتيجي واضح ، ينير طريق تحقيق اهداف الجماهير وفي مقدمتها تحرير الارض والانسان والثروات من الاحتلال الاجنبي والتخلص من الانظمة الفاسدة ويحدد تعاقب مراحل النضال ومتطلبات كل واحدة منها ، بالتحالف مع باقي القوى الوطنية العربية في اخطر واعقد معارك الامة والتي ستقرر مصيرنا ومستقبلنا لعدة قرون .



ومن الضروري عدم نسيان حقيقة بارزة وهي ان المعركة التي نخوضها منذ عام 1991 ومازالت مستمرة حتى هذه اللحظة ، وما اخذ يحدث منذ بداية عام 2003 بعد غزو العراق ، هي معركة الحواسم خاتمة ام المعارك التي من المستحيل ان تحسم بالهبات الجماهيرية العاطفية وبحماس النشامى فقط بل تحسم ونكسب النصر فيها بالتخطيط الستراتيجي الذي يستهدي بعقيدتنا القومية بكافة مكوناتها الاصيلة ، خصوصا المكون المميز لقوميتنا العربية والذي حدده بدقة القائد المؤسس احمد ميشيل عفلق بقوله ( العروبة جسد روحه الاسلام ) ، فهل يجوز منطقيا ان نخوض معركة الحواسم التي وضع العدو من اجل كسبها تخطيطا محكما مدروسا وطويل المدى وامكانيات هائلة فيما نحن نعتمد على العفوية وهبات النشامى ؟



ولكي تكتمل الصورة البانورامية لام المعارك علينا الانتباه الى ان الوجه الاخر لها والذي يجب عدم نسيانه ابدا هو ان الاعداء المشتركين لامتنا العربية ، وفي مقدمتهم امريكا والصهيونية وايران ، يعدون هذه المعركة أيضا مثلنا معركة الحسم وكسر العظم ، ونتيجة لهذه الحقيقة لم تكن صدفة ان الغرب الامبريالي والصهيونية تستخدمان مصطلحا دينيا وهو ( الارميجادون ) والتي تعني حرفيا اخر المعارك بين الخير والشر ، بين المسيح العائد واعداء المسيح وهي معركة الحسم وام المعارك قاطبة ، ومنها اشتقت واستنسخت قصة المهدي المنتظر لانهما متشابهتان جوهريا .



عبقرية البعث والقائد الشهيد صدام حسين تتجلى باوضح صورها في دقة تشخيصه لطبيعة المعركة واستشرافه للمستقبل وتحديده لطبيعتها ، وتأكيده منذ اندلعت على انها ام المعارك وانها معركة طويلة وتتضمن عدة مواجهات ومراحل ساخنة وخطيرة قبل الحسم . والان ومنذ سنوات اخذ الغرب ذاته يستخدم نفس مصطلح البعث لوصف ما يجري في العالم ، رغم انه روج في الاعلام الموجه التابع له بضرورة السخرية من مصطلح ( ام المعارك ) وتسفيهه ، بل ان مخابراته روجت بعد غزو العراق لمصطلح ( الحواسم ) لوصف عمليات النهب والسلب والفساد في العراق المحتل لتشويه المصطلح الاصلي واسقاطه ! هل يوجد شك في ان البعث منذ عفلق وحتى صدام واخيرا عزة ابراهيم قد ادرك القيمة الاستثنائية لتخطيط ستراتيجي يخضع لعقيدة قومية عند خوض معارك الحسم وكسر العظم ؟



المطلوب الان العمل الثوري كما عرّفه وعرفه الحزب مبكرا وتميز به عن الاحزاب الاصلاحية والتقليدية وهو ان الثورة هي التغيير الجذري وبناء بديل نوعي بقوة الثوار ووفقا لخطتهم المرسومة سلفا وليس عبر الانسياق الحر والفوضوي مع حركة جماهير سلقت في ماء حار في صحن ضخم لعدة عقود فلم تعد تتحمل عملية الطبخ لجسدها هذه على نار هادئة لذلك وجدت في الحريق الكبير املا في خلاص كاذب وخرجت عن بكرة ابيها ضد الديكتاتوريات والفساد ، لكنها لم تكن مسلحة بستراتيجية تضئ طريق النضال ولا بتنظيم يمسك بزمام الامور ويمنع الحرامية من سرقة الثورة واجهاضها ، بل كانت هبات عاطفية عفوية وتضحيات نشامى ، لذلك كانت النتيجة المتوقعة والتي حذرنا منها مبكرا هي سرقة حلم التغيير الجميل وتحويله الى اكبر كوابيس العرب في كل تاريخهم : حروب داحس والغبراء الحالية .



لم استعرنا لهذه الدراسة المثل الذي يقول (تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار ) وتكرر عرضه في صدارة الدراسة اربعين مرة بقدر الاجزاء المكونة لها ؟ الجواب ببساطة تامة وبوضوح اتم اننا طليعة الامة المناضلة ولسنا ( اسماكا ) ميتة كي يجرفنا التيار حينما يكون جارفا كالسمك الميت او الضعيف ، بل نحن مثل ( اسماك ) التونة التي خلقها الله للسفر الماراثوني لالاف الاميال كي تضع بيض ( بعثها ) و (مستقبلها ) و ( تجددها ) في الوطن الام لها ، وهو المكان الذي ولدت فيه ، فتسبح ضد التيار الاف الاميال بكل تحدياته ومخاطره وتموت الالاف منها في طريق العودة للنبع الاصيل ، كي تصل الى الحاضنة الطبيعية لتفقيس بيوض الامل والمستقبل ، فهل اسماك التونة اذكى واقدر منا على فعل المستحيل ؟ ام اننا كاسماك التونة لا نهدأ ولا نستكين الا عندما نحمي الاصالة ونضمن المستقبل بعمل بعيد النظر مدروس ومخطط كما فعل عفلق حينما اسس الحزب ؟ انتهت الدراسة .




صلاح المختار

Almukhtar44@gmail.com






ملاحظة 1 : سانشر بعد بضعة ايام بعض مراسلاتنا مع بعض شباب الانتفاضة في تونس ومصر لاهميتها في تحديدنا المبكر والدقيق جدا للفخاخ المبثوثة في طريق الانتفاضة وحذرنا منه مسبقا وبالفعل تفجرت الالغام وحولت مشروع الانتفاضة الى فوضى عارمة ودموية .




ملاحظة 2 : اذا كان البعض لديه ملاحظات او تعقيب على هذه الدراسة فسوف اكون مسرورا بالرد عليها .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود ( ٤٠ ) صلاح المختار
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الاخبار العامة والسياسية General and political news :: منتدى المنبر السياسي والحوار الهادئ والنقاش الجاد الحر Political platform & forum for dialogue & discussion-
انتقل الى: