تركيا تتمدد في شمال العراق : تحارب أكرادها وتصادق أكراد العراق.. رسائل تركية من كركوك إلى بغداد وطهران
كاتب الموضوع
رسالة
Dr.Hannani Maya المشرف العام
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60487مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: تركيا تتمدد في شمال العراق : تحارب أكرادها وتصادق أكراد العراق.. رسائل تركية من كركوك إلى بغداد وطهران السبت 4 أغسطس 2012 - 0:02
تركيا تتمدد في شمال العراق
تحارب أكرادها وتصادق أكراد العراق.. رسائل تركية من كركوك إلى بغداد وطهران
كركوك ـ بدأ وزير الخارجية التركي احمد ادود اوغلو الخميس زيارة نادرة الى كركوك شمال بغداد، حيث رأى ان وضع المدينة المتنازع عليها يشكل "نموذجا للشرق الاوسط".
وتأتي زيارة أوغلو الى العراق بالتزامن مع تصاعد الأزمة بين حكومتي بغداد وأربيل، والتي تفاقمت بعد منع قوات البيشمركة الكردية الجيش العراقي من الإنتشار على الحدود مع سوريا في منطقة ربيعة بمحافظة نينوى، ما هدّد بوقوع تصادم عسكري بين الجانبين.
وأفاد بيان لرئاسة اقليم كردستان العراق نشر الخميس أن رئيس الاقليم مسعود برزاني اجتمع بوزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو لتدارس الأوضاع الأمنية في سورية.
وذكر البيان أن "حكومتي تركيا واقليم كردستان يتابعان عن كثب الوضع في سورية وما يحدث الآن في سوريا كارثة انسانية وحكومة سورية تعمل على زرع فتنة طائفية ومستقبل سورية يجب ان يقرره الشعب السوري".
وتواجه كركوك الغنية بالنفط والتي يعيش فيها حوالى 900 الف نسمة يمثلون معظم اطياف المجتمع العراقي، تحديات ومشاكل مختلفة ابرزها التنازع على السلطة.
وقال داود اوغلو للصحافيين في بداية الزيارة التي اوردت قناة "العراقية" الحكومية خبر عاجل حولها "كنت منذ مدة طويلة انوي زيارة كركوك لكنني اخترت شهر رمضان لانه شهر مبارك".
واضاف ان "هذه كركوك بتاريخها العريق ووضعها الحالي الخاص تشكل نموذجا للشرق الاوسط، قوتها تكمن في التعايش السلمي منذ عقود بين العرب والاكراج والتركمان".
وكان المسؤول التركي وصل عصر الأربعاء إلى إقليم كردستان في زيارة لتدارس الأوضاع السياسية في العراق والأحداث الجارية في سوريا.
ورأى داود اوغلو وبارزاني ان "الوضع في سوريا خطير وكارثي "..." وتصرفات النظام السوري وسياسته في اثارة الصراع الطائفي والعرقي في تصاعد مستمر، والمستجدات في سوريا تمثل تهديدا للامن والاستقرار الاقليمي".
كما اكدا بحسب البيان على "التزامهما بالانتقال السلمي السياسي في سوريا" واتفقا على "التعاون والتنسيق في جهودهما بغية مساعدة الشعب السوري من اجل تحقيق تطلعاته المشروعة لسوريا ديموقراطية حرة وتعددية".
وتتبنى الحكومة العراقية الاتحادية في بغداد والحكومة المحلية في اقليم كردستان تتبنيان موقفين متناقضين من الاحداث الجارية في سوريا التي تشهد نزاعا مسلحا قتل فيه الآلاف. وتدعو الحكومة الاتحادية في بغداد الى حل سلمي للنزاع المسلح المستمر منذ اذار/ مارس 2011 وترفض تسليح المعارضة، في حين تتبنى سلطات اقليم كردستان موقفا متشددا حيال النظام السوري.
واستدعى الحدث السوري تراجع نوري المالكي عن عدائه لدمشق وانقلابه إلى دعم كامل بما يتناغم مع الموقف الإيراني في هذا الشأن.
والاستراتيجية التركية تجاه كل من العراق وسوريا خلال السنوات الخمس الأخيرة كانت تركز على توثيق العلاقات مع هاتين الدولتين من أجل موازنة النفوذ الإيراني في المنطقة واستعادة العراق دوره العروبي من جديد "إضافة طبعاً إلى المصالح الاقتصادية التي أنعشت الاقتصاد التركي"، لكن التطورات تسير بعكس هذا التمني التركي، وما عاد ممكناً إخفاء المشاعر الحقيقية مهما سعت أنقرة إلى تجنب مواجهة مباشرة. وعلى الأغلب فإن الخلاف والسجال بين أنقرة والمالكي سيستمران ما دامت الأولى ترى في سياسات الثاني هدماً لاستراتيجيتها في العراق، وطالما رأت فيه ناقل رسائل إيرانية وسورية.
وكشف الخلاف التركي الشديد مع بغداد النقاب عن دور تركيا في صراع اوسع على السلطة في منطقة الشرق الاوسط مع تحرك انقرة لحماية استقرارها ورخائها من "المحور الشيعي" العراقي-الايراني الذي تخشاه في اعقاب الانسحاب العسكري الامريكي من العراق.
ويرى بعض المراقبين ان المساعي التركية الاخيرة وتدخلها المباشر في الشؤون الداخلية لبعض الدول من خلال تبنيها ورفضها لبعض السياسات هو مؤشر واضح لإبراز نفسها كقطب مهم ومدافع اساسي لطائفة معينة هذا مع سعيها الجاد الى ايجاد تحالف خاص مع بعض دول الخليج لأجل تكوين تكتل خاص قادر على مواجه ايران التي تعتبر احدى اهم الدول في المنطقة، مجددين خشيتهم من اتساع رقعة الخلاف الذي قد يتسبب بحدوث حرب طائفية خصوصا مع وجود هذا الكم الهائل من المشاكل والخلافات وحالة عدم الاستقرار الامني لبعض البلدان ذات التنوع الطائفي،
والسجال بين المالكي وأردوغان مقابل التودد الإيراني للمالكي يعكس صراعاً بين أنقرة وطهران وتناقضاً في مصالحهما وموقفهما أزاء رأس النظام في العراق. إيران تعتبر العراق حديقتها الخلفية، وضمن هذا الإطار إستدرجت إجراء مفاوضاتها حول البرنامج النووي في بغداد بعد تلك في اسطنبول. إيران إذاً تمتلك مفاتيح الحلّ والربط منذ إنكفاء النفوذ المباشر للولايات المتحدة، وهي لا شك معنية بالخروج من الأزمة السياسية بين بغداد وأربيل بما يضمن استمرار هذا النفوذ.