بأنفسهم يفخرون ...ثمّ بجدودهم! د. حميد عبدالله

بأنفسهم يفخرون ...ثمّ بجدودهم! د. حميد عبدالله

02/08/2012

هناك مفلسون لايملكون من الدّنيا سوى إرث أسريّ تليد ، وبدلا من أن يغنوا هذا الإرث، صاروا عبءاً عليه ،وتحوّلوا إلى أرضة تنخره ،وتعبث به، وتسيء إليه!.
بعضهم يرفض الفخر بجدوده اذا لم يجد في نفسه مايستحقّ الفخر والافتخار ،على العكس هناك من يتبجّحون بأجدادهم ،ويزايدون على أنّهم سليلو عائلات كان لها شأن في زمن مضى ، وبين نفس توّاقة للرّقي والارتقاء ، وأخرى منكفئة على ماضٍ تولّى نتلمّس بوضوح الفارق بين الفاشلين والنّاجحين ، بين الأذكياء الّذين يصنعون الحياة على طريقتهم ،ويتركون بصماتهم على وجهها ، وبين الّذين يحملون إرث آبائهم أنّى حلّوا أو ارتحلوا، لأنّهم من دونه لايعنون سوى مجموعة أصفار على الشّمال!.
لكي لاأذهب بعيدا في الأمثلة، ولكي لا أبقي التّوصيف مبهما ، أقول، إنّ هناك رجالا استحقّوا أن يكونوا امتدادا لآبائهم وأجداهم ، ونجحوا في أن يُشار لهم بما يستحقّون ، من حقّ أولئك أن يفخروا بأنفسهم أوّلا وثانيا ومن ثمّ بجدودهم وأقوامهم !
من حقّ أمثال هؤلاء أن يزيّنوا بيوتهم بقول الشّريف الرّضي:
فخرت بنفسي لابقومي موفّرا
على ناقصي قومي مناقب اسرتي
ويعلّقون بجانبه قول المتنبّي
لابقومي شرّفت بل شرّفوا بي
وبنفسي فخرت لابجدودي
هناك من يعلون أسماء عائلاتهم ،ولو قيّض لأجدادهم أن يبعثوا، لرفعوا رؤوسهم عاليا اعتزازا بأحفاد قدّوا من معدن نادر، وخلقوا من طينة عزيزة وهناك من يطأطئ الأجداد هاماتهم خجلا منهم!
التّوصيف أوضح ، ولم أجد أصعب من توضيح الواضح!.
السّلام عليكم.

كلام الناس

hameedabedalla@yahoo.com