ايذا د بسيدي ... وطبخ بقّوتا

ايذا د بسيدي ... وطبخ بقّوتا


بعد انتهاء القداس الاحتفالي لعيد انتقال العذراء ، الاربعاء 15/8 ، في كرمليس، بدأت جموع الصبايا والاطفال ، يحملون صواني ، فيها صحونا من الحبية (بقوتا، بسوستا) فوقها قطع من لحم الخروف، يوّزعوها على البيوت، كتقليد سنوي ارتبط بعائلة المرحوم بحو الشابي، وبدأت الآن بعض العوائل الاخرى يعملون بهذا التقليد ايضا. السؤال : لماذا طبخ الحبية بالذات ، وهل يستند هذا التقليد على موروث ايماني؟ ربما تفسيري هذا قد يكون الاجابة على هذا السؤال.
- دير مار تيودورس يقع بين كرمليس وباشبيتا ( بيت السبي) اي الاقوام التي تم اسرها خلال الفترات السابقة واسكنوا في سهل كرمليس.
- من التقليد الكنسي ، انه في عهد يوليانس الجاحد ، ومن وسائله العديدة لاضطهاد المسيحيين واجبارهم لترك ايمانهم ، امر برفع جميع الاطعمة من الاسواق والتي يتغذى عليها المؤمنين خلال فترة الصوم، ووضع اللحوم والاجبان والبيض بدلا عنها ، حتى يضطر المسيحيون الى اكلهافيخالفوا قوانينهم الكنسية. في الليل تراءى القديس تيودورس للبطريرك اودكيوس وعلمه كيف يتغلبون على هذه المحنة وذلك بطبخ الحنطة . وفعلا تم تطبيق هذا التعليم في اليوم الثاني ، فانتصر الايمان وخزي الضطهد. (ديارات العراق للاب البير ابونا).
- القديس تيودورس الشهيد هو من اهل باركليت قرب اماسيا، كان فارسا مغوارا قتل التنين الذي كان يهدد بلدته، تنصر فعذّب حتى الشهادة في 7 شباط 363 م في عهد يوليانس الجاحد. ( قطف الازهار في مروج الاخيار ، بيروت 1895)

عاشت مخيلتك وسلمت يراعك على هذا الموضوع الشيق أن قراءة هكذا مواضيع يدخل السعادة الى نفسي المكتئبة على ما يجري في وطننا الحبيب منذ عشر سنوات عجاف , أن هذه المواضيع هي ضرورية جدا لشبابنا اليوم لأنهم لا يعرفون شيئا عن تاريخ الآباء والأجداد لا سيما الذين يعيشون في بلدان المهجر بعيدا عن الوطن , بارك الله فيك ورعاك وحفظك ذخرا لنا .






أبو فرات

مع التقدير

تحية محبة وتقدير لكل من يحاول أن يسلط الضوء على تاريخ الآباء والأجداد لأيصال تاريخهم وتراثهم الى الأجيال الجديدة وخاصة في بلدان المهجر لينورا عقولهم بها لأنها مفخرة لهم ولكي يمزجوا الماضي بالحاضر ليخرجوا بعقلية متنورة تفيدهم في الحياة بالزمن الصعب الذي ضاعت فيه القيم والمبادئ وأصبحت المادة لدى الكثيرين المقياس الذي يعول عليه .