الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1829تاريخ التسجيل : 07/02/2010الابراج :
موضوع: يوسف الصائغ 1933 - 2006 الثلاثاء 18 سبتمبر 2012 - 20:57
يوسف الصائغ 1933-2006
ولد يوسف نعوم داؤود الصائغ بالموصل في أسرة دينية مسيحية فوالده شماس في الكنيسة وعمه سليمان الصائغ قس ثم مطران بعد ذلك تأثر به كثيراً، وجده في سيرته الذاتية بصورة قديس. أنهى دراسته الابتدائية في مدرسة شمعون الصفا المسيحية. ودراسته المتوسطة في المتوسطة الشرقية ودراسته الإعدادية في المدرسة المركزية بالموصل ودخل دار المعلمين العالية قسم اللغة العربية وتخرج منها عام 1955، عين في الموصل مدرساً في الإعدادية المركزية وبعد ثورة عام 1963 أودعه البعثيون السجن لنشاطه السياسي، وبقي في السجن حتى بداية السبعينات حيث أخرج منه ليعمل في الصحافة. وانتقل إلى بغداد وأفادته صداقته بشاذل طاقة وشفيق الكمالي رئيس تحرير دار آفاق عربية في المجلة وأشتغل بالصحافة والإعلام بعد أن أعلن براءته من الحزب الشيوعي في الصحف وانتمى الى حزب البعث العربي الاشتراكي وصادفته مأساة أخرى في حياته إذ توفيت زوجته في حادث طريق وكان معها في سيارته الخاصة. وهزت الحادثة أعصابه وأدمن على الخمر ثم عين في الثمانينات مديراً عاماً للمؤسسة العامة للسينما والمسرح وأحب موظفة مسلمة دفعته الى إعلان إسلامه للزواج بها، وبعد أن طلقها إرتد الى المسيحية وتزوج فتاة مسيحية وأحيل على التقاعد عام 1996. عمل محرراً في مجلة ألف باء. يوسف الصائغ شاعر وقاص ومسرحي ورسام ومن أفضل كتاب الخاطرة في العراق وخواطره في مجلة ألف باء (فوق نار هادئة) تدل على ذلك...وهو عضو اتحاد الأدباء وعضو جمعية الفنانين. حضر مهرجان جرش في الأردن ومهرجان قرطاج، حيث فازت مسرحيته (ديزدمونه) بأحسن نص مسرحي 1989 ونال عليها وسام الاستحقاق الثقافي من الدرجة الأولى (تونس).
من مؤلفاته:- 1-قصائد غير صالحة للنشر 1957 (مشتركة مع عبد الحليم اللاوند وشاذل طاقة) 2-السودان /ثورة الشهداء 1970(قصيدة نثر سياسية) 3-اللعبة-رواية 1970 4-إعترافات مالك بن الريب(شعر) 1971 5-انتظريني عند تخوم البحر (قصيدة) طويلة1970 6-المسافة 1974(رواية) 7-سيدة التفاحات الأربع 1976(شعر) 8-الشعر الحر في العراق (أطروحة ماجستير من جامعة بغداد، 1976) 9-اعترافات (شعر) 1978 10-المعلم (شعر) 1987 11-الباب (مسرحية) 1987 12-العودة (مسرحية) 1988 13-ديزدمونه(مسرحية) 1989 14-الاعتراف الأخير لمالك بن الريب(جزءان) 1987، 15-قصائد 1992.
المخطوطات:- 1-تكملة السيرة الذاتية 2-شعره في التسعينات. شعره: لقد بدأ يوسف الصائغ شبابه ثورياً فانتمى إلى الحزب الشيوعي وغنى له وشعره في مرحلته هذه لم ير النور بعد وهزته الأحداث السياسية التي أصابت الوطن العربي ولا سيما نكسة حزيران فيستدعى كوا من الثأر والشرف المهان ويشد القوم إلى المجابهة وعدم الاستكانة حيث يقول: وها مئزري ولتغطوا به وجه قتلاكم / حزين على الثأر لا تسألوني/ ومن غضبي عميت مثل يوم عيوني/ وقد كنت يا ثار أصفيت في/ عزة من دمي في جبيني/ فحرق/ أجل وتحرق بنا/ تحرق فلا تبق زرعاً ولا تعط ضرعاً/ وتغنى جنى/ لنمحل فالجوع أجدى بنا/ وأحرى على الثأر حر الظمأ/ ولا تعطهم جنح أغماظه ينامون فيها/ وخل الكرى إذا مس/ يصنعها مفزعات رؤى كالصواعق لاتحتمى. وعندما تحول الفداء للرد على العدوان حقيقة لا حلماً فان استعادة الكرامة لا بد آتية بدماء الشهداء واسترجاعهم الأرض المغتصبة، قال يوسف الصائغ:من هذا الفارس يمشي فوق مياه الأردن/ يحمل رأسه في كفيه/ إن كان غريباً فليترجل تسكنه أعز منازلنا/ أو كان حبيباً/ استحلفكن بنات الحي/ لا تلمسن جراحه فهي ثياب زفافي/عاد بها ختني من خلف خطوط النار/ وهي المشاهد يا وطني/ فاستدعوا لحزيران/ شهودكمو/ سأدعو جثث الأحياء المهزومين/ وأنهض من كفني/ وأشير إليكم-تحول العربي المشرد، المطرود من أرضه واللاجئ إلى أراض أخرى يجد فيها مأوى إلى فدائي ثأثر بفعل نمو وعيه الثوري وراح يطالب بالثأر والكرامة، ويحكي مأساته ومعاناته من قهر وكبت سياسي وقمع في دائرة الممارسات السلطوية القمعية حتى نضجت إلى ثورية فدائية إكتسحت أصحاب الضمائر والكرامة العربية، يقول الصائغ:تعددت في الوطن العربي/أهال على جسدي خيمة/ورأيت بلادي تتخثر فوق جراح الضحايا/أنا الخيمة الألف/يوحش وجهي أمام المرابين/التبست/تشابه في مقلتي بينكم/إنني ابتعت أو بعت/يا صاحبي قرسي/إن يأس الفوارس جد مريب/ويأسا كيأسي/يطيق النبوءة والقتل والكذب فلتحذر اتي تزودت كاللص سيفا وخبزا وجرعة ماء/تدبرت ذاكرة للمسافر بين الغضا والخيام/تكون الرمال قناعي/وتذهل عني عيون المرابين.
يقول ذنون الاطرقجي عن ديوان مالك بن الريب(يكاد في معظمه يشترك مع شعراء الأتجاه القومي في منطلقاتهم الأساسية وقد مرت منه نصوص تعبر عن حصار فصائل الثورة الفلسطينية. وعن هم وانتماء قومي عربي ونقد للفئات الرجعية الحاكمة شبيه بكثير من النقد الذي وجهه شعراء الأتجاه القومي التقدمي، يقول مثلاً:من كان له أذنان ليسمع فليسمع/فالرب يعود الساعة ممتطيا فرساً عربياً/ يتوهج عرفه كاللهب المسفوح مع القربان.
وينطلق بطل يوسف الصائغ مع ثورة 17 تموز 1968 جامعاً حلماً معذباً تحيطه المخاطر من كل جهة، لا يملك مواصفات البطل العادي الخارقة: انتظرتك في الطرقات/ انتظرتك عند الحدود/ وما جئت/ عوقني الحب والحرس الطيبون/يسيرون في نومهم/يحملون الأهلة والخبز والخوف من لحظة الموت. ويكون السجن ضريبة أولئك الذين يحبون أوطانهم.نصيب المناضلين والمثقفين والمطالبين بالحرية:يقول الصائغ:يا حارس الباب قد أخذوا سيدي/-أين؟/ -يا صاحب السجن قد سجنوه-لماذا؟/ لأن الذين يحبون لا يملكون دليلاً على حبهم غير أن يسجنوا أو يموتوا.