بغداد/ المسلة : ابتدأت الحكاية في 12/ 12/ 2010 ، حين نصبت منصة
رئاسية في الشارع العام بمنطقة الجادرية دعي لها رئيس الوزراء نوري المالكي شخصيا وبرفقته وزير المالية رافع العيساوي ورئيس هيئة الاستثمار سامي الاعرجي وعدد كبير من المسؤولين بينهم نواب بالبرلمان ،
والمناسبة كانت وضع حجر الاساس لمشروع ما اطلق عليه تسمية "المستشفى العراقي - الالماني وكلية الطب الالمانية ، كان من المفترض ان يشيدان على قطعة ارض كبيرة في منطقة الجادرية وان ينتهي العمل بهما في غضون سنة واحدة
وبعد مرور 22 شهرا تابعت "المشروع" وذهبت الى مكان الاحتفال حيث "دفن" حجر الاساس ، والمفاجأة انها لم تجد شيئا على الارض يشير الى ان هناك اي اعمال انشائية في تلك البقعة ، بل لا اثر لاي طابوقة واحدة وضعت في اساس " المستشفى " المفترض ، وجدت فقط اليافطة التي وقف امامها رئيس الوزراء ليعلن حينها بفرح كبير انطلاق المشاريع الاستثمارية على ارض الواقع
المفاجأة الاكبر ما تسرب من معلومات حول نية المستثمر بيع قطعة الارض تلك والتي خصصت لبناء المستشفى والكلية ، بعد ان تحول عقد الارض من ايجار الى تمليك
ما موجود على ارض المشروع بعد مرور 22 شهرا على وضع حجر الاساس فقط اليافطة
بدا رئيس الوزراء في ذلك الحفل فخورا وهو يعلن بفرح انطلاق مسيرة المشاريع الاستثمارية على ارض الواقع ، وبدا اكثر سعادة وهو يعلن ان هذا المشروع سيكون من اول مشاريع بناء المستشفيات التي " ترى النور" بعد ان توقفت عجلة بناء المستشفيات منذ عام 1985 . وقال المالكي " انا كلي فرح وسرور اذ ارى ان مشروعا هنا ومشروعا هناك بدأ يتحرك بالاتجاه الصحيح الذي يجعل القطاع الخاص ورجال الاعمال والاستثمار والشركات الاجنبية... تتسابق من اجل ان تسهم في عملية البناء والإعمار" . واضاف " لا يسعني في هذا اللقاء الكريم الا ان اتقدم بجزيل شكري واستعدادي والاخوة العاملين لدعم مجلس رجال الاعمال ودعم الشركات الذين يقدمون في كل يوم مشروعا من المشاريع.. لتكون الى جنب مشاريع الدولة للتعجيل في تقديم الخدمات وبالذات في المجال الطبي لان اطلاعنا على ما كان ينجز في العراق ، بان العراق لم تنجز فيه مستشفى واحدة منذ سنة 1985 او 1986 " . !!!
وتابع قائلا : المهم عندنا اننا بدأنا ومشاريع المستشفيات في طور الانشاء وليست في طور التعاقد او الافكار على الورق وانما هي في طور العمل والانشاء والى جنبها مثل هكذا مشاريع تقوم بها مؤسسات وطنية ومجالس الاعمال ،
وانا اتقدم بشكري الى الدكتور حسن حداد الذي تابع هذا المشروع كثيرا وبسبب الظروف القانونية والامنية ربما تلكأ المشروع وتعطل هو قبل سنتين كان المفروض ان يبنى في منطقة الكاظمية ولكن قطعة الارض التي خصصت حصل عليها طارئ ومشاكل اخرته ، ولكن صبره وتحمله ومتابعته لهذه الفكرة اوصلتنا الى اليوم الذي وجدنا هذا المكان الذي سيكون شاهدا على اقامة هذا الصرح الذي هو ليس فقط لاغراض العلاج وانما لاغراض التعليم حينما تكون الى جنبه كلية متخصصة
لمشاهدة كلمة رئيس الوزراء في حفل "وضع حجر الاساس " لما سمي بالمستشفى العراقي الالماني اضغط على الرابط التالي
المدير التنفيذي للمشروع (هكذا وصفه بيان لمجلس الوزراء) الدكتور حسن حداد قال في الحفل ان المستشفى الذي أطلق عليه اسم " المستشفى العراقي الألماني" ، في منطقة الكرادة وسط بغداد، سيحتوي على مستشفى بسعة 250 سريراً ، وكلية طب المانية ! تدرب وتخرج اطباء عراقيين . والمشروع كما يقول ابراهيم البغدادي رئيس مجلس الاعمال الوطني العراقي هو من ضمن عدة مشروعات مهمة تنفذها مجموعة الشركات التابعة للمجلس.... وستنفذه شركة بن حيان احدى شركات المجلس وبكلفة 125 مليون دولار
ومجلس الأعمال الوطني العراقي تشكل في 19 كانون الأول عام 2009 الذي يضم عددا من أصحاب الشركات التجارية والصناعية ورجال أعمال ومستثمرين عراقيين من داخل البلد وخارجه
وعند مواصلة البحث عن مجلس الاعمال الوطني العراقي لم نعثر على اي موقع الكتروني له ولم نعثر اي معلومات عن الدكتور حسن حداد ، بل لم نعثر على اي معلومات عن القائم بالاعمال الالماني ، اوليش كنه ، الذي قالت البيانات الحكومية انه حضر الاحتفال
صورة من قيل انه القائم بالاعمال الالماني في ذلك الوقت
وفي الوقت الذي تصدرت فيه صورة رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي ، وهو يستقبل رئيس الوزراء في موقع الاحتفال ، البيانات الحكومية واخبار وضع حجر الاساس توحي بان القائم على الاحتفال هي الهيئة الوطنية للاستثمار ، ومسارعة امانة بغداد باصدار بيان تقول فيه : انها " شاركت بالجهود المبذولة لإنشاء المستشفى العراقي الالماني وكلية الطب الالمانية الملحقة بها في منطقة الجادرية في العاصمة بغداد " ،
حيث نقل بيان للامانة عن مدير عام اعلام امانة بغداد حكيم عبد الزهرة قوله خلال حضوره حفل وضع حجر اساس المشروع " ان امانة بغداد تعاملت مع المستثمر خلال الفترة السابقة من اجل ايجاد الموقع الملائم لبناء المستشفى الكبير وكلية الطب الالمانية وهيأت كل التصاميم ومايحتاجه هذا المشروع من اجل انجازه " .واعترض رئيس هيئة استثمار بغداد شاكر الموسوي في تصريحات صحافية قائلا : ان مشروع انشاء المستشفى الالماني يعد واحد من المشاريع التي كان يجب ان تحال عن طريقنا ، لكن هناك بعض الدوائر ( رفض الكشف عن اسمها ) تحاول احالة هذا المشروع الى احدى الشركات المعينة
استقبال رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار سامي الاعرجي لرئيس الوزراء نوري المالكي
وحاولت المسلة معرفة الفائدة المتوقعة على اقل التقديرات من المستشفى لو قدر له ان ينجز في المدة المقررة والموضوعة له لو كان واقعا حقا ، فاتصلت بوزير الصحة السابق ورئيس لجنة الصحة البرلمانية د . صالح الحسناوي الذي استهل حديثه بقول ممزوج بحسرة : كان يفترض ان يكون هذا المستشفى نسخة شبيهة من المستشفى الالماني في السعودية " . واضاف" لا يمكن معرفة كم يستوعب المستشفى الالماني الا ان يبدأ بالعمل .. لكنه لن يبدأ
وتابع : يعتمد معرفة عدد المرضى الذين يدخلون المستشفى مستفيدين من الخدمات الطبية التي كان يفترض ان يقدمها على الاشغال السريري".. مبينا ان هناك "معادلات علمية في الاشغال السريري تعرف من خلال بيان عدد الاسرة التي سوف تشغل من هذا المستشفى خلال السنة مع معرفة عدد ايام الرقود
وبحسبة بسيطة قال الحسناوي لـ" لمسلة " انه وبشكل عام لا تتجاوز نسبة الاشغال السريري في المستشفيات الحكومية عن 60 % ، وبها يمكن معرفة الاشغال السريري في المستشفى من خلال ضرب الـ60% في 250 يظهر الناتج تقريباً بنحو 150 سريرا يشغل في السنة الواحدة في المستشفى ذات سعة الـ 250 سرير
ويتابع الحسناوي : لو ضربنا 150 سرير في 360 يوم يظهر معدل اشغال السرير خلال السنة
ويخلص الحسناوي الى بيان عدد مفترض ان يكون قد استفاد من المستشفى لو كان واقعا بقوله : ان معدل رقود المريض في المستشفيات الخاصة يكون ثلاثة ايام ، فنقسم السنة على ثلاثة ليظهر الناتج 120 يوما تضرب في 150 وهي نسبة الاشغال السريري في السنة فيظهر الناتج 18000 مريض خلال سنة واحدة
كما اشار الى انه كان يمكن ان يشغل نحو 1000 موظف من الكوادر الوسطى
بين اداري وممرض وفني ونحو 50 طبيب اختصاص
الحسناوي علق على كون ان ثمة كلية طب ملحق بالمستشفى غير الموجود اصلا قائلا : لا توجد كلية طب خاصة في العراق وانا ضد انشاء كلية طب خاصة في العراق وذلك بسبب نقص كليات الطب الحكومية للمستلزمات العلمية
واضاف : ان هيئة الاستثمار ليس لها علاقة بالتدريس وهذا من اختصاص وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، وليس للهيئة ان تمنح اجازة استثمار لكلية طب خاصة ، قبل ان توافق وزارة التعليم العالي مبدئياً وبعدها يوافق مجلس الوزراء.. وهذا لم يحصل لكن بغض النظر عمن اقام الاحتفال بالمستشفى المفترض ومن حضره ومن منح اجازة المشروع ، فان المواطن العادي لن يتذكر اي من تلك الاسماء.. بل سيتذكر فقط وقوف رئيس الوزراء في ذلك المكان واعلانه "بدء" انشاء مشروع المستشفى العراقي - الالماني الذى لم ينجز بـل لم يبـاشر بـه أصــلأ
!!!!!!!!!!!!!
المسلة : تكشف قصة المستشفى العراقي ـ الالماني فى منطقـة الكـرادة وسـط بـــــغـــــــداد