رجل من تلكيف حكاية .. و جزء من تاريخ مدينة .... الشهيد المغدور موفق الياس نعمو زوما .. .. .. .شهيد ثورة ايلول .. المنسي .. المقاتل الفذ الذ

رجل من تلكيف
حكاية ..
و جزء من تاريخ مدينة

.... الشهيد المغدور موفق الياس نعمو زوما ..
.. .. .شهيد ثورة ايلول .. المنسي ..

المقاتل الفذ الذي شهدت له تلك الجبال التي كان يتجول بين كهوفها و وديانها .ويعتلي تلك القمم في جبل الدير التي يرنو من فوقها الى تلكيف التي كان يشتاق اليها كثيرا . كان كوعل جبلي شامخ لا تخيفه اطلاقات المعتدين ولا جموع المهاجمين .. ولا تلك الطائرة الهوكر هنتر التي كانت تزور اجواء جبل القوش يوميا
موفق ...
الرجل الذي راح ضحية الغدر و الوشاية و الحيلة والخيانة
لم يذكره احد بعد نيل الحرية والخلاص .رغم ماكان يضمره من محبة واخلاص لاصدقائه ورفاق دربه.. من الذين لم يشي باي منهم ولم يذكرهم امام من عذبوه وعنفوه اثناء التحيق القاسي . حتى نال الشهادة يوم اعدم غدرا وعدوانا فقط لانه آمن بالحرية وكفر باعمال السلطة الغاشمة .. وبقى مؤمنا بالعدالة حتى الدقائق الاخيرة من حياته .. وحافظ على حياة رفاقه واصدقائه و سر مجموعته التي احبها ملء قلبه ..
'''''',,,,,
.. ومن ماتو على فراش الراحة من رفاقه صنعت لهم النصب ومزالت صورهم ترفع عاليا رغم انهم تنازلوا وعاشوا الرفاهية حتى رحلوا و شيعوا بموسيقى القرب والطبل والمزمار
وبقى موفق نسيا منسيا لا احد يذكره ..
****
.. لم تكتفي السلطات الغاشمة بمن اعدمتهم في 1 تموز عام 1963 .. فاضافت شاب اخر الى اولائك الشباب المغدورين في ايلول عام 1969.
شاب كان يلقبه اصدقائه شيخ الشباب
... كان حقا شيخ الشباب .. لنبله واخلاصه وتواصله ومحبته لاصدقائه ..
وكم بكاه شباب تلكيف وكم سردت حكايته وتناقلتها الالسن حتى الان ..
*****
ولد في تلكيف عام 1944 . .
والده الياس نعمو زوما صاحب معمل المونة والمطحنة ومعمل الثلج
والدته.. ماري كروما
اخوه. ... انيس 1941
اخواته ...
ميسون الكبرى 1945
انتصار الصغرى 1959

... تقع الدار التي سكنها مع اسرته .. في محلة اورو .. في الزقاق الذي يبداء بين منزل الشماس حنا بشي و منزل ميخا حناوا .. الدار التي سكنتها عائلة طيما الريكاني بعد ان انتقل اخوه انيس الى بغداد ..
. موفق كان صاحب شخصية مستقلة مرح محبوب من اصدقائه ومن المقربين اليه. .. تاثر بالاديولوجيات اليسارية حاله حال الكثيرون من شباب ورجال تلكيف .. مما حدى به للالتحاق مع مجموعة الشباب الذي التحقوا بتوما توماس في جبل الدير ( القوش) في بداية الستينيات من القرن المنصرم ..
.. الوحيد الذي ذكره كان المرحوم ابو ليلى صباح الالقوشي الذي التقيت به في بداية عام 2014 خلال احدى زياراته لتلكيف
اذا كان احد رفاقه ايام الالتحاق بمجموعة توما توماس..
.. .
كان والده ذو صلة وثيقة وصداقة متينة مع مدير الناحية مهدي الخفاجي اخر مدراء الناحية في تلكيف ..
( تم نقل مدير الناحية من تلكيف وترقيته ليصبح قائمقام قضاء الشيخان )

بعد ان اعلنت تلكيف مركزا لقضاء بموجب قرار الحكم الذاتي وعملا بقرار الحكم الذاتي وجب ان يكون القائمام من سكان المدينة الاصليين .. واول من تولى المنصب كان
( سلام ميخا جميل )القادم من بغداد .. ليكون اول تلكيفي يشغل منصب قائمقام قضاء تلكيف ..
كذلك تولى منصب مدير البلدية
المعلم. (بدري يوحنان حجي )
و هو تلكيفي من سكنة محلة شعيوتا . .
****00****
وكما اسلفنا عن علاقة العم الياس مع مدير الناحية .. اشار الاخير عليه ان يقنع ابنه موفق بالعدول عن الهروب من الخدمة العسكرية و ان يكمل خدمته الالزامية و يستفيد من قرار العفو الذي صدر في تلك الفترة .. بل اقنعه بالفكرة وعمل العم الياس بنصيحة المدير لايمانه الكامل ان ابنه سيكون في امان ان عاد ... وان مغادرة العراق دون اكمال الخدمة العسكرية خيانة للوطن ..
...
في العام 1966 اتصل بوالده عبر احد الاصدقاء وطلب منه مبلغا قدره 600 دينار عراقي .. هي ثمن اخراج جواز سفر وتذكرة سفر بالطائرة من تركيا الى الولايات المتحدة الامريكية وثمن الحصول على فيزا امريكية.. ليلتحق باخته الكبرى ميسون التي تسكن في ديترويت مع زوجها واولادها ...
... عرض العم الياس الفكرة على مدير الناحية لكن المدير اقنعه في حينا على العدول عن الفكرة وعليه ان يقنع ابنه بالعودة٠ وتسليم نفسه الى وحدته العسكرية لاكمال الخدمة..
اذ قال ان مغادرة العراق دون اكمال الخدمة العسكرية خيانة كبرى للوطن.. فامتنع العم الياس عن ارسال المال المطلوب وطلب من موفق العودة .. بضمان مدير الناحية .. .
استسلم موفق للامر الواقع .. واطاع امر والده رغم عدم اقتناعه بالفكرة ورغم شكه الكبير انه لن يكون بامان ..لكن عاد الى البيت .. ثم سلم نفسه الى وحدته العسكرية في زاخوا .. وبعد فترة تم القاء القبض عليه في وحدته العسكرية وارسل السجن لينال اقسى انواع التعذيب حتى تمنى الموت وطلبه خلاصا من العذاب الذي يتعرض له يوميا طوال مدة التوقيف ..
في سنة 1969
حين كان يخدم في وحدته العسكرية القت السلطات القبض على احد رفاقه واودع التوقيف و من شدة التعذيب اعترف و ذكر لمعذبيه اسم موفق لتيقنه ان موفق في امان لاتطاله اياديهم .. التقيا في السجن واعترف رفيقه له انه هو من ذكر اسمه.. وما كان يعلم ان موفق قد سلم نفسه و عاد لاجل اكمال مدة الخدمة العسكر .. وبعدها السفر خارج العراق

قبل اعدامه بيوم واحد ارسلت السلطات رسالة الى ابيه مفادها ان يحضر للقاء ابنه اللقاء الاخير ..
من خلف قضبان الزنزانة قال لوالده.. بابا هاي الردتها الي ..
لم يقل سوى تلك الجملة .انتهت المقابلة عاد العم الياس الى تلكيف وتلك الجملة تنخر بقلبه ..
بعدها
.. تلقى المرحوم الياس زوما امر بالذهاب الى الموصل لاستلام جثمان ابنه المعدوم وكان الامر بمثابة اطلاقة نارية قتلته دون ان تفارق روحه الجسد ..
لم يستمر العم الياس في الحياة بعد اعدام ابنه المدلل الصغير سوى اسابيع معدودة لترحل روحه الى باريها .. ويكون عدد المعدومين اثنين ..
حسب ما كانت ترويه والدتي ان العم الياس توفي في يوم الاربعينية التي اقيمت على روح الشهيد موفق .
بعد تلك الحادثة المؤلمة غادر تلكيف عدد كبير من الشباب وما عادوا ابدا .. لتلتحق بهم عوائلهم في بلاد الاغتراب ..

***
اما مدير الناحية الذي تكلم عن الوطن وحب الوطن و الوطنية وكان السبب باقناع موفق بالعودة الى الخدمة العسكرية .. وكان هو القاتل الحقيقي بمشورته و تنفيذه لامر السلطات الاعلى،
ذلك المدير باع الوطن وتامر ..
اشترك بالانقلاب الفاشل الذي قاده عبد الغني الراوي
وحكم عليه بالاعدام و تم تنفيذ الحكم رميا بالرصاص
....
ذات ليلة ..
خلال وجوده موفق ٩مع مجموعة من شباب المحلة من اصدقائه واقربائه ..
قص عليهم ..
كيف توجه الى تلكيف في احدى الليالي يقوده الحنين قادما من جبل الدير عبر قرى الايزيدية ..
.. وكيف دخل و وصل الى منازل ال اسمر التي تودي الى دار عمه حنا وعمه داوود ..
وصل الى سطح عمه داوود والقى نظرة على ايوان منزل عمه.. فشاهد زوجة عمه منكبة على مهد رضيعها .. تغني له بهدوء وتذكر الغريب الذي سافر وغاب .
قال : بكيت حتى ابتل قميصي و خنقتي العبرات وما استطعت ان اكلم زوجة عمي .. خوفا عليها من الصدمة وخوفا على اولادها من الحراس الليلين .. الذين ينفخون بصافراتهم بين الحين والاخر ..
... نزل من السطح بهدوء وحذر كي لا تسمع زوجة عمه وقع خطواته وعاد ادراجه تحت جنح الظلام وهو يبكي طوال مسيرته من تلكيف الى جبل الدير.. ليروي قصة عذاب جديدة لرفاقه ..

وحسب تذكري ( ارجوا ان لا تخونني الذاكرة ) كان الرضيع. .... منهل ابن عمه حنا..

.. وباستشهاده اضافت تلكيف صفحة اخرى الى كتاب الظلم والتنكيل الذي تعرضت له عبر تاريخها..
وما زال الظلم مستمرا ..

هكذا انشدت ريجينة. ..
... حربي على شكر الشوارب حربي ...

كثر الشكر والتقدير للاستاذ جورج زوما ( كندا ) لتعاونه وارساله الكثير من المعلومات عن الشهيد موفق الياس زوما ..
وله الفضل الكبير في اخراج هذا الموجز عن حياة احد ابناء بلدتنا من شهدائها المغدورين
. والشكر موصول الى العزيز منعم حنا زوما ..
ولكل من تعاون معي في اخراج هذا المقال ..

.... ويبقى التاريخ وجهة نظر .....
.... /... قابلة للنقاش ..../....