⚉ آه يا بحــــــر : خاطـــرة ⚉

آه يابحـــــر
تجري في طريقك بصمتٍ رهيــــب !
كـلّ يومٍ .. آتي الى هنــا .. لأزوركَ
لكَ وحــدكَ .. اقدر انْ ابثّ
آهاتـــي .. وأحــزانـي !
لأنّكَ الوحيــد .. لا تفشي بيّ ..
لأنّــكَ .. كاتـمٌ للأســـرار !
لقـد خـرّب هـذا الزّمـــان
أخــلاق البشــر !
بات شعارهم .. طمعٌ .. دسائس
مكائــد .. ومكــــر !
لم يبقــى في حياتنـــا .. شئٌ صالحٌ ..
حيث ضاعت كل الأخــلاق .. والقيــمْ !
حيث الأقــزام .. باتوا اليوم
كشــمشون الجبّــــار !
آنتشرت في أصقاع المعمورة ..
عصابات اللّيل .. وعسس الشّـــر ..
ومهرّبوا المخـدّرات .. وتجّـار
بيــع أعضـــاء البشـــر !
وكثر مـزوّروا الشّهادات ..
وآنقســم الشّعب الى طوائف .. الى قبائــل !
كــلّ واحــد يروم لنفســــهِ .. حصّــة الأســــد !
الأرانــب تقمّصت أرواح الذّئــاب ..
ومتواضـعوا البارحــة .. باتـوا متكبّـروا اليــوم ..
والبلطچيّــة .. باتوا أولياء أمــور حياتنــا
كيف يســـقط المـــطر ؟
كيف ينمــو الزّرع ؟
كيف يعيش الإنســـان دونَ طوحٍ وأمــــل !
صرخت من أعماق روحي :
يا ناس .. ياعالـــم ..
كفاكــم ســكوتاً على هذا الكُفـــر !
وأنتَ يابحر.. تحذّرنــــي ..
خوفاً علي حياتي مــن .. الغـــدر !
بدّلــت المــادّة أخـلاق الإنســان ..
القوي .. يأكـل ارزاق الضّعيــف !
والكبير .. يستعبد الصّغير ..
والمسؤول ينهب ويسـرق
كلّ مايقع تحـت يديــهِ منْ قـوت الشّــعب !
قد ضاع الضّميــر .. بين طيّـات الطّمــــع ..
والحاكـم .. من الشّرفة العاليــة ..
محاطـاً بفرق من الحرس ..
كأنّــهُ يستعد للمعــارك ..
يخطبُ فينـــا :
يا شــعبي المسكين ..
أرجــوا منكــم .. الصّبـــر !
يصـمّ آذاننـــا .. بكلمات رنّانــة ..
كتلك الخطابات التي تلقــى
مــن فوق المنابـــر !
يضحك من كــلامــهِ .. حتّــى
المــوتى الذين في المقابــــر !
عندما بلغ صوتي الى الحكومـــة ..
آعتقلونـــي .. عذّبونـي ..
حتّـى فقـدّت .. لغــة الكــلام !
وشاءت الأقدار أنّهــم أطلقوا سراحي ..
بعدمــــا أصبحتُ ( مُقعــداً )
وباتَ صاحبي ( الكُرســـي ) المتحــرّك !
قالوا للنّـاس : مسكين .. دعوهُ يعيش
في علّتـــهِ .. في مذلّتـــهِ ..
فهـــذا رجـــلٌ .. مجنــون !
ونسوا .. أو تناســـو ..
إنّـــي مثلهــمْ .. إنســــان !
فجئتُ اليك يا بحــــر ..
على كرســيّ المتحــرّك ..
كي أرمـــي نفســــي بين طيّات أمواجكَ ..
فقد ســـئمت نفسي مـن الحيــــاة !
فهـــل تنفــذّ رغبتـــي ؟
هــل تقبلنـــي .. بين أحضانــكَ يا بحر ؟
هذه آخر أيّامــــي ...
* من كتاباتــي *

كلمات بسحر الدموع و طعم الملح .. عندما تنبع الحياة من الإحتراق و تنتفض من جنبات الرماد ، عندما تصبح دموعها مطرا و غيثا طاهرا يروي أرض روحه فيُصبح فراشة تجوب حدائقها ، تستنق عطرها ، تحترق بقناديلها لتعود للحياة من جديد ،
كلمات آسرة ، ساحرة و ومضات تعزف الجمـال ، أحرف تمطر صدقا ..
سحائب شُكر تتناثر بين جنبات أحرفك ..
طبت بالف خير و دُمت بألق ..
تحياتي العطرة

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لطفي الياسيني
شاعر المقاومة

استاذي الفاضل د . ابو مازن ؛ شـاعر العروبـة الكبيــر

جزيل الشكر والإحترام للمرور الغالي !

وافر مودّتنـا وتقديرنــــــا .