شناشيل عماذا يقاتل جنودنا في طوزخرماتو؟ عدنان حسين
كاتب الموضوع
رسالة
الشماس يوسف حودي مشرف مميز
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 7005مزاجي : تاريخ التسجيل : 02/01/2010الابراج :
موضوع: شناشيل عماذا يقاتل جنودنا في طوزخرماتو؟ عدنان حسين الخميس 29 نوفمبر 2012 - 7:17
شناشيل
عماذا يقاتل جنودنا في طوزخرماتو؟
عدنان حسين
برغم حذري الشديد ومشيي المتأني للغاية لم أستطع أن أقطع مسافة الثلاثين متراً من الباب الرئيس لكراج النهضة الى محطة الانتظار الخاصة بسيارات كركوك والسليمانية وأربيل من دون أن يتسخ حذائي على نحو تراجيدي ويتبلل بنطلوني في اليوم التالي ليوم مطير في بغداد. الكراج، كما العاصمة كلها، كان يوم الجمعة الماضي، وهو يوم سفرنا الى أربيل، الزميل سرمد الطائي وأنا، في حال لا تسرّ حتى العدو، فمطر أول الشتاء حوّل بغداد الى مستنقع اختلط فيه الطين بالقمامة الطافية والمياه الآسنة الراكدة التي لا تجد منفذاّ لتتصرف. ونحن في الانتظار قال سرمد: لو يجيء هادي العامري (وزير النقل) الى هنا ماذا سيقول لنفسه وهو يتذكر الكراجات الفسيحة المرتبة والنظيفة في طهران التي عاش فيها ردحا طويلاً من الزمن؟بماذا ايران أحسن منا ليكون أهم كراج في البلاد بهذه الحال البائسة؟ ولم تكن الطريق من النهضة الى حدود العاصمة بأفضل حالاً من الكراج أو شارع الشيخ عمر. في المقابل وفي يوم العودة من أربيل (الأحد) كان المطر ينهمر بغزارة لافتة .. بعض الشوارع تحولت جزئياً الى جداول يتدفق فيها الماء بقوة وسرعة لكنه لم ينحبس بفضل شبكة التصريف، بيد ان احدهم لم يعجبه أن يتجمع الماء في ذرة الهطول المطري فعلق قائلاً: انه الفساد الذي يجعل شبكة التصريف لا تبتلع المطر في الحال. مع المطر أصبحت اربيل أنظف والوانها أكثر اشراقاً بخلاف بغداد التي يكون المطر بلاء عليها كما بلاء الجفاف. في الطريق من اربيل الى مصيف صلاح الدين كان سرمد الطائي يسأل السائق باندهاش واضح وهو يلتفت يمنة ويسرة ويشير الى المباني والمشاريع ومخططات المشاريع: ما هذه؟ مشاريع؟ يجيب السائق بايجاب متحدثاً عن معامل وفنادق ومجمعات تسويقية. ويعود سرمد ليسأل نفسه هذه المرة: "لعد شبينا؟ ليش ما نصير مثلهم؟ وين تروح المئة مليار دولار سنويا؟". قلت لسرمد: هل تعرف ان الكرد عندما ثاروا على الحكومات العراقية لم يكن لديهم أي شيء.. لا شيء غير الجبل وبيوت الحجر .. اخترعوا البيشمركة الذين استبسلوا من أجل الحصول على الاعتراف بقوميتهم. الان لديهم أسباب أكثر قوة للاستبسال. هذاالنعيم الذي تفصح عنه الأبنية والمشاريع والشوارع النظيفة والمولات والأمن سيكون دافعاً قوياً لهم للتضحية. ولكن السؤال: عماذا سيقاتل ويدافع الجنود الذين أرسلتهم حكومتنا الى تخوم كردستان ورأينا بعضهم مع دباباتهم في الطريق على مشارف طوزخرماتو؟ أعن بحيرات الطين المخلوط بالقمامة الطافية والمياه الآسنة التي تجتاح مدننا وقت المطر؟ أم عن الكهرباء المقطوعة؟ أم عن الفساد المالي والاداري؟ أم عن البطالة؟ أم عن الحصة التموينية البائسة التي استكثرتها الحكومة علينا؟ أم سوء الخدمات العامة وبخاصة الصحة والتعليم؟
شناشيل عماذا يقاتل جنودنا في طوزخرماتو؟ عدنان حسين