مهزلة المالكي في يوم حقوق الانسان

11-ديسمبر-2012
مهزلة المالكي في يوم حقوق الانسان

[size=21]

محمد العباسي

رغم انها اصبحت سجنا كبيرا للعراقيين، استضافت بغداد اليوم المؤتمر الدولي للمعتقلين والسجناء العرب والفلسطينيين في سجون الاحتلال الاسرائيلي، هذا المؤتمر الذي يستمرانعقاده يومين ويرعاه رئيس الجمهورية جلال طالباني ويحضره رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي وعدد كبير من المسؤولين والشخصيات العربية والدولية والمهتمين بالشأن الفلسطيني.

لكن هذا المؤتمر يضع الكثير من علامات الاستفهام حول مكان وتوقيت انعقاده ودور القائمين بالتحضير له في بلد مثل العراق، دفن رئيس الحزب الحاكم فيه نوري المالكي باب الحريات الدستورية، وزج بعشرات الالوف من شبابه وشاباته في معتقلات سرية، ضمن حالة من الانتهاكات لحقوق الانسان، لم يعرفها العالم.

وكان الاحرى ان لاتنجر الى ما اسقطت به نفسها من متاهات وان تغلق السجون إلا للضرورات وان يتصدر توجهها كما تدعي بنفسها ،انها دولة القانون باصدار قانون العفوا العام ، لكي يقال فعلا ان هذا البلد يرعى حقوق السجناء واول من يحترم انسانيتهم وآدميتهم.

وفي العالم .. تتباهى الدول امام نضيراتها والمجتمع الدولي بانها غادرت حالة من الظلم والاستبداد كانت تشكوا منها في تاريخها القريب ، لكن ان تعيد حكومة المالكي بناء السجون والمعتقلات السرية،ما يضع اكثر من علامة استفهام حول جدية هذا المؤتمر ،كما يفعل نظام بغداد الدموي وفعل منذ عام 2003 .

وكان الاولى به كبادرة وطنية وقومية تمهد للاصلاح الوطني والمصالحة مع شعبه وهو يستضيف هذا المؤتمر ، ان يبادر باطلاق سراح ثلاثين الف معتقل في سجونه وعشرات الالوف من سجناء الضمير والرأي والمقاومة الوطنية العراقية في مواجهة الاحتلال ،وهي ارقام مثبتة لدى المنظمات الدولية التي تعنى بحقوق الانسان ، فهل يكفي ان العراق باعتباره رئيسا للقمة العربية ان تنعقد اعمال هذا المؤتمر فوق اراضبية وقطاعات واسعة من شعبه ترزح تحت اذلال سجانيه.

المالكي اتهم بالامس ولمناسبة اليوم العالمي لحقوق الانسان المحتفلين بانهم سلطوا الاضواء على السجناء فقط دون غيرهم ضمن فعاليات احتفالات هذه اليوم ،وكانما الامر بالنسبة له ان يغض العالم الطرف عما يحدث من انتهاكات طالت على وجه الخصوص السجينات العراقيات واكثرهن سُجْنَ بدلا عن ازواجهم وابنائهم ،في قانون غاب لم يعرف له مثيلا.

وقال في هذا المجال مكابرا ،انه ليس هناك من مجالات تخوض فيها القوى السياسية العراقية الا هذا الميدان في اشارة منه الى الحملة التي شنتها الصحافة ووسائل الاعلام والفضائيات العراقية والعربية وحتى العالمية على انتهاكات حقوق الانسان في السجون العراقية وتحديدا ما تعرضت له العشرات من السجينات من حالات الاغتصاب تحت التهديد او تسليم ابنائهم انفسهم للسلطات التنفيذيية العراقية ....

اليس كان المفروض من يدعوا الى انعقاد هكذا مؤتمر ان ينظر اولا الى معتقلاته وسجونه التي غصت بعشرات الالوف من السجناء والمعتقلين من اصحاب الرأي والضمير ،وان يبادر قبلها الى اطلاق من لاذنب له او من اعتقل لاسباب احترازية وكيدية وبينهم الالاف الذين جرى اعتقالهم قُبيل انعقاد قمة بغداد التي راسها المالكي نفسه ..

هل يستطيع المالكي ودفاعا عن نفسه وحتى يقول للعالم ان سجوني لاتمتلئ بالابرياء ، ان يفتح السجون امام اجهزة الاعلام وينظم زيارات الى بعضها لكي يثبت للعالم انها فعلا خالية من سجناء الراي والضمير ، وهل يستطيع المالكي طالما ان العراق يستضيف هذا المؤتمر ان يصدر قانون العفو العام الذي يعطله ائتلاف دولة القانون وحزب الدعوة الفصيل الرئيس فيه؟
وهل تتوقف حملات الاعتقالات العشوائية والمداهمات التي تطال ابناء شريحة سنة العراق تحديدا وما تتعرض له مناطقهم من حملات مداهمات يجري اعتقال الشباب فيها؟

وهل يستطيع المالكي ان يقول للراي العام العراقي والعربي والعالمي على حد سواء لماذا تعتقل قواته التي يشرف عليها بنفسه الابرياء والبريئات وأُسرِ بكاملها من اهالي المعتقلين او الفارين من سطوته وبظمنهم اطفالهم لاجبار الفارين من وجه السلطة القاسية لكي يسلموا انفسهم لها..

هل يستطيع المالكي ان يقدم شرحا وافيا عن حقوق الانسان في العراق والانتهاكات والاختطافات التي تفتك بها مليشياته بارواح الالاف من العراقيين والكثير منهم من حملة الشهادات العلمية وتلقي بهم على المزابل وتغتالهم امام بيوتهم ودوائرهم ومساجد الله.

وهل يقدم لنا شرحا عن تطبيقاته الانتقائية لمبادئ الحريات التي وردت في الدستور والتي تنتهكها قوات عمليات بغداد التي تاتمر بامره وباقي غرف العمليات في الموصل وديالى والانبار وصلاح الدين والبصرة بابل والتي يسقط جرائها يوميا المئات من القتلى والجرحى والمفقودين تحت مسميات مكافحة الارهاب ..؟

وهل يستطيع المالكي ان يقدم للمؤتمرين ،صورة لما آلت اليه سجون سرية تتبع الفرقة 6 في مطار المثنى وأخرى داخل المنطقة الخضراء..؟ وهل يستطيع ان يواجه بالامس ما صرح به وزير العدل حسن الشمري من ان الانتهاكات التي تعرضت لها السجينات تجري فصولها المظلمة خارج نطاق سيطرته وتحت سلطة محققين يتبعون وزارتي الداخلية والدفاع وداخل سجونهم وجميعهم موظفون ياتمرون باوامر القائد العام نفسه المالكي. الذي يتمشدق بانه من دعا وآزر انعقاد هذا المؤتمر تحت ظلال بغداد الخوف والجريمة المنظمة ودولة السجون السرية..؟

وهل بعد هذه الايام المظلمة والعاصفة التي تتعرض لها بغداد والعراق باكمله ، اليس من حقنا كعراقيين ان نتساءل لماذا انعقد هذا المؤتمر في بغداد هذه المدينة المضرجة بدمائها ..؟ ومن دفع ثمن هذا المؤتمر ولاي الاغراض؟

اليس انه ترويج للمالكي نفسه وحزبه شعبيا ضمن تعبئة تريد له ان يطلق الدعوة لولاية ثالثة ..؟ هذا المؤتمر وإن كان المقصود منه فعلا اطلاق حملة عالمية لاطلاق سراح السجناء العرب والفلسطينين من سجون الا حتلال الاسرائيلي فهي والله دعوة حق اريد بها باطل ،وكان الأولى بالعالم والعرب ان يسالوا المالكي كم هي اعداد سجونك السرية والعلنية واعداد السجناء والمعتقلين بل واعداد من ماتوا تحت سياط التعذيب.