صدر للفنان والباحث التشكيلي العراقي صدام الجميلي، كتاب جديد حمل عنوان (فاعلية الخطاب الجمالي: تطبيقات في التشكيل العراقي)، وبواقع 150 صفحة ملونة من القطع الكبير.
الكتاب الصادر عن دار الأديب بعمان، يشير المؤلف في مقدمته إلى أنّ الظواهر الثقافية تقترح:"موجهات قراءتها لما تتمتع بهِ من مشكلة معرفية تغري الباحث بالبحث للخوض فيها وصولا إلى فك أسرار حضورها وتجسدها وآليات اشتغالها ودواعي تبلورها،ما يؤسس مسوغاً مقنعاً ومناخاً يدعو قارئه لكشف أسراره وتقليب طياته. ذلك ما استدعى قراءتنا الحالية في تفصيل مهم من تفاصيل التشكيل المعاصر، والبحث في تجسيداته عبر منجز التشكيل العراقي. حيث وجدت نفسي منشغلا على نحو غريب بالسؤال عن أسباب أنتاج مجموعة من الفنانين العراقيين للدفاتر الفنية مما دفعني ابتداءً لكتابة مقال قبل عامين في ظاهرة أنتاج المدونة (أو دفاتر الفنانين) كما يطلق عليها البعض، والتي لا أجدها دفاترَ بالمعنى القاموسي للكلمة،بل شكلت في ذهني بعدا تأليفياً (تدوينياً) اقرب إلى الكتب والنتاج اللغوي كما أثار سؤالاً آخر جذوة الفضول المعرفي الذي أدار عجلة البحث متمثلا بالمحاولة في استكشاف متون المدونات ومقارباتها الاجناسية الأدبية و مدى تحقق البعد الشعري والسردي وغيرهما في دفاتر الفنانين للوقوف على خصائصها الجمالية وما تنطوي عليه من قيم إنتاج يمكن النظر من خلالها لأدبية الانجاز ومقاربة قوانينه".
ويضيف الجميلي:"فوجدت نفسي منشغلا بما هو ابعد وتحديدا في التعالقات بين الكتابة والرسم، وتخوم التماس ومحاور التقاطع بين الأدب والتصوير(ونقصد هنا الرسم والطباعة). بدءا من الأصول البصرية للكتابة الكاليغرافية، ما يعني قراءة الخطاب البصري بوصفهِ تدويناً عبر العلامة البصرية (البكتوغرافية).مقتربا من المنهج السيميائي في تحليل العلامة لما يتمتع به كل من الرسم والكتابة -بوصفهما نظامين علاميين- من بنى تواصلية معرفية عبر العلامة البصرية. وبالتالي سمح لي ذلك بقراءة الأشكال البصرية في كل من الحقلين البصريين(الرسم والكتابة). ابتداءً من جسد النص التدويني وتحولاته المعمارية عبر التاريخ فضلا عن تحولات النص المدون مكتفيا بقراءة الرسم من جانب شمولي كونه لغة يسبق التدوين أي نصاً لغوياً مكتفيا بعلاماته وهي صفة يتمتع بها الفن التشكيلي على العموم.