الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 60558مزاجي : تاريخ التسجيل : 21/09/2009الابراج : العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة
موضوع: سعاد الصباح : أنا ما زلت صديقا - شعر عادل الشرقي الجمعة 4 يناير 2013 - 2:53
سعاد الصباح أنا ما زلتُ صديقا شعر عادل الشرقي *************** هذه القصيدة ... مهداة لسيدة النخيل الشاعرة المبدعة سعاد الصباح وهي معارضة لقصيدتها الشهيرة – ( كن صديقي) ********************* كيفَ لي أن أصبحَ الآنَ صديقا ً لملايين النساءْ ؟ وأنا لو أجلبُ البحرَ إليهنَّ لما صدَّقـننيْ ولقلنَ البحر قد كان بلا طين ٍ وماءْ ولكمْ حاولتُ أن أغدو صديقا وحملتُ الوردَ في سلةِ قلبي وركبتُ الغيم والريحَ إليهنَّ جواداً وطريقا غير أني مرةً حين تأخرتُ قليلاً قد أدرتِ الوجه عنـّي ورميتِ الوردَ في الماءِ وقد لملمتِ أوراقكِ مني كيف أرضيكِ وهل يكفي بأن نمشي على العشبِ ونحكي ونغني؟ إنني جرَّبتُ كلَّ الكلماتْ ومزجتُ الحبَّ بالدمع ِ تحدَّثتُ بآلاف اللغاتْ وتيقنتُ بأني لستُ إلاّ رجلاً يبحثُ في الوهمِ ولن يُمسكَ من رحلتهِ غير التمنـّي وإذا لم يكُ هذا فلماذا كلّما جئتُ أسلـِّيكِ تظنينَ بأني صرتُ أصغرْ ؟ ولماذا المرأةُ الشرقية ُ المُثلى تريدُ الرجلَ الشرقيَّ أن يبقى عظيمَ الشأن أكثرْ ؟ أنا لا أهتمُّ بالشكل ِ ولا الكحلِ الذي يرسمُ عينيكِ افهميني أنا طفلٌ ، كل ما أرجوهُ من محبوبتي أن تحتويني فأنا أملكُ أمّاً أينما سافرتُ عنها بقيتْ تحملُ همِّي فمتى سوف تكونينَ أيا سيدة َ الأحلامِ أمي ؟ ومتى سوف تخطينَ على المرآةِ إسمي ؟ إنَّ ما أسعى له سيدتي في الحبِّ ليلاً ونهارا أن تكوني شهرزاداً لأراكِ امرأة أخرى وكي أطردَ عني شهريارا أنا لا أزعمُ أني أبصرُ المرأة تمثالَ رخامْ غير أني كلما أبصرتُ عينيكِ تغيبُ الحكمة ُ العصماءُ عني في الكلامْ فأرى نفسي كشرقيٍٍّ خجولٍ يتخفـّى مثل أفراخ الحمامْ أنا لو كنتُ أرى أن التفاصيلَ التي تعنينها أكبر من شوقي إليكِ لتحوَّلتُ إلى باقة وردٍ في يديكِ ولصيَّرتُ حنيني غنوة ً في شفتيكِ أنا لاأنظرُ للمرأة من ثقبِ جدارٍ في بيوتُ الجاهليةْ أو أرى المرأة َ إضمامة وردٍ وُضِعَتْ في مزهرية ْ إنما المرأةُ عندي شرفة ٌ عالية ٌ أنظرُ من أسوارها نحو وجوهِ البشرية ْ غير أني رغمَ هذا كنتُ أدري أنني متـَّهمٌ بالبخل ِ في الرقةِ إذ ماعدتُ في كينونتي قيسا ً لليلايَ ولا عنتر يشتاقُ لعبلة ْ لم تعد كلُّ اهتماماتي بأزهار وقبلة ْ لم أعد أكتبُ شعراً لبثينةْ لم أعدْ يُغرقني الحبُّ فأبكي ثم يسري خبرٌ عن محنتي عند جهينة ْ هكذا صرتِ تقولينَ بما تحكين عني هكذا تلغينَ ماقدمتُ في رمشةِ عين ِ فأنا أعرفُ أن المرأة َ الشرقية َ الحسناءَ صارت تدَّعي أن الفتى الشرقيََّ ما عادَ حضاريّا ولا يفهمُ بالرقَـَّةِ في مسكِ يديها لم يعدْ غير مزيدٍ من مهماتٍ غدتْ ثقلاً عليها ثم صارت تدَّعي أن الفتى الشرقيَّ لا يهتمُّ إلاّ بالتباهي بمعاني الكبرياءْ وهو لايهتمُّ إلاّ بتقاليد الملوك العظماءْ[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]