البيت الآرامي العراقي

زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Welcome2
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Welcome2
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Usuuus10
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013   زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Icon_minitime1الأحد 6 يناير 2013 - 22:06

زينيت


العالم من روما



النشرة اليومية - 6 يناير 2013


اعتلان الختن الإلهي



"أرسل الكلمةُ الصوتَ لكي يعلن وصوله ولكي يهيئ له العروس، معدًا إياها لمجيئه. حتى تكون جاهزة لدى وصوله فينتشلها من المياه.

كان يوحنا يصرخ: ’يأتي بعدي من كان قبلي. أنا الصوت، ولكني لست الكلمة ‘.

يأتي إلى المياه لكي يفدي المنفية. يأتي لكي يضع خميره في المياه حتى ترتقي العروس نحوه.

[...] عند البئر تلقت رفقة، في أذنيها الأقراط وفي يديها الحلل وعروسة المسيح اتشحت بهبات ثمينة من الماء – على يديها الجسد الحي وفي أذنيها المواعيد"

(القديس افرام السرياني)





أخبار



· سوريا: نداءات استغاثة عاجلة
حاجة ماسّة للقمح والوقود

· الصلاة من أجل المعاناة في الأراضي المقدسة!
لقاء تنسيق الأراضي المقدسة السنوي للعام 2013




عظات البابا




التبشير الملائكي



تقارير خاصة



عظات



· عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، عيد الغطاس
"لمّا اعتمد الشعب كلّه، اعتمد يسوع أيضاً" (لو21:3)

· عظة المطران بطرس مراياتي، رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك
أمام طفل المغارة في كنيسة الصليب المقدَّس بحلب

· "ودُعيَ إسمه يسوع"
عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي يوم السلام العالمي - بكركي في 1 كانون الثاني 2013






أخبار







سوريا: نداءات استغاثة عاجلة


حاجة ماسّة للقمح والوقود



بقلم ماري يعقوب

روما, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - وجّه المونسينيور جاك بهنان هندو رئيس أساقفة أبرشيّة الحسكة والنصيبين للسريان الكاثوليك، نداء استغاثة إلى رئاسة منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة، والتي موقعها الرئيسّي في روما، ونداء آخر لرئيس وزراء العراق نوري كامل محمد حسن المالكي.

"إن الوضع السوري على شفير الهاوية، يجب تحاشي كارثة كبيرة".

هذا ما نقلته وكالة فيديس شارحةً بأن رئيس الأساقفة هندي قد توجّه بهذا النداء إثر حالة الطوارئ المؤلمة التي تضرب حاليّاً منطقة الجزيرة في سوريا. ولكي يسلط الضوء على الوضع الراهن في سوريا محذّراً أنه قد "يتحوّل إلى كارثة".

شرح رئيس الأساقفة جاك بهنان هندو بأن الوضع الإقتصادي سلبيّ جدّاً، إذ أنه في بداية العام جميع النشاطات والصفقات الإقتصاديّة مشلولة. والطرق الرئيسيّة مقطوعة منذ حوالي الشهر، أمر بغاية الخطورة إذ أن المواد الأوليّة الضروريّة لا تصل إلى القرى وذلك يسبب بارتفاع الأسعار. هذا بما يتعلّق بالمأكولات بينما الوقود الذي شحّ بدوره إزاء انقطاع الطرقات يسبب بعدم التدفئة والبرد الشديد للسكان. ولا ننسى بأنه قد حان وقت الزرع، أي التحضير للمواسم المقبلة وهذا أمر لن يحصل نظراً للحوادث الجارية.

ذكّر رئيس الأساقفة بأن المنطقة، أي منطقة الجزيرة في سوريا، كانت تعرف بجودة القمح الذي تنتجه، ولكنه يتمّ بيع المحصول بسعر رخيص جدّاً، وهذا بسبب سياسات زراعيّة ناتجة عن حكومة دمشق.

ولم يتوقف رئيس الأساقفة فقد اشتكى النقص في المواد الأوليّة، كالحليب للأطفال والأدوية. قائلاً بأن الطريق الوحيد الممكن اتخاذه هو الطريق الدولي المتجه إلى العراق.

لذلك وجّه نداء آخر لرئيس الوزراء العراقيّ نوري كامل محمد حسن المالكي، قائلاً: "نتوسّل إليكم ان تساعدونا بسرعة فائقة، باعثين لنا الوقود والقمح".

ثم ذكّر رئيس الأساقفة السوريّ بأن معاناة شعبه هي ذاتها المعانات التي نرّ بها الشعب العراقيّ، ثم قال: "نحن نعاني من فرض الحصار كما عان الشعب العراقيّ. إن الأطفال هم أول الضحايا. ولقد عشتم وواجهتم هذه المآسي، فلماذا على الشعب أن يتحمّل العقاب وحده دون الحكومة. بهذا الشكل، تهتمّ الدول بمصالحها الخاصّة دون الاكتراث بالإنسان، وتتخطى الحقوق التي قد قدّمها الله لنا بأعماله".







الصلاة من أجل المعاناة في الأراضي المقدسة!


لقاء تنسيق الأراضي المقدسة السنوي للعام 2013



بقلم ريتا قرقماز

القدس, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - لطالما أولت الكنيسة الكاثوليكية اهتماماً كبيراً للأوضاع الإنسانية والاجتماعية وللصعوبات التي يواجهها الأفراد خصوصاً في الأراضي المقدسة. لذلك سيجتمع وفد من أساقفة أوروبا وشمال إفريقيا بمرافقة عدد من الاختصاصيين من 5 وحتى 10 يناير في بيت لحم في إطار اللقاء السنوي لتنسيق الأراضي المقدسة والذي سيكون موضوعه تركيز الكنيسة الكاثوليكية على الأفراد الضعفاء والذين يعانون في الأراضي المقدسة.

تجدر الإشارة إلى أنّ هذا اللقاء قد تمّ بالمشاركة ما بين تنسيق المجالس الأسقفية لدعم الكنيسة في الأراضي المقدسة وتنسيق الأراضي المقدسة.

سيتوجه الوفد في السادس والسابع من يناير أي في أول يومين من اللقاء إلى الأردن لزيارة اللاجئين العراقيين والسوريين، وفي الأيام التالية، سيحصل المشاركون في هذا اللقاء على معلومات عن الوضع الحالي في الأراضي المقدسة من غبطة البطريرك فؤاد طوال والسفير البابوي جويسيبي لاتزاروتو بالإضافة إلى ذلك، سيركّز المشاركون على وضع اللاجئين الأفريقيين والفيليبينيين والعمّال المسيحيين في السجون.

ستكون لجنة المجالس الأسقفية في أوروبا بمثابة شهادة على مدى قرب الكنسية في أوروبا من المسيحيين في الأراضي المقدسة حيث ولد المسيح وقبر وقام وسيتميّز كلّ يوم من هذا اللقاء بفرصة للصلاة والاحتفال بالقداس يومياً كما ستعقد لقاءات مع الجماعات المحلية والأساقفة الكاثوليك من مختلف الطقوس ومع الطلّاب في جامعة بيت لحم والسلطات المحلية.

وأخيراً، سسيختتم هذا اللقاء في العاشر من يناير مع قداس احتفالي في كنيسة القيامة ومؤتمر صحفي في البطريركية اللاتنية في أورشليم.







قداس في الكنيسة قيد الانشاء في يوم الحج المسيحي ... الجمعة



الأردن, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - يترأس غبطة البطريرك فؤاد الطوال، بطريرك اللاتين في المدينة المقدسة وفلسطين والأردن وقبرص ، قداساً احتفاليا حبرياً وحاشداً يوم الجمعة 11 كانون الثاني، وذلك للمرة الأولى في الكنيسة قيد الانشاء والتي ستتخذ حال الانتهاء من اعمالها عام 2015 اسم كنيسة عماد يسوع المسيح ، على الضفة الشرقية لنهر الأردن.

ويشارك مع غبطة البطريرك السفير البابوي لدى الأردن المطران جورجيو لينجوا والأساقفة اللاتين والكاثوليك في يوم الحج المسيحي الخاص بالكنيسة الكاثوليكية والمقرّ منذ عدة سنوات في الجمعة الثانية من شهر كانون ثاني كل عام.

الناطق الرسمي باسم الكنيسة الكاثوليكية في الأردن الأب رفعت بدر صرّح في بيان صادر عن المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام بأن بناء الكنيسة الكاثوليكية قيد الإنشاء قرب نهر الأردن، قد بارك حجر الأساس لها قداسة البابا بندكتس السادس عشر بحضور سيد البلاد جلالة الملك عبدالله ابن الحسين وجلالة الملكة رانيا العبدالله. ويتم البناء حاليا على مساحة 1800 متر مربع، وستتسع لالف شخص ، بينما ساحتها الخارجية، المسمّاة بساحة يوحنا المعمدان، فتتسع لثلاثة الاف شخص . وقد أشرف سعادة العين نديم المعشر على عملية البناء ، وتبرّع بالقسم الأكبر من النفقات، الى جانب مطرانية اللاتين التي تتبع الكنيسة لها. وبالاضافة الى الكنيسة سيكون هناك ديران واحد للراهبات وآخر للرهبان الذين سيقيمون في المكان وسيعملون على تقديم خدماته الروحية والرعوية للحجاج المحليين والعرب والاجانب، وتبلغ مساحة كل دير منهما 1600 متر مربع على ثلاثة طوابق، ويتسعان لخمسين شخصا، هذا بالاضافة الى مزارات صغيرة خارج الكنيسة ، على مساحة 1060 متر مربع.

ويضيف الأب بدر، في كل عام يتوجه المؤمنون على مدار أسبوعين إلى منطقة المغطس : الجمعة الثانية للكنيسة الكاثوليكية والجمعة الثالثة للكنيسة الاروثوذكسية ، وقد أصبح المغطس موقعاً هاماً وجاذباً للسياحة الدينية، حيث يتوجه السياح والأجانب والعرب من مختلف الأقطار، وكانت الصلاة تجرى في الهواء الطلق وتسميها الكنيسة ليترجيا الكلمة أو الاحتفال بالكتاب المقدس. ولكن هذه السنة مميّزة إذ يحضر الحجاج قداساً كاملاً، يجري في داخل الكنيسة التي ما زالت قيد الانشاء ممّا يشكل دعوة للحجاج من مختلف أنحاء العالم أن يأتوا للصلاة والتبرك داخل الكنيسة التي تحميهم من تأثيرات الطقس وتجعلهم يصلون بكل سهولة ويُسر. وقال بانّ الكنيسة لم تكتمل بعد ، لكنّ رؤساء الكنائس الكاثوليكية اختاروا ان يقيموا فيها القداس هذا العام، لتكون غنى روحيا لابناء الرعايا الحاجين هذا العام، ولتشكل ترويجا سياحيا بالغ الأهمية لهذه الكنيسة التي ستكون واحدة من أهم الكنائس في العالم اجمع.

وأشاد الأب بدر بالجهود الحثيثة التي تبذلها الهيئة الملكية للمغطس برئاسة الأمير غازي بن محمّد، ووزارة السياحة والآثار وهيئة تنشيط السياحة، بالتعاون الوثيق مع الكنائس ورؤسائها، كما أشاد بالجهود الأمنية والعيون الساهرة في كل عام ويتعاون مع الفرق الكشفية واللجنة الكنسية المشرفة على تنظيم الاحتفال السنوي.

وتشارك في الاحتفال هذا العام داخل الكنيسة عدد من فرق الترنيم ويُعزف على آلة الأورغن لأول مرة، ويرش البطريرك الطوال مترئس الاحتفال رؤوس المصلين بمياه نهر الأردن، دلالة على دعوتهم للتوبة وطلب المغفرة من الله تعالى، كركن أساسي من أركان الحج المقدس.

وختم الأب بدر بالدعوة للمشاركة من مختلف المناطق والرعايا والكنائس كما وجرت العادة سنوياً، وقائلاً بأن المركز الكاثوليكي سوف يؤمن توزيع النصوص باللغتين العربية والأجنبية للإعلاميين والصحفيين الراغبين بالتوجه إلى الموقع، فيما يعقد البطريرك قبيل الاحتفال مؤتمراً صحفيا ، في قاعة مركز الحجاج الروسي المحاذي للكنيسة الكاثوليكية ، قبيل توجهه الى هيكل ومنصة الاحتفال الرئيسية، ويلقي عظته السنوية حلال القداس .







المطران درويش استقبل وفد تيار المردة في البقاع



زحلة, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - استقبل رئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في دار المطرانية في زحلة، عضو المكتب السياسي في تيار المردة السيدة فيرا يمين يرافقها المسؤول الجديد لتيار المردة في البقاع عماد بعقليني، المسؤول الإعلامي في منطقة البقاع موسى قرقفي ومسؤول التيار في زحلة جان الفرن.

وعن هدف الزيارة صرّحت السيدة يمين " زيارتي لمنطقة البقاع ومنطقة زحلة بالتحديد باتت زيارة طبيعية طالما انني اتردد بشكل متواصل اليها، هذه المنطقة تعنيني وتعني تيار المردة الذي وجد له بقاعاً خصبة في البقاع. اليوم اصبح لدينا مسؤول جديد لتيار المردة في البقاع بعد المسؤول السابق الذي تولى منصب سفير لبنان في فنزويلا والذي نتنمى له كل التوفيق، عنيت به الأستاذ الياس لبس، والمسؤول اليوم هو الأستاذ عماد بعقليني ، فكان من الطبيعي ان ننطلق معاً في جولة بقاعية، رعوية، سياسية،دينية، ثقافية واجتماعية حتى تكون الصورة مكتملة للإنطلاق بالعمل بجدّية، ولكي يذخر البقاع اكثر واكثر بالطاقات التي نتوسم بها خيراً، وكان لا بد من ان ننطلق ببركة خاصة من سيادة المطران درويش، نحصل على البركة كزاد وزواد وننطلق في الجولة التي ستستمر على مدى يومين في هذه المنطقة العزيزة"

المطران درويش رحب بالوفد الزائر متمنياً التوفيق للمسؤول الجديد في تيار المردة ومما قال " تعرقت على السيدة يمين في استراليا وتوطدت علاقتنا لأننا نلتقي على افكار ورؤى مشتركة. اشكر زيارتكم للمطرانية وفي الوقت نفسه احملكم سلاماً وتحية الى رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية ،ونحن نفتخر بصداقته ومحبته ومواقفه الجريئة، وكلنا مدعوون لأن نتعلم منه الهدوء ورحابة الصدر والوسطية التي يتبعها لكي يكون جامعاً في منطقته"

وتابع درويش " في الوقت نفسه اشكر السفير الياس لبس الذي كان مسؤولاً للمردة في البقاع على محبته ولطفه وتعاونه مع الجميع ، والذي في وقت قصير جداً اثبت وجود التيار في المنطقة بمحبته ولطفهوتعاونه مع الجميع ، وفي الوقت نفسه نرحب بالأخ عماد بعقليني مسؤولاً جديداً للمردة في البقاع وانشاء الله يكون هناك تعاون معه ، فدار المطرانية مفتوحة للجميع لكي نعمل معاً من اجل خير هذه المدينة وخير البقاع وخير لبنان ونوطد السلام بين بعضنا البعض ، ونقوي الوجود المسيحي في البقاع ولبنان، لأنه بإنفتاحنا على كل التيارات والأديان نحقق ذلك، انا افتخر انه لدينا علاقات مع كل الأديان والطوائف والمذاهب لكي نعيش فعلاً اخوتنا الدينية والإنسانية وهكذا نشهد لمحبة الله للإنسان"

بدوره شكر السيد بعقليني المطران درويش على الإستقبال كما شكر للسيدة يمين وجودها في البقاع ، وأمل متابعة المسيرة التي بدأها السفير لبس ، بالوقوف على مسافة واحدة من الجميع والحفاظ على منطقة البقاع التي نحب







المطران درويش استقبل النائب ماروني معايداً



زحلة, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - استقبل راعي ابرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في دار المطرانية في زحلة النائب ايلي ماروني في زيارة معايدة بالأعياد المجيدة والسنة الجديدة، بحضور النائب الأسقفي لشؤون العلاقات العامة الأرشمندريت عبدالله عاصي.

بعد اللقاء صرح النائب ماروني بالآتي :" جئنا نتبارك من سيادة المطران درويش ونقدم له التهنئة بالأعياد الكريمة وننقل اليه هواجس المدينة التي هو حريص على السهر على مصالح كل أهاليها، وتمنيت لسيادته سفراً موفقاً والعودة الى زحلة التي تحبه ولأننا كلنا حاجة الى دوره التوحيدي في المدينة"

من ناحيته المطران درويش شكر للنائب ماروني معايدته وقال " اعايد كل الكتائبيين في زحلة والبقاع ولبنان واتمنى لهم كل خير وإزدهار، واعود واكرر المقولة التي ارددها دائماً أن سيدة النجاة هي للجميع، وانا مع اخوتي السادة أساقفة المدينة نمثل الآباء الروحيين لأبنائنا، حتى نتمكن من العيش بسلام ومحبة ووفاق وأن نكون موحدين لمواجهة الأخطار المحدقة بنا من جراء الأحداث في العالم العربي "

وختم درويش متمنياً ان تشهد سنة 2013 مزيداً من الإستقرار والسلام والمحبة.







المطران درويش استقبل وفد حركة حماس



زحلة, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - استقبل راعي أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش في دار المطرانية في زحلة وفداً من حركة حماس برئاسة بسام خلف، جاءه مهنئاً بالسنة الجديدة والأعياد المباركة ، وكانت مناسبة عرض فيها درويش مع ضيوفه الوضع العام في المنطقة وأوضاع فلسطين بشكل خاص.








عظات البابا







في عظته مترأسا القداس الإلهي لمناسبة عيد الدنح البابا بندكتس السادس عشر: الأسقف رجل يشعر ويفكر مع الله



الفاتيكان, 6 يناير 2013 (إذاعة الفاتيكان) - ترأس قداسة البابا بندكتس السادس عشر الذبيحة الإلهية في بازيليك القديس بطرس بالفاتيكان لمناسبة عيد الدنح منح خلالها السيامة الأسقفية لأربعة أساقفة جدد. وألقى عظة استهلّها بالقول: بالنسبة للكنيسة المؤمنة والمصليّة، يشكل مجوس الشرق، الذين وبإتباعهم للنجم وجدوا الطريق نحو مغارة بيت لحم، بداية مسيرة كبيرة تجتاح التاريخ. وكما أن الرعاة، أول ضيوف للطفل المضجع في المذود يجسّدون فقراء إسرائيل، أي النفوس المتواضعة التي تعيش بقرب داخليٍّ من يسوع، فهؤلاء الرجال القادمين من الشرق يجسدون الشعوب الأخرى، كنيسة الأمم، الرجال الذين، ومنذ عصور يسيرون نحو طفل بيت لحم ويكرمون فيه ابن الله ويسجدون له.

تابع الأب الأقدس يقول بحسب عادة بدأها الطوباوي البابا يوحنا بولس الثاني، نحتفل بعيد الدنح أيضا كيوم للسيامة الأسقفية لأربعة كهنة يعاونون الأب الأقدس ، من اليوم فصاعدا بمهام متعددة، في خدمته من أجل وحدة كنيسة يسوع المسيح في تعدد الكنائس الخاصة. والرابط بين السيامة الأسقفية ومسيرة حج الشعوب نحو يسوع المسيح واضح جدّاً، فدور الأسقف لا يكمن فقط بالسير في هذا الحج مع الآخرين، بل بتقدّمهم والإشارة إلى الدرب الذي يجب سلوكه.

أضاف البابا يقول أود في هذا الاحتفال الليتورجي أن أتأمل معكم حول شخصيات هؤلاء الرجال الذين، وبعد أن رأوا علامة النجم، ساروا ليجدوا ذلك الملك الذي أسّس ملوكيّة جديدة ليس لشعب إسرائيل فقط بل للبشرية بأسرها. إن الرجال الذين انطلقوا نحو المجهول كانوا رجالا يدفعهم البحث عن الله وخلاص العالم. كانوا يبحثون عن الحقيقة الأكبر. كانوا رجالا يتحلون بمعرفة كبيرة حول الكواكب وملمّين أيضا بعلم الفلسفة. ولكن لم تهمهم معرفة الأمور فقط لأنهم كانوا يبحثون عن معرفة الجوهري، ولذلك أرادوا أن يكتشفوا وجود الله وجوهره، إن كان يهتم لأمرنا وكيف يمكننا أن نلتقيه، لم يبحثوا عن المعرفة فقط، بل أرادوا أن يعترفوا بالحقيقة حول الإنسان والله والعالم. ومسيرتهم الخارجية هذه هي تعبير لمسيرة قلوبهم الداخلية.

تابع الأب الأقدس يقول: بهذا نصل إلى السؤال: كيف يجب أن يكون الرجل الذي يسام أسقفا في كنيسة يسوع المسيح؟ يمكننا القول أولا: عليه أن يكون رجلا يتوجه اهتمامه نحو الله، على الأسقف أن يكون رجلا يحمل هموم الناس في قلبه، وتلمسه حياتهم، يجب أن يكون رجلاً من أجل الآخرين، يجب أن يتملّكه اهتمام الله بالبشر، أي عليه أن يفكر ويشعر مع الله. وهذا ما نقصده عندما نقول على الأسقف أن يكون خصوصا رجل إيمان، لأن الإيمان ليس إلا أن يلمس الله قلوبنا. وفي مسيرة الحج هذه على الأسقف أن يسير في الطليعة، ويدل البشر على الطريق نحو الإيمان والرجاء والحب.

أضاف الحبر الأعظم يقول إن مسيرة حج الإيمان الداخلية نحو الله تتم خاصة بالصلاة، لذا على الأسقف أن يكون رجلا يصلّي. عليه أن يعيش باتصال داخليّ مستمر مع الله، عليه أن يحمل إلى الله صعوباته وصعوبات الآخرين، أفراحه وأفراح الآخرين، وهكذا وبطريقته الخاصة، يقيم علاقة بين الله والعالم بالشركة مع المسيح، ليضيء نور المسيح في العالم.

تابع الحبر الأعظم يقول لقد تحلّى المجوس بالشجاعة، شجاعة الإيمان وتواضعه. يمكننا أن نتصور أن قرار هؤلاء الرجال قد عرضهم للسخرية: فالذي ينطلق بناء على وعود غير مضمونة، مخاطراً بكل شيء لا يمكن إلا أن يصبح أضحوكة. وإنما بالنسبة لهؤلاء الرجال الذين لمسهم الله في قلوبهم كانت المسيرة بحسب التعليمات الإلهية أكثر أهمية من رأي الناس. وأضاف أن الشجاعة في معارضة التوجيهات المهيمنة هي اليوم من واجبات الأسقف الملحّة. عليه أن يكون مقداما، شجاعا وشجاعته تلك لا تقوم على العنف والعدوانية، وإنما بالتواضع وبمواجهة معايير هذه الأفكار المسيطرة.

أضاف البابا لقد تبع المجوس النجم ووصلوا إلى يسوع، النور الكبير الذي أتى إلى العالم وينير كل إنسان (يوحنا 1، 9). وكحجاج إيمان ، أصبح المجوس نجوما ساطعة في سماء التاريخ يرشدوننا إلى الطريق. القديسون هم كواكب الله الحقيقيون الذين ينيرون ليالي هذا العالم ويقودوننا، والقديس بولس في رسالته إلى أهل فيليبي يدعو المؤمنين ليضيئوا كالنيّرات في الكون (فيل 2، 15).

وختم الأب الأقدس عظته بالقول إن هذه الدعوة تخصنا، وتخصكم بشكل خاص أنتم الذين ستصبحون أساقفة في كنيسة يسوع المسيح. إذا عشتم مع المسيح، تصبحون أنتم أيضا بدوركم حكماء، وتصبحون نيرات تتقدم البشر ويرشدونهم إلى طريق الحياة الصحيح. نصلي اليوم جميعنا من أجلكم، لكيما يملأكم الرب من نور الإيمان والحب، ولكي يلمسكم اهتمام الله بالبشر فيختبروا جميعهم قربه وينالوا عطية فرحه. نصلي من أجلكم كي يمنحكم الرب دائما شجاعة الإيمان وتواضعه. ونرفع الصلاة إلى مريم التي أظهرت للمجوس ملك العالم الجديد، لكي تظهر يسوع المسيح لكم أنتم أيضا وتساعدكم لتكونوا علامات تشير للطريق الذي يقود إليه.







عظة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة الاحتفال بعيد مريم أم الله ويوم السلام العالمي 2013


النص الكامل



الفاتيكان, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - ننشر في ما يلي عظة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة الاحتفال بعيد القديسة مريم أم الله المتزامن مع يوم السلام العالمي وذلك يوم الثلاثاء 1 يناير 2013 في بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان. تزامن الاحتفال مع اليوم العالمي للسلام الذي وجه فيه البابا رسالة بعنوان: "طوبى لصانعي السلام".

* * *

إخوتي وأخواتي الأعزّاء!

"ليباركنا الله ولينر بوجهه علينا". هكذا نحتفلُ بكلمات المزمور 66 بعدَ أن استمعنا في القراءة الأولى إلى البركة الكهنوتيّة القديمة التي نالها شعب العهد. إنّه لأمر ذات أهميّة كبيرة أن يعطي الله شعبَه مع بداية كلّ عام نورَ اسمه الأزليّ، هذا الإسم الذي لُفظَ ثلاثَ مرّاتٍ في البركة الاحتفالية في الكتاب المقدّس. وهو يُوازي أهميّة كلمة الله التي تجسّدت وسكنت بيننا مثلَ "النّور الحقيقي الذي يُنير كلّ إنسان". (يو 1، 9-14) وذلك لمّا تمّت الثمانية أيّام بعدَ ولادة يسوع كما يُخبرنا إنجيل اليوم (راجع لو2، 21).

وباسمِه هو نحن مجتمعون هنا اليوم. أودّ أن أحيّيَ الحاضرين جميعهم وأبدأ بالسفراء والسلك الدبلوماسي لدى الكرسي الرسولي. وأحيّي بمودّةٍ أمين سرّ دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال برتوني والكاردينال توركسون بالإضافة إلى كافّة أعضاء المجلس الحبري للعدالة والسلام؛ فأنا ممتنٌّ جدًّا لهم لالتزامهم بنشر رسالة اليوم العالمي للسلام لهذه السنة التي تحمل عنوان "طوبى لصانعي السلام".

على الرغم من أنّ العالم لا يزالُ اليوم يشهدُ "مواطنَ توتّر وضغط ناتجة عن عدم المساواة المتزايد بين الأغنياء والفقراء عبرَ انتشار ذهنيّة الأنانية والفرديّة وهو ما يعبر عنه أيضًا من خلال الرأسمالية غير المنظّمة" بالإضافة إلى أشكال الإرهاب والجرم العديدة وأنا مقتنعٌ أنّ أعمال السلام الحاضرة كثيرًا في هذا العام هي علامة على أنّ دعوةَ البشريّة هي السلام. ففي كلّ إنسان، الرغبةَ في السلام هي انتظارٌ أساسيّ يتزامن بشكلٍ ما مع الرغبة في حياة بشريّة ممتلئة وسعيدة وتامّة...فالإنسان وُجدَ من أجل السلام الذي هو هبة من الله. وقد استوحيت من كلّ ما قيل كلامَ يسوع المسيح: " طُوبَى لِصَانِعِي السَّلاَمِ، لأَنَّهُمْ أَبْنَاءَ اللهِ يُدْعَوْنَ. (مت 5، 9) (الرسالة الأولى). أمّا هذه البركة فتقول أنّ السلام هو نعمةٌ من يسوع المسيح وعملٌ إنساني...وهذا السلام هو مع الله عاملين بمشيئته. وهو السلام الداخلي مع أنفسنا والسلام الخارجي مع القريب ومع الخليقة كلّها". نعم، إنّ السلام هو النعمة التي يجب أن نطلبَها هبةً من الله كما يجبُ أيضًا أن نسعى إلى بنائها بكلّ قوانا.

يمكننا أن نسألَ أنفسنا: ما هي ركائز وجذور هذا السلام؟ وكيفَ يمكننا أن نشعر هذا السلام في داخلنا على الرغم من المشاكل والظلمات والقلق؟ الجواب موجود في القراءات الليتورجيّة اليوم. فتقترحُ نصوص الكتاب المقدّس، وخصوصًا نصّ إنجيل لوقا التفكير في السلام الداخلي لمريم، والدة يسوع التي شعرت به "حين ولدت إبنها البكر." (لو 2، 7) فهي شهدت أحداثًا كثيرة غير متوقّعة: ليس فقط ولادة ابنها بل السفر المُضني من الناصرة إلى بيت لحم وكيفَ لم يجدا هي ويوسف مكانًا لتلدَ فيه والبحث عن ملجأ في الليل ومن ثمّ غناء الملائكة وزيارة الرعاة الغير المنتظرة. وعلى الرغم من تلك الأحداث فإنّ مريم لم تضطّرب؛ فكانت تتأمّل بصمتٍ كلّ ما يحدث وتحفظه في ذاكرتها وقلبها وتفكّرُ في هدوء وسكينة. هذا هو السلام الداخلي الذي يجب أن نتحلّى به في خضمّ الأحداث التي قد تكون أحيانًا مختلطة ومضطربة وغالبًا ما لا نفهم معناها وغالبُا ما تُربكنا.

يتنهي هذا المقطع من الإنجيل بإشارة إلى ختان يسوع. فحسب شريعة موسى، بعدَ مرور ثمانية أيّامٍ على الولادة، يجب على الصبيّ أن يُختن ويُعطى له اسمًا في حينها. وقد قال الله نفسه إلى مريم وإلى يوسف أيضًا من خلال ملاكه أنّ الطفلَ يُسمّى "يسوع" (راجع مت 1، 21؛ ولو 1، 31)؛ وهذا ما حصل. وقد أُعطي الآن في الختان الاسم الذي اختاره الله قبل أن يولدَ الطفل. وهنا تظهرُ هويّة مريم: هي "أمّ يسوع" أي والدة المخلّص المسيح الربّ. إنّ يسوع ليس كسائر الرجال بل هو كلمة الله، هو إنسان إله هو ابن الله: لذا لقد أعطت الكنيسة مريم لقب "والدة الله".

تُذكّرنا القراءة الأولى بأنّ السلام هي هبةٌ من الله وهي مرتبطة بنور وجه الله، حسب كتاب العدد الذي تردُ فيه البركة التي كان يستخدمها كهنة شعب إسرائيل في التجمّعات الليتوجيّة. إنّها بركةٌ تكرّرُ اسمَ الربّ ثلاث مرّات، هذا الاسم الذي لا يمكن لفظه وفي كلّ مرّة تربطهُ بفعلين يدلّان على عملٍ لصالح الإنسان: " ليباركك الرب ويحرسك. ليضيء الرب بوجهه عليك ويرحمك. ويرفع الرب وجهه عليك ويمنحك سلامًا."
(عد6، 24- 26). إذًا فإنّ السلام هو قمّة أعمال الله الستّة لصالحنا وفيها ينير بوجهه علينا.

أمّا بالنسبة إلى الكتابات المقدّسة فإنّ التأمّلَ بوجه الله هو السعادة الأسمى ويقول المزمور 21، 6: " تفرحه ابتهاجًا أمامك". ومن التأمّل بوجه الله، تولدُ السعادةُ والأمن والسلام. ولكن ماذا يعني أن نتأمّل بوجه الرب، وكيف يمكن أن نفهمَ ذلك في العهد الجديد؟ هذا ما قد يعني العكسَ تمامًا، هو أن نتأمّلَ بيسوع المسيح الذي به كشفَ الله عن ذاته قدرَ المستطاع في هذه الحياة. وأن نتنعّمَ بجمال وجه الله هو أن ندخلَ في سرّ اسمه الذي انكشفَ في يسوع وهو أن نفهمَ شيئًا عن حياته وإرادته بغيةَ العيش حسب مشروع حبّه للبشريّة. ويعبّرُ عن ذلك الرسول بولس في القراءة الثانية من الرسالة إلى غلاطية (4، 4- 7) متحدّثًا عن الروح الذي يصرخ في عمق أعماقنا: "أبّا! أبتي!". إنّها الصرخة الآتية من التأمّل بالوجه الحقيقي لله ومن كشف سرّ اسمه. ويقول يسوع: "أظهرت اسمك للناس" (يو 17، 6). فجعلنا ابن الله الذي تجسّد نتعرّف إلى الآب، وبوجهه الإنساني جعلنا نرى وجه الآب الذي لا يُرى وذلك عبر موهبة الروح القدس في قلوبنا، وأرانا أنّنا به، نكون نحن أيضًا أبناءً لله، كما يقول القدّيس بولس في المقطع الذي قرأناه: " ثم بما أنّكم أبناء ارسل الله روح ابنه إلى قلوبكم صارخًا يا أبا الاب". (غلا 4: 6)

وهنا، أيها الإخوة والأخوات، نرى أساس السلام لدينا: التفكير في روعة وجه الله الآب من خلال يسوع المسيح ، وأن نكون أبناءً في الإبن، ونشعرَ بالتالي، على دروب الحياة في الأمن نفسه الذي يشعر به الطفل في حضن أبيه المحبّ والكليّ القدرة. والثّقة بأنّ نور وجه الرب علينا، يعطينا السلام الذي هو مظهر من مظاهر الأبوة، فالربّ ينيرُ بوجهه علينا، يظهرُ أنّه الآب ويعطينا السلام. هذا هو المبدأ العميق لهذا السلام - "السلام مع الله" الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالإيمان والنعمة، وهذا ما كتبه القديس بولس إلى المسيحيين في رومة. لا شيء يمكن أن يسلب المؤمنين هذا السلام، ولا حتى الصعوبات ومعاناة الحياة. والواقع أنّ المعاناة والاختبارات والظلمات تزيد من رجائنا، والرجاء لا يخيّب صاحبه "لأنّ محبّة الله أُفيضت في قلوبنا بالروح القدس الذي وُهب لنا." (رو 5، 5). ولتساعدنا مريم العذراء، أمّ الله التي نكرمّها اليوم على التفكير في وجه يسوع، أمير السلام. فلتساندنا ولترافقنا في هذا العام الجديد، ولتحص لنا وللعالم أجمع على نعمة السلام. آمين!

* * *

نقلتها إلى العربيّة بياتريس طعمة- وكالة زينيت العالميّة

جميع الحقوق محفوظة لدار النشر الفاتيكانية
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Usuuus10
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع الاولى   زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Icon_minitime1الأحد 6 يناير 2013 - 22:13

التبشير الملائكي





في كلمته قبل صلاة التبشير الملائكي البابا بندكتس السادس عشر: إيمان مريم باكورة ومثال إيمان الكنيسة، شعب العهد الجديد


الفاتيكان, 6 يناير 2013 (إذاعة الفاتيكان) - تلا قداسة البابا بندكتس السادس عشر ظهر الأحد صلاة التبشير الملائكي مع وفود من المؤمنين والحجاج غصت بهم ساحة القديس بطرس، ووجه نداء قال فيه تحتفل غدا كنائس الشرق التي تتبع التقويم اليولياني بميلاد الرب: بفرح الإيمان المشترك أتوجه إليهم بتمنياتي القلبية بالسلام وأؤكد لهم صلاتي. كما وتحتفل إيطاليا اليوم بيوم الطفولة المقدسة، والمخصصة للأطفال الذين يلتزمون في نشر الإنجيل ولمساعدة أترابهم الأكثر عوزا بشكل ملموس. أعزائي الأطفال أشكركم وأشجعكم: احملوا حب الله للجميع.

هذا وكان الأب الأقدس قد استهل كلمته قبل التبشير الملائكي بالقول نحتفل اليوم بعيد الدنح، أي ظهور الرب الرب للأمم، بينما تحتفل كنائس شرقية عديدة بميلاد الرب بحسب التقويم اليولياني، لكن هذا الفرق البسيط ليس إلا تأكيدا على أن الطفل المولود بتواضع في مغارة بيت لحم هو نور العالم الذي يوجه مسيرة كل الشعوب.

تابع الأب الأقدس يقول تشكل العذراء مريم مع رجلها يوسف "جذع" إسرائيل الذي منه نبت المسيح كما أعلن الأنبياء. أما المجوس فيشكلون الشعوب، والحضارات والثقافات والأديان التي تسير نحو الله في بحث عن ملكوته ملكوت السلام، والعدالة والحقيقة والحريّة. وأضاف مريم هي "ابنة صهيون"، وتمثل الشعب الذي عرف وآمن بذلك الإله الذي أظهر ذاته للآباء في مسيرة التاريخ. وهذا الإيمان يجد ملئه في مريم. فبها "المباركة لأنها آمنة" صار الكلمة بشراً، وظهر الله في العالم. لذا يصبح إيمان مريم باكورة ومثال إيمان الكنيسة، شعب العهد الجديد.

وختم الأب الأقدس كلمته طالبا الصلاة من أجل الأساقفة الجدد الذين نالوا اليوم السيامة الأسقفية في بازيليك القديس بطرس وقال لنصلّي من أجل كل واحد منهم ومن أجل خدمتهم ولكي يضيء نور المسيح في العالم بأسره.







تقارير خاصة





بانوراما 2012... عام حافل ... كنسيّاً


بقلم الأب رفعت بدر

الأردن, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - بدون أدنى شك، المسيحيون جزء لا يتجزأ من أبناء هذا الوطن وهم حاضرون في شتى الميادين، ولدى الحديث عن الشأن العام، نتحدث بالضرورة عن كل المكوّنات الرئيسية في المجتمع، ومن ضمنها المكوّنات الدينية التي تسهم هي كذلك بتنمية المجتمع والنهوض به إلى مراتب متقدمة، وفي مختلف النواحي.

إلاّ انني أترك الحديث في الشؤون السياسية والاقتصادية، لنمنح الفرصة لذوي الاختصاص بهذين الشأنين الهامين. وأتحدث عن عام 2012 من الناحية الكنسية أي ما يتعلق بالمسيحيين، في العالم واقليمياً ومحلياً لدينا في الأردن، مسلطاً الضوء على بعض القضايا الرئيسية التي حصلت على الساحات الثلاثة.

1) عالمياً : كانت زيارة البابا بندكتس السادس عشر إلى المكسيك وكوبا علامة مميّزة، وجرت بالطبع على مدار العام احتفالات كبيرة ومكثفة، ومن الأمور المميّزة أنّ اللغة العربية تم اعتمادها رسمياً في لقاءات البابا الأسبوعية وصار يُطلق عبر أحد مساعديه رسالة باللغة العربية، إلى جانب لغات رئيسية معتمدة في الفاتيكان.

وقد تعرّضت هذه الدولة – الفاتيكان - الصغيرة جغرافيا والممتدة في أطراف الارض روحياً إلى مواقف صعبة، من خلال نشر كتاب بعنوان "صاحب القداسة" تبعاً لتسريبات كان يقوم بها أحد خدم البابا ويدعى باولو جابرييلي، وجرت اجراءات قانونية وأودع في السجن. الا أن البابا وقبيل الاحتفال بعيد الميلاد بادر إلى زيارته والحديث معه وعفا عنه وأخرجه من الحبس. صورة ذكرّتنا بجلوس البابا يوحنا بولس الثاني عام 1982 إلى جوار من حاول اغتياله وعفا عنه.

عالمياً كذلك تم اختيار جوزتين ويلبي لخلافة رئيس الاساقفة روان وليمز في رئاسة الكنيسة الانجليكانية التي يتبعها أكثر من مليون شخص في العالم. وسوف يتسلم مهامه الرسمية في الحادي والعشرين من آذار المقبل.

عالمياً كذلك كان اطلاق مركز الملك عبدالله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا في السادس والعشرين من نوفمبر الماضي، حدثاً تاريخياً.

2) اقليمياً، جرت العديد من المؤتمرات والحوارات المتعلقة بأوضاع المسيحيين في الشرق، وذلك بسبب وضع المخاوف والتحليلات السلبية حول مستقبل الحضور المسيحي في ظل ما يُسمى بالربيع العربي وصعود الجماعات الدينية إلى الحكم. إلاّ أن أحداثاً جرت وقادها المسيحيون العرب ببراعة بالغة.

ففي السابع عشر من آذار، شارك العالم والكنيسة القبطية الارثوذكسية الأحزان برحيل البابا شنودة الثالث، بطريرك الكرازة المرقسية، وأثار رحيله المخاوف نظراً للتوقيت الدقيق في حياة مصر، إلاّ أن حكمة الأنبا بروخوميوس قد قادت السفينة الى بر الأمان، فكان يوم الرابع من تشرين ثاني حدثاً مميزاً في حياة الكنيسة وفي حياة الانبا تواضروس الذي كان يُحتفل يومها بعيد ميلاده الستين فإذا به ينتخب في النهار ذاته البابا الثامن عشر بعد المئة كرأس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وتم تنصيبه رسمياً بحضور وفود مدنية ودينية من مختلف أنحاء العالم صباح الأحد الثامن عشر من تشرين ثاني.

اقليمياً كذلك فُجع العالم صباح الخامس من كانون أول، برحيل البطريرك أغناطيوس الرابع هزيم، بطريرك أنطاكيا للروم الأرثوذكس، والمعروف عنه حكمته ورجاحة رأيه ودعوته للوحدة بين مختلف كنائس الشرق، وفي السابع عشر من الشهر ذاته، تم انتخاب البطريرك يوحنا اليازجي رأساً جديداً للكنيسة العربية الأرثوذكسية في سوريا ولبنان والعالم. وفي العراق جرى حدثان هامّان وهما أولاً إعادة تدشين كنيسة سيدة النجاة في بغداد في الرابع عشر من كانون أول، بعدما تعرضت قبل سنتين إلى واحد من أبشع الأعمال الإرهابية. وكذلك تم الاعلان عن استقالة البطريرك الكاردينال عمانوئيل الثالث دلي، بطريرك الكلدان، والذي عمل على تهدئة النفوس والضمائر ، في أصعب أوقات العراق الحديث.

اقليمياً كذلك كان الحدث الأبرز زيارة البابا بندكتس إلى لبنان، والتي سبقتها تحليلات وسؤالات ومحاذير وتكهنات بإلغاء الزيارة، إلاّ انهّا جرت وبسلاسة تامة، وعبّر اللبنانيون كلهم، ومعهم كل الوفود العربية والعالمية، عن حفاوة الاستقبال ودقة التنظيم، وكان الحدث المركزي في الزيارة توقيع البابا لوثيقة الارشاد الرسولي الخاص بالمسيحيين في الشرق الأوسط، بعنوان : " شركة وشهادة " وبين فيه " أن الشرق الأوسط بدون، أو بعدد قليل من المسيحيين ليس شرقاً أوسطياً ". ولقد حظي الارشاد الرسولي باهتمام عالمي، نظراً لحساسية اللحظة التي يعيشها الشرق الأوسط، وتفاقم معضلة الهجرة التي تؤثر على جميع سكانه، وبالأخص المسيحيون منهم. وبعد الزيارة التي دامت ثلاثة أيام، عيّن البابا بندكتس، بطريرك الموارنة مار بشارة بطرس الراعي كاردينالاً في الكنيسة الكاثوليكية، بهدف تدعيم المسيحيين.

اقليمياً كذلك، شاركت المراكز الاعلامية في المؤتمر الأول الذي عقد في بيروت برعاية المجلس الحبري لوسائل الاعلام، وكان الهدف منه تنسيق الجهود الاعلامية لدى الكنائس في الشرق الاوسط من أجل توحيد الصوت وتعزيز الحضور الفاعل والمؤثر على الساحات العربية.

3) وفي الشأن المحلي جرت العديد من المبادرات والأحداث ونذكر منها إحياء رحلة الحج السنوية الى موقع المعمودية – المغطس، بمشاركة جموع غفيرة، واحياء أسبوع الصلاة من أجل وحدة المسيحيين بصلاة جمعت مختلف الكنائس في كنيسة يوحنا دي لا سال في جبل الحسين. وكذلك إحياء أسبوع الوئام بين الأديان في مختلف المناطق وعبر المؤسسات الروحية والحوارية. وهو الاسبوع الأول من شباط في كل عام.

وفي شباط عينه عيّن البابا بندكتس السادس عشر المطران مارون لحّام نائباً بطريركياً جديداً للاتين في الأردن، خلفاً للمطران سليم الصايغ الذي تقاعد لبلوغه السن القانوني بعدما خدم الكنيسة في الاردن لمدة ثلاثين سنة متواصلة وأسس العديد من المراكز التي تعنى بالشؤون الروحية والثقافية والانسانية.

وفي الخامس والعشرين من نيسان، جرى الحدث الأبرز كنسياً على الساحة الأردنية، وهو الاطلاق الرسمي للمركز الكاثوليكي للدراسات والاعلام، بهدف تعزيز الحضور المسيحي وسبل العيش المشترك بين المسلمين والمسيحيين وكذلك تشجيع السياحة الدينية وتغطية للأخبار الكنسية، وحضر الاحتفال بطريرك القدس فؤاد الطوال ووزير الاعلام راكان المجالي ، وعدد من الرسميين المدنيين والكنسيين. وتزامن هذا الاطلاق مع اطلاق مكتب فضائية نورسات في الاردن، وهي الفضائية التي تبث من بيروت ، وتعنى بشؤون المسيحيين العرب ودورهم التاريخي ، وعلاقات الشراكة والتعاون مع أخوتهم المسلمين . وكذلك تم اطلاق موقع ابونا الالكتروني بحلته الجديدة، وشعاره اعلام من أجل الانسان . وفي ذات السياق تم افتتاح مكتب مجلس كنائس الشرق الأوسط برعاية الأمير غازي بن محمد.

وقد شارك المركز الكاثوليكي بالعديد من المؤتمرات المحلية والعالمية، مسلطاً الضوء على مبدأ المواطنة والمساواة في الحقوق والواجبات لدى كافة مكوّنات الشعب الأردني الواحد، وجرى تعاون وثيق بين المركز والمراكز المعنية بالحوار وبالأخص المعهد الملكي للدراسات الدينية. وممّا تم تنظيمه التقديم الرسمي للإرشاد الرسولي في مركز الحسين الثقافي بحضور السفير البابوي المطران جورجيو لينجوا ووزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الاسلامية الدكتور عبد السلام العبادي، وعدد كبير من الأساقفة ورجال الدين الاسلامي والمسيحي وجمع كبير من المدعوين.

محلياً كذلك، أكملت الجامعة الامريكية انطلاقتها للسنة الثانية على التوالي، وهي تابعة للبطريركية اللاتينية، وتسير بتوجيهات وزارة التعليم العالي. وكذلك احتفلت الشبيبة المسيحية في الأردن باليوبيل الفضي بتأسيس الامانة العامة لها مصممة على توجيه النصح والإرشاد للشباب الأردني المسيحي نحو مزيد من العطاء داخل المجتمع والوطن وللكنيسة . وكذلك تم تدشين كنيسة جديدة للبطريركية اللاتينية في العقبة وتحمل اسم " نجمة البحر". ومن الجدير بالذكر رسام أول فوج من الشمامسة الدائمين في الاردن ، الامر الذي شجع على مزيد من التعاون بين الاكليروس والعلمانيين.

ومحلياً كذلك قامت مؤسسات خيرية عدة بتقديم يد العون والمساواة للإخوة اللاجئين من سوريا، ونذكر هنا بالأخص جهود مؤسسة الكاريتاس الأردنية التي تقدم خدماتها للجميع بدون تمييز.

محلياً كذلك، تم تكليل الجهود والمبادرات المحلية ، ومع قرب انتهاء هذا العام، بالزيارة الملكية لجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إلى مدينة الحصن للتهنئة بعيد الميلاد ، زيارة حملت دلالات كبيرة، حيث عمّقت الشعور بالمواطنة والمساواة، وهما أساسان لا يستغنى عنهما في رحلة بناء المجتمعات الحديثة تعزيزاً للديمقراطية واحترام كرامة الانسان.

هننيئاً لنا هذا المثل، انه درس وعبرة، ليس للداخل الاردني بل لكل دول الجوار والعالم.

مدير المركز الكاثوليكي للدراسات والإعلام








عظات





عظة الكردينال البطريرك مار بشاره بطرس الراعي، عيد الغطاس


"لمّا اعتمد الشعب كلّه، اعتمد يسوع أيضاً" (لو21:3)


بكركي, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - 1. عيد الغطاس، الذي تحتفل به الكنيسة اليوم هو تذكار معمودية يسوع في نهر الأردنّ على يد يوحنّا المعمدان، ونبارك فيه الماء بركة لبيوتنا وتذكاراً لمعموديتنا بالماء والروح. ويُسمّى أيضاً عيد الدنح، واللفظة سريانية تعني الظهور الإلهي. فساعة اعتماد يسوع ظهر الله الواحد والثالوث: الآب بالصوت، والابن يسوع المسيح الذي سمّاه الصوت "الابن الحبيب"، والروح القدس الذي نزل في صورة جسديّة مثل حمامة. لكن الظهور الإلهي الأول كان في الميلاد. ولذلك ما زالت الكنيستان الأرمنية والقبطيّة تُعيِّدان الميلاد والغطاس معًا، كما كانت العادة القديمة. فإنّنا نُهنّئهما بالعيد مع أخلص التمنّيات. يوجد رابط لاهوتي بين معمودية يسوع والظهور الإلهي الثالوثي. فكان الظهور الإلهي إعلاناً لألوهية يسوع وقدسيته البريئة من أي خطيئة شخصية، هو الذي مشى مع الخطأة لقبول معمودية يوحنا كعلامة للإقرار بحالة الخطيئة وللتوبة. "فلمّا اعتمد الشعب كلّه، اعتمد يسوع أيضاً. وفيما كان يصلّي، نزل عليه الروح القدس، وجاء صوت من السماء يقول: "أنت هو ابني الحبيب، بك رضيت" (لو3: 22).

2. إنّنا نرحّببكم جميعاً، ونُحيّي بنوعٍ خاص عائلة آل كلاّسي وهيئة قضاء كسروان ومنسّقي التيار الوطني الحر. ونشكر الله على إنهاء ما كان عالقًا من أجل عودة أهالي بريح، واستكمال المصالحة في الجبل. إنّنا نهنّئكم جميعًا بعيد معمودية يسوع التي تذكّرنا بمعموديتنا، التي منها هويتنا المسيحية ورسالتنا. الهوية هي ولادتنا الثانية من الماء والروح، وقد جُعلنا خلقاً جديداً إذ صوّرنا الروح القدس على شبه المسيح، فدُعينا "مسيحيين". بهذه الولادة الجديدة أصبحنا أعضاء في جسد المسيح الذي هو الكنيسة، ما يعني أنّ المسيح حاضر في المجتمع من خلالنا، نحن أعضاء جسده الروحيّين، ويواصل عمله الخلاصي بواسطتنا. كما تعني عضويتنا في جسد المسيح الالتزام بالشركة في بُعدَيها: العمودي أي الاتّحاد مع الله بالمسيح، والأفقي الوحدة بين جميع الناس. أمّا الرسالة فهي الشهادة لمحبة المسيح بالأفعال والمبادرات والمواقف.

3. الهوية والرسالة هما الشركة والشهادة، موضوع الإرشاد الرسولي الذي تسلّمناه من يد قداسة البابا بندكتوس السادس عشر، أثناء زيارته التاريخية إلى لبنان في شهر أيلول الماضي، وعنوانه: "الكنيسة في الشرق الأوسط، شركة وشهادة".

يؤكّد هذا الإرشاد الرسولي أنّ هوية الشركة تقتضي منا، نحن اللّبنانيين وأبناء هذا الشرق أن نعيش بسلام مع الله والذات ومع بعضنا البعض. وهذا يقتضي منّا الإرتداد إلى الله، من أجل أن نعيش الغفران والمصالحة في محيطنا الاجتماعي، فنصبح هكذا أبناء الله بحكم المعمودية ومسحة الميرون، وبالعيش في سلام مع الآخر المختلف بتواضع وصبر. وحدهم المتواضعون الودعاء ينعمون بوفرة السلام الذي لا يُسبر غوره، كما نقرأ في المزمور 37: 11. إنّ المسيح، الذي دشّن بميلاده حالة الشركة، قد أسّس الأخوّة الحقيقيّة بين الناس، التي تنبذ الانقسام والعداوة. كتب بولس الرسول: "المسيح هو سلامنا، فقد جعل من الجماعتَين، بعدما أحلّ السلام بينهما، إنساناً جديداً واحداً، وأصلح بينهما وبين الله إذ جعلهما جسداً واحداً بالصليب، وبه قضى على العداوة" (أفسس2: 14-16) (الإرشاد الرسولي، 10).

4. هذه هي ثقافتنا المسيحية، أن نعزّز روح الإخاء والوحدة، وننبذ العداوة والانقسام. ثقافة نعمل على تطبيقها، كرسالة يحتاج إليها مجتمعنا اللبناني ومجتمعاتنا في الشّرق الأوسط. إنّنا ندعو المسيحيّين، ولا سيّما الذين يتعاطون الشأن السياسي أن يعملوا بمقتضيات معموديتهم، بشجاعة ومن دون خوف من الناس، أو من التضحية ببعض المصالح الشخصية والفئوية التي تبقى صغيرة جدّاً أمام كبر نتائج المصالحة والتلاقي والحوار وتوطيد أواصر الشركة والوحدة. كيف يمكن أن أكون مسيحيّاً، وأعيش في حالة الانقسام والعداوة، أو أحرّض عليهما، أو لا أعمل على إصلاحهما؟

العمل السياسي هو "الطريق الصعب لعيش الالتزام المسيحي في خدمة الآخرين"، على ما قال المكرّم البابا بولس السادس. فهو يقتضي الوحدة في حياة رجل السياسة بحيث يجمع بين الإيمان المسيحي والحياة، بين العلم والوحي الإلهي، ويتمّم واجباته الزمنية منقاداً لروح الإنجيل (شرعة العمل السياسي في ضوء تعليم الكنيسة وخصوصية لبنان، ص 23).

5. إنّ يسوع المسيح، ابن الله القدّوس المجهول من الناس في ألوهيته، مشى مع الخطأة المعروفين نحو يوحنا المعمدان في نهر الاردن، ملتمساً معمودية التوبة، وهو لم يرتكب أي خطيئة. لكنّه فعل ذلك لكي يتضامن مع الخطأة ويحمل خطاياهم، ويتفهّمهم، ويحاورهم حوار الحقيقة والمحبة، من أجل أن يهديهم إلى نور الله الخلاصي، وسيموت على الصليب فدىً عنهم وعن البشرية الخاطئة. فكان الحوار بين السماء والأرض، بين الله والبشر بالظهور الإلهي الذي سمعناه في الإنجيل، وكانت الدعوة إلى الحوار مع الله والناس.

6. لقد أقام يسوع حوار الحقيقة والمحبة مع العديدين كما يروي الإنجيل. تحاور مع نيقوديمس رئيس اليهود الذي قصده ليلاً خوفاً من انتقاد الفريسيين وملامتهم. كان حوارًا وجدانيًّا إلتماسًا للحقيقة. فطلب نيقوديموس من يسوع التعليم الصحيح "لأنّ الله أرسله معلّماً". فحاوره يسوع عن الولادة الثانية من الماء والروح من أجل الدخول في شركة مع الله والناس (يو3: 1-6).

تحاور مع زكا العشار الخاطي العمومي المعروف، الغارق في ثروته وظلمه، فدخل بيته وجلس إلى مائدته، مرتضياً انتقاد الفرّيسيين في الخارج وتذمّرهم. فكان حوار توبة كاملة بلغها زكّا، ما جعل يسوع يقول: "اليوم دخل الخلاص هذا البيت" (لو19: 9).

تحاور مع المرأة الكنعانية في نواحي صور، حواراً قاسياً وجارحاً ولكن بطوليًّا، إذ اندهش يسوع من إيمان هذه المرأة الوثنيّة التي أصرّت على أنّه قادر على شفاء ابنتها، فكان الشفاء(متى 15: 21-28 ).

تحاور مع السامرية على بئر يعقوب، حوارًا صبورًا بالرغم من أنَّ المرأة رفضت أن تسقيَه ماء من جرّتها بسبب العداوة بين السامريين واليهود. وبدأت الحوار معه بشيء من السخرية والكذب. لكنَّ يسوع واصل الحوار بصبر فأدّى إلى اكتشافها أنه هو النّبي والمسيح المنتظر، وراحت تشهد عنه أمام أهل السامرة، فتقاطروا إليه وآمن به الكثيرون.

تحاور مع الأعمى والأبرص، حوار رحمة وشفاء،وكلاهما منبوذان من المجتمع، فأدرك الأعمى أنّ يسوع يستطيع أن ينعم عليه بالنظر. فلمّا ناداه الأعمى: "يا ابن داود ارحمني"، سأله يسوع: "ماذا تريد أن أصنع لك"؟ فأجاب: "يا معلّم، أن أبصر"! فقال له "أبصرْ، وانفتحت عيناه وسار معه في طريق جديد" (مر10: 51-52). والأبرص التمس منه: "يا معلم، إن شئت فأنت قادر أن تشفيني". فطهّره من برصه وأعاده إلى حياة الشركة مع الجماعة (مر1: 41).

7. ربُّنا يسوع المسيح يدعونا إلى حوار الحقيقة والمحبة، على مثاله فلنسمع له. فالحوار يؤدّي إلى الخلاص ممّا نعاني منه في الحياة الزوجية والعائلية، في الكنيسة والمجتمع، وفي الدولة وبين الشعوب والأمم. هذا الحوار لا يتمّ بالعنف والحرب والإرهاب، بل عبر الحوار بالفكر والقلب واللسان. عالم اليوم الذي أصبح مع العولمة والتقنيّات الإعلاميّة "قرية كبيرة"، أصبح في الواقع العكسي في مسافات نفسية بعيدة، وغير قادر على التخاطب وجهاً لوجه. إنّه لفي حاجة ماسّة إلى حوار الحقيقة والمحبة.

إنّ لبنان، بحكم تكوينه ونسيجه الاجتماعي المتنوّع، يمتاز بأنّه وطن الحوار في الأساس. ثمّة مقولة أصبحت "ثابتة لبنانية أن اللّبنانيين محكومون بالحوار". وقد اختبرنا في الواقع أنّ حروب لبنان ودورات العنف، التي عرفناها في جيلنا، أثبتت أن لا بديل عن الحوار. وبسبب انقطاعه اليوم نحن مهدّدون بالعودة إليها، ونشهد في كلّ حال شللاً في الحياة السياسية والاقتصادية، وفي السياحة والتجارة، وتفشي الفساد والعنف والسلاح.

8. اللّبنانيون بحاجة إلى حوار على الصعيد الوطني. فمن حقّهم أن تقوم حكومة قادرة وفاعلة تبني الوحدة وتُحقّق المصالحة الوطنية، وأن يُوضع قانونٌ جديد للانتخابات عادلٌ ومنصف يضمن لهم حقّ الاقتراع الحرّ وانتخاب ممثِّليهم وإمكانيّة مساءلتهم ومحاسبتهم من دون أن يُفرضوا عليهم فرضاً. ومن حقّ اللّبنانيين أن ينتهي الانقسام السياسي الذي يشطر البلاد شطرَين متناقضَين يعطّلان وحدة اللبنانيين وشؤون البلاد العامّة، وأن تتأمّن لهم المخارج من الأزمة الاقتصاديّة والاجتماعيّة والمعيشيّة الخانقة، وتتوفر فرص العمل والعيش الكريم مع الحدّ من نزيف الهجرة. ومن حقّهم أن يعيشوا الأمن لا بالتراضي ولا تحت رحمة السلاح الثقيل والخفيف الذي هو خارج سلطة الدولة، بل أن يكون هذا السلاح محصوراً في الجيش والمؤسسات العسكرية والأمنية الدستورية، التي وحدها تضمن الأمن الثابت والعادل. من حقّ اللبنانيين أن يفهموا حقيقة ما يجري في سوريا وبلدان الشّرق الأوسط من حرب وعنف وإرهاب وأسبابها وأهدافها، وأن يدركوا كيف يتحصّنون بوجه تداعياتها ويحافظون على ذواتهم ووحدتهم وعلى وطنهم ودوره ورسالته. ومن حقّهم أن يعرفوا كيف تجنّبهم الدولة المخاطر السياسية والأمنيّة والاجتماعيّة التي قد تنشأ من استقبال النازحين من سوريا، سوريّين وفلسطينيّين، بالمئات والألوف، مع استقبالهم استقبالاً إنسانياً وتضامنيّاً.

أيُعقل أن لا يجلس المسؤولون السياسيّون على طاولة الحوار التي يدعو إليها مرارًا وتكرارًا رئيس البلاد المؤتمن على الدستور ووحدة الوطن وهو رمزها(المادّة 49)، للبحث في كلّ هذه الأمور المصيريّة؟ فإذا كانوا عاجزين عن تلبية هذا الواجب الوطني الخطير، لاعتبارات شخصيّة نحن نتفهّمها، ولكن على أهميتها وخطورتها تبقى دون ما تنذر الأوضاع به من انهيار للوطن وإهمالٍ لشعبه وتركه لوحده في مهب الريح وقلب العاصفة.

فلا بدَّ في هذه الحالة من أن نوجّه الدعوة إلى المثقَّفين ومعلِّمي الجامعات وذوي الاختصاصات إلى تنظيم ندوة دائمة للحوار الوطني، على غرار الندوة اللّبنانية في بيروت التي راحت تطرح في الستّينات مواضيع سياسيّة واقتصاديّة وثقافيّة واجتماعيّة، ساعدت على تكوين رأي عام موضوعي وسليم، وتوفير ثقافة وطنية للشعب اللبناني. وقد شارك فيها نخبة من الشخصيات اللّبنانية والعربيّة والأجنبيّة. فكانت تلك الندوة التجربة الأولى في لبنان والعالم العربي لخوض مواضيع حيويّة حسّاسة. أجل ينبغي تنظيم مثل هذه "الندوة الدائمة"، لكي يأخذ الشعب اللبناني مصيره بيده، ويخرج من حالة التهميش والإهمال. من شأن هذه الندوة أن تطرح كلّ القضايا الوطنية الشائكة، لتنوير الرأي العام وحث المسؤولين السياسيين ورفض تقاعسهم.

9. نرفع صلاتنا اليوم إلى الله، في تذكار معموديّة يسوع والظهور الإلهي، من أجل المسيحيّين لكي يعيشوا مقتضيات معموديتهم، هوية ورسالة، "شركة وشهادة"؛ ومن أجل المسؤولين المدنيّين والسياسيّين لكي يمارسوا عملهم في خدمة الخير العام بتجرد وشفافية وإخلاص؛ ومن اجل اللّبنانيين لكي يحافظوا على وحدتهم ويعيشوا مزيداً من التضامن لمواجهة الأخطار المحدقة بهم، ويدعو إلى نبذ العنف والحرب في سوريا وحلّ أمورهم بالحوار والوفاق. أعطنا أيها المسيح الإله أن نقتدي بك ونسمع صوتك الداعي إلى مواصلة حوار الحقيقة والمحبة الذي بدأته ووضعت أسسه. ومعاً نرفع نشيد التسبيح للثالوث المجيد الآب والابن والروح القدس، آمين.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Usuuus10
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع الثانية   زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013 Icon_minitime1الأحد 6 يناير 2013 - 22:15

عظة المطران بطرس مراياتي، رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك


أمام طفل المغارة في كنيسة الصليب المقدَّس بحلب


حلب, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - نحتفل بعيد الميلاد، في هذا العام، على نحو ما يجب أن يُحتفَل به: تقشُّف وبَساطة، وزهد وحرمان...

هذا ما فرضته علينا الظروف المأسويَّة التي نعيشها، من جرّاء العنف والاقتتال والدمار وتدهور الحياة المعيشيَّة ونقص الموادّ التموينيَّة وفقدان الأمن والأمان...

عيدنا أصبح بلا فرح، وتلاشت الابتسامة عن شفاه الأطفال، وساد الظلام حولنا، كما في ليلة الميلاد، في انتظار إشراقة شمس الخلاص.

ولعلّ هذه إشارة منه تعالى، كيما نبتعد، في هذا العيد المبارَك، عن مظاهر البذخ والترف، والسهر والابتذال. كما يذكّرنا بذلك بولس الرسول في رسالته إلى تلميذه طيطُس: "فقد ظهرتْ نِعمة الله، ينبوع الخلاص لجميع الناس، وهي تعلّمنا أن ننبذ الكفر وشهوات الدُنيا لنعيش في هذا الدهر برزانة وعدل وتقوى" (2/11).

إنّه عيد ميلاد يسوع الحقيقيّ. فيه نشاركه أنواع الحرمان كلّها، إذ "لم يكن له موضع في المضافة"، ووُلد في "مغارة"، وأُضجع في "مذود"، وعانى البرد القارس والظلام الدامس والجوع الضارس، بلا تدفئة وبلا نُور وبلا طعام...

ولم ينقذه ويشفق عليه، في عتمات الليل، سوى رعاة كانوا "يبيتون في البرّيَّة، يتناوبون السهر في الليل على رعيّتهم. فحضرهم ملاك الربّ وأشرق مجد الربّ حولهم، فخافوا خوفاً شديداً. فقال لهم الملاك: "لا تخافوا، ها إنّي أبشّركم بفرح عظيم يكون فرح الشعب كلّه: وُلد لكم اليوم مخلِّص في مدينة داود، وهو المسيح الربّ. وإليكم هذه العلامة: ستجدون طفلاً مقمَّطاً مضجَعاً في مذود"... وجاؤوا مسرعين، فوجدوا مريم ويوسف والطفل مضجَعاً في مذود" (لوقا 2/8-17).

في هذا المساء، نحن أيضاً، نسرع إلى المغارة مع الرعاة ونسجد للطفل الإلهيّ، ثمّ نفتح له قلوبنا، ونشاركه همومنا، ونسأله أن ينقذنا من واقعنا الأليم، لأنّه هو المخلِّص، "المسيح الربّ"، كما قال عنه الملاك.

وحالنا يشبه حال الرُسُل يوم كانوا يعبرون إلى الشاطئ المقابل، حين هبّت عاصفة شديدة، وأخذت الأمواج تندفع على السفينة حتّى كادت تمتلئ. وكان يسوع في مؤخّرها نائماً على وسادة، فأيقظوه وقالوا له: "يا معلّم، أما تبالي أنّنا نهلك؟" فاستيقظ وزجر الريح والبحر... فسكنت الريح وحدث هدوء تامّ. ثمّ قال لهم: "ما لكم خائفين هذا الخوف؟ أإلى الآن لا إيمان لكم؟" (راجع مرقُس 4/35-41).

في هذا المساء نجثو، نحن أيضاً، أمام الطفل يسوع، ونرفع إليه شكوانا، ونقول له:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا بلا خبز؟

ويجيبنا يسوع:

- "أنا خبز الحياة. مَن يُقبل إليّ فلن يجوع"... (يوحنّا 6/35).

"أنا الخبز الحيّ الذي نزل من السماء. مَن يأكل من هذا الخبز يحيَ للأبد" (يوحنّا 6/51).

- "يا ربّ، أعطنا هذا الخبز دائماً أبداً" (يوحنّا 6/34).

- "الخبز الذي سأعطيه أنا هو جسدي أبذله ليحيا العالَم" (يوحنّا 6/51).

أما قرأتم في الكتاب: "ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان؟" (متّى 4/4).

"انظروا إلى طيور السماء كيف لا تزرع ولا تحصد ولا تخزن في الأهراء وأبوكم السماويّ يرزقها. أفلستم أنتم أثمن منها كثيراً؟" (متّى 6/26). ألم تتعلّموا أن تصلّوا: "أعطنا خبزنا كفاف يومنا؟" (لوقا 11/3). الخبز اليوميّ لن ينقصكم إذا كنتم قنوعين صابرين.

"لا تعملوا للطعام الذي يفنى، بل اعملوا للطعام الذي يبقى فيصير حياة أبديَّة" (يوحنّا 6/27).

"طُوبى لكم أيّها الجائعون الآن، فسوف تُشبَعون" (لوقا 6/21).

حينئذٍ، نقول له:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا بلا ماء؟

فيجيبنا يسوع:

- "أنا الماء الحيّ". "كلّ مَن يشرب من الماء (الطبيعيّ) يعطش ثانيةً، وأمّا الذي يشرب من الماء الذي أعطيه أنا إيّاه فلن يعطش أبداً، بل الماء الذي أعطيه إيّاه يصير فيه عين ماء يتفجّر حياة أبديَّة" (يوحنّا 4/10-14).

- يا ربّ، أعطنا هذا الماء، لكي لا نعطش! (يوحنّا 4/15).

- يا بنيّ، مَن فَلَقَ الصخرة في الصحراء فأخرجت ماءً عذباً يروي العطاش، هيّن عليه أن يُمطر عليكم من جوده غيثاً وبرداً ويفجّر الينابيع ماء سلسبيلاً (راجع خروج 17/4-7).

لا تقلقوا، لن أترككم عطشى.

"فلا تهتمّوا فتقولوا: ماذا نأكل؟ أو ماذا نشرب؟ أو ماذا نلبس؟ فهذا كلّه يسعى إليه الوثنيّون، وأبوكم السماويّ يعلم أنّكم تحتاجون إلى هذا كلّه. فاطلبوا أوّلاً ملكوته وبِرّه تزادوا هذا كلّه. لا يهمّكم أمر الغد، فالغد يهتمّ بنَفْسه. ولكلّ يوم من العناء ما يكفيه" (متّى 6/31-34).

حينئذٍ، نقول له:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا بلا نُور ولا كهرباء، وأنّنا نعيش في الظلام؟

فيجيبنا يسوع:

- "أنا نُور العالَم. مَن يتبعني لا يمشِ في الظلام، بل يكون له نُور الحياة" (يوحنّا 8/12).

"آمنوا بالنُور، ما دام لكم النُور لتصيروا أبناء النُور" (يوحنّا 12/36).

لا تخافوا، إنّ الظلام لن يقوى على النُور الذي فيكم. "لأنّ النُور يشرق في الظلمات ولا تدركه الظلمات" (يوحنّا 1/5). ويوقد السراج ويوضع على المنارة، "فيضيء لجميع الذين في البيت" (متّى 5/15).

فمنذ أن "خلق الله النُور وفصل بينه وبين الظلام" (تكوين 1/4)، ما زال حتّى اليوم "يُطلع شمسه على الأشرار والأخيار" (متّى 5/45). ولا يحقّ لأيّ إنسان أن يحجب عنكم ضوء الشمس في النهار وضوء القمر في الليل (راجع المزمور 121/6).

"أنتم نُور العالَم... هكذا فليُضئْ نُوركم للناس، ليروا أعمالكم الصالحة، فيمجّدوا أباكم الذي في السموات" (متّى 5/14-16).

ونقول:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا فقدنا السلام وساد العنف والدمار؟

ويجيبنا يسوع:

- "السلام أستودعكم وسلامي أعطيكم. لا أعطي أنا كما يعطي العالَم. فلا تضطربْ قلوبكم ولا تفزع" (يوحنّا 14/27).

"طُوبى للساعين إلى السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعون" (متّى 5/9).

"ولْيُسالِمْ بعضكم بعضاً" (مرقُس 9/50).

ألا تسمعون في سكون هذا الليل ما تردّده أجواق الملائكة: "المجد لله في العُلى! وعلى الأرض السلام، وفي الناس المسرّة"؟ (لوقا 2/14).

جئتكم رسول سلام لأسدّد خطاكم "لسبيل السلام" (لوقا 1/79). كما قال عنّي الأنبياء: "لأنّه قد وُلد لنا ولد، أُعطي لنا ابن، فصارت الرئاسة على كتفه، ودُعي اسمه عجيباً، مشيراً، إلهاً جبّاراً، أبا الأبد، رئيس السلام" (أشعيا 9/5).

فهنيئاً لكم إذا أحببتم الحقّ والسلام "لأنّ الرحمة والحقّ يتلاقيان، والبِرّ والسلام يتعانقان" (مزمور 85/11).

صالحوا بعضكم بعضاً (متّى 5/24).

"فإن تغفروا للناس زلاّتهم يغفر لكم أبوكم السماويّ، وإن لم تغفروا للناس لا يغفر لكم أبوكم زلاّتكم" (متّى 6/14-15).

ونتابع شكوانا ونقول:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا فقدنا الراحة والهدوء والطمأنينة؟

فيجيبنا يسوع:

- "تعالَوا إليّ جميعاً، أيّها المرهَقون المثقَلون، وأنا أريحكم. احملوا نِيري وتتلمذوا لي، فإنّي وديع متواضع القلب، تجدوا الراحة لنفوسكم. لأنّ نِيري لطيف وحِمْلي خفيف" (متّى 11/28-30).

"أنا الراعي الصالح، أعرف خرافي وخرافي تعرفني" (يوحنّا 10/14).

فأنا راعيكم، ولن يعوزكم شيء. في مراعٍ نضرة أريحكم. مياه الراحة أوردكم. وأنعش نفوسكم. وإلى سُبُل البِرّ أهديكم... لأنّكم وإن سرتم في وادي الظلمات لا تخافوا سوءاً لأنّي معكم (مزمور 23/1-4).

- نحن نعلم، يا يسوع "أنّنا خُلقنا من أجل الله، ولن يعهد قلبنا الراحة إلاّ فيه".

- سأفيض عليكم من روحي... "ويكون فِعْل البِرّ راحة وطمأنينة وهناءة للأبد" (أشعيا 32/15-17).

ونتابع السؤال:

- يا ربّ، أما تبالي أنّه لم يبقَ عندنا خمر، فعمّ الحزن وزال الفرح؟

فيجيبنا يسوع:

- "أنا الكرمة وأنتم الأغصان. فمَن ثبت فيّ وثبتُّ فيه فذاك الذي يثمر ثمراً كثيراً" (يوحنّا 15/5).

في الشدّة والضيق التجئوا إلى أُمّي مريم، فهي الشفيعة وهي الوسيطة عندي، ولا أردّها خائبة. وستكون المعجزة، ويصير، بقدرتي، ماؤكم خمراً، وينقلب حزنكم فرحاً (راجع يوحنّا 2/1-12).

"وما مِن أحد يسلبكم هذا الفرح" (يوحنّا 16/22).

"طُوبى للمحزونين، فإنّهم يُعزَّون" (متّى 5/5).

"الحقّ أقول لكم: ستبكون وتنتحبون، وأمّا العالَم فيفرح. ستحزنون، ولكنّ حزنكم سينقلب فرحاً" (يوحنّا 16/20).

"والذي يثبت إلى النهاية فذاك الذي يخلص" (متّى 10/22).

"طُوبى لكم أيّها الباكون الآن، فسوف تضحكون" (لوقا 6/21).

"اسألوا تنالوا فيكون فرحكم تامّاً" (يوحنّا 16/24).

ونقول:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا ضللنا الطريق ونسير نحو الهاوية؟

ويجيبنا يسوع:

- "أنا الطريق والحقّ والحياة..." (يوحنّا 14/6).

"مَن أراد أن يخدمني، فليتبعني" (يوحنّا 12/26). و"مَن أراد أن يتبعني، فليزهد في نَفْسه ويحمل صليبه كلّ يوم ويتبعني" (لوقا 9/23).

"ادخلوا من الباب الضيّق. فإنّ الباب رحب والطريق المؤدّي إلى الهلاك واسع، والذين يسلكونه كثيرون. ما أضيق الباب وأحرج الطريق المؤدّي إلى الحياة، والذين يهتدون إليه قليلون" (متّى 7/13-14).

لن أترككم تضلّون الطريق: أمضي في طلب الخروف الضالّ (متّى 18/12).

أبذل نَفْسي في سبيل الخراف، وأقودها إلى الحظيرة (يوحنّا 10/15-16).

"أنا الباب. مَن دخل منّي يخلص، يدخل ويخرج ويجد مرعى" (يوحنّا 10/9).

وهكذا لا يشاء أبوكم الذي في السموات أن يهلك واحد منكم (متّى 18/14).

أتيتُ لتكون الحياة لكم، وتفيض فيكم (يوحنّا 10/10).

ونقول له:

- يا ربّ، أما تبالي أنّ الله ابتعد عنّا وتركنا ونسينا؟

ويجيبنا يسوع:

- أنا اسمي "عمّانوئيل"، أي الله معكم (متّى 1/23).

"أنا والآب واحد" (يوحنّا 10/30).

"مَن رآني رأى الآب" (يوحنّا 14/9).

"إذا أحبّني أحد حفظ كلامي فأحبّه أبي، ونأتي إليه فنجعل لنا عنده مقاماً" (يوحنّا 14/23).

يا أبنائي الأحبّاء، إنّ الله لا يبتعد عنكم أبداً لأنّكم "أبناء الله" ومنه وُلدتم (يوحنّا 1/12-13).

ربّما أنتم قد ابتعدتم عن الله! فعودوا إلى الله، و"توبوا، فقد اقترب ملكوت السماوات" (متّى 4/17).

"اطلبوا الربّ فتحيوا" (عاموس 5/6).

"اثمروا، إذاً، ثمراً يدلّ على توبتكم" (متّى 3/8).

وادعوا الناس إلى التوبة (مرقُس 6/12).

وأعلنوا باسمي التوبة وغفران الخطايا (لوقا 24/47).

يا أبنائي، ثمّة أرواح شريرة لا تخرج "إلاّ بالصلاة والصوم" (متّى 17/21). فصلّوا وصوموا، إذاً، "من غير ملل" (لوقا 18/1).

"اسألوا تُعطَوا، اطلبوا تجدوا، اقرعوا يُفتَح لكم" (متّى 7/7).

أتنسى الأمّ رضيعها، فلا ترحم ابن بطنها؟ حتّى ولو نسيت النساء أولادها فالله لا ينساكم. وها هو ذا على كفّه نقشكم (أشعيا 49/15-16).

حينئذٍ نقول:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا نعاني العنف والخطف والقتل والموت؟

فيجيبنا يسوع:

- "أنا القيامة والحياة. مَن آمن بي، وإن مات، فسيحيا وكلّ مَن يحيا ويؤمن بي لن يموت للأبد" (يوحنّا 11/25-26).

"طُوبى للمضطهَدين على البِرّ، فإنّ لهم ملكوت السموات. طُوبى لكم إذا شتموكم واضطهدوكم وافتروا عليكم كلّ كذب من أجلي. افرحوا وابتهجوا: إنّ أجركم في السموات عظيم، فهكذا اضطهدوا الأنبياء من قَبْلكم" (متّى 5/10-12).

أقول لكم: "أحبّوا أعداءكم وصلّوا من أجل مضطهِديكم" (متّى 5/44).

"أحسنوا إلى مبغضيكم، وباركوا لاعنيكم" (لوقا 6/27-28).

"إذا أبغضكم العالَم فاعلموا أنّه أبغضني قبل أن يبغضكم... ما كان الخادم أعظم من سيّده. إذا اضطهدوني، فسيضطهدونكم أيضاً!" (يوحنّا 15/18-20).

"بل تأتي ساعة يظنّ فيها كلّ مَن يقتلكم أنّه يؤدّي لله عبادة" (يوحنّا 16/2).

أقول لكم هذه الأشياء "ليكون لكم بي السلام. تعانون الشدّة في العالَم، ولكنْ ثقوا، إنّي قد غلبت العالَم" (يوحنّا 16/33).

فنقول:

- يا ربّ، أما تبالي أنّنا فقدنا الأمل وانتابنا اليأس؟

ويجيبنا يسوع:

- "أنا الألف والياء، البداية والنهاية" (رؤيا 21/6).

"لا تخفْ أيّها القطيع الصغير" (لوقا 12/32).

"لن تُفقَد شعرة من رؤوسكم" (لوقا 21/18).

"أين إيمانكم؟" (لوقا 8/25).

هنيئاً لمَن لا يفقد إيمانه بي (متّى 11/6).

"ثقوا بي، أنا هو" (متّى 14/27). "لا تضطرب قلوبكم" (يوحنّا 14/1).

"لن أترككم يتامى" (يوحنّا 14/18).

"إنّ الروح القُدُس يؤيّدكم... وهو يعلّمكم جميع الأشياء، ويذكّركم جميع ما قلته لكم" (يوحنّا 14/26).

"وصيّتي هي: أحبّوا بعضكم بعضاً كما أحببتكم... ما أُوصيكم به هو: أحبّوا بعضكم بعضاً" (يوحنّا 15/12-17).

كونوا راسخين في إيمانكم، ثابتين في رجائكم "إنّكم بثباتكم تكتسبون أنفسكم" (لوقا 21/19).

"لا تخافوا!" (يوحنّا 6/20). "وهاءنذا معكم طوال الأيّام إلى نهاية العالَم" (متّى 28/20).

* * *
هذه بعض من الكلمات التي يوجّهها إلينا الطفل يسوع في هذا العام، في ذِكرى ميلاده. وهو الذي عانى مثلنا ما نعانيه اليوم، وربّما أكثر، من البرد والجوع والعطش والمرض والذلّ والخوف والفقر والرفض والاحتقار والاضطهاد والحقد والعنف...

ولكنْ، ثمّة عائلات وأفراد أكثر منّا احتياجاً، ولا يحقّ لنا أن "نغلق أحشاءنا" عنهم في هذا العيد. فماذا ينفع إيماننا إن لم يقترن بالأعمال؟ (راجع يعقوب 2/20).

ولذلك نعود إلى يسوع المضجَع في مذود، وهو الذي "افتقر لأجلنا" (2قورنتُس 8/9). ونقول له:

- عفوك، يا يسوع، كم كنّا أنانيّين في شكوانا، ولم نكترث إلى وضعك. فماذا نستطيع أن نفعل من أجلك؟

ويجيبنا:

- الحقّ أقول لكم: كلّما تصنعون شيئاً من ذلك لواحد من إخوتي هؤلاء الصغار، فلي تصنعونه: أطعموا الجائع، اسقوا العطشان، آووا الغريب، اكسوا العريان، عودوا المريض، زوروا السجين (راجع متّى 25/31-46).

"إن لم ترجعوا فتصيروا مثل الأطفال، لا تدخلوا ملكوت السموات. فمَن وضع نَفْسه وصار مثل هذا الطفل، فذاك هو الأكبر في ملكوت السموات. ومَن قَبِل طفلاً مثله إكراماً لاسمي، فقد قَبِلني أنا" (متّى 18/3-5).

"إيّاكم أن تحتقروا واحداً من هؤلاء الصغار. أقول لكم إنّ ملائكتهم في السموات يشاهدون أبداً وجه أبي الذي في السموات" (متّى 18/10).

"ومَن سقى أحد هؤلاء الصغار، ولو كأسَ ماءٍ باردٍ لأنّه تلميذ، فالحقّ أقول لكم إنّ أجره لن يضيع" (متّى 10/42).

* * *
ونغادر المغارة وقد غمرنا فرح باطنيّ صافٍ، ما شعرنا به في سائر السنوات والأعياد الميلاديَّة. لقد عشنا سرّ الميلاد في حقيقته، حيث يلتقي سرُّ التجسّد سرَّ الفداء، وتلتقي خشباتُ المذود خشبتَي الصليب.

فلم يكن الله في قلبنا وحسب، بل كنّا "في قلب الله".

"كلّ لقاء مع يسوع المسيح يبدّل المفاهيم، ويوسّع البصيرة، ويحيي الأمل، وينعش الرجاء، لأنّه يفتح آفاقاً جديدة، ويوقظ الثقة بالله في نَفْس مَن يلقاه".

ونبتعد عن المغارة في سكون الليل مسبِّحين مهلِّلين.. ونعود إلى بيوتنا، وصدى كلام يسوع يتردّد في أعماقنا مفعَماً بالأمل والصبر والثبات والفرح، متحدّياً أزيز الرصاص ودويّ المدافع:

- "اثبتوا في محبّتي. إذا حفظتم وصاياي تثبتون في محبّتي... قلتُ لكم هذه الأشياء ليكون بكم فرحي، فيكون فرحكم تامّاً" (يوحنّا 15/9-11).

كنيسة الصليب المقدَّس بحلب
عيد الميلاد 25/12/2012
المطران بطرس مراياتي
رئيس أساقفة حلب وتوابعها للأرمن الكاثوليك





"ودُعيَ إسمه يسوع"


عظة البطريرك الكردينال مار بشاره بطرس الراعي يوم السلام العالمي - بكركي في 1 كانون الثاني 2013


بكركي, 6 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - . تحتفل الكنيسة اليوم طقسيًّا بذكرى ختانة الطفل الإلهي بعد ثمانية أيام لميلاده، و "دُعيَ اسمُه يسوع، كما سمّاه الملاكُ قبل أن يُحبل به"(لو2: 21). مع ميلاد ابن الله إنسانًا، دخل الله عالم البشر فاديًّا ومُخلّصًا بشخص يسوع، والاسم يعني "الله الذي يُخلّص شعبه من خطاياهم"(متى1: 21)، ودخل سلامُ الله إلى العالم، عطيّة إلهيّة تصبح من صنع البشر. فاختارت الكنيسة، في عهد حبريّة المُكرّم البابا بولس السادس، اليوم الأول من كل سنة ليكون اليوم العالمي للسلام، وغايته التأمّل في السلام، والصلاة من أجله والعمل على توطيده. وجريًا على عادة البابوات، وجّه قداسة البابا بندكتوس السادس عشر رسالته لهذا اليوم بعنوان "طوبى لصانعي السلام"(متى5: 9).

2. يسعدنا أن نحتفل معًا بهذا اليوم العالمي للسلام 2013. بدعوة من اللجنة الأسقفية "عدالة وسلام" المنبثقة عن مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك في لبنان، وهي برئاسة سيادة المطران سمير مظلوم نائبنا البطريركي، الذي أُحيّيه وحضرةَ نائب الرئيس قدس الأب الياس آغيا، الرئيس العام لجمعية المرسلين البولسيين، وسائرَ أعضاء اللجنة ومعاونيهم. كما نُحييكم أنتم جميعًا، وقد أتيتم لرفع الصلاة من أجل السلام في العالم، لاسيما في لبنان وسوريا وسائر بلدان الشرق الأوسط، وللالتزام بقضية السلام، وفقًا لتعليم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر وتوصياته في رسالته الموجّهة لهذه المناسبة والتي نختصرها بخمس نقاط كخريطة طريق لصنع السلام:

أولاً، مفهوم الطوبى لصانعي السلام وأبعادها(الفقرة 1و2)

3. إنَّ التوق الى السلام هو في داخل كلِّ إنسان، لأنّه مخلوق على صورة الله ومن أجل السلام الذي هو في الأساس عطيّة من ألله ومن جوهره. ولكي يكون كلُّ شخصٍ إبنًا وابنةً لله، ينبغي أن يلتزم بصنع السلام. ولهذا، كانت الطوبى الإنجيليّة: "طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعَون"(متى5: 9). إلتزام السلام هو بنوعٍ أخص دعوة المسيحين ورسالتهم، وقد قبلوها من المسيح، سلام الشعوب وملك السلام. ثمّة أخطارٌ عديدة تُهدّد السلام، وقد عدّدتها الرسالة البابويّة، داعيةً الى تجديد الإلتزام الجماعي في البحث عن الخير العام، وإنماء الإنسان بشموليته.

4. ألسلام الحقيقي المُعطى من المسيح يُولَد من لقاء الإنسان بالله، لقاءً مفعمًا بالثقة، نختبر فيه فرح عطيّةٍ سامية هي تقاسمُ حياة الله نفسها، حياة النعمة والسعادة والسلام الداخلي. فيكون السلام، في آن، عطيّة الله وعمل الإنسان. عطيّةُ سلامٍ تنبع من الله، وتُعاش مع الآخرين ومن أجلهم بأخلاقية الشركة والتقاسم، وتُبنى على ركائز أربع مترابطة هي: الحقيقة والحرية والمحبة والعدالة.

ولكي نصبحَ صانعي سلام حقيقيين، ينبغي أن نتغلّب على الخطيئة التي هي نقيضُ السلام مع الله والذات والناس. فالخطيئة تعني أنانيةً وعنفًا وجشعًا وتسلّطًا واستكبارًا وبغضًا وحقدًا وظلمًا. صانعُ السلام هو الذي يبحث عن خير الآخر، بنفسه وجسده، اليوم وغدًا. صانع السلامهو الذي يقتدي بالمسيح سلامِنا وبرِّنا ومصالحتِنا(أف2: 14؛ 2 كور5: 18).

نستخلص من هذا التعليم أنَّ كلَّ شخص وكلَّ جماعة، أكانت دينية أم مدنية، أم تربويّة وثقافية، مدعوّان للعمل من أجل السلام وإنماء الإنسان والمجتمع إنماءً شموليًّا. فالسلام هو، في الأساس، تحقيق الخير العام لمختلف المجتمعات. ولهذا السبب، الكنيسة مقتنعة بضرورة الإعلان الجديد لسرّ يسوع المسيح، الذي هو الفاعل الأول والأساسي في إنماء الشعوب وإحلال السلام.

ثانيًا، إحترام الحياة البشريّة وحقوق الإنسان كسبيل لصناعة السلام(الفقرة 4)

5. صانعو السلام هم الذين يُحبّون الحياة البشرية بشموليتها، ويدافعون عنها، ويعزّزونها. الطريق المؤدّي إلى الخير العام والسلام هواحترام الحياة البشرية في كلّ مراحلها: الحبل والولادة والنمو حتى نهايتها الطبيعية، والدفاع عنها، وتعزيزها في كلّ أبعادها، الشخصية والجماعية. ملء الحياة هو ذروة السلام. من يحبّ السلام، لا يستطيع تحمّل الاعتداءات والجرائم ضدّ الحياة البشرية، بدءاً من الإجهاض، ولو ظنّ طالبه وصانعه أنّه يشكّل سلاماً تحريرياً له، لكنّه سلام كاذب يغشّ. إنّ قتل كائن بشري بريء غير قادر على الدفاع عن نفسه، والهرب من المسؤوليات لا يستطيعان ابداً إنتاج سعادة أو سلام.

هذه كلّها مبادئ مكتوبة في طبيعة الإنسان يمكن معرفتها بالعقل وبالتالي هي مشتركة للبشرية جمعاء. ولذلك، عندما تعلّمها الكنيسة، فإنّها تتوجّه إلى جميع الناس، أيّاً يكن انتماؤهم الديني. يكون هذا التعليم ضروريًا بمقدار ما تكون هذه المبادئ مرفوضة أو مُنكرة أو غير مفهومة، لأنّ ذلك يشكّل إساءة لحقيقة الشخص البشري، وانتهاكًا للعدالة والسلام. ولذا، اعتراض الضمير على كلّ قانون أو ممارسة أو تدابير حكومية تنتهك الكرامة البشرية، مثل الإجهاض والقتل الرحيم واعتماد العنف والحرب، إنّما يشكّل مساهمة مرموقة لصالح السلام.

6. صانعو السلام هم أيضًا أولئك الذين يحترمون الحرية الدينية التي تشمل: حرية الشهادة للدّين الخاصّ، وحرية إعلان تعليمه ونقله، وحرية القيام بنشاطات تربوية وأعمال رحمة ومساعدة تطبيقاً للرسوم الدينية، وحرية إنشاء أجهزة اجتماعية ونشاطها، وفقاً لمبادئها التعليمية ولأهدافها التأسيسية. وهم الذين يدافعون عن الحقوق والواجبات الاجتماعية، ومن بينها الحقّ في العمل وواجب العمل، وسواه من الحقوق المدنية والسياسية التي تساعد المواطنين على تحقيق ذواتهم. فمن أجل تحقيق السلام، يجب احترام حقوق العمّال، والتزام هؤلاء بواجباتهم. تقتضي الكرامة البشرية والمنطق الاقتصادي والاجتماعي والسياسي توفير فرص العمل للجميع، كخير أساسي للشخص والعائلة والمجتمع، مبنيّ على المبادئ الأخلاقية والقيم الروحية. ما يقتضي وجود سياسات جريئة ومتجدِّدة لصالح العمل والعمّال.

رابعًا، صناعة السلام ونموذج جديد للإنماء والاقتصاد

7. تحقيق السلام بكلِّ مقوّماته وأبعاده، يقتضي إيجاد نموذج جديد للإنماء، ونظرة جديدة للإقتصاد، إنطلاقًا من القيَم الروحيّة والأخلاقيّة التي مصدرها الله. إنَّ الوسائل المتعدّدة لتحقيق الإنماء، والخيارات المتنوّعة لنموّ الاقتصاد، ينبغي استعمالُها بتطلّعات نحو حياةٍ صالحة ومسلكٍ مستقيم يعطيان الأولويّة للبعد الروحي وتأمينِ الخير العام، وإلاّ فقدت قيمتها الحقيقيّة، ونصّبت نفسها أصنامًا جديدة.

8. من الضروري، للخروج من الأزمة الماليّة والاقتصاديّة الراهنة التي تزيد من هوّة عدم المساواة، أن يقوم أشخاصٌ وجماعاتٌ ومؤسساتٌ ملتزمون تعزيز الحياة وتحفيز الإبداع، بحيث يستخرجون، من الأزمة نفسها، المناسبة للتمييز ولاستنباط نموذج إقتصادي جديد. من المؤسف أن يكون النموذج، الذي ساد هذه العقود الأخيرة، قد التزم السعي إلى تضخيم الربح والاستهلاك، بنظرةٍ فرديّة وأنانيّة، وإلى تقييم الأشخاص حصرًا بقدرتهم على التنافس. لكنّ النموذج الاقتصادي الجديد المنشود هو الذي يعتبر أنَّ النجاح الحقيقي والدائم نناله بهبة الذات، وبتوظيف القدرات الفكريّة الخاصّة، وبروح المبادرة. ذلك أنَّ الإنماء الاقتصادي المقبول، المُميّز بالأصالة الإنسانية، يحتاج إلى مبدأ المجّانيّة كتعبير للأخوّة ومنطق العطاء.

على مستوى النشاط الاقتصادي، صانع السلام هو الذي يقيم علاقات إخلاص وتبادل، مع معاونيه وزملائه والمتعهّدين والمستفيدين؛ ويمارس النشاط الاقتصادي من أجل الخير العام؛ ويعيش التزامه كشيء يتعدّى فائدته الشخصيّة، لصالح الأجيال الحاضرة والطالعة. وهكذا يعمل ليس فقط لذاته، بل أيضًا لكي يوفّر للآخرين مُستقبلاً وعملاً لائقًا.

9. فيُطلب من الدّول: وضعُ سياساتٍ للإنماء الصناعي والزراعي، من شأنها الإهتمام بالترقّي الإجتماعي وبشموليّة دولة الحقّ الديمقراطيّة؛ وضعُ بُنية أخلاقيّة للأسواق النقديّة والماليّة والتجاريّة بشكل مُستقرّ ومُنسَّق ومُراقَب، بحيث لا تَضُرُّ بمن هم أكثر فقرًا؛ تعزيزُ الإستقرار الغذائي بروح التضامن والرقابة من كلّ الحكومات على المستويين المحلّي والدوليّ، بهدف تمكين المزارعين من القيام بعملهم بطريقة كريمة ومستمرّة إجتماعيًّا وبيئيًّا واقتصاديًّا.

خامسًا، التربية على ثقافة السلام(الفقرتان 6و7)

10. إنَّ التربية على ثقافة السلام تحقّق الخير العام وتولّد جوًّا من الاحترام والإخلاص والمودّة والعيش معًا بذهنية صنع الخير ونبذ العنف وبروح الغفران والمصالحة. أمّا الأمكنة حيث تتوفّر هذه التربية فهي:

أ- العائلة، بكونها خليّة المجتمع الأساسيّة ديموغرافيًّا وأخلاقيًّا وتربويًّا واقتصاديًّا وسياسيًّا. دعوتُها الطبيعيّة تعزيزُ الحياة ومواكبتُها في نموّها وتربية الأشخاص على مقياس المحبّة الإلهيّة. فيها يولد ويكبر صانعو السلام ومعزّزو ثقافة الحياة والحبّ. فمن الواجب حماية حقِّ الوالدين ودورِهم الأول في تربية أولادهم أخلاقيًّا وروحيًّا.

ب- المؤسسات الثقافيّة المدرسيّة والجامعيّة بكونها تُنشِّئ أجيلاً جديدة من القياديّين، وتساهم في تجديد المؤسسات العامّة، الوطنيّة والدوليّة، وتقدّم تفكيرًا علميًّا من شأنه أن يجذِّر النشاطات الإقتصاديّة والماليّة في أساسٍ أنتروبولوجي وأخلاقي متين، وتوفّر لعالم السياسة فكرًا ثقافيًّا جديدًا حول الخير العام بحيث هو مجموعة علاقات إيجابيّة بين الأشخاص وبين المؤسسات، في خدمة النموِّ الشامل للأفراد والجماعات، وبحيث هو الأساس لكلّ تربية حقيقيّة على السلام.

ج- الجماعات الدينية بكونها تجسّد تعليم الكنيسة الإنجيلي، الذي يدور حول الحقيقة ومحبّة المسيح، وبالتالي حول النهضة الروحيّة والأخلاقيّة لدى الأشخاص وفي المجتمعات. إنَّ اللقاء مع المسيح يكوّنُ صانعي السلام، إذ يجعلهم مُلتزمين في الشركة والعدالة، بوجه الانقسام والظلم.

11. يختم قداسة البابا بندكتوس السادس عشر رسالته هذه بمناسبة يوم السلام العالمي، مُؤكِّدًا أن المسيح، أميرَ السلام، هو النموذج والمثال لصانعي السلام. ويدعونا لنصلّي مع الطوباوي البابا يوحنّا الثالث والعشرين: لكي يُنيرَ اللهُ المسؤولين المدنيّين في تدعيم عطيّة السلام والدفاعِ عنها، ولكي يعمل الجميع على تخطّي الحواجز التي تُفرّق، ويشدّدوا أواصر المحبّة المتبادلة، غافرين للذين أساؤوا، مُتفهّمين بعضُهم بعضًا، فتنموَ الأخوّةُ بين شعوب الأرض وتزدهر، ويملك السلام المنشود على الجميع.

بهذا الدعاء، يتمنّى قداسة البابا أن يتمكّن الجميع من أن يصبحوا صانعي سلام، حتى ينموَ في مدينة الأرض الإتفاقُ الأخويّ أساس الإزدهار والسلام.

ونحن، في لبنان وبلدان الشرق الأوسط، نلتزم بأن نكون صانعي سلام لكي نستحقّ أن نُدعى أبناء الله.

"طوبى لصانعي السلام، فإنّهم أبناء الله يُدعَون"(متى5: 9).
آمـــيــن
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت/ العالم من روما / النشرة اليومية - 6 يناير 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: