البيت الآرامي العراقي

زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Welcome2
زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Welcome2
زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Usuuus10
زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013   زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Icon_minitime1السبت 12 يناير 2013 - 0:37

زينيت


العالم من روما



النشرة اليومية - 11 يناير 2013


هم اليوم


"لا تهتموا للغد لأن الغد يهتم بما لنفسه، يكفي كل يوم شره"

(يسوع المسيح)




مقالات متنوعة



أخبار


· اطلاق "الأكاديمية المارونية "
من المركز الكاثوليكي للإعلام 11 كانون الثاني 2013

· الهند: انتخاب أسقف جديد على أبرشيّة كوثامانغالام
الأسقف ماداثيكانداثيل خلف للمونسينيور بونّاكوتيل

· وفد من الأساقفة الى اسرائيل
نصب تذكاري للكاردينال لوستيجيه

· إيطاليا: عدد أقلّ من المهاجرين واهتمام أكبر بهم
اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، الأحد 13 يناير

· ألبانيا: المونسينيور ماسافرا يصف وضع الكاثوليك اليوم
بعد مرور 50 عامًا على سقوط الشيوعيّة


مقالات قانونية



لقاءات البابا


· البابا تلقى أوراق اعتماد سفيرة البوسنة والهرسك الجديدة
لقاء السيّدة سلافيكا كاراثيك مع الحبر الأعظم

المقابلات العامة


· سَنَةُ الْإِيمَانِ: قد صار إنسانًا
قَدَاسَةُ الْبَابَا بِنِدِكْتُسْ السَّادِسَ عَشْرَ الْمُقَابَلَةُ الْعَامَّةُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 09 مِنْ يناير/كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِ

· سَنَةُ الْإِيمَانِ: حبل به بعمل الروح القدس
المقابلة العامة للبابا بندكتس السادس عشر يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 02 مِنْ يناير / كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِ





مقالات متنوعة





في يسوع المسيح : الارشاد الرسولي ... يُوحّدُنا


بقلم المونسينيور بيوس قاشا

بغداد, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - في البدء:

إن مجتمعاتنا تعيش حالة من الاضطراب والقلق وعدم الاستقرار، والإرشاد الرسولي يقول:"إنه لمن المحزن رؤية هذه الأرض المباركة تتألم بأبنائها الذين يتقاتلون فيما بينهم بلا هوادة ويموتون" (فقرة 8)، كما تواجه منطقتنا تحديات جمة وتمزقها صراعات عديدة وتناقضات مذهبية وقومية وعشائرية وأصوليات متصارعة تسعى وراء حلم بل أحلام النصر الأبدي في إبادة الخصم مدّعية أنها بذلك تفلح في ضمان السلم والأمان. ولكن هيهات... إنه غليان، نعم إنه غليان شبه كامل لعالمنا العربي، وما زلنا نطالب بكرامة الإنسان، ولكننا كم نحن بعيدون عنها. فحتى ما يتحول الحاكم إلى خادم!. حتى ما يريدوننا أن نكون عبيداً، ويسوع ربنا يدعونا أحباءَه (يو14:15 )!... وحتى ما تُعلَن الحقيقة من على المنابر!... وحتى ما نبقى نشيّع الأبرياء بعيدين عن مثواهم، أولئك الأبرياء الذين قتلتهم الغيرة والحقد والكراهية!... حتى ما أسياد الدنيا يفتشون عن مصالحهم وأنانياتهم وهم أبناء ديرة بسيطة جعلتهم العولمة أن ينسوا أصولهم، وبذلك شوّهوا براءة الحقيقة كون خبثهم هو السائد في مجتمع أصوله عشائرية القوم ودرهمهم وسيلة الغلبة.

هبة سماوية:

وفي هذا كله... بل أمام هذه الحقيقة... هاهو ذا الإرشاد الرسولي يأتي إلينا، هبة سماوية، نفحة روحية، بشرى خلاصية، إنجيلاً ملحقاً بالرسل وأعمالهم، حاملاً إلينا في عصر التكنولوجيا والعولمة والانفتاح الفكري، مخططاً مقدساً لإرادة الكنيسة المقدسة، وخارطة لطريق الإيمان في المسيح يسوع، ووقّعه قداسة البابا بندكتس السادس عشر وسلّمه إلى بطاركة كنائسنا المغبوطين وأساقفتنا الأجلاء وكهنتنا الأحبة ومؤمنينا الكرام، ليكون للجميع رسالة شركة وشهادة، ويكونوا هم أوفياء وأمناء في زمن نعاني كلنا وأبناؤنا من الشكوك والمسيرة المتعَبَة ومن برودة الإيمان في قلوب الكثيرين ( لو29:12)، وانطفاء شعلة الشهادة وضمور حقيقة الشركة ذات القلب الواحد والنفس الواحدة ( أع 2: 42)، وابتعادنا نحن كنائسيون ودنيويون عن بعضنا البعض من أجل نزهة أو غاية أو دعوة أو وليمة، ومعلّمنا سبق وقال لنا:"أحبوا بعضكم بعضاً" ( لو 20:18)، وتمسكنا كما هم أهل العالم بالعولمة الزائلة وربما نكران حقيقة الإيمان ونصب لوح وصايانا بدل وصايا الله ( متى 17:19)، وجعلنا لنا اصناماً آلهة في الدنيا كما عملت سارة في مسيرة إبراهيم ورحيله وحملناها لترافقنا عبر النفاق وحب الذات والالتفاف حول كبار الزمن وأسياد الطريق من أجل القرار الأناني في البقاء وكسب مكاسب زائلة ومناصب مصلحية من أجل بناء عشيرتنا وأفراد قبيلتنا ونفرات أقربائنا، ومسروقة من فقراء كانوا أبرياء ، ولا زالوا أبرياء ، وفي هذا كله لا يملكون سلاحاً سوى فقرهم وبراءتهم وتواضعهم وصمتهم وإكمال إرادة السماء أمام ثرثاري الدنيا والدكتاتورية المزيفة. ولكن مهما بعدت المسافات وأُسدل الستار وجُمّدت الأرصدة وأُخفيت الحقيقة وبيع ما لا يباع، سيبقى إعلان الحقيقة، حقيقة الحياة، في أن الله سكن بيننا ( يو14:1) _ كما يقول إشعيا النبي _ ونصب خيمته، وما الخيمة إلا الملجأ الأمين للذين لا حول لهم ولا قوة إلا مسكن الفقراء واللاجئين، مسكن المطرودين، وأما القصور وشاليهات المزارع وفيلل الأمراء هي بيوت للملوك والمتسلطين على رقاب النفوس البريئة، مدّعين أنهم يستحقون ذلك، وإنهم أمناء لكراسيهم ودراهمهم وشعوبهم، بينما الحقيقة أن هناك المئات بل الآلاف من الجائعين والذين يفتشون عن نعمة السماء وكبارهم يمنعونها عن أفواههم خوفاً كي لا يكونوا يوماً في عدم طاعتهم.

علامة منظورة:

أمام هذا كله، يقول لنا سفر أعمال الرسل عبر وثيقة الإرشاد الرسولي:"إن المؤمنين كانوا يحبون بعضهم بعضاً، ولم يكن بينهم محتاج. كما كانوا مواظبين على الصلاة لأنها غذاء المسيرة المعاشة في القلوب وعلى تعليم الرسل في عيش الإيمان وحقيقته" (أع42:2) . هذه الصورة اليوم تتحدى كل مسيحي، ويبرز السؤال: هل يقدر أن يعيش اليوم كما عاشت الجماعة المسيحية الأولى حاملة ميزة المحبة لكل إنسان، فلا يبقى أحد محتاجاً. وإذا ما كان الحب علامة لفاضت نعمه على كل المجتمع. ولكن نقولها وبضمير الأمين لدعوته: نحن بعيدون عن هذا الواقع الذي كان بين المسيحيين الأولين، وما مجيء الإرشاد الرسولي وسيره في شوارع حياتنا وأزقة مسيرتنا وزنكنات قلوبنا وحنايا صدورنا إلا مهمازاً لينهضنا من كبوتنا، وعلامة تقودنا إلى التوبة والمصالحة، ونجمة تقودنا إلى الميلاد الجديد وآية كي نحياها في حقيقة إنجيلنا، وبها ننطلق إلى العالم بدل أن نحمي ما نملك وهو ليس مُلْكنا، ومعلنين أن كبار دنيانا أرادونا أن نكون لهم علامات طاعة وخضوع وحمايتهم كي لا تشوبهم شائبة ولا يُلوَّث هندامهم، بينما الحقيقة ما هي إلا لاختيار ما هو رضى الله ولا سواه، رضى رب السماء في عمل الروح وخدمة الكنيسة والوطن بمؤمنيهما كلهم سوية وليس ببعضهم، بمجموعهم وليس بمفردهم... وهذه أسمى سمات التاريخ البشري . فالأوضاع البشرية، يقول الإرشاد الرسولي، "المؤلمة الناجمة عن الأنانية والقلق والرغبة الجامحة في السلطة قد تلد الإحباط وفقدان العزيمة "(فقرة 82). لذا "علينا أن نركز اهتمامنا بقلب واحد على الشيء الوحيد الضروري أن نجمع في الابن جميع البشر والعالم كله" (فقرة 95. رد 29:8)، فتلك هي "الشهادة الوحيدة والحقيقية عبر حياة الشركة" (فقرة 37)، وهذه هي العلامة المنظورة للوحدة في تنوع الكنيسة كجسد رأسه المسيح " (أفسس 12:4-15)... وما رسالة الإنسان في هذه الدنيا إلا أن يكون ابناً للآب "ففيه كل شيء وإليه نحن راجعون" (1كو 6:8).

الرئة اليسرى:

فالإرشاد يدعو رؤساء كنائسنا كما يدعونا إلى أن نحسن قراءة تاريخ المسيحيين في الشرق فهم أبناء أرضنا، وقد سبق قداسة البابا بندكتس السادس عشر وأحسن قراءتها، لذلك قصد لبنان، ووجوده فيه شكّل علامة رجاء كبير للمسيحيين كما للمسلمين خصوصاً. فلبنان مع الإرشاد هو الكنيسة مع البابا، وذلك يعني لبنان الشرق أي مسيحيي الشرق. إنه رئة الكنيسة اليسرى، كون اليمنى ما هي إلا كنيسة روما الخالدة. نعم، ما إنْ وطئت قدما قداسة البابا بندكتس السادس عشر تراب لبنان المقدس، ورأت عيناه أرزته البريئة حاملة أنظارها نحو الأعالي، انكسر طوق الشر، وتجسد الإرشاد في ذبيحة مقدسة مرضية لتكون الرسالة مقدسة، وحاملوها طاهري الأفكار وصافي النيات. وما المشيئة إلا ربانية، سماوية، وصوت من السماء "هذا هو إرشادي عنه رضيت" ( متى17:3)... فهو لكم رسالة.

نعم، قام وانطلق قداسته وذهب ليثبّت إخوته (لو33:22)، وبمجيئه أدرك إيمانياً كما هو وجودياً أن هناك خطة ممنهجة لتفريغ الشرق من مسيحييه، كي لا يبقى فيه أي مسيحي يشهد، وبذلك يسدل الستار على الوجود المسيحي، وما ذلك إلا غاية العولمة وهي خطيئة كلنا، حملناها في أعناقنا فهي من عمل أيادينا وصنع إرادتنا... وما يريده منا الرب هو أن ننزع الخوف من قلوبنا، الخوف الذي خيّم على مسيرة أقدامنا، خوفاً من الغد واليوم قبل المستقبل، الخوف من الموت، الخوف من الناس، ولنسمح لله المحب أن يعلن لنا إننا مخلصون وإنه يحصينا من أهل بيته بفيض حبه الذي يدل على عمق الإيمان نحو السماء، لأنها الهدف الأسمى.

حقيقة الوحدة :

ما تدعونا السماء إليه اليوم عبر علامات الزمن ومتغيرات الدنيا وبرسالة الإرشاد، هو العمل على "مضاعفة عيش الشركة في الاعتراف بالآخر واحترامه والانفتاح على الحوار في الحقيقة" (فقرة 12)..." فالشركة تربط جميع البشر لأنها بحد ذاتها شهادة، وتعمل بواسطة المحبة المعاشة حقاً "(فقرة 39) ووحدتها الملموستان واللتان تدعوان إلى تعزيز الوحدة بين المسيحيين أنفسهم في التضامن بين جميع البشر وفي روح الاستشهاد الذي يدل على عمق المحبة والإيمان بالله" . فلو انتشرت المحبة بغزارة في كل مكان لا تبقى لنا حاجة إلى القوانين وإلى المحاكم والعذابات والعقاب، لذا فالمطلوب منا نحن المسيحيين أن نثبّت قدراتنا على التعايش والائتلاف والتوحد عبر الاندماج ومحاربة الانقسام لأن كل واحد منا إنجيل مفتوح للآخرين، وصفحة إرشاد الإيمان بقيامة المسيح لنحياها، فتكون بذلك شهادة لحياة واحدة وشركة واحدة. وهذا ما يدعونا إلى الاستسلام للإرشاد (فقرة 98) كي نتمكن من تقديم في الوحدة وبشجاعة هذه الشهادة من أجل المسيح لنيل إكليل الحياة (فقرة 99، رؤ 10:2). إنه صحيح ما يقوله الإرشاد الرسولي أن الظروف الحالية الملحة وظلم الأوضاع المأسوية الكثيرة يدعوان إلى الاتحاد على ضوء إعادة قراءة الرسالة الأولى للقديس بطرس "من أجل الشهادة معاً للمسيح المائت والقائم من الموت" (فقرة 95). "وهذا الإيمان يجسد الوحدة الجوهرية للعهدين، وبالتالي يجسد وحدة مخطط الله الخلاصي في التاريخ" (فقرة 70، متى 17:5) "في المحبة لأنها حقيقة المسيح أن "أحبوا بعضكم بعضاً كما أنا أحببتكم" (لو20:18 )، والرسل في تعليمهم (أع 42:2) "جعل لوقا من الجماعة الأولى نموذجاً للكنيسة الرسولية، أي إنها ترتكز على الرسل الذين اختارهم المسيح وعلى تعاليمهم..." وما رسالة الكنيسة الأساسية التي نالتها من المسيح نفسه "إلا الحفاظ على وديعة الإيمان الرسولي" (1تيمو 20:6) "وركيزة لوحدتها" (فقرة 68).

تثقيف الضمير :

إن الرب دعانا كي نكمل معه التاريخ وأن نعمل معه سوية، دعانا إلى أن نبني هذا التاريخ، تاريخ الخلاص. فالتاريخ لا ينتهِ ما دام عمل الخلاص يعمل في الإنسان، ولكل واحد منا دور وشخصية ورسالة. والإرشاد يدعونا جميعاً إلى توبة صادقة وتغيير في الذهنيات وطرق التعاطي بحيث نميت كل أنانية وخوف وتقوقع، ونعزز روح الشركة لنتطلع معاً إلى مستقبلنا الواحد ومصيرنا المشترك. وهنا يبرز دور الإرشاد في توحيدنا، ووحدتنا ما هي إلا الثبات في الإيمان والرجاء والمحبة. فعند سماع كلمة الله نؤمن، وعندما نؤمن نرجو، وعندما نرجو نحب... وهذه هي ثقافتنا، وهذه يجب أن تكون حضارتنا... إنه لا أسمى من الوحدة. فإذا لا يوحدنا الإرشاد فكأننا لم نزرع إلا حنظلاً أو زؤاناً، لأن الانقسام لا زال يعشعش في صدورنا، وما نحتاجه ليس أكثر من لقاء شخصي عبر الصلاة، و"حيث اجتمع اثنان أو ثلاثة فهو بيننا" ( متى20:18)... فصلاتنا ستقودنا إلى توبة صادقة وأكيدة، كما ستطهر آذاننا كي نصغي فنفهم ونحيا. "وما نحتاج إليه هو تثقيف الضمير وتنشئته في ميدان التوبة والمصالحة. فسرّ التوبة والمصالحة يمحو بالطبع الخطايا لكنه يشفي أيضاً (فقرة 81) ويبعد عنا كبرياءنا وادّعاءاتنا إننا من جماعة العلى، والحقيقة تظهر عكس أقوالنا وأفعالنا، فنستحق بذلك قول الرب يسوع:"لا تفعلوا أفعالهم"... "ومن أجل تنشئة الضمير والمصالحة لابدّ من تخطي المخاوف المتعددة ونبذ الأحكام المسبقة والقبول المتبادل والتعاون مع الأشخاص ذوي الإرادة الصالحة والتصدي للعنف، لأن الله وحده يهب السلام الحقيقي" (فقرة 81، يو27:14).

توبة ومحبة:

وما التعاون "إلا حمل هموم وحاجات الكنيسة البشرية وهموم بعضنا بعضاً مذكرين الجميع دائماً بأهمية الصلاة في حياة الكنيسة وحياة كل مؤمن "(فقرة 51). ولا يمكن أن نكون شهود الإيمان الحقيقيين وصنّاع الشركة الحقيقيين بدون تأهل عميق في يسوع المسيح "(فقرة 50)، "ففي ذلك نكون شهوداً للوحدة عندما "نشهد بأصالة في الاعتراف بالآخر واحترامه والانفتاح على الحوار في الحقيقة والصبر كوجه من أوجه المحبة والبساطة والتواضع لمن يُقرّ بأنه خاطئ أمام الله والقريب" (فقرة 12)، "وفي التوبة التي تجعل كل شخص يعيش وفقاً للحقيقة وفي المحبة "(فقرة 11، أفسس 15:4-16)، "وفي الوحدة لأنها هبة من الله، تولد من الروح وينبغي تنميتها بصبر دؤوب "(فقرة 11، 1بط 8:3-9) "واجتهدوا في المحافظة على وحدة الروح برباط السلام "(فقرة 11، أفسس 3:4)... فالتوبة طريقنا إلى الحقيقة وهي أفضل النعم والخيرات ولا تعني الإذلال وإنما قمة الحقيقة في حالة الكائن المحب لرباط السلام والوحدة في المسيح القائم من الأموات.

الختام :

ختاماً، إن وحدة شركتنا ما هي إلا حياة الله نفسها التي يعطيها لنا بالروح القدس بواسطة يسوع المسيح... إنها هبة من عند الله الذي يختبر حريتنا وينتظر منا جواباً (فقرة 3) و"الجماعة الأولى في أورشليم نموذج لتجديد وحدة جماعتنا من أجل الشهادة الحقة" (فقرة 4)، وكانوا يداومون على الاستماع إلى تعليم الرسل وعلى الحياة المشتركة وكسر الخبز والصلاة (أع 42:2). ومن ثم، فوحدة المؤمنين تتغذى إذاً من تعاليم الرسل عبر إعلان كلمة الله وخدمة المحبة والافخارستيا (فقرة 5) .

نعم، إن الإرشاد سبب وحدتنا في هذا الزمن المؤلم... إنه عنصرة للجيل الثاني من الألف الثالث. فمسؤوليتنا يجب أن تتحلى بالإيمان العميق في وحدة الضمير كي يكون المسيح هو الهدف والمركز والاتجاه، كما هو الغاية والواسطة والسبيل، ففي الإرشاد يتجلى المسيح واضحاً في أنه الحب الذي لا أفضل منه حينما يُبذَل من أجل أحبائه. فيسوع وحده قادر على حمل الخلاص... وحده المسيح الذي اعترف به يوحنا (فقرة 8). فما علينا إلا أن نلبي الدعوة في التوبة "فتوبوا وارجعوا تغفر خطاياكم، فتجيء أيام الفرح من عند الرب" (أع 19:3-20)... الكل باتوا واحداً في المسيح الذي هو الكل في الكل (فقرة 9)، وقد كُتبت التوبة علينا جميعاً... إنها سبيل الوحدة... إنها الطريق نحو الإرشاد الرسولي الذي يوحدنا بالمسيح الحي، لأن الحياة ما هي إلا تحديات، وعلينا نحن مع الإرشاد أن نقرأ ونعمّق إيماننا لنعرف أين نحن وإلى أين نتجه ، ومَن يسيّرنا، وما هو دورنا ورسالتنا ومسؤوليتنا، فنحن كلنا مسؤولون، والمسؤولية أمانة ووفاء، ولأننا مسيحيون فسلاحنا التوبة والمسامحة وعيش الرجاء ، في المسيح يسوع ، لأنه ، هو السبيل الوحيد الذي يوحدنا...إنه سبيل الأرشاد ، نعم وآمين.







أخبار





اطلاق "الأكاديمية المارونية "


من المركز الكاثوليكي للإعلام 11 كانون الثاني 2013


جل الديب, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - عقد رئيس "المؤسسة المارونية للإنتشار" الوزير ميشال أده، في الحادية عشرة والنصف قبل ظهر اليوم، مؤتمراً صحافياً، في المركز الكاثوليكي للإعلام، أطلق خلاله "الاكاديمية المارونية" التي ستنطلق في 15 كانون الجاري وتطال الشابات والشبان المتحدرين من أصل لبناني، بمشاركة رئيس أساقفة بيروت للموارنة، ورئيس اللجنة الأسقفية لوسائل الإعلام، المطران بولس مطر، مدير المركز الكاثوليكي للإعلام، الخوري عبده أبو كسم، والمحامي لوران عون، وحضره: سفير لبنان في الارجنتين د. انطونيو عنداري، مديرة مكتب المؤسسة، السيدة هيام بستاني، وأعضاء المؤسسة، نقيب الصناعيين الأستاذ نعمت فرام، والأستاذ شارل الحاج، عدد كبير من الإعلاميين والمهتمين.

بداية رحب الخوري أبو كسم بالحضور وقال: "إن حبة الحنطة إن لم تقع في الأرض وتمت تبقى مفرده، وإن ماتت أتت بثمار كثيرة".

تابع: "تلك هي حال الموارنة المنتشرين في أصقاع العالم، حيث لهم مكانتهم الإجتماعية والسياسية والاقتصادية، التي تشكل لو استثمرت جيداً في كنيستنا، ضمانة لها وللبنان بكل أطيافه وطوائفه".

أضاف: "هذا الدور تلقفته المؤسسة المارونية للإنتشار بشخص رئيسها معالي الوزير ميشال اده، الذي حمل همّ الموارنة المقيمين والمنتشرين، فعمل وما زال على تمتين الروابط العائليّة المارونية واللبنانية بين المقمين والمغتربين وهذا من شأنه أن يساهم في الحفاظ على الهوية اللبنانية من خلال التشجيع على تسجيل المغتربين وبالتالي مشاركتهم في الانتخابات النيابية وإعادة التوازن الديموغرافي الذي يضمن الحفاظ على الميثاق الوطني بين اللبنانيين".

تابع: "إن ما أنجزته وتنجزه في هذا المجال. سوف يدّون بأحرفٍ ذهبية على صفحات تاريخ لبناننا الحديث، ونعاهدك بأننا سنكون في خدمة مشروعك اللبناني الوطني لأن في ذلك ضمانة للبنان البلد النموذج، والرسالة في منطقة الشرق الأوسط والعالم".

وختم بالقول: "وإلى موعد آخر على درب التواصل والوحدة من أجل أرضٍ ضمانتها القديسون".

ثم رحب المطران مطر "بالوزيرالصَّديق الأستاذ ميشال إدِّه، الَّذي يحمل هذا البيت في قلبه، ويغمره بمحبَّته، ويتطلَّع إلى تحقيق أهدافه عن طريق نشر الحقيقة وتثبيتها لتكون أساس التَّواصل بين النَّاس، فيعرفوا الحقَّ الَّذي يُحرِّرهم على ما يعلنه ربُّنا في الإنجيل المقدَّس".

أضاف: "هو يأتي اليوم لا رجلاً حكيمًا وحسب يُطلع الأجيال الجديدة على غِنى اختياراته الرُّوحيَّة والإنسانيَّة والثَّقافيَّة والوطنيَّة، المُتميِّزة بوافر غِناها وفيض نهاها، إنَّما هو يأتي بخاصَّةٍ ليُطلق في حيِّز الواقع حلمًا كبيرًا رأى في تحقيقه خيرًا للموارنة وللوطن اللُّبنانيِّ المُقيم والمُنتشِر، مستلهمًا بذلك القاعدةَ القائلةَ: «إنْ كان في الحلم خيرٌ فيجب له أن يتحقَّق».

وقال: "بعد أن اهتمَّ ميشال إدِّه في مسيرته العامَّة اهتمامًا حثيثًا بالحضور المارونيِّ ورسالته في هذا الوطن وفي العالم العربيِّ، وبتكريس هذا الحضور نهج حبٍّ وخدمةٍ وعامل تقدُّمٍ في محيطه، وبخاصَّةٍ عندما تولَّى الاهتمام بشؤون الرَّابطة المارونيَّة وشجونها، أراد أن ينكبَّ على واقع الانتشار المارونيِّ ليفتح له طريق الفاعليَّة القُصوى سواءَ في أرض الوطن أمْ في آفاق العالم الفسيح الَّذي توطَّد في أرجائه. ولقد رأى في ارتباط لبنان المنتشر بلبنان المقيم خيرًا وخلاصًا لهما معًا. فلا الانتشار يُحافظ على قِيَمه الإنسانيَّة وعلى أصالته الرُّوحيَّة والاجتماعيَّة من دون ارتباطه بالوطن ولا الوطن يعرف المنعة ويجسِّد الرِّسالة الخاصَّة به من دون جمع الطاقات المخزونة على ضفَّتَي وجوده".

وتابع قائلاً: "لذلك أنشأ الرَّجل مؤسَّسة الانتشار المارونيِّ ورعاها بفيضٍ من محبَّته وعنايته مع كوكبة من الأصيلين في التَّعلُّق بلبنان وخدمته حتَّى الأعماق. وراح يؤمِّن حضور هذه المؤسَّسة في الأقطار الأربعة داعيًا أبناءنا في كلِّ مكانٍ للانتماء الفعليِّ إلى وطنهم الأمِّ وإلى تسجيل أولادهم في خانة أهله ومواطنيه، والإسهام في جمع الشَّمل على كلِّ صعيد ليبقى لبنان منيعًا وَضَّاء المُحيَّى، ومنارة تهدي إلى الحرِّيَّة والكرامة الإنسانيَّتَين تحت كلِّ سماءٍ".

أضاف: "وها هو اليوم يُطلق مشروعًا جديدًا ومُكمِّلاً للحلم السَّابق بإنشاء الأكاديميَّة المارونيَّة لتُعنى بتثقيف الشَّباب المارونيِّ المنتشر والمُقيم في آنٍ معًا مُطلعةً الأجيال الجديدة على تراث آبائها وأجدادها، الغنيِّ بطاقات الرُّوح والثَّقافة والتَّأثير في رفعة الإنسان أينما كان. لقد تعهَّد هؤلاء الأبرار نبتة الحرِّيَّة في هذا الشَّرق، الحاملة ثمار الكرامة والمساواة في الحقوق والواجبات بين الجميع، والضَّامِنة للأخوَّة الصَّحيحة بين جميع مكوِّنات الوطن والشَّرق والعالم. ومع الحرِّيَّة الَّتي صانوها بمقلة العين، ودفعوا في سبيلها أغلى الأثمان، تعهَّد هؤلاء العيش المشترك السَّويَّ بين المسيحيِّين والمسلمين على أسُسٍ من الاحترام العميق والمتبادل فيما بينهم ومن الإسهام في مصيرٍ مشتركٍ يكون للجميع عزيزًا ومتألِّقًا".

واعتبر أن: "هذا التُّراثُ الحامِلُ لواءَ الحرِّيَّةِ والعيش الواحد في آنٍ معًا هو النُّواة الجوهريَّة في التَّاريخ المارونيِّ الَّذي يُطلق ميشال إدِّه اليوم أكاديميَّة تنشره وتحافظ عليه. فالمعرفة هي بالنِّسبة للرَّجل طريق تؤدِّي إلى الحبِّ الصَّافي والَّذي لا طريق له سواه".

وختم سيادته بالقول: "هنيئًا لنا هذا الحلم الجديد على يد رجل ما سار على دربٍ إلاَّ طلب أن تكون يدُ الله معه، تَعضده وتصُون خُطاه. وهنيئًا للموارنة بأكاديميَّتهم الجديدة الَّتي تُحاكي مدرستَهم الشَّهيرة في روما تلك الَّتي أطلقتهم في العالم رُسُلاً مُجلِّين، وتنقل تراثهم إلى أجيال طالعة تتعهَّده من أجل آفاقٍ جديدةٍ وأبعادٍ مديدة في خدمة الشَّرق والغرب على السَّواء وفي صنع الحضارة في كلِّ مكانٍ".

ثم كانت مداخلة الوزير ميشال اده فقال:

"عندما يؤكّد لنا واقع الحال بالأرقام أنّ 80 بالمئة من الموارنة قد باتوا خارج لبنان، تصبح مسألة الموجبات الملموسة لمعالجة تداعيات هذا الوضع مسألة وجودية الطابع، مسألة مصير بامتياز بالنسبة للمارونية وللبنان في آنٍ. فإذا لم تتمكّن الكنيسة المارونية – لا سمح الله – من المحافظة على أواصر التواصل المستمر بين المنتشرين من ابنائها وكنيستهم الأم ووطنهم الأم، ومع البطريركية المارونية في لبنان باعتبارها هي عامل وحدة الكنيسة المارونية، والمرجعية الأساس للموارنة أينما كانوا، فإنّ المارونية والموارنة – ومعهم لبنان – مهدّدون بخطر الزوال".

أضاف: "في صلب مواجهة هذا الخطر، تتموضع مبادرة "المؤسسة المارونية للإنتشار، إلى إقامة هذه الدورة التدريبية – الثقافية المتطلّعة إلى إعداد الناشطين الإغترابيين في بلدان الانتشار ذاتها. وهذا، في إطار المهمّة الأساس الملقاة على عاتق مؤسستنا، ألا وهي العمل على استعادة الموارنة المنتشرين إلى كنف المارونية متمثلة بالبطريركية المارونية في سدّة بكركي، وإلى تعزيز تواصلهم المتفاعل معها ومع لبنان. تلك هي أولوية عمل "مؤسسة الانتشار" الاستراتيجية".

وقال: "وهذا ما يضع على عاتق المؤسسة القيام بكل الأنشطة اللازمة، على اختلافها وعلى تنوّع ميادينها وحقولها، بغاية إحياء تمسّك الموارنة بجذورهم، الإيمانية والوطنية، كما بغاية تمكينهم من ممارسة حقوقهم وواجباتهم السياسية والمدنية والاجتماعية والاقتصادية، المسهمة بالحفاظ على الوطن الأم وبتطويره".

وتابع: "في هذا المسار، تمكّنت المؤسسة من إحراز العديد من الخطوات الملموسة على صعيد مرسوم التجنيس السيء الذكر، كما على صعيد تسهيل تعامل المنتشرين الموارنة مع الإدارات اللبنانية الرسمية والإدارة الكنسية المارونية، ودوائر الأحوال الشخصية بخاصة، والمعنية جميعها بسجلات قيد اللبنانيين، من أجل حمل الموارنة المنتشرين على تسجيل زيجاتهم وولاداتهم في سجلات النفوس، وبما يفترضه هذا الأمر كذلك من تعديل للقوانين المعمول بها في هذا الخصوص".

وأعتبر أن "المؤسسة قطعت شوطاً تاسيسياً هاماً على مستوى مأسَسة العلاقة مع المنتشرين، في أماكنهم الجغرافية في الأميركتين، وكندا وأوستراليا، ناهيك عن فرنسا وغيرها أوروبياً وأفريقياً".

ورأى أن: "الهاجس الدائم كان وما يزال، لعملنا في هذا الصدد، ترسيخ الإدراك لدى أبنائنا المنتشرين، ولا سيما منتشري الجيلين الرابع والخامس، بضرورة إقدامهم على النهوض، من جهتهم، إلى ترسيخ أسس هذا التواصل بأشكاله كافةً: بل إلى العمل معنا، أي إلى العمل سوية، من أجل دعم "المؤسسة" وإسنادها لترسيخ الوعي العام في أوساط المنتشرين بأهمية العودة إلى الجذور، وصولاً إلى خلق وتعزيز راي عام ماروني في بلدان الإنتشار، يحضُ على تأمين التواصل، وعلى استمراره، من قبل المنتشرين أنفسهم في بيئاتهم الجغرافية كافةً. فأهل الإنتشار أدرى بشعاب المسائل والمشاكل والمصاعب التي يتوجب التصدّي لها وتذليلها".

وأشار إلى أن "المؤسسة المارونية للإنتشار" بادرت، من قبل، إلى تنظيم زيارات تشجيعية، تستقدم الشباب الموارنة المنتشرين إلى لبنان، والإقامة فيه وإن لمدة قصيرة، يتعرّفون خلالها إلى عناصر من تاريخيّة مارونيتهم وتجذّرها، وإلى معالم وطن الأجداد. غير أن الطابع السياحي كان على عاتقة مهمة خلق دينامية حقيقية مستمرّة للتواصل في بيئات الإنتشار المارونية نفسها، باعتباره هاجساً مقيماً ينهض إلى تعميمه وترسيخه المنتشرون أنفسهم".

وقال: "تلك هي، على ما أرى، المهمة الأساس الملقاة على عاتق "الأكاديمية المارونية" التي نتطلّع إلى إنشائها إطاراً مشتركاً أرحب بين الموارنة المقيمين والموارنة المنتشرين، يجتمعون ويعملون معاً، من أجل هدف واحد: قضية المارونية، ولبنان الذي من دونها يمكنه أن يكون أي شيء، أي بلٍ، إلاّ لبنان". هنا، تتموضع صيغة ما سُميت "الدورة التربوية – التثقيفية للناشطين الإغترابيين" (واسمحوا لي هنا، أن اقترح استبدال تعبير "الناشطين المغتربين ب "الناشطين المنتشرين")".

ولفت إلى أن "الأهمية، المبدئية والعملية، القصوى التي تعود إلى الدور الاستثنائي للناشطين الشباب المنتشرين في هذا الخصوص. وهذا انطلاقاً من ملاحظة الواقع الصعب الآتي، الذي يتعيّن علينا جميعاً، مقيمين ومنتشرين، الإنتباه إلى مخاطره"، و"على ضرورة الاعتراف بان الموارنة بخاصة، والمسيحيين بعامّة، هم الذين يتعرّضون، موضوعياً، من بين سائر لبنانيي الإنتشار، إلى مخاطر الإندماج الكلّي والذوبان، فالمنتشرون المسيحيون يعتنقون الكاثوليكية بأغلبيتهم، وأعداد منهم يعتنقون الأرثوذكسية. هذه الخصوصية بالذات، فضلاً عن ثقافة الانفتاح وعناصرها، تشكّل بحدّ ذاتها عنصراً مسهّلاً جداً للإندماج في مجتمعات، وبلدان كاثوليكية الدين، أو مسيحية بعامّة. وهو ما لا يُطرح اصلاً، ولا موضوعياً، أمام إخوانهم المسلمين المنتشرين، ولا خصوصاً على مستوى سهولة عوامل الاندماج ومحفزاته".

وقال: "إن من شأن هذه الوقائع أن تؤدّي مع الوقت إلى ترسيخ خلل جدي في صيغتنا المجتمعية الوطنية اللبنانية، لا تقتصر أضراره على طائفة أو مذهب معين، بل تُمنى بها جميع مكوّنات نسيجنا اللبناني بعائلاته الروحية كافةً".

أضاف، "من هنا، ايضاً، ترتدي هذه المبادرة إلى الدورات التربوية التثقيفية لإعداد الناشطين المنتشرين"، أهميتها الاستثنائية التي تتطلّع إلى جعل مسألة "العودة إلى الجذور" مهمة موكولة كذلك، وموكولة أساساً، إلى الشباب الماروني المنتشر، أي إلى ورشات عمل ذاتية من داخل وسط الأنتشار ذاته، وليس الاكتفاء بتحريك من خارجه وحسب".

وكرّر بأن "أهل الانتشار – والشباب منهم بحيويتهم بخاصة، أدرب بكيفيات التمسّك بالجذور في البيئات التي تُراود شروطها ومغرياتها منتشرينا للتخلّي عن ذاكرتهم، عن هويتهم، عن جذورهم".

وختم ب "إنها ليس دعوة إلى التعصّب والتقوقع على الإطلاق، بل هي تأكيد، بل تجسيد حقّ، للمارونية التي بُنيت، على الاعتراف بالحقّ في الإختلاف، وعلى احترام الآخر وقبوله بإختلافه، على التجذّر والانفتاح وليس على الإنعزال والعدميّة، متسائلاً "أوليست هذه رسالة الموارنة، رسالة "لبنان الرسالة" على حدّ قول الحبر الأعظم الراحل الكبير يوحنا بولس الثاني؟؟"

واختتم المؤتمر بكلمة المحامي لوران عون جاء فيها: "نجتمع اليوم لإطلاق مشروع الأكاديمية المارونية العالمية ضمن مشروع جذور لبنان بهدف زيادة التواصل والإرتباط ما بين أبناء الطائفة المقيمين والمنتشرين".

ثم شدّد على "أن من أبرز أهداف المؤسسة المارونية للإنتشار حسب مرسوم انشائها البطريركي هو التواصل بين الكنيسة المارونية الأم وأبنائها المنتشرين، وتعزيز مكونات ومشاعر الإنتماء الماروني والهوية اللبنانية لدى موارنة الإنتشار وتوعيتهم على التراث وترسيخ ارتباطهم بالجذور اللبنانية والمارونية".

أضاف: "إنسجاما مع هذا الهدف الأساسي للمؤسسة، ولما كان لا بد من التوجه نحو الشبان والشابات الناشطين والمنتشرين في كل بقاع الدنيا في الرعايا والأندية والهيئات الإجتماعية، والتعاون معهم لتفعيل جهودهم وتأطيرها وصقلها بحيث تصبح أكثر فاعليّة، وبعد دراسة التجارب الاغترابية للعديد من البلدان المصدّرة للهجرة كالدورات التي تقوم بها مؤسسة MIDA في ايطاليا او مؤسسة FFPC في المكسيك او الUSAID في هايتي و التي اثمرت تقدّما ملحوظا في تعزيز الروابط بين المقيمين و المنتشرين ، نطلق اليوم "الأكاديمية المارونية" ضمن مشروع جذور لبنان، التي ستتولّى اطلاق دورات اعداديّة للمغتربين الشباب يتلقون خلالها كل ما شأنه ان يفعل قدراتهم الشخصية كناشطين موارنة ويصقلونها ويزودون بما يحتاجون اليه من معطيات إجتماعية وثقافيّة، ويتم اطلاعهم على الآليات التنموية الحديثة في ظلّ اقتصاد معولم وقطاع اتصالات متطوّر الى أقصى الحدود".

وتابع: "بعد إجراء مقابلات شفهية الكترونيّة مع الراغبين في الإشتراك في الدورة الأولى، تم قبول انتساب ثمانين طالباً ، سيبدأ العمل بالدورة الأولى منتصف هذا الشهر" مناشداً "المغتربين الشباب الراغبين في الإشتراك في الدورات التالية الى الإسراع في حجز امكان لهم منذ الآن".

وأوضح أن: "الجزء الأول من الدورات الإعداديّة سيكون الكتروني لمدة أربعة أشهر أما الثاني فسيكون في لبنان اذ سيتمّ دعوة الأكثر إهتماماً منهم لقضاء عشرين يوماً في الصيف حيث تستكمل الدورة في شكل مكثّف وتتوّج بزيارة السيد البطريرك والمقرات التاريخية الكنيسّية وتنتهي بتوزيع الشهادات من قبل المؤسسة المارونية للإنتشار".

وأشار إلى أنه: "إضافة الى المواد المتعلقة بتاريخ الموارنة والتحديات التي يواجهها المسيحيون في لبنان، هناك تشديد أيضاً على مقاربة موضوع الهجرة بمفهومها الإقتصادي العلمي والتنموي الحديث فأثر الإغتراب على الإقتصاد الوطني أصبح كبيراً والحاجة ماسة لدراسة هذا الواقع بعمق وإستخراج الخطوات المفيدة للمقيمين والمغتربين".

ورأى أن: "بالرغم من الأثر البالغ لتحويلات المغتربين على اقتصادنا الوطني فإن استفادة لبنان من أبنائه المنتشرين محدودة جداً وأحياناً سلبيّة ، في غياب إستراتيجية وطنيّة تدخل المغتربين في صلب بنية لبنان التنمويّة وتشجعهم على استثمار جزء من تحويلاتهم المرسلة الى لبنان ضمن قطاعات تنمويّة تحرّك العجلة الإقتصادية وتخلق فرص عمل للمقيمين".

وقال: "أرسل المغتربون في السنوات العشرة الأخيرة ما يزيد عن خمسين مليار دولار أميركي الى لبنان ولم يحصلوا على شيء بالمقابل، فبدل من اعتماد سياسات تحفّزهم على توجيه قسم منها ولو ضئيل نحو المشاريع التنموية في القرى و البلدات لخلق فرص عمل وتثبيت أقاربهم و اهاليهم في ارضهم، فقد اتجهت نحو ثلاث مسارات رئيسيّة، وهي: الأول التوجه نحو الإيداع المصرفي أي بطريقة غير مباشرة نحو سندات الخزينة تُستخدم في تمويل العديد من المشاريع الحكومية فيما ما تزال البنية التحتية شبه معدومة في العديد من القرى اللبنانية النائية حيث مسقط رأسهم، والثاني هو شراء العقار وإبقاؤه بعلا ً دون تطوير فتحوّل العقار الى سلعة تجاريّة وأحياناً سياسيّة مما ساهم في ارتفاع حادّ للأسعار و بالتالي لمزيد من هجرة المقيمين بسبب حرمانهم من شراء مسكن و تأسيس عائلة، والثالث فيرتكز على مساعدة المقيمين في زيادة نسبة التعليم اي لمزيد من الكفاءات العلمية دون تأمين فرص عمل وبالتالي المزيد والمزيد من الهجرة".

وطالب "الحكومة في بلد تبلغ فيه تحويلات المغتربين المرسلة الى لبنان حوالي ثلاثة و عشرين بالماية من الناتج الوطني، بالإسراع في اعتماد سياسة حكومية واضحة عصريّة للهجرة تعطي المغتربين حقوقهم البديهيّة وتدمج طاقاتهم في البيئة الوطنية التنمويّة".

وعدّد المحامي عون "الفوائد المباشرة للأكاديمية المارونية وهي: خلق جيل جديد حامل للقضية المارونية واللبنانية، أقامة شبكة علاقات دولية مؤثرة مع تقدم هؤلاء الشبان في حياتهم العملية، تحفيز تسجيل اللبنانيين في الخارج، تشجيع المناخ لولادة آليات لاستثمار تحويلات المغتربين المرسلة الى لبنان ضمن مشاريع استثمارية آمنة، وتنمية الصادرات اللبنانيّة وتسويقها من خلال الجاليات اللبنانيّة في الخارج خاصة تلك التي تتمتّع بطابع إرثي (Nostalgic Products)" .

وأمل في الختام أن يكون اللقاء الثاني مع الدفعة الأولى من المتخرّجين الشباب للتحدّث عن تجربتهم وانطباعهم عن لبنان بع إمضاء عشرين يوماً في ربوعه في الأكاديمية المارونيّة.






الهند: انتخاب أسقف جديد على أبرشيّة كوثامانغالام


الأسقف ماداثيكانداثيل خلف للمونسينيور بونّاكوتيل


الهند, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - انتخب مجمع أساقفة الكنيسة السريانيّة في مالابار، بعد اجتماع عقد في كيرال، الهند، في منطقة جبل القديس طوما، بموافقة الكرسي الرسولي، المونسينيور جورج ماداثيكانداثيل، كاهن رعيّة القديسة مريم في أراكوزها، أسقفاً على أبرشيّة كوثامانغالام، في الهند.

نقلاً عن الكرسي الرسولي إن الأسقف الجديد ماداثيكانداثيل سيخلف المونسينيور بونّاكوتيل الذي تخلى عن منصبه ووافق السينودس على ذلك إذ ان القرار يتواف
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
siryany
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
avatar


زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Usuuus10
زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 8-steps1a
الدولة : الدانمرك
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 8408
مزاجي : أكتب
تاريخ التسجيل : 13/09/2012
الابراج : الجوزاء

زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Empty
مُساهمةموضوع: تكملة الموضوع   زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013 Icon_minitime1السبت 12 يناير 2013 - 0:39

إيطاليا: عدد أقلّ من المهاجرين واهتمام أكبر بهم


اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، الأحد 13 يناير


بقلم لوكا ماركوليفيو

روما, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - تشهد ظاهرة الهجرة اليوم تغيراً ملحوظاً، ففي إيطاليا مثلاً شهد تدفق المهاجرين انخفاضاً ملحوظاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجعل هذا البلد أقلّ استقطاباً للمهاجرين. في المقابل، إنّ عدد الكهنة الأجانب الذين يقصدون البلدان غير الأوروبية يشهد ارتفاعاً مستمراً كما أنّ نظرة الإيطاليين إلى المهاجرين أصبحت أكثر إيجابية.

هذه الجوانب هي بعض الجوانب التي شددت عليها مؤسسة "مغرانتيس" وذلك صباح يوم الأربعاء 9 يناير خلال مؤتمر صحفي مع راديو الفاتيكان بمنسابة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين الذي سيقام في 13 يناير القادم.

أدار النقاش رئيس الأساقفة دومينيكو بومبيلي، الناطق باسم المجلس الأسقفي الإيطالي والذي ذكّر بمبادئ الكنيسة الخاصّة بـ"حق الهجرة" وحق كلّ فرد "في العيش في وطنه".

وقد أضاف قائلاً أنّ هذه الأهمية التي تعيرها الكنيسة لهذا الموضوع هي في الوقت نفسه "روحية وثقافية ومرتكزة على التعاون".

وقد ذكّر رئيس مؤسسة "مغرانتيس"، رئيس الأساقفة باولو سكيافون بالإعلان اللاتيني القديم "Homo viator, spe erectus" والذي يعود إلى طبيعة حج الإنسان والذي بان انطلاقاً من الكتاب المقدس: آدم الذي طرد من جنة عدن، ابراهيم الحاج الطوعي وموسى الذي حوّل شعب إسرائيل إلى شعب حاج يقطع صحراء السيناء.

وقد أضاف قائلاً أنّ الله قد أصبح حاجاً بدوره: "عندما تبع شعبه ومن خلال المسيح يرافق شعبه طوال مسيرته التي تتخطى البعد الإلهي المحتم والتي تجدد باستمرار الوعي بأنّه ما من مكان على الأرض سيصبح يوماً وجهة قطعية".

إنّ الصعوبات التي تواجهها الهجرة والتي لا يمكن تفاديها تعود إلى القسم الثاني من طبيعة الإنسان المبني على الرجاء. وقد أشار رئيس الأساقفة سكيافون أنّ يسوع يسمح لنا دائماً بتخطّي هذه الصعوبات بدون أن نفقد الأمل مثلما حصل مع تلامذة عماوس.

وبالعودة إلى رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة ذكرى اليوم الـ99 العالمي للمهاجرين واللاجئين، شدد رئيس مؤسسة مغرانتيس على الاهتمام القديم الذي تعيره الكنيسة لواقع الهجرة هذا "بالتعاون مع جميع الأشخاص الراغبين بالمساعدة" كما أنّ الكنيسة على دراية بالقدرة وبالموارد الهائلة التي يحملها المهاجرون.

المهاجرون هم مورد إقتصادي للبلاد وذلك بفضل الأموال التي يعودون بها إلى بلادهم وهو يعتبرهم "سفراء ممتازين للقيم مثل الحرية والديمقراطية" وتنقّلهم جعل منهم "ناقلات جيدة للحوار ولإعلان الرسالة المسيحية".

أمّا في ما يخصّ حقوق المهاجرين في البلد الذي يستقبلهم، فقد توقّف المدير العام لمؤسسة ميغرانتس، رئيس الأساقفة جيانكارلو بيريغو، عند تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني حول موضوع الهجرة مذكراً بحق المهاجر بعدم اضطهاده وبالتمتع بحماية عادلة في مكان عمله وهذا ما شدد عليه المنشور البابوي Gaudium et spes.

علاوة على ذلك، ركّز رئيس الأساقفة بيريغو على جانب معيّن وهو: الحصول على الجنسية الإيطالية، والذي يتمنّى أن تقيّد الأوقات البيروقراطية من 10 وحتى 5 سنوات وأن يمدّد معيار الIus soli مكان الIus sanguinis الحالي والذي يتضمن "واقع الإقصاء والتمييز الاجتماعي لحوالى 650 ألف طفل ولدوا في إيطاليا من والدين مهاجرين".

وقد شرح المدير العام لمؤسسة المهاجرين أنّ إصلاح قانون المواطنية هو واجب للالتزام بالمعايير الأوروبية والاستجابة إلى مبادئ اتفاقية نيويورك حول حقوق الطفل للعام 1989 والتي صدّقت عليها إيطاليا في العام 1991.

إلّا أنّ الموافقة على مثل هذا الإصلاح لن يكون سهلاً وهذا ما حذّر منه رئيس الأساقفة بيريغو لأنّ أمام البرلمان اليوم "23 اقتراحًا مختلفًا لا يملك أيّ منهم وحدة على الصعيد السياسي".

وفي نهاية المؤتمر سجّل وزير الصحة الإيطالي ريناتو بلدوزي مداخلة تدعم امتنان الحكومة "للانتباه الذي تعيره الكنيسة الإيطالية إلى ظاهرة الهجرة".

وقد ذكّر الوزير بأنّه قبل حلول الميلاد بقليل، تمّ توقيع اتفاق الدولة-المناطق الذي وضعته الخدمات الصحية الوطنية في متناول المهاجرين.






ألبانيا: المونسينيور ماسافرا يصف وضع الكاثوليك اليوم


بعد مرور 50 عامًا على سقوط الشيوعيّة


بقلم ماري يعقوب

الفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - بحديث خاص له مع جمعيّة عون الكنيسة المتألمة، قال المونسينيور أنجيلو ماسافرا، رئيس أساقفة شكودري ورئيس مجلس أساقفة ألبانيا، "إن القدّاس الإحتفالي الرائع والشجاع الذي احتفل به الأب سيمون جودان، في 4 نوفمبر عام 1990، في مقابر مدينة شكودري قد فتح لنا أبواب الحريّة".

بهذه الكلمات وصف المونسينيور ماسافرا الولادة الجديدة للكنيسة الكاثوليكيّة في ألبانيا، بعد مرور 50 عامًا على سقوط الشيوعيّة والاضطهاد. لقد أكّد بأن "اليوم، الكنيسة الكاثوليكيّة تواجه جميع شرور الغرب". ولكن في ألبانيا، بعد سقوط الشيوعيّة والحكم الذي منذ عام 1967 كان يمنع ممارسة الدين، فإن تمسّك العائلات بالدين قد سمح للكنيسة الكاثوليكيّة بالخروج من الأزمة التي لحقت بها طول تلك السنوات.

أمّا اليوم، ففي القسم الشمالي من ألبانيا، ذات أغلبيّة كاثوليكيّة، 5 أبرشيات.

ولكن، تابع المونسينيور ماسافرا، لم تنته مشاكل الكنيسة في البلاد مع انتهاء الحكم الشيوعيّ، إذ أنه مع وصول الحريّة وصلت المشاكل، ومنها الفساد، البطالة، المخدرات والدعارة... هذه المشاكل قد تمّت مناقشتها في الرسالة الرعويّة "فيديس إيت باتريا (إيمان وبلاد)"، التي نشرها أساقفة البلاد في 28 نوفمبر بمناسبة عيد الاستقلال، ومن خلالها أكّدوا على أن "الكنيسة قد التزمت دوماً، وستتابع التزامها، بشكل بطوليّ حتى تصل رسالة الإنجيل إلى أعماق الإنسان".

أمّا بيتر ريتيغ، المسؤول الدولي لجمعيّة عون الكنيسة المتألمة لألبانيا، فقد لاحظ، إثر زيارته البلاد أن العديد من الأئمة الشباب المحليّين يعظون بشكل أكثر "نقاء وصارمة".

ثم تابع المونسينيور ماسافرا بأن التأثير التركيّ على معظم المجالات في ألبانيا يطال الاقتصاد الوطنيّ: كالبنوك، والإتصالات، الصناعة والتغذية. كما أن العائدات النفطية للسعودية بدورها مهمّة جدّاً للبلاد، إذ أن الرياض مولت في ما مضى طباعة القرآن، وتبرعت برحلات إلى مكّة المكرّمة، وبنت مدارس إسلاميّة...

ولكن ليست الكنيسة الكاثوليكيّة هي الوحيدة القلقة من هذا الوضع، فالإسلام المحليون يشاركونها هذا القلق، ولذلك فإنهم يعملون اليوم على تأسيس جامعة إسلاميّة حتى يتمكن الشباب من الدراسة في بلادهم من دون الإنتقال إلى بلدان أخرى، قد تزرع في عقولهم التطرّف وغيره.






المجمع الفاتيكاني الثاني مرجع أساسي لمهمة الكنيسة اليوم


بحسب الكاردينال كورت كوخ


بقلم نانسي لحود

الفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - أكد رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ أن المجمع الفاتيكاني الثاني و"تفسيره الصحيح"، كان وسيبقى "نقطة مرجعية أساسية" لمهمة الكنيسة اليوم.

تطرق الكاردينل كوخ الى مسألة الإصلاح الليتورجي في مقابلة نشرتها صحيفة لوسيرفاتوري رومانو. وضح معناه وتوقف عند فكرة أن هذا الإصلاح يعتبر الآن الى حد كبير "كإصلاح الإصلاح."

فبالنسبة الى الكاردينال إن تعريف هذا الإصلاح لا يحمل إلا هدف إيقاظ التراث الأصيل للمجمع ولجعله مثمرًا في وضع الكنيسة اليوم. إن الإصلاح الليتورجي إذا مسألة "مرتبطة الى حد كبير" بالمجمع و"بتفسيره الصحيح."

تبع الكاردينال مقارنة متوازية ما بين سنة الإيمان التي طرحها بندكتس السادس عشر وتلك التي أرادها بولس السادس في عصره، فوجد "أن أوجه التشابه تطغى على أوجه الاختلاف." فشرح الكاردينال أنه بالنسبة الى البابوين يشكل المجمع الفاتيكاني الثاني "نقطة مرجعية أساسية": فإن كانت سنة الإيمان بالنسبة الى بولس السادس "نتيجة للمجمع"، وفرصة للتذكير بضرورة "الاعتراف بالإيمان الحقيقي" أمام "المشاكل الخطيرة" في ذلك الوقت، فبالنسبة الى بندكتس السادس عشر سنة الإيمان متعلقة بالذكرى ال50 لافتتاح المجمع "لتحقيق الأهداف الرئيسية له."

أما حول اهتمامات الكنيسة اليوم، تحدث الكاردينال عن الواجبات المسكونية الخاصة به. فقال أن سنة الإيمان هذه، تشير الى أنه "لا يمكن تحقيق الوحدة بين المسيحيين إلا إن فكرنا معا حول ركائز الإيمان." بخاصة أن "صحارى عالم اليوم" التي تكلم عنها البابا، والتأثير الضئيل للإيمان المسيحي على مجتمع اليوم "يؤثران على جميع الكنائس المسيحية والجماعات الكنسية."

كما تطرق الكاردينال أيضًا الى مسألة الإصلاح الليتورجي للكنيسة الكاثوليكية، وهي مسألة تتابعها الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى عن كثب، في إطار إن جاز التعبير "غير عادل" بما يخص بعض الاستخدامات لكلمة "إصلاح."

لتجنب أي تلاعب حدد الكاردينال المعنى الصحيح الذي يجب أن يعطى لهذه الكلمة: فشرح أننا نجد أنفسنا، في مواجهة "بديل أساسي." إن فهمنا بكلمة إصلاح "قطيعة مع التاريخ الماضي" إذا لا يمكننا أن نعتبر هذا إصلاحا. بل على العكس، إذا تم فهم هذه الكلمة بمعناها الحرفي، أي الإصلاح الليتورجي يقتبس معناه من "هذا الشكل الأساسي للخدمة التي تقدمها العبادة المسيحية والتي شرعتها تقاليد الكنيسة."

يقر الكاردينال بأن "الإصلاح الليتورجي كان يعتبر في المجمع كتفسير للإنقطاع والقطيعة،" بالنظر الى حقيقة أنه "يرتكز على السر الفصحي لموت يسوع المسيح وقيامته."

ومع ذلك، أضاف الكاردينال "لقد وجد البابا بندكتس السادس عشر حين كان كاردينالا بأن معظم المشاكل التي ظهرت في تطور الليتورجية بعد المجمع تتأتى من حقيقة أن النهج الذي عالج به المجلس هذا السر الأساسي لم يراع بما فيه الكفاية."







مقالات قانونية





المجلس الرعويّ 2


بقلم الأب هاني باخوم

القاهرة, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - - ما هو مكتب مجلس الرعية

مكتب مجلس الرعية هو كيان مستقل عن المجلس الرعوي. يتكون من: أمين المجلس، نائب أمين المجلس، أمين السر، أمين الصندوق، وثلاثة أعضاء آخرين، تحت إشراف الأب الراعي.

ينتخب مجلس الرعية في اجتماعه الأول أعضاء مكتب مجلس الرعية. ومن هنا نفهم انه هناك فرق بين المجلس الرعوي و مكتب المجلس الرعوي. مدة عمل مكتب المجلس هي ثلاث سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.

إذا تعذّر على احد أعضاء مكتب المجلس متابعه عمله بالمجلس أو بالمكتب، أو إذا سقطت عضويته، يتم تعيين عضو آخر بدلا منه، من نفس الفئة.

مجلس الرعيّة يصبح هو نفسه مكتب المجلس الرعوي في حالة عدم تجاوز عدد أعضائه عن سبعة.

8- مهام مكتب مجلس الرعية

يهتم مكتب مجلس الرعية بالأعمال الآتية:

- تحضير وتنظيم مواعيد اجتماعات مجلس الرعيّة، وإعداد جداول أعمالها.

- التقرير بشأن إدراج المواضيع التي يقترحها أبناء الرعية في جدول الأعمال.

– يجتمع مكتب المجلس شهريا قبل اجتماع مجلس الرعيّة بفترة كافية، حتى يتمكن من الإعداد له.

– يعتني بالتطبيق العملي والرعوي لتوجيهات وإرشادات الأسقف الإيبارشي، ومتابعة تنفيذ الاقتراحات والقرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس الرعيّة والمجلس الرعوي الإيبارشي.

- يقوم بالإعداد والتحضير لدراسة القضايا الحيوية المرتبطة بمسيرة الرعية والإيبارشية والكنيسة الجامعة، ومناقشة المواضيع الكنسية المعاصرة التي تقترحها وثائق وإرشادات سلطة الكنيسة التعليمية، والأسقف الإيبارشي.

- تنظيم وترتيب الرياضات الـروحيّة والمؤتمرات الرعوية والتكوينية بالرعيّة، وإعداد برامجها وجداول أعمالها، وتحضير كل ما يلزم لها، ودعوة أبناء الرعية وتشجيعهم للمشاركة فيها.

9- أمين مجلس الرعية

ينتخب مجلس الرعية أمينا له، يدير جلساته وأعماله ومناقشاته، كما يرأس أيضا جلسات ومناقشات مكتب مجلس الرعية، تحت إشراف الأب الراعي.

أمين مجلس الرعية، مع الأب الراعي، هو حلقة الوصل الدائمة بين المكتب والمجلس وبين الأسقف الإيبارشي. ويسهر على تحقيق وتشجيع روح المحبّة والوحدة بين جميع الأعضاء في المجلس والمكتب.

يقوم بالتوقيع مع أمين السرّ على محاضر جلسات وقرارات المجلس والمكتب.

هو المسئول الأوّل أمام الراعي وأعضاء المجلس والمكتب، عن متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس.

يشترك مع الأب الراعي في تمثيل الرعية لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة.

يعلن في قداس الأحد الأوّل من كلّ شهر، عن أخبار وتوصيات وقرارات مجلس الرعيّة. كما يبيّن للمؤمنين ميزانية الرعية عن الشهر السابق، موضحاً لهم الإيرادات والمصروفات.

10- نائب أمين المجلس

يعاون أمين المجلس في مسئولياته، سواء على مستوى الأداء في أعمال المجلس والمكتب، أو على تعزيز المحبة الأخوية بين الأعضاء.

يسجّل ويتابع حضور وغياب الأعضاء في جلسات المجلس والمكتب، ويحتفظ بسجل الحضور والغياب واعتذارات الأعضاء الكتابية، ويعتني بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأعضاء، لذلك يستفسر عن أحوال الغائبين، ويسأل عن ظروفهم وأسباب غيابهم.

يرأس اجتماعات المجلس والمكتب، في حـالة غياب أمين المجلس. وينوب عن أمين المجلس، وبتكليف منه، في تمثيل المجلس، مع الأب الراعي، لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة، إذا تعذّر للأمين أن يقوم بذلك بنفسه.

11- أمين سر مجلس الرعية

ينتخبه مجلس الرعية، ويقوم بتدوين وقائع جميع الاجتماعات، وكل ما يدور فيها من مناقشات. ويوجّه الدعوة للأعضاء، إلى اجتماع المجلس، قبل الموعد بفترة كافية.

يتولّى سكرتاريّة اجتماعات المجلس والمكتب، ويقوم بكتابة محاضر الجلسات، ويعرضها في الاجتماع التالي للتصديق عليها. كما يقوم بإعداد سجلّ خاص بأسماء وعناوين وتليفونات أعضاء المجلس والمكتب. و يقوم بإعداد التقرير السنوي للمجلس والمكتب.

يتولّى مسئوليّة كتابة وتسجيل وحفظ المراسلات والمطبوعات الصادرة والواردة للمجلس والمكتب، كما يهتم بحفظ جميع السجلاّت والوثائق والمستندات الخاصة بالمجلس والمكتب، في المكان الأمين والمناسب.

بمساندة باقي الأعضاء، يهتم بجمع وتدوين معلومات كاملة عن أبناء الرعيّة، تتضمن بيانات مستوفاة عن كلّ أسرة: اسم الزوج، اسم الزوجة، أسماء الأبناء، تاريخ الميلاد، تاريخ العماد، تاريخ الزواج، العمل، العنوان، التليفون... الخ.

في العدد القادم نستكمل الموضوع.







لقاءات البابا





البابا تلقى أوراق اعتماد سفيرة البوسنة والهرسك الجديدة


لقاء السيّدة سلافيكا كاراثيك مع الحبر الأعظم


الفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - التقى البابا أمس السيّدة سلافيكا، سفيرة البوسنة والهرسك، بمناسبة تقديمها أوراق الاعتماد لمنصبها الجديد.

ولدت السيدة سلافيكا في 8 أكتوبر 1975، وهي متزوّجة ولها ولدين. حاصلة على شهادة في الفلسفة والثقافة الكرواتيّة من جامعة زغرب.

عملت في عدّة مناصب منها رئيسة مكتب الهيئة الإداريّة في بنك أورو دي موستار (2000-1999) ، مديرة قسم التسويق في بنك أورو دي موستار (2001-2000)، ومديرة قسم التوظيفات الدوليّة وتحاليل السوق في بنك إيبوتيكاريا ألبيادريا في موستار (2006-2001).

وهذه ليست المرّة الأولى التي تلعب به دور سفيرة، إذ أنها من عام 2006 الى 2007 كانت سفيرة في الأرجنتين، شيلي، البيرو والأوروغواي في المقرّ الموجود في بوينس آيرس،كانت مستشارة وزارة الماليّة (2011-2008)، ومستشارة رئيس الوزراء (2012-2011). وهي تتقن الإنجليزيّة والإسبانيّة.







المقابلات العامة





سَنَةُ الْإِيمَانِ: قد صار إنسانًا


قَدَاسَةُ الْبَابَا بِنِدِكْتُسْ السَّادِسَ عَشْرَ الْمُقَابَلَةُ الْعَامَّةُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 09 مِنْ يناير/كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِ


الفاتيكان, 11 يناير 2013 (موقع الفاتيكان) - لأخوات والإخوة الأعزاء،

نتوقف مرة أخرى في زمن الميلاد عند السر العظيم لله الذي نزل من السماء ليأخذ جسدنا. ففي المسيح، الله قد تجسد، وصار إنسانا مثلنا، وهكذا فتح لنا الطريق نحو السماء، نحو الشركة الكاملة معه.

في هذه الأيام، ترددت كثيرًا في كنائسنا عبارة "تجسد" الله، للتعبير عن الحقيقة الذي نحتفل به في الميلاد المقدس: ابن الله صار إنسانا، كما نتلو في قانون الإيمان. ولكن ماذا تعني هذه الكلمة المحورية للإيمان المسيحي؟ التجسد هي كلمة تنحدر من الأصل اللاتيني "incarnatio". وقد استخدم القديس أغناطيوس الأنطاكي- في نهاية القرن الأول- و، قبل منه، القديس إيريناوس، هذا المصطلح في تأملهما في مقدمة إنجيل القديس يوحنا، وخصوصًا حول عبارة: "الكَلِمَةُ صارَ جسدًا" (يو 1/ 14). وتشير هنا كلمة "جسد"، بحسب الاستخدام العبري، إلى الإنسان في شموليته، في زواله وزمنيته، في فقره وحدوثه. هذا لكي نفهم أن الخلاص الذي حققه الله المتجسد في يسوع الناصري يلمس الانسان في حقيقته الملموسة وفي أية حالة يوجد. لقد أخذ الله الطبيعة البشرية ليبرئها من كل ما يفصلها عنه، وليسمح لنا بأن ندعوه، من خلال ابنه الوحيد، باسم "ابّا، أيها الآب" وأن نكون بالحقيقة ابناء الله. يؤكد القديس إيريناوس: "هذا هو السبب الذي من أجله صار الكلمة إنسانًا، وابن لله ابنا للإنسان: لكي يصير الإنسان، بواسطة الشركة مع الكلمة وبواسطة قبول البنوة الإلهية، ابنا لله" (Adversus haereses, 3,19,1: PG 7,939;؛ راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 460).

"الكلمة صار جسدا" هي إحدى الحقائق التي اعتدنا عليها لدرجة أن عظمة الحدث الذي تعبر عنه لم يعد يؤثر علينا بعد. وبالفعل ففي زمن الميلاد، والذي فيه يتردد تكرارا صدى هذا التعبير في الليتورجيا، احيانا نكون اكثر انتباها للمظاهر الخارجية، ولـ"ألوان" العيد، أكثر من جوهر الخبر المسيحي العظيم الذي نحتفل به: والذي يتعلق بشيء لا يمكن على الإطلاق إدراكه، فقط الله كان يمكنه إتمامه والذي يمكننا الدخول فيه فقط بالإيمان. فالكلمة (اللوجوس)، الذي عند الله، خالق العالم، (راجع: يو 1، 1)، والذي به خلقت كل الأشياء (راجع: 1، 3)، والذي اصطحب ويصطحب البشر في التاريخ بنوره (راجع 1، 4-5؛ 1، 9)، اصبح واحدًا بين الآخرين، أصبح واحدا منا (راجع 1، 4). يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني: "إن ابن الله... قد اشتغل بيدي إنسانٍ وفكر كما يُفكر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منا شبيهاً بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة" (دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، فرح ورجاء، Gaudium et spes، 22). لذا من المهم بمكان أن نستعيد الاندهاش أمام هذا السر، أن نترك أنفسنا لتغمرنا عظمة هذا الحدث: الله، الاله الحقيقي، خالق كل شيء، قد مشى كإنسان على دروبنا، وداخل في زمن الإنسان، لكي يعطي لنا حياته ذاتها (راجع: 1 يو 1، 1-4). وقد قام بهذا لا عن طريق بهاء حاكم، والذي يخضع العالم عن طريق قدرته، ولكن بتواضع طفل.

أود توضيح عنصرا ثانيا. جرت العادة في الميلاد المقدس تبادل بعض الهدايا مع الأشخاص القريبين. في بعض الأحيان قد يكون إشارة تنبع عن قناعة، بل وغالبا ما تعبر عن مودة، كعلام محبة وتقدير. في الصلاة التي تقام على التقدمات أثناء القداس الاحتفالي لفجر عيد الميلاد، الكنيسة تصلي هكذا: "نسألك ، أيها الآب، أن تقبل قرابيننا في ليلة النور هذه، ومن أجل تبادل العطايا السري هذا غيِّرنا في المسيح ابنك، الذي رفع الإنسان بجوارك في المجد". ومن ثمَّ ففكرة العطية هي بالتالي مركز الاحتفال الطقسي وتستدعي لانتباهنا هدية الميلاد الأصلية: فالله في تلك الليلة المقدسة، قد صار إنسانا؛ شاء أن يجعل نفسه عطية للبشر، لقد اعطى نفسه لأجلنا؛ لقد جعل الله من ابنه الوحيد هدية لأجلنا، لقد اخذ بشرتنا ليهبنا إلهيته. إن هذه هي العطية العظمى. فنحن أيضا عندنا "نعطي" لا تقاس الهدية بقيمتها المرتفعة أو المتدنية؛ فمن لا يستطيع أن يعطي شيئا من ذاته، فهو يعطي دائما قليلا، بل على العكس، فأحيانا يحاول استبدال القلب والاهتمام المرتبط بعطية الذات ببعض المال أو بالأشياء المادية. إن سر التجسد يكمن في الإشارة إلى أن الله لم يفعل هكذا: لم يعطي شيئا ما، بل أعطى ذاته في ابنه الوحيد. في هذا نجد نموذجا لعطايانا، لكي تقود علاقتنا، خاصة تلك المهمة، مجانية المحبة.

أرغب في تقديم تأملا ثالثا: إن حقيقة التجسد، الله الذي صار إنسانا مثلنا، تظهر لنا واقعية المحبة الإلهية غير المسبوقة. فعمل الله، في الحقيقة، لا يتوقف عند الكلمات، بالعكس يمكننا القول أنه لا يرضى بالتكلم، بل أنه يغوص في تاريخنا ويحمل على عاتقه تعب الحياة البشرية وثقلها. إن ابن الله قد صار إنسانا بالحقيقة، وولد من العذراء مريم، في وقت ومكان محددين، في بيت لحم أثناء حكم القَيصَرِ أَوغُسطُس، تحت الحاكم قيرينِيوس (راجع: لو 2، 1-2)؛ وقد ترعرع في عائلة، وكان له أصدقاء، وقد شكل مجموعة من التلاميذ، وعلّم الرسل ليكملوا رسالته، وقد انهى مسيرة حياته الأرضية على خشبة الصليب. إن طريقة عمل الله هذه تمثل حافزا قويا لنسأل أنفسنا حول "واقعية ايماننا"، الذي يجب ألا يتوقف عند حدود العاطفة، والمشاعر، ولكنه يجب أن يلمس ما هو فعلي في وجودنا، أي يجب أن يلمس حياتنا اليومية ويوجهها أيضا عمليًّا. إن الله لم يتوقف عند الكلمات، ولكنه بيَّن لنا كيفية العيش، بمشاركته لنا في خبرتنا ذاتها، ما عدا الخطيئة. كتاب التعليم المسيحي للبابا بيوس العاشر، والذي درسه بعضنا عندما كنّا صبية، باستخدامه لما هو أساسي، عند السؤال: "ماذا علينا أن نفعل لكي نحيا بحسب الله؟"، يعطي هذه الإجابة: "لكي نحيا بحسب الله يجب أن نؤمن بالحقائق الحيوية التي كشفها هو وبحفظ وصاياه بمعونة نعمته، التي نحصل عليها عبر الأسرار والصلاة". إن للإيمان جانب أساسي لا يؤثر فقط في العقل والقلب، بل يشمل كل حياتنا.

جانب أخر أطرحه لتأملكم. يؤكد القديس يوحنا أن الكلمة، اللوجوس كان منذ البدء عند الله، وأن كل شيء قد صنع بواسطة الكلمة وأن بِغَيرِهِ ما كانَ شيءٌ مِمّا كانَ (راجع: يو 1، 1-3). وهنا يشير الإنجيلي بوضوح إلى قصة الخلق الموجودة في الإصحاحات الأولى من سفر الخلق، ويعيد قراءتها على ضوء المسيح. وفي هذا معيار جوهري للقراءة المسيحية للكتاب المقدس: فالعهد القديم والجديد يجب قراءتهما معا دائما، فبالانطلاق من العهد الجديد ينجلي المعنى الأعمق أيضًا للعهد القديم. فذات الكلمة، الموجود دائما عند الله، والذي هو الله نفسه والذي من خلاله وله قد خلق كل شيء (راجع كو 1، 16-17)، قد صار إنسانًا: إن الله الأبدي وغير المحدود قد انخرط في المحدودية البشرية، في خليقته، ليقود الإنسان والخليقة جمعاء لنفسه. يؤكد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: "إن الخلق الأول يجد معناه وقمته في الخلق الجديد في المسيح الذي يفوق بهاؤه الخلق الأول" (رقم 349). شبه آباء الكنيسة يسوع بآدم، لدرجة تعريفه بـ"آدم الثاني" أو آدم النهائي، الصورة الكاملة لله. بتجسد ابن الله ابتدأت خليقة جديدة، معطية الإجابة الكاملة عن السؤال: "من هو الإنسان؟". فقط في يسوع يظهر تماما مشروع الله للوجود البشري: فيسوع هو الإنسان النهائي كما أراده الله. إن هذا ما يكرره المجمع الفاتيكاني الثاني بقوة: "بالحقيقة لا تُلقى الأضواء الحقّة على سر الإنسان إلا من خلالِ سر الكلمة المتجسد... فالمسيح، آدم الجديد، يكشف لنا عن سرِّ الآب وعن محبتِهِ، ويبيِّنُ للإنسان ما هو عليه بالذات كاشفاً له عن سموّ دعوته" (فرح ورجاء، Gaudium et spes، 22؛ راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 359). ففي ذاك الطفل، ابن الله الذي نتأمله في عيد الميلاد، يمكننا معرفة الوجه الحقيقي، ليس فقط لله، ولكن الوجه الحقيقي للوجود البشري؛ وفقط عبر انفتاحنا على عمل النعمة وبالمحاولة اليومية لاتباعها، نحن نحقق مشروع الله لنا، ولكل واحد منا.

الأصدقاء الأعزاء، نتأمل في هذا الوقت عظمة وروعة غنى "سر التجسد"، لنسمح للرب أن ينيرنا ويحولنا أكثر فأكثر إلى صورة ابنه الذي صار إنسانًا من أجلنا.

****************
البَابَا يُصَلِّي مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ النَّاطِقِينَ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. لِيُبَارِكْ الرَّبُّ جَمِيعَكُمْ.
****************
© جميع الحقوق محفوظة 2013 - دار النشر الفاتيكانية





سَنَةُ الْإِيمَانِ: حبل به بعمل الروح القدس


المقابلة العامة للبابا بندكتس السادس عشر يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 02 مِنْ يناير / كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِ


الفاتيكان, 11 يناير 2013 (موقع الفاتيكان) - الأخوات والإخوة الأعزاء،

مرة أخرى يضيء نور ميلاد الرب الظلمات التي كثيرا ما تلفّ عالمنا وقلوبنا، ويحمل لنا رجاء وفرحة. من أين يأتي هذا النور؟ من مغارة بيت لحم، حيث وجد الرعاة "مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعاً في الـمِذوَد" (لو 2، 16). أمام هذه العائلة المقدسة يبزغ سؤال أخر أكثر عمقا: كيف يمكن لهذا الطفل الصغير والضعيف أن يأتي بشيء جديد ومختلف كليًّا، لدرجة أنه غيِّر مجرى التاريخ؟ ألا يوجد ربما شيء سري في أصله يتخطى تلك المغارة؟

هكذا يظهر مجددا التساؤل حول أصل يسوع، وهو نفس التساؤل الذي طرحه الحاكم بيلاطس البنطي أثناء المحاكمة: "مِن أَينَ أَنتَ؟" (يو 19، 9). ومع ذلك فالأمر يتعلق بأصل واضح جدا. في إنجيل يوحنا، عندما أكد الرب قائلا: "أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء"، تزمر اليهود وقالوا: أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ فكَيفَ يَقولُ الآن: إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟" (يو 6، 42). ثم، بعد قليل، سيعترض بقوة سكانُ اورشليم على زعم يسوع بالمسيانية، مؤكدين "على أَنَّ هذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو" (يو 7، 27). يسوع نفسه يشير إلى أن ادعائهم بمعرفة أصله ليس في محله، وبهذا يقدم دلالة للوصول لمعرفة من أين يأتي: "على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم" (يو 7، 28). بالطبع، مسقط رأس يسوع في الناصرة، وقد ولد في بيت لحم، ولكن ماذا يُعرف عن أصله الحقيقي؟

في الأناجيل الأربعة تتبين جليا الإجابة عن السؤال "من أين يأتي يسوع": مصدره الحقيقي هو الآب، الله؛ فهو يخرج كليا من الآب، ولكن بشكل يختلف عن أي نبي أو مرسل من الله من الذين سبقوه. هذا الأصل من سر الله، "الذي لا يعرفه أحد"، موجود بالفعل في أحداث طفولة المذكورة بإنجيل متى ولوقا، والتي نقرأها خلال وقت عيد الميلاد هذا. يبشر الملاك جبرائيل العذراء قائلا: "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى" (لو 1، 35). نردد هذه الكلمات في كل مرة نتلو فيها الـ"نؤمن"، قانون الإيمان: «et incarnatus est de Spiritu Sancto, ex Maria Virgine» (وتجسد من الروح القدس وولد من مريم العذراء). عندما نصل إلى هذه الجملة نسجد لأن الحجاب الذي يحجب الله، هو، إذ جاز القول، قد أُزيل، وسره الذي لا يمكن سبر غوره أو الوصول له أصبح ملموسا: الله أصبح عمانوئيل، "الله معنا". عندما نسمع [موسيقى] القداديس التي ألفها كبار أساتذة الموسيقى المقدسة، أفكر على سبيل المثال في "قداس التكليل" لموزارت، نلاحظ كيف أنهم يتوقفون بطريقة خاصة عند هذه العبارة، وكأنهم يريدون التعبير بلغة الموسيقى العالمية عما لا تستطيع الكلمات إظهاره: السر العظيم لله الذي يتجسد، ويصير إنسانا.

إن نظرنا بعناية إلى التعبير " تجسد بالروح القدس في أحشاء مريم العذراء"، نجد أنه تشمل عمل أربع كيانات. يذكر بشكل صريح الروح القدس ومريم، ولكن بشكل ضمني ضمير الغائب "هو"، أي الابن، الذي سيتجسد في أحشاء العذراء. في النؤمن، "قانون الإيمان"، يُعرف يسوع بصفات مختلفة: "الرب،... المسيح، ابن الله الوحيد... إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق... مساوٍ للآب في الجوهر" (قانون الإيمان النيقاوي-القسطنطيني). نرى إذا أن "هو" يُشير إلى أقنوم آخر، إلى الآب. ومن ثمَّ، فالكيان الأول لهذه العبارة هو الآب الذي، مع الابن والروح القدس، هو إله واحد.

إن تأكيد قانون الإيمان هذا لا يتعرض لكينونة الله الأزلية، ولكنه يحدثنا بالأحرى عن عمل يشترك فيه الثلاث أقانيم الإلهية ويتحقق "في مريم العذراء". فلولا مريم لما تحقق دخول الله في تاريخ البشرية ولما تمّ ما هو أساسيٌ في إيماننا: أي أن الله هو "الله معنا". فمريم هكذا وبطريقة جوهرية هي جزء من إيماننا بالله الذي يعمل، والذي يدخل في التاريخ. فهي تضع ذاتها كليا تحت تصرفه، و"تقبل" أن تصبح مسكنا لله.

أحيانا أيضا، في الطريق وفي مسيرة حياة الإيمان، الذي نعترف به، ندرك فقرنا، وبأننا لا نتلاءم مع الشهادة التي ينبغي تقديمها للعالم. ولكن الله قد اختار بالفعل امرأة متواضعة، في قرية مجهولة، من إحدى المقاطعات البعيد للإمبراطورية الرومانية الكبيرة. يجب علينا دائما -وأيضًا في وسط الصعاب الجمة التي يصعب مواجهتها- الثقة في الله، وتجديد الإيمان بأنه حاضر ويعمل في تاريخنا، كما فعل في تاريخ مريم. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله! معه يسير وجودنا دائما على ارض آمنة ومنفتحة على مستقبل رجاء راسخ.

عندما نعترف في "قانون الإيمان": "وتجسد من الروح القدس وولد من مريم العذراء" نحن نؤكد أن الروح القدس، قوة الله العلي، قد عمل بشكل سري في حبل العذراء مريم بابن الله. يذكر لوقا الإنجيلي كلمات رئيس الملائكة جبرئيل: "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ" (لو 1، 35). نستدعي حدثين جليين: الأول يتعلق بلحظة الخليقة. حيث نقرأ في بداية سفر التكوين أن "رُوح اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه" (1، 2)؛ إنه الروح الخالق الذي أعطى الحياة لكل الأشياء وللكائن البشري. وما يحدث في العذراء، من خلال عمل الروح الإلهي ذاته، هو خلق جديد: فالله، الذي خلق من العدم، يعطي بالتجسد الحياة لبداية خليقة جديدة. قد تحدث آباء الكنيسة أكثر من مرة عن المسيح كآدم الجديد، لتوضيح بداية الخليقة الجديدة بميلاد ابن الله في احشاء العذراء مريم. إن هذا يجعلنا نتأمل في كيف أن الإيمان يخلق فينا أيضا شيئا جديدا هكذا قويا لدرجة أننا نولد مرة أخرى. في الواقع، يبدأ الوجود المسيحي بالمعمودية التي تجعلنا نولد كأبناء لله، وتجعلنا نشارك في علاقة يسوع البنوية مع الآب. أودّ الإشارة كيف أن المعمودية يتم قبولها، نحن "نقبل المعمودية"- كمستقبلين- لأن لا أحد يستطيع أن يجعل نفسه ابنا لله من تلقاء ذاته: إنه عطية تعطي بطريقة مجانية. يشير القديس بولس إلى هذه بنوة المسيحيين بالتبني في مقطع محوري من رسالته إلى روما، حيث يكتب: "إنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أَبناءَ اللهِ حَقًّا. لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: «أَبًّا، يا أَبَتِ!» وهذا الرُّوحُ نَفْسُه يَشْهَدُ مع أَرواحِنا بِأَنَّنا أَبناءُ الله" (8، 14-16)، وليس عبيدًا. فقط إذا انفتحنا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
زينيت /العالم من روما / النشرة اليومية - 11 يناير 2013
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: من نتاجات From Syriac Member outcomes :: منتدى / القسم الديني FORUM / RELIGIONS DEPARTMENT-
انتقل الى: