إيطاليا: عدد أقلّ من المهاجرين واهتمام أكبر بهم اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين، الأحد 13 ينايربقلم لوكا ماركوليفيو
روما, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - تشهد ظاهرة الهجرة اليوم تغيراً ملحوظاً، ففي إيطاليا مثلاً شهد تدفق المهاجرين انخفاضاً ملحوظاً بسبب الأزمة الاقتصادية التي تجعل هذا البلد أقلّ استقطاباً للمهاجرين. في المقابل، إنّ عدد الكهنة الأجانب الذين يقصدون البلدان غير الأوروبية يشهد ارتفاعاً مستمراً كما أنّ نظرة الإيطاليين إلى المهاجرين أصبحت أكثر إيجابية. هذه الجوانب هي بعض الجوانب التي شددت عليها مؤسسة "مغرانتيس" وذلك صباح يوم الأربعاء 9 يناير خلال مؤتمر صحفي مع راديو الفاتيكان بمنسابة اليوم العالمي للمهاجرين واللاجئين الذي سيقام في 13 يناير القادم.
أدار النقاش رئيس الأساقفة دومينيكو بومبيلي، الناطق باسم المجلس الأسقفي الإيطالي والذي ذكّر بمبادئ الكنيسة الخاصّة بـ"حق الهجرة" وحق كلّ فرد "في العيش في وطنه".
وقد أضاف قائلاً أنّ هذه الأهمية التي تعيرها الكنيسة لهذا الموضوع هي في الوقت نفسه "روحية وثقافية ومرتكزة على التعاون".
وقد ذكّر رئيس مؤسسة "مغرانتيس"، رئيس الأساقفة باولو سكيافون بالإعلان اللاتيني القديم "Homo viator, spe erectus" والذي يعود إلى طبيعة حج الإنسان والذي بان انطلاقاً من الكتاب المقدس: آدم الذي طرد من جنة عدن، ابراهيم الحاج الطوعي وموسى الذي حوّل شعب إسرائيل إلى شعب حاج يقطع صحراء السيناء.
وقد أضاف قائلاً أنّ الله قد أصبح حاجاً بدوره: "عندما تبع شعبه ومن خلال المسيح يرافق شعبه طوال مسيرته التي تتخطى البعد الإلهي المحتم والتي تجدد باستمرار الوعي بأنّه ما من مكان على الأرض سيصبح يوماً وجهة قطعية".
إنّ الصعوبات التي تواجهها الهجرة والتي لا يمكن تفاديها تعود إلى القسم الثاني من طبيعة الإنسان المبني على الرجاء. وقد أشار رئيس الأساقفة سكيافون أنّ يسوع يسمح لنا دائماً بتخطّي هذه الصعوبات بدون أن نفقد الأمل مثلما حصل مع تلامذة عماوس.
وبالعودة إلى رسالة البابا بندكتس السادس عشر بمناسبة ذكرى اليوم الـ99 العالمي للمهاجرين واللاجئين، شدد رئيس مؤسسة مغرانتيس على الاهتمام القديم الذي تعيره الكنيسة لواقع الهجرة هذا "بالتعاون مع جميع الأشخاص الراغبين بالمساعدة" كما أنّ الكنيسة على دراية بالقدرة وبالموارد الهائلة التي يحملها المهاجرون.
المهاجرون هم مورد إقتصادي للبلاد وذلك بفضل الأموال التي يعودون بها إلى بلادهم وهو يعتبرهم "سفراء ممتازين للقيم مثل الحرية والديمقراطية" وتنقّلهم جعل منهم "ناقلات جيدة للحوار ولإعلان الرسالة المسيحية".
أمّا في ما يخصّ حقوق المهاجرين في البلد الذي يستقبلهم، فقد توقّف المدير العام لمؤسسة ميغرانتس، رئيس الأساقفة جيانكارلو بيريغو، عند تعليم المجمع الفاتيكاني الثاني حول موضوع الهجرة مذكراً بحق المهاجر بعدم اضطهاده وبالتمتع بحماية عادلة في مكان عمله وهذا ما شدد عليه المنشور البابوي Gaudium et spes.
علاوة على ذلك، ركّز رئيس الأساقفة بيريغو على جانب معيّن وهو: الحصول على الجنسية الإيطالية، والذي يتمنّى أن تقيّد الأوقات البيروقراطية من 10 وحتى 5 سنوات وأن يمدّد معيار الIus soli مكان الIus sanguinis الحالي والذي يتضمن "واقع الإقصاء والتمييز الاجتماعي لحوالى 650 ألف طفل ولدوا في إيطاليا من والدين مهاجرين".
وقد شرح المدير العام لمؤسسة المهاجرين أنّ إصلاح قانون المواطنية هو واجب للالتزام بالمعايير الأوروبية والاستجابة إلى مبادئ اتفاقية نيويورك حول حقوق الطفل للعام 1989 والتي صدّقت عليها إيطاليا في العام 1991.
إلّا أنّ الموافقة على مثل هذا الإصلاح لن يكون سهلاً وهذا ما حذّر منه رئيس الأساقفة بيريغو لأنّ أمام البرلمان اليوم "23 اقتراحًا مختلفًا لا يملك أيّ منهم وحدة على الصعيد السياسي".
وفي نهاية المؤتمر سجّل وزير الصحة الإيطالي ريناتو بلدوزي مداخلة تدعم امتنان الحكومة "للانتباه الذي تعيره الكنيسة الإيطالية إلى ظاهرة الهجرة".
وقد ذكّر الوزير بأنّه قبل حلول الميلاد بقليل، تمّ توقيع اتفاق الدولة-المناطق الذي وضعته الخدمات الصحية الوطنية في متناول المهاجرين.
ألبانيا: المونسينيور ماسافرا يصف وضع الكاثوليك اليوم بعد مرور 50 عامًا على سقوط الشيوعيّةبقلم ماري يعقوب
الفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - بحديث خاص له مع جمعيّة عون الكنيسة المتألمة، قال المونسينيور أنجيلو ماسافرا، رئيس أساقفة شكودري ورئيس مجلس أساقفة ألبانيا، "إن القدّاس الإحتفالي الرائع والشجاع الذي احتفل به الأب سيمون جودان، في 4 نوفمبر عام 1990، في مقابر مدينة شكودري قد فتح لنا أبواب الحريّة". بهذه الكلمات وصف المونسينيور ماسافرا الولادة الجديدة للكنيسة الكاثوليكيّة في ألبانيا، بعد مرور 50 عامًا على سقوط الشيوعيّة والاضطهاد. لقد أكّد بأن "اليوم، الكنيسة الكاثوليكيّة تواجه جميع شرور الغرب". ولكن في ألبانيا، بعد سقوط الشيوعيّة والحكم الذي منذ عام 1967 كان يمنع ممارسة الدين، فإن تمسّك العائلات بالدين قد سمح للكنيسة الكاثوليكيّة بالخروج من الأزمة التي لحقت بها طول تلك السنوات.
أمّا اليوم، ففي القسم الشمالي من ألبانيا، ذات أغلبيّة كاثوليكيّة، 5 أبرشيات.
ولكن، تابع المونسينيور ماسافرا، لم تنته مشاكل الكنيسة في البلاد مع انتهاء الحكم الشيوعيّ، إذ أنه مع وصول الحريّة وصلت المشاكل، ومنها الفساد، البطالة، المخدرات والدعارة... هذه المشاكل قد تمّت مناقشتها في الرسالة الرعويّة "فيديس إيت باتريا (إيمان وبلاد)"، التي نشرها أساقفة البلاد في 28 نوفمبر بمناسبة عيد الاستقلال، ومن خلالها أكّدوا على أن "الكنيسة قد التزمت دوماً، وستتابع التزامها، بشكل بطوليّ حتى تصل رسالة الإنجيل إلى أعماق الإنسان".
أمّا بيتر ريتيغ، المسؤول الدولي لجمعيّة عون الكنيسة المتألمة لألبانيا، فقد لاحظ، إثر زيارته البلاد أن العديد من الأئمة الشباب المحليّين يعظون بشكل أكثر "نقاء وصارمة".
ثم تابع المونسينيور ماسافرا بأن التأثير التركيّ على معظم المجالات في ألبانيا يطال الاقتصاد الوطنيّ: كالبنوك، والإتصالات، الصناعة والتغذية. كما أن العائدات النفطية للسعودية بدورها مهمّة جدّاً للبلاد، إذ أن الرياض مولت في ما مضى طباعة القرآن، وتبرعت برحلات إلى مكّة المكرّمة، وبنت مدارس إسلاميّة...
ولكن ليست الكنيسة الكاثوليكيّة هي الوحيدة القلقة من هذا الوضع، فالإسلام المحليون يشاركونها هذا القلق، ولذلك فإنهم يعملون اليوم على تأسيس جامعة إسلاميّة حتى يتمكن الشباب من الدراسة في بلادهم من دون الإنتقال إلى بلدان أخرى، قد تزرع في عقولهم التطرّف وغيره.
المجمع الفاتيكاني الثاني مرجع أساسي لمهمة الكنيسة اليوم بحسب الكاردينال كورت كوخبقلم نانسي لحود
الفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - أكد رئيس المجلس الحبري لتعزيز وحدة المسيحيين الكاردينال كورت كوخ أن المجمع الفاتيكاني الثاني و"تفسيره الصحيح"، كان وسيبقى "نقطة مرجعية أساسية" لمهمة الكنيسة اليوم. تطرق الكاردينل كوخ الى مسألة الإصلاح الليتورجي في مقابلة نشرتها صحيفة لوسيرفاتوري رومانو. وضح معناه وتوقف عند فكرة أن هذا الإصلاح يعتبر الآن الى حد كبير "كإصلاح الإصلاح."
فبالنسبة الى الكاردينال إن تعريف هذا الإصلاح لا يحمل إلا هدف إيقاظ التراث الأصيل للمجمع ولجعله مثمرًا في وضع الكنيسة اليوم. إن الإصلاح الليتورجي إذا مسألة "مرتبطة الى حد كبير" بالمجمع و"بتفسيره الصحيح."
تبع الكاردينال مقارنة متوازية ما بين سنة الإيمان التي طرحها بندكتس السادس عشر وتلك التي أرادها بولس السادس في عصره، فوجد "أن أوجه التشابه تطغى على أوجه الاختلاف." فشرح الكاردينال أنه بالنسبة الى البابوين يشكل المجمع الفاتيكاني الثاني "نقطة مرجعية أساسية": فإن كانت سنة الإيمان بالنسبة الى بولس السادس "نتيجة للمجمع"، وفرصة للتذكير بضرورة "الاعتراف بالإيمان الحقيقي" أمام "المشاكل الخطيرة" في ذلك الوقت، فبالنسبة الى بندكتس السادس عشر سنة الإيمان متعلقة بالذكرى ال50 لافتتاح المجمع "لتحقيق الأهداف الرئيسية له."
أما حول اهتمامات الكنيسة اليوم، تحدث الكاردينال عن الواجبات المسكونية الخاصة به. فقال أن سنة الإيمان هذه، تشير الى أنه "لا يمكن تحقيق الوحدة بين المسيحيين إلا إن فكرنا معا حول ركائز الإيمان." بخاصة أن "صحارى عالم اليوم" التي تكلم عنها البابا، والتأثير الضئيل للإيمان المسيحي على مجتمع اليوم "يؤثران على جميع الكنائس المسيحية والجماعات الكنسية."
كما تطرق الكاردينال أيضًا الى مسألة الإصلاح الليتورجي للكنيسة الكاثوليكية، وهي مسألة تتابعها الكنائس والجماعات الكنسية الأخرى عن كثب، في إطار إن جاز التعبير "غير عادل" بما يخص بعض الاستخدامات لكلمة "إصلاح."
لتجنب أي تلاعب حدد الكاردينال المعنى الصحيح الذي يجب أن يعطى لهذه الكلمة: فشرح أننا نجد أنفسنا، في مواجهة "بديل أساسي." إن فهمنا بكلمة إصلاح "قطيعة مع التاريخ الماضي" إذا لا يمكننا أن نعتبر هذا إصلاحا. بل على العكس، إذا تم فهم هذه الكلمة بمعناها الحرفي، أي الإصلاح الليتورجي يقتبس معناه من "هذا الشكل الأساسي للخدمة التي تقدمها العبادة المسيحية والتي شرعتها تقاليد الكنيسة."
يقر الكاردينال بأن "الإصلاح الليتورجي كان يعتبر في المجمع كتفسير للإنقطاع والقطيعة،" بالنظر الى حقيقة أنه "يرتكز على السر الفصحي لموت يسوع المسيح وقيامته."
ومع ذلك، أضاف الكاردينال "لقد وجد البابا بندكتس السادس عشر حين كان كاردينالا بأن معظم المشاكل التي ظهرت في تطور الليتورجية بعد المجمع تتأتى من حقيقة أن النهج الذي عالج به المجلس هذا السر الأساسي لم يراع بما فيه الكفاية."
مقالات قانونيةالمجلس الرعويّ 2 بقلم الأب هاني باخوم
مكتب مجلس الرعية هو كيان مستقل عن المجلس الرعوي. يتكون من: أمين المجلس، نائب أمين المجلس، أمين السر، أمين الصندوق، وثلاثة أعضاء آخرين، تحت إشراف الأب الراعي.
ينتخب مجلس الرعية في اجتماعه الأول أعضاء مكتب مجلس الرعية. ومن هنا نفهم انه هناك فرق بين المجلس الرعوي و مكتب المجلس الرعوي. مدة عمل مكتب المجلس هي ثلاث سنوات، قابلة للتجديد مرة واحدة فقط.
إذا تعذّر على احد أعضاء مكتب المجلس متابعه عمله بالمجلس أو بالمكتب، أو إذا سقطت عضويته، يتم تعيين عضو آخر بدلا منه، من نفس الفئة.
مجلس الرعيّة يصبح هو نفسه مكتب المجلس الرعوي في حالة عدم تجاوز عدد أعضائه عن سبعة.
8- مهام مكتب مجلس الرعية
يهتم مكتب مجلس الرعية بالأعمال الآتية:
- تحضير وتنظيم مواعيد اجتماعات مجلس الرعيّة، وإعداد جداول أعمالها.
- التقرير بشأن إدراج المواضيع التي يقترحها أبناء الرعية في جدول الأعمال.
– يجتمع مكتب المجلس شهريا قبل اجتماع مجلس الرعيّة بفترة كافية، حتى يتمكن من الإعداد له.
– يعتني بالتطبيق العملي والرعوي لتوجيهات وإرشادات الأسقف الإيبارشي، ومتابعة تنفيذ الاقتراحات والقرارات والتوصيات الصادرة عن مجلس الرعيّة والمجلس الرعوي الإيبارشي.
- يقوم بالإعداد والتحضير لدراسة القضايا الحيوية المرتبطة بمسيرة الرعية والإيبارشية والكنيسة الجامعة، ومناقشة المواضيع الكنسية المعاصرة التي تقترحها وثائق وإرشادات سلطة الكنيسة التعليمية، والأسقف الإيبارشي.
- تنظيم وترتيب الرياضات الـروحيّة والمؤتمرات الرعوية والتكوينية بالرعيّة، وإعداد برامجها وجداول أعمالها، وتحضير كل ما يلزم لها، ودعوة أبناء الرعية وتشجيعهم للمشاركة فيها.
9- أمين مجلس الرعية
ينتخب مجلس الرعية أمينا له، يدير جلساته وأعماله ومناقشاته، كما يرأس أيضا جلسات ومناقشات مكتب مجلس الرعية، تحت إشراف الأب الراعي.
أمين مجلس الرعية، مع الأب الراعي، هو حلقة الوصل الدائمة بين المكتب والمجلس وبين الأسقف الإيبارشي. ويسهر على تحقيق وتشجيع روح المحبّة والوحدة بين جميع الأعضاء في المجلس والمكتب.
يقوم بالتوقيع مع أمين السرّ على محاضر جلسات وقرارات المجلس والمكتب.
هو المسئول الأوّل أمام الراعي وأعضاء المجلس والمكتب، عن متابعة تنفيذ القرارات والتوصيات الصادرة عن المجلس.
يشترك مع الأب الراعي في تمثيل الرعية لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة.
يعلن في قداس الأحد الأوّل من كلّ شهر، عن أخبار وتوصيات وقرارات مجلس الرعيّة. كما يبيّن للمؤمنين ميزانية الرعية عن الشهر السابق، موضحاً لهم الإيرادات والمصروفات.
10- نائب أمين المجلس
يعاون أمين المجلس في مسئولياته، سواء على مستوى الأداء في أعمال المجلس والمكتب، أو على تعزيز المحبة الأخوية بين الأعضاء.
يسجّل ويتابع حضور وغياب الأعضاء في جلسات المجلس والمكتب، ويحتفظ بسجل الحضور والغياب واعتذارات الأعضاء الكتابية، ويعتني بالعلاقات الإنسانية والاجتماعية بين الأعضاء، لذلك يستفسر عن أحوال الغائبين، ويسأل عن ظروفهم وأسباب غيابهم.
يرأس اجتماعات المجلس والمكتب، في حـالة غياب أمين المجلس. وينوب عن أمين المجلس، وبتكليف منه، في تمثيل المجلس، مع الأب الراعي، لدى مختلف الهيئات والمؤسّسات الكنسيّة، إذا تعذّر للأمين أن يقوم بذلك بنفسه.
11- أمين سر مجلس الرعية
ينتخبه مجلس الرعية، ويقوم بتدوين وقائع جميع الاجتماعات، وكل ما يدور فيها من مناقشات. ويوجّه الدعوة للأعضاء، إلى اجتماع المجلس، قبل الموعد بفترة كافية.
يتولّى سكرتاريّة اجتماعات المجلس والمكتب، ويقوم بكتابة محاضر الجلسات، ويعرضها في الاجتماع التالي للتصديق عليها. كما يقوم بإعداد سجلّ خاص بأسماء وعناوين وتليفونات أعضاء المجلس والمكتب. و يقوم بإعداد التقرير السنوي للمجلس والمكتب.
يتولّى مسئوليّة كتابة وتسجيل وحفظ المراسلات والمطبوعات الصادرة والواردة للمجلس والمكتب، كما يهتم بحفظ جميع السجلاّت والوثائق والمستندات الخاصة بالمجلس والمكتب، في المكان الأمين والمناسب.
بمساندة باقي الأعضاء، يهتم بجمع وتدوين معلومات كاملة عن أبناء الرعيّة، تتضمن بيانات مستوفاة عن كلّ أسرة: اسم الزوج، اسم الزوجة، أسماء الأبناء، تاريخ الميلاد، تاريخ العماد، تاريخ الزواج، العمل، العنوان، التليفون... الخ.
في العدد القادم نستكمل الموضوع.
لقاءات الباباالبابا تلقى أوراق اعتماد سفيرة البوسنة والهرسك الجديدة لقاء السيّدة سلافيكا كاراثيك مع الحبر الأعظمالفاتيكان, 11 يناير 2013 (زينيت - ZENIT.org) - التقى البابا أمس السيّدة سلافيكا، سفيرة البوسنة والهرسك، بمناسبة تقديمها أوراق الاعتماد لمنصبها الجديد. ولدت السيدة سلافيكا في 8 أكتوبر 1975، وهي متزوّجة ولها ولدين. حاصلة على شهادة في الفلسفة والثقافة الكرواتيّة من جامعة زغرب.
عملت في عدّة مناصب منها رئيسة مكتب الهيئة الإداريّة في بنك أورو دي موستار (2000-1999) ، مديرة قسم التسويق في بنك أورو دي موستار (2001-2000)، ومديرة قسم التوظيفات الدوليّة وتحاليل السوق في بنك إيبوتيكاريا ألبيادريا في موستار (2006-2001).
وهذه ليست المرّة الأولى التي تلعب به دور سفيرة، إذ أنها من عام 2006 الى 2007 كانت سفيرة في الأرجنتين، شيلي، البيرو والأوروغواي في المقرّ الموجود في بوينس آيرس،كانت مستشارة وزارة الماليّة (2011-2008)، ومستشارة رئيس الوزراء (2012-2011). وهي تتقن الإنجليزيّة والإسبانيّة.
المقابلات العامةسَنَةُ الْإِيمَانِ: قد صار إنسانًا قَدَاسَةُ الْبَابَا بِنِدِكْتُسْ السَّادِسَ عَشْرَ الْمُقَابَلَةُ الْعَامَّةُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 09 مِنْ يناير/كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِنتوقف مرة أخرى في زمن الميلاد عند السر العظيم لله الذي نزل من السماء ليأخذ جسدنا. ففي المسيح، الله قد تجسد، وصار إنسانا مثلنا، وهكذا فتح لنا الطريق نحو السماء، نحو الشركة الكاملة معه.
في هذه الأيام، ترددت كثيرًا في كنائسنا عبارة "تجسد" الله، للتعبير عن الحقيقة الذي نحتفل به في الميلاد المقدس: ابن الله صار إنسانا، كما نتلو في قانون الإيمان. ولكن ماذا تعني هذه الكلمة المحورية للإيمان المسيحي؟ التجسد هي كلمة تنحدر من الأصل اللاتيني "incarnatio". وقد استخدم القديس أغناطيوس الأنطاكي- في نهاية القرن الأول- و، قبل منه، القديس إيريناوس، هذا المصطلح في تأملهما في مقدمة إنجيل القديس يوحنا، وخصوصًا حول عبارة: "الكَلِمَةُ صارَ جسدًا" (يو 1/ 14). وتشير هنا كلمة "جسد"، بحسب الاستخدام العبري، إلى الإنسان في شموليته، في زواله وزمنيته، في فقره وحدوثه. هذا لكي نفهم أن الخلاص الذي حققه الله المتجسد في يسوع الناصري يلمس الانسان في حقيقته الملموسة وفي أية حالة يوجد. لقد أخذ الله الطبيعة البشرية ليبرئها من كل ما يفصلها عنه، وليسمح لنا بأن ندعوه، من خلال ابنه الوحيد، باسم "ابّا، أيها الآب" وأن نكون بالحقيقة ابناء الله. يؤكد القديس إيريناوس: "هذا هو السبب الذي من أجله صار الكلمة إنسانًا، وابن لله ابنا للإنسان: لكي يصير الإنسان، بواسطة الشركة مع الكلمة وبواسطة قبول البنوة الإلهية، ابنا لله" (Adversus haereses, 3,19,1: PG 7,939;؛ راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 460).
"الكلمة صار جسدا" هي إحدى الحقائق التي اعتدنا عليها لدرجة أن عظمة الحدث الذي تعبر عنه لم يعد يؤثر علينا بعد. وبالفعل ففي زمن الميلاد، والذي فيه يتردد تكرارا صدى هذا التعبير في الليتورجيا، احيانا نكون اكثر انتباها للمظاهر الخارجية، ولـ"ألوان" العيد، أكثر من جوهر الخبر المسيحي العظيم الذي نحتفل به: والذي يتعلق بشيء لا يمكن على الإطلاق إدراكه، فقط الله كان يمكنه إتمامه والذي يمكننا الدخول فيه فقط بالإيمان. فالكلمة (اللوجوس)، الذي عند الله، خالق العالم، (راجع: يو 1، 1)، والذي به خلقت كل الأشياء (راجع: 1، 3)، والذي اصطحب ويصطحب البشر في التاريخ بنوره (راجع 1، 4-5؛ 1، 9)، اصبح واحدًا بين الآخرين، أصبح واحدا منا (راجع 1، 4). يؤكد المجمع الفاتيكاني الثاني: "إن ابن الله... قد اشتغل بيدي إنسانٍ وفكر كما يُفكر الإنسان وعمل بإرادة إنسانٍ وأحبَّ بقلبِ الإنسان. لقد وُلِدَ من العذراء مريم وصار حقاً واحداً منا شبيهاً بنا في كلِّ شيء ما عدا الخطيئة" (دستور رعائي في الكنيسة في عالم اليوم، فرح ورجاء، Gaudium et spes، 22). لذا من المهم بمكان أن نستعيد الاندهاش أمام هذا السر، أن نترك أنفسنا لتغمرنا عظمة هذا الحدث: الله، الاله الحقيقي، خالق كل شيء، قد مشى كإنسان على دروبنا، وداخل في زمن الإنسان، لكي يعطي لنا حياته ذاتها (راجع: 1 يو 1، 1-4). وقد قام بهذا لا عن طريق بهاء حاكم، والذي يخضع العالم عن طريق قدرته، ولكن بتواضع طفل.
أود توضيح عنصرا ثانيا. جرت العادة في الميلاد المقدس تبادل بعض الهدايا مع الأشخاص القريبين. في بعض الأحيان قد يكون إشارة تنبع عن قناعة، بل وغالبا ما تعبر عن مودة، كعلام محبة وتقدير. في الصلاة التي تقام على التقدمات أثناء القداس الاحتفالي لفجر عيد الميلاد، الكنيسة تصلي هكذا: "نسألك ، أيها الآب، أن تقبل قرابيننا في ليلة النور هذه، ومن أجل تبادل العطايا السري هذا غيِّرنا في المسيح ابنك، الذي رفع الإنسان بجوارك في المجد". ومن ثمَّ ففكرة العطية هي بالتالي مركز الاحتفال الطقسي وتستدعي لانتباهنا هدية الميلاد الأصلية: فالله في تلك الليلة المقدسة، قد صار إنسانا؛ شاء أن يجعل نفسه عطية للبشر، لقد اعطى نفسه لأجلنا؛ لقد جعل الله من ابنه الوحيد هدية لأجلنا، لقد اخذ بشرتنا ليهبنا إلهيته. إن هذه هي العطية العظمى. فنحن أيضا عندنا "نعطي" لا تقاس الهدية بقيمتها المرتفعة أو المتدنية؛ فمن لا يستطيع أن يعطي شيئا من ذاته، فهو يعطي دائما قليلا، بل على العكس، فأحيانا يحاول استبدال القلب والاهتمام المرتبط بعطية الذات ببعض المال أو بالأشياء المادية. إن سر التجسد يكمن في الإشارة إلى أن الله لم يفعل هكذا: لم يعطي شيئا ما، بل أعطى ذاته في ابنه الوحيد. في هذا نجد نموذجا لعطايانا، لكي تقود علاقتنا، خاصة تلك المهمة، مجانية المحبة.
أرغب في تقديم تأملا ثالثا: إن حقيقة التجسد، الله الذي صار إنسانا مثلنا، تظهر لنا واقعية المحبة الإلهية غير المسبوقة. فعمل الله، في الحقيقة، لا يتوقف عند الكلمات، بالعكس يمكننا القول أنه لا يرضى بالتكلم، بل أنه يغوص في تاريخنا ويحمل على عاتقه تعب الحياة البشرية وثقلها. إن ابن الله قد صار إنسانا بالحقيقة، وولد من العذراء مريم، في وقت ومكان محددين، في بيت لحم أثناء حكم القَيصَرِ أَوغُسطُس، تحت الحاكم قيرينِيوس (راجع: لو 2، 1-2)؛ وقد ترعرع في عائلة، وكان له أصدقاء، وقد شكل مجموعة من التلاميذ، وعلّم الرسل ليكملوا رسالته، وقد انهى مسيرة حياته الأرضية على خشبة الصليب. إن طريقة عمل الله هذه تمثل حافزا قويا لنسأل أنفسنا حول "واقعية ايماننا"، الذي يجب ألا يتوقف عند حدود العاطفة، والمشاعر، ولكنه يجب أن يلمس ما هو فعلي في وجودنا، أي يجب أن يلمس حياتنا اليومية ويوجهها أيضا عمليًّا. إن الله لم يتوقف عند الكلمات، ولكنه بيَّن لنا كيفية العيش، بمشاركته لنا في خبرتنا ذاتها، ما عدا الخطيئة. كتاب التعليم المسيحي للبابا بيوس العاشر، والذي درسه بعضنا عندما كنّا صبية، باستخدامه لما هو أساسي، عند السؤال: "ماذا علينا أن نفعل لكي نحيا بحسب الله؟"، يعطي هذه الإجابة: "لكي نحيا بحسب الله يجب أن نؤمن بالحقائق الحيوية التي كشفها هو وبحفظ وصاياه بمعونة نعمته، التي نحصل عليها عبر الأسرار والصلاة". إن للإيمان جانب أساسي لا يؤثر فقط في العقل والقلب، بل يشمل كل حياتنا.
جانب أخر أطرحه لتأملكم. يؤكد القديس يوحنا أن الكلمة، اللوجوس كان منذ البدء عند الله، وأن كل شيء قد صنع بواسطة الكلمة وأن بِغَيرِهِ ما كانَ شيءٌ مِمّا كانَ (راجع: يو 1، 1-3). وهنا يشير الإنجيلي بوضوح إلى قصة الخلق الموجودة في الإصحاحات الأولى من سفر الخلق، ويعيد قراءتها على ضوء المسيح. وفي هذا معيار جوهري للقراءة المسيحية للكتاب المقدس: فالعهد القديم والجديد يجب قراءتهما معا دائما، فبالانطلاق من العهد الجديد ينجلي المعنى الأعمق أيضًا للعهد القديم. فذات الكلمة، الموجود دائما عند الله، والذي هو الله نفسه والذي من خلاله وله قد خلق كل شيء (راجع كو 1، 16-17)، قد صار إنسانًا: إن الله الأبدي وغير المحدود قد انخرط في المحدودية البشرية، في خليقته، ليقود الإنسان والخليقة جمعاء لنفسه. يؤكد التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية: "إن الخلق الأول يجد معناه وقمته في الخلق الجديد في المسيح الذي يفوق بهاؤه الخلق الأول" (رقم 349). شبه آباء الكنيسة يسوع بآدم، لدرجة تعريفه بـ"آدم الثاني" أو آدم النهائي، الصورة الكاملة لله. بتجسد ابن الله ابتدأت خليقة جديدة، معطية الإجابة الكاملة عن السؤال: "من هو الإنسان؟". فقط في يسوع يظهر تماما مشروع الله للوجود البشري: فيسوع هو الإنسان النهائي كما أراده الله. إن هذا ما يكرره المجمع الفاتيكاني الثاني بقوة: "بالحقيقة لا تُلقى الأضواء الحقّة على سر الإنسان إلا من خلالِ سر الكلمة المتجسد... فالمسيح، آدم الجديد، يكشف لنا عن سرِّ الآب وعن محبتِهِ، ويبيِّنُ للإنسان ما هو عليه بالذات كاشفاً له عن سموّ دعوته" (فرح ورجاء، Gaudium et spes، 22؛ راجع التعليم المسيحي للكنيسة الكاثوليكية، 359). ففي ذاك الطفل، ابن الله الذي نتأمله في عيد الميلاد، يمكننا معرفة الوجه الحقيقي، ليس فقط لله، ولكن الوجه الحقيقي للوجود البشري؛ وفقط عبر انفتاحنا على عمل النعمة وبالمحاولة اليومية لاتباعها، نحن نحقق مشروع الله لنا، ولكل واحد منا.
الأصدقاء الأعزاء، نتأمل في هذا الوقت عظمة وروعة غنى "سر التجسد"، لنسمح للرب أن ينيرنا ويحولنا أكثر فأكثر إلى صورة ابنه الذي صار إنسانًا من أجلنا.
****************
البَابَا يُصَلِّي مِنْ أَجْلِ جَمِيعِ النَّاطِقِينَ بِاللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ. لِيُبَارِكْ الرَّبُّ جَمِيعَكُمْ.
****************
© جميع الحقوق محفوظة 2013 - دار النشر الفاتيكانية
سَنَةُ الْإِيمَانِ: حبل به بعمل الروح القدس المقابلة العامة للبابا بندكتس السادس عشر يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ الْمُوَافِقَ 02 مِنْ يناير / كَانُون الثاني 2013 بِقَاعَةِ بُولُسَ السَّادِسِمرة أخرى يضيء نور ميلاد الرب الظلمات التي كثيرا ما تلفّ عالمنا وقلوبنا، ويحمل لنا رجاء وفرحة. من أين يأتي هذا النور؟ من مغارة بيت لحم، حيث وجد الرعاة "مريمَ ويوسُفَ والطِّفلَ مُضجَعاً في الـمِذوَد" (لو 2، 16). أمام هذه العائلة المقدسة يبزغ سؤال أخر أكثر عمقا: كيف يمكن لهذا الطفل الصغير والضعيف أن يأتي بشيء جديد ومختلف كليًّا، لدرجة أنه غيِّر مجرى التاريخ؟ ألا يوجد ربما شيء سري في أصله يتخطى تلك المغارة؟
هكذا يظهر مجددا التساؤل حول أصل يسوع، وهو نفس التساؤل الذي طرحه الحاكم بيلاطس البنطي أثناء المحاكمة: "مِن أَينَ أَنتَ؟" (يو 19، 9). ومع ذلك فالأمر يتعلق بأصل واضح جدا. في إنجيل يوحنا، عندما أكد الرب قائلا: "أَنا الخُبزُ الَّذي نَزَلَ مِنَ السَّماء"، تزمر اليهود وقالوا: أَليسَ هذا يسوعَ ابنَ يُوسُف، ونَحنُ نَعرِفُ أَباهُ وأُمَّه؟ فكَيفَ يَقولُ الآن: إِنِّي نَزَلتُ مِنَ السَّماء؟" (يو 6، 42). ثم، بعد قليل، سيعترض بقوة سكانُ اورشليم على زعم يسوع بالمسيانية، مؤكدين "على أَنَّ هذا نَعرِفُ مِن أَينَ هو، وأَمَّا المسيح فلا يُعرَفُ حينَ يأتي مِن أَينَ هو" (يو 7، 27). يسوع نفسه يشير إلى أن ادعائهم بمعرفة أصله ليس في محله، وبهذا يقدم دلالة للوصول لمعرفة من أين يأتي: "على أَنِّي ما جئتُ مِن نَفْسي فالَّذي أَرسَلني هو صادِق. ذاكَ الَّذي لا تَعرِفونَه أَنتُم" (يو 7، 28). بالطبع، مسقط رأس يسوع في الناصرة، وقد ولد في بيت لحم، ولكن ماذا يُعرف عن أصله الحقيقي؟
في الأناجيل الأربعة تتبين جليا الإجابة عن السؤال "من أين يأتي يسوع": مصدره الحقيقي هو الآب، الله؛ فهو يخرج كليا من الآب، ولكن بشكل يختلف عن أي نبي أو مرسل من الله من الذين سبقوه. هذا الأصل من سر الله، "الذي لا يعرفه أحد"، موجود بالفعل في أحداث طفولة المذكورة بإنجيل متى ولوقا، والتي نقرأها خلال وقت عيد الميلاد هذا. يبشر الملاك جبرائيل العذراء قائلا: "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ، لِذلِكَ يَكونُ الـمَولودُ قُدُّوساً وَابنَ اللهِ يُدعى" (لو 1، 35). نردد هذه الكلمات في كل مرة نتلو فيها الـ"نؤمن"، قانون الإيمان: «et incarnatus est de Spiritu Sancto, ex Maria Virgine» (وتجسد من الروح القدس وولد من مريم العذراء). عندما نصل إلى هذه الجملة نسجد لأن الحجاب الذي يحجب الله، هو، إذ جاز القول، قد أُزيل، وسره الذي لا يمكن سبر غوره أو الوصول له أصبح ملموسا: الله أصبح عمانوئيل، "الله معنا". عندما نسمع [موسيقى] القداديس التي ألفها كبار أساتذة الموسيقى المقدسة، أفكر على سبيل المثال في "قداس التكليل" لموزارت، نلاحظ كيف أنهم يتوقفون بطريقة خاصة عند هذه العبارة، وكأنهم يريدون التعبير بلغة الموسيقى العالمية عما لا تستطيع الكلمات إظهاره: السر العظيم لله الذي يتجسد، ويصير إنسانا.
إن نظرنا بعناية إلى التعبير " تجسد بالروح القدس في أحشاء مريم العذراء"، نجد أنه تشمل عمل أربع كيانات. يذكر بشكل صريح الروح القدس ومريم، ولكن بشكل ضمني ضمير الغائب "هو"، أي الابن، الذي سيتجسد في أحشاء العذراء. في النؤمن، "قانون الإيمان"، يُعرف يسوع بصفات مختلفة: "الرب،... المسيح، ابن الله الوحيد... إله من إله، نور من نور، إله حق من إله حق... مساوٍ للآب في الجوهر" (قانون الإيمان النيقاوي-القسطنطيني). نرى إذا أن "هو" يُشير إلى أقنوم آخر، إلى الآب. ومن ثمَّ، فالكيان الأول لهذه العبارة هو الآب الذي، مع الابن والروح القدس، هو إله واحد.
إن تأكيد قانون الإيمان هذا لا يتعرض لكينونة الله الأزلية، ولكنه يحدثنا بالأحرى عن عمل يشترك فيه الثلاث أقانيم الإلهية ويتحقق "في مريم العذراء". فلولا مريم لما تحقق دخول الله في تاريخ البشرية ولما تمّ ما هو أساسيٌ في إيماننا: أي أن الله هو "الله معنا". فمريم هكذا وبطريقة جوهرية هي جزء من إيماننا بالله الذي يعمل، والذي يدخل في التاريخ. فهي تضع ذاتها كليا تحت تصرفه، و"تقبل" أن تصبح مسكنا لله.
أحيانا أيضا، في الطريق وفي مسيرة حياة الإيمان، الذي نعترف به، ندرك فقرنا، وبأننا لا نتلاءم مع الشهادة التي ينبغي تقديمها للعالم. ولكن الله قد اختار بالفعل امرأة متواضعة، في قرية مجهولة، من إحدى المقاطعات البعيد للإمبراطورية الرومانية الكبيرة. يجب علينا دائما -وأيضًا في وسط الصعاب الجمة التي يصعب مواجهتها- الثقة في الله، وتجديد الإيمان بأنه حاضر ويعمل في تاريخنا، كما فعل في تاريخ مريم. فما مِن شَيءٍ يُعجِزُ الله! معه يسير وجودنا دائما على ارض آمنة ومنفتحة على مستقبل رجاء راسخ.
عندما نعترف في "قانون الإيمان": "وتجسد من الروح القدس وولد من مريم العذراء" نحن نؤكد أن الروح القدس، قوة الله العلي، قد عمل بشكل سري في حبل العذراء مريم بابن الله. يذكر لوقا الإنجيلي كلمات رئيس الملائكة جبرئيل: "إِنَّ الرُّوحَ القُدُسَ سَينزِلُ عَليكِ وقُدرَةَ العَلِيِّ تُظَلِّلَكِ" (لو 1، 35). نستدعي حدثين جليين: الأول يتعلق بلحظة الخليقة. حيث نقرأ في بداية سفر التكوين أن "رُوح اللهِ يُرِفُّ على وَجهِ المِياه" (1، 2)؛ إنه الروح الخالق الذي أعطى الحياة لكل الأشياء وللكائن البشري. وما يحدث في العذراء، من خلال عمل الروح الإلهي ذاته، هو خلق جديد: فالله، الذي خلق من العدم، يعطي بالتجسد الحياة لبداية خليقة جديدة. قد تحدث آباء الكنيسة أكثر من مرة عن المسيح كآدم الجديد، لتوضيح بداية الخليقة الجديدة بميلاد ابن الله في احشاء العذراء مريم. إن هذا يجعلنا نتأمل في كيف أن الإيمان يخلق فينا أيضا شيئا جديدا هكذا قويا لدرجة أننا نولد مرة أخرى. في الواقع، يبدأ الوجود المسيحي بالمعمودية التي تجعلنا نولد كأبناء لله، وتجعلنا نشارك في علاقة يسوع البنوية مع الآب. أودّ الإشارة كيف أن المعمودية يتم قبولها، نحن "نقبل المعمودية"- كمستقبلين- لأن لا أحد يستطيع أن يجعل نفسه ابنا لله من تلقاء ذاته: إنه عطية تعطي بطريقة مجانية. يشير القديس بولس إلى هذه بنوة المسيحيين بالتبني في مقطع محوري من رسالته إلى روما، حيث يكتب: "إنَّ الَّذينَ يَنقادونَ لِرُوحِ الله يَكونونَ أَبناءَ اللهِ حَقًّا. لم تَتلَقَّوا روحَ عُبودِيَّةٍ لِتَعودوا إِلى الخَوف، بل روحَ تَبَنٍّ بِه نُنادي: «أَبًّا، يا أَبَتِ!» وهذا الرُّوحُ نَفْسُه يَشْهَدُ مع أَرواحِنا بِأَنَّنا أَبناءُ الله" (8، 14-16)، وليس عبيدًا. فقط إذا انفتحنا