البيت الآرامي العراقي

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Welcome2
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Welcome2
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
كريمة عم مرقس
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
كريمة عم مرقس


قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Usuuus10
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 24429
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
الابراج : الجدي

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Empty
مُساهمةموضوع: قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق   قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Icon_minitime1الإثنين 14 يناير 2013 - 9:37

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]



ميادة ابنة العراق




[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]




"ميادة ابنة العراق": قصة حقيقية ترويها امرأة أيضا، هي الصحفية العراقية ميادة نزار العسكري، إذ تنقل جزءا "بسيطا" مما جرى عليها ومعتقلات أخريات رأتهن في الزنزانة 52 في مديرية الأمن العامة، في البلديات، ببغداد. صار هذا الكتاب أحد أبرز وثائق إدانة نظام الوحشية والخوف الذي "أخرس" الجميع في داخل العراق ولربما جزءا في خارجه. ترجم الكتاب الى لغات عدة وظهر بطبعات عدة، منها طبعة مجموعة بنغوين في العام 2004، وتقدمه "العالم" لقرائها في اطار جهد يسهم بقراءة مرحلة ليس الحاضر الذي نعيشه في تفاصيل حياتنا الشخصية والعامة إلاّ نتاجها.

الحلقة السادسة

جدها من أبيها (جعفر باشا العسكري) اغتيل وهو في الثانية والخمسين من عمره!

والآن جاء دورها لتسجن في الزنزانة الرقم 52.

تيقنت عند ذاك بأن أمر إلقاء القبض عليها مثابة عقوبة إعدام قدرية صدرت بحقها سلفا:

لا.. لا.. سوف تقاوم الولوج لهذه الزنزانة، لن يجبرها أحد على ذلك!

وسمعت ضحكات الشيطان وكأنه يردد:

- لن يجبرها أحد على ذلك!!

مع ذلك غرست بإرادة اليائسة قدميها في الأرض وراحت أصابع كفيها تبحث عن شيء تمسك به لكنها فوجئت بالحارس ذي الوجه الممتلئ بحفر الجدري يصرخ بها:

- ادخلي

ويدفعها بعنف تمرّس عليه، وجاء صوتها متهدجا كأن الكلمات دموع أسى:

- كلا، لا أستطيع!

رد الحارس وقد ازداد شراسة وتوترا:

- أقول لك ادخلي، هل تعتقدين إنك في فندق خمس نجوم هيا.

قام مع الحارس الآخر بدفعها بقوة، إلى داخل الزنزانة فاندفعت ميادة كمن ألقي من عل.

استقبلها الجدار الأصم فتشبثت به كي لا تقع أرضا، لم تعد قواها تعينها على المقاومة، شعرت أن روحها غارت في ملكوت الأبدية آه، في التوّ عانت انقساما في روحها، لم يكن بمقدور القسوة أن تنسيها تلك التواريخ التي حملها على كاهله هذا الرقم المشؤوم لعلها تتوق إلى النسيان، لكن سيف الرقم العنيد شُهر على حالها ومصيرها بغضب ولؤم.

انزلق بصرها من فوق جدار الزنزانة البارد وسمعت صوت القفل يديره ذلك المفتاح الصدئ بعد أن صفق الحارسان الباب خلفها بقوة.

ها هي إذا تقع في فخ القدر لا مناص!

حاولت استعادة توازنها، لم يعنها الجدار ولا روحها المشتتة ونظرها المضبب بدموع القهر والعجز.

ها هي ذي في اعتي حالات الارتباك والضياع وسط زنزانة مستطيلة صغيرة، أحست كأنها غارقة في اليمّ ولن تستطيع سفائن نوح وبحارة العالم ولا بطون الحيتان من إخراجها من بحر الظلمات هذا وإنقاذها من غربة الروح والجسد.

هي الآن في زنزانة خشنة بواقعيتها، زنزانة حقيقية رقمها 52، هي ليست في رحلة على متن طائرة ولا على جناح طائر أسطوري، ولا تمتلك مصباح علاء الدين أو بساط الريح، لقد اغتالوا أمومتها وما تبقى من طفولة نائمة في أعماقها، إنها في خضم ليال ألف، وربما محض ليلة وينتهي كل شيء، فلا جنٌّ هنا ولا مخلوقات خرافية أو منقذ مخلص يأتي من الغيب ليمسك بيدها ويقود خطاها إلى مراتع النور وسلام الروح، بل شديد بؤس الواقع وحافة عسر الحال وقسوة الحاكم!

كانت تحلم حتى الأمس كأنها تسير على حافة الوحي، وتدرك أن إبنيها ثمرتي حاضرها وغدها، سيعطيان الأرض خصبا في قادم الأيام وبذلك يحققان ما تبقى من حلمها.

الآن وهي وسط هذه العتمة لا ترى إلى أي أمل ولو بشحّ السراب ووهم الماء فيه، لم يتبق سوى الحب لكن في أي قنديل أخضر ستوقد فتيله وقد شاكسها الهاتف أيضا، ولم يستجب لرجاء قلبها كي تستمع إلى صوت فيء أو صوت علي ناعسا أو شفيفا كرحيق عزيز!

- ها هو القدر مجسّدا بهذا الرقم القاسي يشد نواصي أحلامي وأمانيّ الخضر ويحطمها بل يوغل في تمزيقي كأن لسان حاله يقول: أن أكون السكّين والجرح معا!

أية طاقة لا تفنى ستنقذها من هذه العتمة طالما أنها ستذوي وتتفسخ هنا بلا سائل ولا مسؤول؟

شعت الحرارة من وجهها كأنها في حمى ضارية ولعب ضوء الفلورسنت المعلق في السقف المرتفع ببصرها المشوش فشعرت بأن ظلالا من الوهم ترقص حولها فصارت تبكي مرة أخرى إلا أنها لاحظت تلك الظلال تتحرك بخفة.

إذا لم يكن وهما حين فتحت ميادة مقلتيها على سعتيهما، نظرت إلى نسوة حقيقيات شاردات غارقات في البؤس والشقاء يتأملنها بعيون غارقة بالأسى!

تقدمت إحداهن وسألتها بصوت تدثر بحنان أصيل وهي تربت كتفها:

- لماذا أنت هنا يا عزيزتي؟

نظرت ميادة صوب الوجه الناطق بالمحبة، أحسّته أليفا واتسعت إشراقة وجه جميل ببشرة بيضاء وأنف يعلوه رذاذ من نمش محبب وعينين خضراوين فاتحتين يحيلان إلى طمأنينة باذخة برغم أسى الحال وشقاء المعتقل وعرفت بنفسها:

- أنا اميرة ترى لماذا جاؤوا بك إلى هنا؟!

اميرة تنتظر ردا من ميادة التي لاذت بصمت ناطق حاولت فيه أن تستعيد بعض توازنها لتجيب جاهدة عن سؤال لا تعرف إجابته برغم بساطته ووضوحه، هربت منها الكلمات كأن عصي الكلام هو نقيض الدمع المنثال بصمت، هل أجابت بدموعها وهو خطاب تدرك النسوة إلى أين يفضي بهن بمقدور الشقيات المظلومات وحدهن فك شفراته؟، لكن ميادة وبدون أدنى سيطرة على حواسها حركت ذراعيها إلى الأعلى والأسفل كأنها تقترف التحليق في فضاء مغلق متجاهلة أن الطيران هنا ممنوع حتى لو كان في الحلم، هي لم تكن لتعلم كيف ولم فعلت ذلك لبرهة اعتقدت أن نساء الزنزانة 52 سيظنونها مجنونة، الجنون هنا محتمل جدا وسهل القطاف، فالرؤوس المطأطئة من القهر ثمارها دانية.

ضغطت ميادة على حواسها لتلم شملها المبعثر كأنها تجمعها من مسافة بعيدة ومن مناف شتى، وبجهد إضافي حاولت إدخال نسمة تغيير ولو بحجم قطرة ندى على جدب رئتيها اللتين كادتا تنفجران من شدة التوتر والظمأ وشح الهواء النقي، كما حاولت أن ترطب شفتيها بلسان تيبّس أصلا، وغاض عنه ثمة ريق بليل وطراوة، لا لأن جوفها لم يستقبل قطرة ماء منذ الصباح، لكن لأن اليباس حلَّ مثل سنوات جدبٍ عجاف كأنه غضب إلهي ولا أمل في وعدٍ بسنابل خضر ولا بيوسف الجميل يؤوّل رؤيا من في هذا السجن وفي هذه الزنزانة على وجه التحديد.

يا لهول ما جرى لها، هول الفجاءة والعجالة، ثم هول الزنزانة التي رسم القدر مسراه على رقمها القاتل! وهي (ميادة نزار جعفر العسكري) كما ناداها باسمها كاملا ذلك المقدم العتي لم تمر في حياتها بلحظة حبس!

منذ أن ألقي القبض عليها وحتى اللحظة لا تصدق ما جرى وأي خاطر يمشي جوار سلسلة الأحداث التي جلت وعظُمت من وجهة نظر ميادة لم تقارنه بما قرأت عن أدب السجون أو سمعت من حكايا ظلت حتى لحظة اعتقالها هذا الصباح محض سرد قصصي ولم تتخيل أنهما خلاصة تجارب مريرة ومواجهات مع الموت وضده، لكنها أدركت الآن أننا لا نختار موتنا ولا الطريقة التي نرحل فيها عن هذه الدنيا وتساءلت وهي تنظر في تينك العينين الخضراوين تشعان بالسؤال والترقب:

- هل تستحق الدنيا هذا العناء كله؟ أجر زهيد لحياة كادحة؟ وهل صحيح أن الحياة كما قيل واد ٍمن الدموع؟!

أطبقت جفنيها وفتحتهما مرات عدة لتتأقلم والإضاءة حولها وقد غمرها ارتباك عاصف فالجو حولها ووهم الظلال المموهة الحركة تحوَل يقينا بأن ثمة نسوة هنا، نسوة ستشاركهن هذه الزنزانة اللعينة وإنهن نساء حقيقيات لكن ميادة رأت فيهن "نساء الظل".

لسبب ما تجهله، أعطاها وجودهن شيئا من القوة فهي في هذا الآن الذي توقف فيه الزمن، هذا الآن في تتابعه المضني، شعرت بأنها ليست وحيدة هنا وانتبهت إلى أنها صارت بحكم هذا الواقع الداكن السجينة رقم (18) في زنزانة لا تتسع لثمانية أشخاص!
جالت بمقلتيها في (الأرجاء) المجازية للزنزانة الضيقة، ومثل مفارقة حسابية وجدت ألا فارق كبيرا من وجهة نظر الجلاد بين الرقم 18 والرقم 80 فالأمر سيان كما لاحظت بأن "التواليت"-وهو كناية مجازية أيضا- وضع باتجاه القبلة كأنه رتب عن عمد. فليس هناك مبنى في العراق كله لا ينتبه مهندسوه وحتى "اسطوات" أيام زمان إلى ضرورة عدم وضع التواليت بهذا الاتجاه ذي القدسية لدى المسلمين عامة، القبلة، ولكن هنا أُعد الأمر لتحطيم المعنويات وإهانة الشعائر والمعتقدات، وتناهى إلى حاسة شم ميادة تلك الرائحة السيئة للغاية فهي أشد عفونة من رائحة الجثث المهملة التي سبق أن شمتها قبل سنوات حين انتشلت أشلاء قتلى عراقيين أثناء الحرب العراقية – الإيرانية انهار عليهم المبنى إثر صاروخ إيراني طائش ولم يتم انتشالها إلا بعد مضي أسبوع على الحادث.



العالم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
حبيب حنا حبيب
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
حبيب حنا حبيب


قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Usuuus10
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 8-steps1a

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 1711قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 13689091461372قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق -6قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Hwaml-com-1423905726-739قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 12قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 695930gsw_D878_L

الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 21916
مزاجي : احبكم
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
الابراج : الجوزاء

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق   قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Icon_minitime1الثلاثاء 29 يناير 2013 - 12:30



شكراً اختي العزيزة لرفدنا بهذه القصّــة الحقيقيّــة !
فعــلاً هذا النّظام الدّموي / نظام نوري المالكي / قد بنى حكمـهُ
منـذ اعوام مضت ، على حساب جماجم العراقييـن الأبريـــاء !
وينفّذ بكل ( إخلاص ) مخطّطـات اسياده الأمريكـــان والصّهاينــة !
وإذا كان بالفعـــل عراقي وينتمي للعراق العظيم ، لكان ضحى بالغالي والنّفيس
من أجل عــزة وكرامـــة الوطــــن !
حياكــم الله
تحياتنــــــا .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
كريمة عم مرقس
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
كريمة عم مرقس


قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Usuuus10
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق 8-steps1a
الدولة : المانيا
الجنس : انثى
عدد المساهمات : 24429
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 31/01/2010
الابراج : الجدي

قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Empty
مُساهمةموضوع: رد: قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق   قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق Icon_minitime1الأحد 3 فبراير 2013 - 11:26

تسلم اخي العزيز نادر

على الرد المميز والقيم


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
قصة حقيقية .... ميادة ابنة العراق
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: