البيت الآرامي العراقي

╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Welcome2
╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Welcome2
╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 ╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
حبيب حنا حبيب
عضو فعال جداً
عضو فعال جداً
حبيب حنا حبيب


╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Usuuus10
╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 8-steps1a

╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 1711╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 13689091461372╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ -6╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Hwaml-com-1423905726-739╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 12╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ 695930gsw_D878_L

الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 21916
مزاجي : احبكم
تاريخ التسجيل : 25/01/2010
الابراج : الجوزاء

╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Empty
مُساهمةموضوع: ╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠   ╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠ Icon_minitime1السبت 19 يناير 2013 - 12:10


طير مُهاجر ...
بقلم / اميرة المحروقيّـــة :

جلستُ على حافة النافذة أرقب السماء الصافية والطيور المغردة واضعةً قدميّ على اطار
النافذة ، ورأسي تُسنده ركبتيّ ،إنه الربيع قد حل أخيرا بنسماته المنعشة وزهوره
المتفتحة وبنحلاته المنهمكة في العمل ، حتى الجبل اكتسى أخيرا حلته الخضراء
المعشوشبة وبدا متأنقا على غير العادة وكأنه مدعوٌ لحضور حفلة ما،
وهاهو ذا ماء الغدير القريب يتلألأ بشفافية ورِقة تحت أشعة الشمس المتسكعة .
نقلت بصري من حديقة المشفى إلى ذلك الجسد المسجى على الفراش الأبيض
تحيط به الأنابيب والأجهزة المختلفة ، هذا للأكل وذاك للدواء وذاك لإخراج الفضلات
، كل أنبوب من تلك الأنابيب تعتمد عليه حياة ذلك الجسد ، وإن حاد أحدها عن
مساره فلن أعرف أبدا حتى يأتي الطبيب ويخبرني بذلك ، أخذتُ أداعب الشعر الأشيب المبعثروقلت :
ليتك تفيقين ياأمي لتشاهدي تراقص الألوان وجمالها في الخارج .
وأخذ صوت والدتي الجذلان يصل إلى مسمعي من عالم الذكريات
وصوت ضحكاتها المغرد وهي تسمع نبأ تخرج أخي من كلية الطب ،
ومازالت كلماته ترن في أذني : أمي سأسافر لأتخصص في مجال جراحة القلب
وأعود لأعالج قلبك المريض ، انتظريني وسأعود ،فقط هي خمس أعوام
ستمر مر السحاب .
ورحل .... رحل مثل الطيور الجميلة المغردة تهاجر في الشتاء إلى البعيد ،
حيث الدفء والضوء والنعيم ، رحل إلى بلاد أجنبية بعيدة ، يحمل أحلامه الوردية
وأحلامنا تُسرع الخطى خلفه ، ونظرات أمي تلاحقه وكأنها تودعه وكأنها
أحست بما سيحدث لاحقاً ، ووصيتها الأخيرة له ماتزال ترن في أذني:
نحن بانتظارك لاتطل الغيبة ولاتنسى بلدك وأهلك.
ومرت السنون تباعا ، ماتكاد سنة تُطفئ شمعتها حتى تشتعل شمعة أخرى ،
كانت الزيارات السريعة في البداية ترد روح أمي الهائمة إلى صدرها وتمنحنا الأمل ،
ثم مالبثت أن تحولت الزيارات إلى اتصالات هاتفية ثم رسائل هاتفية
حتى توقف كل شيء وكأن شيئا لم يكن !
حاولت الوصول إليه بكل الطرق ، أوصت عليه الكثيرين، ولما لم تجد جواباً
اتجهت للسفارة ، أعطوها رقم هاتف ، اتصلت به كثيرا ولم يرد ،
امتلأ قلبها خوفاً عليه من أن تكون صعوبة الدراسة ومشقتها هي التي تمنعه
من التواصل ، أما أنا فقد خِفت أن تكون رياح الغربة قد جمدت قلبه، فالطير المهاجر
لابد له من العودة سريعا وإلا فستخطف قلبه وتحلق به بعيدا .
بعد مدة ليست بالهينة طرق بابنا أحد المهاجرين وأعطانا ظرفا صغيرا بلا امضاء ورحل ،
أمسكت أمي الرسالة ويديها ترتعشان ، نادت بصوت متهدج: ليلى ،
ليلى أرجوك افتحي الرسالة بسرعة واقرئي مافيها .
راقبتُها بإشفاق وهي تنتفض كالطير المذبوح ، فتحت الرسالة وأخذت عيناي تسبحان
بين الحروف المتتابعة وقلبي يغوص بين قدميّ بعد كل حرفٍ أقرأه ،
وتمنيت أن لايعود للخفقان أبدا حتى لاأُطلق السهام التي ستقطع قلبها ،
ولكن نظرات أمي المتلهفة جرتني جراً لقراءة السطور ، فقرأتها بسرعة شديدة
حتى لاتستوقفني وتسألني عن تفسير لاأملكه .

" أمي وأختي الغاليتان ....
تحياتي لكما ، اعذراني على انقطاع إتصالي بكما بسبب المشاغل ،
لقد علمت أنكما تسألان عني لذا أُرسل هذه الرسالة ، أنا في أتم الصحة والعافية
وقد تخرجت بامتياز وقد اختارتني الجامعة للتدريس فيها كما أن المشفى يأخذ أوقاتي ،
ولقد تزوجت زميلتي ، ربما ستتعرفون عليها يوماً ما إسمها " لين " ،
وقد قررنا الاستقرار هنا وأفكر أخذ الجنسية ، فالرواتب مغرية والأجهزة العلمية متوفرة
والمعاملة جيدة لذا لاأستطيع العودة إليكم ،حيث لايمكنني العودة إلى التخلف والحياة الصعبة
التي كنا نحياها ، أعلم أنكما ستتفهمان قراري،تحياتي لكما وقد أزوركما حين تسنح الفرصة ،
سأرسل لكما مبلغاً ماليا كل شهر. تحياتي "
وسقطت مغشياً عليها ، سقط ذلك الجبل الشامخ المتشامخ أمام كل تلك الانفجارات
التي هزت جذوره ، تهاوت كورقة تلاعب بها رياح الخريف التي تعبث بأرواح الأوراق
الهائمة ، لقد توقف ذلك النبع الذي يغذيها بالحياة وتلاشى الأمل الذي طالما انتظرته .
والآن هاأنا ذا أنظر إليها وهي راقدةٌ في فراشها الأبيض الناصع كزهرةٍ انطفئت
ألوانها فغدت شفافة يُلمح مابداخلها بسهولة ، بعد أن كانت قوية صامدة في وجه
الأيام تتصنع القسوة أحيانا لتُربي صغيريها اليتيمين وتحميهما من تخاطُف الذئاب ،
حياتها كانت قصة تضحية جميلة مثل القصص الخيالية التي تُسرد للأطفال قبل النوم ،
ولكنها الآن ترقد محطمة الفؤاد ، مهيضة الجناح،تقلبها الأيدي الجافة المتعبة .
لم أفقد الأمل يوماً ،أخذت أبعثُ له شهريا رسالة أذكره فيها بطفولتنا
التي زينها قلب أمنا الضعيف ، ذكرته بأيامنا السعيدة كما ذكّرته بأيام حزننا وألمنا ،
ذكّرتُه كيف ضعُف قلب أمنا بسبب الحادث الذي تعرض له حين كان صغيرا ،
وذكرته بوعوده لها كما أعدت عليه وصية والدتنا الأخيرة ، لم أُطالبه بالعودة ،
فقط كل ماطلبته منه زيارة واحدة ،
زيارة قد تُحدث معجزةٍ ما .
ومر عامين، ومازلت أنتظر،كلما سمعتُ صوتاً خلف الباب انتفضت ،
وكلما لمحت خيالاً في الحديقة يشبه خياله ارتعش قلبي طرباً ، ومازلتُ أنتظر.

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
╠ طيــــر ومهاجـــــر : قصّــــة ╠
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: