☚ عامريّات : من يرفع الظّلم عنــكَ .. يا جبّــــار ؟ ☚

عامريات : من يرفع الظلم عنك يا جبّــار؟ !
بقلم: طلال العامري : ( صوت العراق )
نجحت خلال السنوات الماضية من كبح جماح نفسي التواقة للدخول بمنزلقات العمل
السياسي أو حتى المجتمعي عبر الكثير من الأحزاب والمنظّمات الجماهيرية ممن
ولدت عراقية الأب والنسب أو تلك التي شكّلتها بعض الدول أو غيرها التي توالدت
بعد الاحتلال معتمدة على مال العراق الذي كان بيد المحتل أصحاب الدكاكين ،
عفواً الأحزاب أو المنظّمات الذين نعرف عن جهل الكثيرين منهم ممن لا همّ لهم سوى
الارتزاق وقد كان لهم حتى وإن أتى من ( مجاري أو منهولات ) خارجية ( وسخة ) !! ..
لا ينكر أحد أن النظام السابق اعتمد سياسة الحزب الواحد أو حتى غيره ممن
يحمل اسماً آخر فيما يكون الجوهر مؤمن بفكر الحزب القائد الذي قدّمت له
الكثير من القرابين ممن كانت تحمل أفكاراً مغايرة رغم التقائها مع الجميع بمرتكزات
لا ترضى أن يتم التطاول على البلد ونقصد العراق الذي ( تروح له فدوه )
كل المسؤولين والأحزاب والسياسيين وبعدهم أفراد الشعب ! ..
قد يتعجّب البعض عند تقديم الساسة وتأخير الشعب ،
لأن المواطن تعوّد على مقولة أنت تضحي وهناك من ( يستفيد ) ! ..
كثر استفادوا من كل الظروف التي مرّت على العراق ، لكن ماذا عن أولئك الذين
أغدقوا بالعطاء حبّاً بالوطن ولم يكن نصيبهم سوى الإهمال أو حتى ( النفي ) إلى
أماكن لا يتم فيها سماع صوته ! .. من تعوّد أن يرفع الصوت في الزمن السابق ،
لا نعتقد أنّه يخشى من رفعه في هذا الزمن الذي نشهد فيه الكثير من الانفتاح ..
غداً أو بعد غد سيكون للقضاء العراقي جولة من خلال محكمة بداءة الكرادة التي
ستنظر في الدعوى التي رفعها الرياضي العراقي لاعب كرة القدم في الفريق العريق
القوّة الجوية الذي لم يلب دعوة القائمين على نادي الرشيد للانضمام لفريق ( الحكومة ) ! .
هذا الرياضي الذي أجدني أتعاطف معه ، لأنّه مواطن عراقي أولاً ورياضي كان يلعب
كرة القدم ثانياً ! .. جبار حميد الذي تحوّلت أنامل يديه وقدميه إلى تماثيل متموّجة تعكس
حال اليدين اللتين تعرضتا إلى أشد أنواع التعذيب التي لا يرضى بها أي عرف أو دين ،
لأن الإنسان هذا الكائن المنزّه من الخالق جلّ في علاه يجب أن تصان كرامته ويحترم
ومن تعرّض إلى أي مضايقات ، فالقانون يجب أن يحكم له ويعوّضه عن الذي لاقاه
ودفع ثمنه من سنوات عمره سواء كان ذلك خلف القضبان أو أمامه أو تحته عندما
انتهكت الحريات !! .. نحن نقول لمؤسسة السجناء السياسيين ، من أوجدكم أراد
أن يعوّض الآخرين من خلالكم ، لكنّكم نسيتم أو تناسيتم أسماء كثيرة لأنّها لا تتبع أحزابكم
أو هي تتطابق مع ميولكم ، لذا نراها دائمة البحث عن حقّها الذي أغتصب في السابق
وسرق في الزمن الحاضر الذي كنّا نتمناه أفضل ، لكن هيهات أن نرى الحقوق هي
من تبحث عن أصحابها كما يحدث في الدول الأخرى ، لأننا في العراق من النادر
أن نبحث عن أصحاب الحقوق هذا إن لم يتم ( لطشها ) ! ..
رغم الكثير من الأقاويل التي وجّهت للقضاء العراقي والقانون أو مفردات الدستور ،
إلا أنني بقيت أثق بالقضاء العراقي بصورة عمياء ، لأني لا أريد أن أفقد الأمل
الذي أراه سيعيد العراق إلى ما أتمناه أن يكون عليه ، أترقب حكم القضاء العراقي
بقضية جبار حميد الذي يمتلك كل الأدلة والبراهين التي تثبت أنّه كان سجينا
ومعذباً سياسياً ، ضحى بالصحة والمال والجاه بسبب قول كلمة أو كلمات
كفلها له الدستور ( نعم ) لكن الأدوات التي كانت تسرح وتمرح ،
هي من هتكت حرمة ( جبار حميد ) الذي أصبح لسنوات من المغضوب عليهم ! ..
القانون سينصف جبار لأن القضاء العراقي العادل لا يرضى بالظلم ...
نترقب أن تنال حقوقك يا جبار ، رغم علمنا أن الكثيرين سرقوا حقوقكم
وتاريخكم وتضحياتكم ، وهاهم ينعمون بخير العراق الذي أغدق على أناس
يعدّون من تجار الفرص .. من ينصف أصحاب الحقوق ؟ ..
سؤال ينتظر الإجابة ونتمنى أن لا تطول مدّة الانتظار ... دمتم ولنا عودة ..