الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 1028تاريخ التسجيل : 07/01/2010الابراج :
موضوع: واقعنا اليوم اصبح مختلاً متذبذباً الأربعاء 13 فبراير 2013 - 17:53
واقعنا اليوم اصبح مختلاً متذبذباً
من المؤسفِ جداً أن يتصارع ويتقاذف أبناء الوطنِ الواحدِ وتصبح الأجواء مشحونة ساخنةً تؤدي الى الكثير من المشاحنات السلبية التي تتسبب في المزيد من الفجواتِ والاختلافاتِ بين أبنائهِ..
فنحنُ اليومَ أصبحنا متفرقين كالأحزابِ وكل حزبٍ بمالديهم فرحون .. وكم كنتُ اتمنى أن تسخرَ الأفكار والأقلام الى كل ماهو نافع ومثمر وبناء .. لاسيما فيما يخصُ قضايا الوطنِ والمجتمعِ ..
ولكن الغريب أن التأويلات والتراشق بالعباراتِ والإيحاءات التي في واقعها لاتنمُ الا عن جهلٍ يكادُ يكون غير مألوفاً في مجتمعنا العماني وما هذهِ الترهات التي تحدثُ بين الفينة والأخرى إلا إضعافاً لتماسكِ أفرادِ المجتمعِ والزجِ بهِ في براثن التطرفِ والشقاقِ الذي يشتتهُ ويضعفُ قواهُ..
الا أن الغالبية العظمى من المحسوبين على الثقافة العمانية باتوا من أكثر الأشخاص الذين يروجون لمثل هذه الترهات .. فأصبح التنافر والاختلاف واضحا وفي ذاتِ الوقتِ مربكاً سيّما اذا ما تحول من نقاشٍ موضوعي الى جدلٍ بيزنطي لا يؤدي الى نتيجةً إيجابيةً بل ينصبُ في جانبا شخصيا عقيما..
ومن هنا وجِبَ التساؤل الى متى ولمصلحةِ من هذا الإختلاف .. فإن المطلع على الأحداثِ والكتابات يدركُ تمام الادراكِ أن واقعنا اليوم اصبح مختلاً متذبذباً بل وكل طرفٍ من أطرافِ الحوار لا يهتم بمناقشةِ جوهرِ الطرحِ ولا ابعادهِ وإنما يقفزُ فوق الطرح ليؤكد من ناحية حقيقة ما يشعرُ به من أمزجة بعيدةً كل البعدِ عن واقعهِ الذي يعيشهُ ..بل ويجبرَ من حولهِ على التوافقِ معهِ وهو لا يملكُ أي حجةً او برهان يؤكدُ صحة ادعاءاتهِ أو اتهاماتهِ ..
فتارةً يتحدثُ بعاطفةً وتارةً أخرى يقلبُ الحقائق ويسمي الأسماءَ بغيرِ مسمياتها . وتارةً أخرى يرسمُ في ذهنهِ صورةً خياليةً لا يمكن تطبيقها على مرئياتِ الحياة بكلِ ما فيها من متناقضاتْ ..
ولعّلي أعرّجُ بكم في عالمنا الذي يكابر عليه الغالبيةَ العظمى من الأخوة والأخواتِ في هذا الشأن .. فمنذ ما يربو على عامٍ أو بقليلٍ والشارع العماني يتناول أكثرَ من قضيّة تشغلهُ عن أولوياتهِ وواجباتهِ التي لا تحثُ على مزيدا من النماء والتحضر والمثابرةِ ولا على ترسيخِ الأمن والاستقرارِ الذي هو من أهمِ الإحتياجاتِ التي تبحثُ عنها كافةِ الشعوبِ ..
ففي الأمسِ القريب استحوذت قضية أحد أعضاءِ وومثلي مجلسِ الشورى على كافةِ مداخلِ ومخارجِ العديدِ من الفئاتِ المجتمعية عاقلها وجاهلها واستنزفت الكثير من وقتهِ وجهدهِ .. ولا تزال بين شدٍ وجذبٍ بين الكثيرين وإلى الآن لا تزال محطِ جدل ونقاش وقبلها قضية التأريخ العماني والمزايدة فيه ثم تلتها قضية حلباتِ التحفيطِ والاستعراضِ .. وها نحنُ اليومَ أمام قضيةً أكثر عمقا وهي قضيّة الإسكان ولاتزال القائمة محملةً بالعديد من القضايا التي تقض مضاجع الوطن وتؤرقُ كيانهِ ..
مما جعل الكثيرين يتعاملوا مع هذهِ القضايا تحديدا ضمن مقاييس ومفاهيم قد لا تكون من الناحيّة القانونيةٌِ والإنسانيّة إلا موضع جدل لا يوصلُ إلى ثوابتَ وحقائق تخدمُ معظمِ الحوارات والمناقشاتِ التي يتعاطاها المختلفون في هذهِ المسألة ..
وهناك العديدِ من القضايا الأخرى ذاتِ الصلة التي يعتقد متداولوها وطارحوها أنها من بين القضايا الوطنية ذات الأهمية البالغة التي يجب أن تكون حاضرةً في جميعِ النقاشاتِ .. ناسين ومتناسين أن لمثلِ هذه المناقشاتِ أثاراً سلبيةً ليست فقط على المتحاورين وأنما على هيبةِ الوطنِ ومكانةِ أفرادهِ ..ومؤسساتهِ .
*لو أن أحدنا وضعَ في الحسبانِ أن جلّ ما نكتبهُ ونتداولهُ لا يعدُ إلا توطئةً للكثيرين ممن يسعونَ للتربصِ بنا واصطيادِ هفواتنا وعثراتنا .. والتي في أغلبِ الأحيانِ نحنُ من يساهم في بلورتها وتصديرها للأخرين دونما مراعاة لأبسط الجوانبِ التي تقول إننا نتداولها ضمن عالمٍ إفتراضي يطلعُ عليهِ كل من يلجُ الى عوالمِ هذا الفضاء الكتروني الذي لا حدود له ..*
وبعدها أتجهنا الى قضيةً أخرى أكثرَ خطورةً وتعقيدا بشقيها الأمني والإجتماعي وهي قضية التجمهرِ والإعابةِ فأخذتْ من النقاشِ ما هو سلبيّ وماهو إجابي فتارةً تكون ذات عاطفةً لا تقبل الحزمَ وتارةً أخرى تكون أداتِ اتهامِ وتشكيك وتنكيل بالقضاءِ والجهاتِ الأمنيّة التي جعلتنا بين مؤيد وبين شاجبٍ مما أدت الى حدوثِ احتقان يؤثر تأثيرا مباشراً على حال المجتمع ويزيدهُ انقساماً واختلافاً أما كان من الأجدى أن تستثمر هذهِ الطاقاتِ الفكرية في التوعيةِ والارشادِ حتى لا تكون مدعاة للتأمتِ والتزمتِ الذي يثقل كاهل الفردِ والمجتمع ..
وما فتئنا الانتهاء من هذهِ القضايا إلا وفوجئنا بقضايا أخرى أكثر خطورةً وتعقيداً ألا وهي قضايا الفسادِ التي فاحت روائحها بين أروقةِ ودهاليز الوزاراتِ والمؤوسساتِ الحكوميةِ في أغلبِ قطاعاتها ..وها نحنُ بين أمرين معقدين بين التسليمِ والقبولِ بواقع مر وبين ما يسمى بالشائعات المركبة والمستهلكة والكل يعززُ حجتهُ بدافع وطني .. مما جعل أجهزة الدولة تتحول إلى أجهزةً شرطيةً بوليسيةً وسخرت جميعِ قدراتها لتقويضِ أي حراكٍ يطالبُ بتوضيحِ الصورةِ الضبابيةِ التي صعبَ فهمها وتمحيصها لدى الغالبية العظمى من أفرادِ وفئاتِ المجتمع ..
ولا تزال هناك العديد من الإشكاليات والمشاكلِ التي كلما تعمقنا في البحثِ عنها نجدنا حيارى مشدوهين من هولِ ما نشاهد ونسمع .. ولم يبقى أمامنا سوى طرحِ مزيداً من الأسئلة .. الى متى سيدوم هذا اللغطِ والى أين سيصلُ بنا ..
أم أن هناك من يجدُ أن هذه الخلافات وهذهِ الشائعات ستبني حضارةً ومجداً برؤية الكترونيةً يتقاذفها الجاهلاء والمتثيقفون والمتشدقون!
والله وحدهُ أسأل أن يجنبنا المصائبَ والفتنِ ما ظهرَ منها وما بطَن وينعمَ علينابالأمنِ والرخاءِ والاستقرار.
واللهُ ولىُّ التّوفيق.
منقول
حبيب حنا حبيب عضو فعال جداً
الدولة : الجنس : عدد المساهمات : 21916مزاجي : تاريخ التسجيل : 25/01/2010الابراج :
موضوع: رد: واقعنا اليوم اصبح مختلاً متذبذباً الأحد 24 فبراير 2013 - 14:39
كـلامكم أصابَ ( كبـــد ) الحقيقــــة ! تسلم ألنــا عزيزينا أخـــــــي يوسف صادق ! حياكــم الله .