* يقول الرّامي : اعلّمه الرماية كل يوم فلما آشتد ساعده رماني * ويقول الشاعر : وكم علمته نظم القوافي فلما قال قافيته هجاني * ويقول المعلم : تعلم الأبجديه والأرقام مني فلما أصبح عالماً نفاني * ويقول الأب : سعيت في الأرض من أجل راحته فلما أصبح عاقل صاني * ويقول الجزار : وكم اطعمته لحم الخراف فلما صار ذا كرش وطاني * ويقول الراعي : وكم رعيت العنز بعد شرائه فلما أعلن الشّــبع شراني { نكران الجميل من شيم اللّـئام } لا يستغني الناس في هذه الحياة عن بعضهم البعض، فلا يستطيع إنسان أن يعيش وحده . ومعنى ذلك أن هذا الإنسان سيؤدي إلى الآخرين بعض ما يحتاجون إليه، كما إنه سيأخذ منهم بعض ما يحتاج إليإلى الاعتراف بالجميل وعدم نكرانه، فعن جابر بن عبد الله قال : " من أُعطيَ عطاءً فوجد فليجْز به، ومن لم يجد فليثن فإن مَن أثنى فقد شكر، ومن كتم فقد كفر، ومن تحلَّى بما لم يُعْطَهْ كان كلابس ثوبَي زور" . ـ أما أن يحسن الآخرون إلى أحدنا فلا يجدون إلا نكرانًا فهذا دليل على خِسَّة النفس وحقارتها؛ إذ النفوس الكريمة لا تعرف الجحود ولا النكران، بل إنها على الدوام وفيــه معترفة لذوي الفضل بالفضل .. * وقال الشّـــاعر : ولقد دعتني للخلاف عشيرتي ... فعددت قولهم من الإضلال إني امرؤٌ فيَّ الوفـــــاء سجيـة ... وفعــال كل مهـذب مفضـال أما اللئيم فإنه لا يزيده الإحسان والمعروف إلا تمردًا !! { إذا أنت أكرمتَ الكريم ملكته ... وإن أنت أكرمتَ اللئيم تمردا } !! ـ فحين لا يقر الإنسان بلسانه بما يقر به قلبه من المعروف والصنائع الجميلة التي أسديتْ إليه سواء من الله أو من المخلوقين فهو منكر للجميل جاحد للنعمة !!. [ منقــــول ] [/I][/SIZE][/color]