قصّـــــة : جار الخميني وسائق التاكسي !!! بقلــــم / كفاح جمعة كنجي : الموصل ، عام 1980 بعد اندلاع الحرب الإيرانية - العراقية . اِستقل المسكين تاكسي لتوصله للبيت . وبعد الله بالخير ترحيبا وجوابا ، امتدت يد السائق للراديو للاستماع لتطورات جبهات القتال . صدى اغاني الحرب يدوي في كل مكان ، علق السائق يمعود كلها كم شهخ ( شهر) وتنتهي الحرب لقد انتصر ابو عدي !! لم يتحمل الراكب سذاجة السائق فقال موجها نظره اليه : - لن تتوقف الحرب مادام الخميني على قيد الحياة . استغرب السائق مـن كلام الراكب وساله بنبرة فيها غضب : ماادراك انها لن تتوقف الاّ بمــــوت الخميني قال : - انا متاكد من ذلك .. وبعد جذب ونقاش والإصرار على رايه ، قال السائق : شنو انت عميل ايراني !! ؟ اجابه المسكين : لا يا أخي ... انا لست عميل لإيران ، ولكن انا متاكد من ذلك . وما كان من السائق الاّ التوجه بسيارته لأقرب مركز أمن وسلُم المسكين لهم مع تقرير شفهي بمادار بينهما مرفقة بشكوكه أنّ الراكب قد يكون عميل ايراني !! . في دائرة الأمـن اتت اول الأوامر اتفضل وضح لنا كيف ان الحرب لن تتوقف الاّ بموت الخميني ؟؟ من اين لك هذه المعلومة ؟؟ اجاب المسكين : - نعم اقول ذلك وانا مصر عليه ، واجتمع كل عناصرالأمـن حوله وهم على احر من الجمر لمعرفة اسباب اصراره ، وباتوا على استعداد لإبتلاعه حيا قال لهم : - ـ ساوضح لكم الاسباب ... انا ابن مدينة النجف وولدت فيها . ذات يوم جرح ولدي رأس ابن جارنا بعد مشاجرة اطفال ، غضب علينا جارنا غضبا شديدا . حاولت ان اعتذر له مرات عديدة الاّ انه كان يرفض باستمرار، ولسنين عديدة طرقت ابواب وجهاء مدينة النجف وتوسلت جميعهم للتدخل لحل المشكلة التي غدت قضية تؤرقني ، فاستجاب جميع الوجهاء والأئمة والشيوخ والشخصيات الدينية لندائي وابدوا استعدادهم الكامل لحلحلة المشكلة ، وبينت لهم من جانبي استعدادي الكامل لقبول كل شروط الجار من اجل انهاء المشكلة . الا ان محاولات كل الشخصيات تلك لم تستطع ان تقنع جاري بقبول الصلح وحل المشكلة وباءت كل الجهود بالفشل . واخيـراً قررت مضطرا ان اترك النجف ، وانتقلت الى الموصل بسبب ذلك الجار وتلك المشكلة ، واعيش فيها منذ اعوام . هل تعلمون من كان جاري ؟؟ كان الخميني نفسه !!! وهل تعتقدون الآن أنّـه سيوقف الحرب بسهولة ؟؟ !! ( ابني فجخ راس ابنه فجخا بسيطا ) لم يتمكن ولسنين عديدة كل وجهاء النجف من اقناعه بالصلح ، تريدون ان يقبل بايقاف الحرب !! . والله لن اصدق ذلك ، ستستمرالحرب مادام جاري السابق على قيد الحياة . وقد صدق ذلك النجفي !! . لاأخشى ان تنطبق القصة الآنفة على اوضاع بلدنا الداخلية الحالية ، فبين رفض شركاء المالكي ببقائه في رئاسة الوزراء ، وتشبثه هو بالكرسي لن يضطر الناس أن يغيروا سكنهم كما فعل ذلك المسكين النجفي ، بل سيجبرون " حكومة الشراكة الوطنية الحالية البائسة " على المغادرة ليس الى الموصل ، لكن الى الجحيم وبئس المصير .