البيت الآرامي العراقي

بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب Welcome2
بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب Welcome2
بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
بهنام سليمان متي
عضو جديد
عضو جديد
avatar


بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب Usuuus10
بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب 8-steps1a
الدولة : امريكا
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 4
تاريخ التسجيل : 07/12/2009
الابراج : الجوزاء

بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب Empty
مُساهمةموضوع: بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب   بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب Icon_minitime1الأحد 23 مايو 2010 - 0:10

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
التاريخ :
الأحد 09 مايو 2010 12:05:30 صباحاً

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]


وحالت بينهما الحرب

إتكت بساعديها النحيلين على منضدة زينتها، ترنو إلى مرآتها بذلة وانكسار، وبين راحتيها الناعمتين وضعت رأسها الملتهب، ثم ما لبثت أن أنفجرت من عينيها الساجيتين دموع حارة انسابت على وجنتيها فبللتهما، وانحدرت نحو شعرها المتراكم على المنضدة، يريد أن يسدل بين عينيها وبين صورتها الماثلة في المرآة، سدالاً لاتتخطاه نظراتها الحائرة. إنسابت دموعها فرطبته هو الآخر، فقد تذكرت “اسماء” حبيبها الذي تبحر به السفينة عبر البحار مبتعدة عن هذه الديار، وتذكرت ساعة جاء يودعهم، وقد جلست لا تقوى حراكاً، ولا تنبس ببنت شفة، فحتى لغة العيون التي كانت سبيلهما فيما مضى، والتي ألفا التحدث بها بين جمع الخلاّن، لم تسعفهما حينذاك، ولم تقو على المخاطبة، إذ كانت أي حركة بينهما آنذاك كفيلة بأن تفضح ما بينهما، وتقلب جميع الخطط التي وضعاها لبناء مستقبل حياتهماعاليها سافلها،.. فهي زوجة وام لطفلين، و(عادل) يمت بصلة القرابة لها ، فضلاً عن كونه صنواً لها في عمرها، وقد جاء يودع آل البيت، فما منعه ذلك من أن يلقي نظرة أخيرة عليها،تلك التي شاطرته أيامه مذ كان صبياً وحتى أن صار شاباً يافعاً، والتي لم ينبض قلبه بحب غيرها، ولا هفت عيناه إلاّ لمحاسنها، ولولا هذا الجمع الذي تهافت لوداعه، ولولا وقوف زوجها إلى جواره يشدّ على يده، ويرجو له النجاح في جامعات اوروبا، لأنبرت (أسماء) اليه تعانقه وتشبعه لثماً وتقبيلاً، ولصاحت به: (عادل ...عادل ! بالله عليك ... باسم الحب البرئ الذي ربط قلبينا منذ أن وعينا علىالحياة، لا تتركني وحدي طعمة للهواجس والأفكار، اعانى لواعج الهوى، واكتوي بآلام البعاد ... خذني معك الى حيث تذهب، فأنا لا اطيق البقاء دون أن اراك، ولا اقوى على فراقك، بيد أن تلك العاطفة المتأججة في حناياها، وذلك الشعور الغامض الدافع بها للأفصاح عن مكنونات قلبها، حبستهما بين جنباتها، وتمكنت من كبتهما حتى خلت الى نفسها، فتفجرت ينابيع عينيها، واطلقت لدموعها العنان حتى أحمرت مآقيها، وتورمت تلك العيون الحور التي ما خلقت الاّ لتبعث السحر والفتنة فيما حولها، ثم أسبلت جفنيها وقطرات الدمع ما زالت عالقة بأهدابها لم تجف بعد، واخذتها سنة من الكرى لم تستفق فيها الاّ على صوت زوجها يناديها (اسماء ... اسماء ! أي خطب ألمّ بك ؟ ما لك جزينة كئيبة على هذه الصورة ؟ فركت عينيها ببطء تريد أن تزيل عنهما آثار البكاء،ثم اجابته بهدوء: لا شئ .. صداع خفيف انتابني ، آمل أن يزول سريعاً، شكراً لأهتمامك بيّ.

كانت الباخرة حينذاك تمخر عباب البحر، وعلى ظهرها فتى بجسمه الواهن فقط، أما قلبه فقد تركه على أرض الوطن، يرعى الحبيبة الغالية ، ويكلأها بنبضاته التي لا تتوقف، ولم يكن هذا الفتى سوى (عادل) الساعي الى طلب العلم وكسب المعرفة ليصبح أهلاً لتلك الفتاة التي قال أهلها وذووها عنه، أنه انسان واهن القوى، ضعيف الهّمة، لن يستطيع كسب عيشه في مقبتل أيامه، وأنه وان كانت تربطهم به وشائج النسب ، الاّ أن “اسماء” الفاتنة الغيداء، لا يمكن تزويجها منه ، بل عليهم أن يجدوا لها زيجة موفقة ينتفعوا منها مادياً، ولم يكن ذلك بصعب المنال عليهم، ففي مباهجها وسحرها وفتنتها ما يرتمي عليها اصحاب المال، طلاب الحسن والجمال، وقد وجدوا بغيتهم في شيخ مسن ثري، راح يساومهم، ويغدق عليهم من امواله الوافرة، ما اعمى باصرتهم، فدفعوا بهذه الصبية الرائعة ألى احضانه، دون أن يراعوا عاطفة فيها، أو ميلاً في نفسها، ساقوها اليه مرغمة كما تساق الشاة الى الجزار، هاصرين حبها الطاهر تحت اقدامهم القاسية، . غير أن هذا الزواج وان كان قد اسلم الحبيبين إلى الأحزان ، ودفع بهما الىهاوية الحرمان، لم يضعف من همتهما، ولم يحبط آمالهما ، بل ذهبا يرتشفان من خمرة اللذة البريئة، والحب العذري، ما طاب لهما، دون أن يمسا رباط الزوجية بأمر مشين، لقد بدأ الحبيبان يعيشان على أمل الغد المرتجى ... على بصيص من نور واهٍ ، على غدّ قد يكون نيراً، فيتمخض عن حدث جديد يعيد اليهما سعادتهما المنشودة، وقد يكون قاتماً فيبقى على سواد أيامهما ، ويزيد من بلة طينتهما، ... لقد احجم (عادل) عن الزواج ، بعد ان انهار صرح احلامه ، وأبى ان يشارك في حياته فتاة أخرى غير معبودته “أسماء” وأقسم أن يقارع الزمن،فأما أن يذوي عوده منتظراً، وأما أن تنطفئ ذباله هذا الزوج الهرم السالب سعادته والحائل دون تحقيق مأربه، وحينذاك ينال مبتغاه ويصل الى غايته. لقد حاولت “ اسماء “ أن تثنيه عن عزمه وتكسر عزوبته، وتصرفه عما أبتغى، موضحة له أنه لا يزال في شرخ الصبا، وان الحياة فسيحة واسعة، ستفتح امامه مصراعيها، وسيجد من الفتيات خيراً منها، الاّ أن ذلك ما زاده الاّ صموداً واصراراً على موقفه، الأمر الذي جعلها تقدر فيه نبله وتضحيته وشهامته، فتزداد له حباً، وبه ولهاً اندفع “عادل” في الحياة يخوض غمارها، وينازل شدائدها، ويعرك صعابها، حتى عنّ له الأمر واستقر به المقام في احدى جامعات اوروبا، يرتشف العلم من مناهلها وسارت به الايام بطيئة متثاقلة تحمل بين جوانبها رسائل الحبيبين البعيدين، فهو يكتب اليها يمنيها بالآمال الجسام واللقاء القريب، وهي تكتب له شاكية باكية الآم البين، حتى كان يوم تلقى منها رسالة تعلمه أن يتعجل العودة الى ارض الوطن، لأن الحياة التي شحت عليهما في العطاء بما مضى ، قد أجزلت في سخائها اليوم، وصروف الدهر التي وقفت سابقاً حائلاً دون اكمال سعادتهما، قد ازاحت عن طريقهما، كل عائق، فقد رحل الزوج الشيخ الى رحاب ربه، وتحررت من كل قيد، فالعبء الذي أثقل كاهلها انزاح عنها، وانها في انتظاره لبناء عشهما المرتقب. فرح الفتى وانتشى صدره للنبأ السار، فها هي احلامه قد تحققت وان كان بعد انتظار، وليس امامه سوى هذه الاشهر القلائل لينهي دراسته، ويعود الى الحبيبة مرفوع الرأس، فكتب اليها يبلغها عن مبلغ سعادته وارتياحه، ولن يطول الوقت به كثيراً حتى يكون بين الأهل والأحباب، فأرتاحت نفسها واطمأن قلبها، وبدأت تعد الأيام الباقية يوماً بعد يوم، وتنتظر الحبيب العائد على أحر من الجمر، لكن يا لخيبة أملها وتعاسة حظها، فقد اندلعت الحرب العالمية الثانية على حين غرّة ، واشتعلت نيرانها في اوروبا اشتعالا النار في الهشيم ، وانقطعت السبل، وتوقفت أخبار الطلبة عن أهلهم وذويهم، وظلت تكتب الرسال الواحدة تلو الاخرى وما من مجيب، فأنكفات “اسماء” مرة اخرى تبكي سوء طالعها، وتدواي اشجانها وتنتظر الاّتي، من يدري ماذا تخبئ الأيام بين ارديتها.

*هذه القصة هي الأخرى من نتاج اواخر العام 1949م وهي تعكس صورة تلك الايام الخوالي من القرن الماضي ~
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
بهنام سليمان متي : وحالت بينهما الحرب
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: