في إحدى المرات ذهبت كي أفتقد رجل مسنّ في منزله ؛ لأنّـــه لم يأتي الى الكنيسه منذ فترة طويلة وليس له من يخدمه سوى آبنه وعندما دخلت منزله البسيط لم أجد آبنه فسألته أين آبنك يا أبي ؟ فقال : أنّـه في الشقة التي في الدور العلوي يجلس على حاسبه الآلي يتحدث مع أصدقائه ليـلاً ونهاراً على الأنترنت . فقلت له : وهل يتركك وحدك دون أن يتحدث معك ؟ قال : نعم يوميـاً على هذا الحال لدرجة أنّـي تعـوّدت على هذا الوضع المتكـرّر! فقلت له : وإذا أردت أن تتحدث اليه فماذا تفعل ؟ فآبتسم في خجل وقال : أنزع وصلة الهاتــــف التي هنا كي افصـــلُ عنه الأنترنت فوق ؛ فيكلمني ويقول لي : ماذا فعلت ؟ فأقول له : بأنني تعثرت في سلك الهاتف وأنا ذاهب الي الحمام فنزعته دون قصد من مكانه ! فأبتسمت وقلـتُ له : وأنت كـم مــرّة في العاده تتعثر يوميا في هذا السلك ؟ فقال لي : مرتان كل ساعه .. ياله من حنان أب تجــــاه جفاء أبن !! هكذا يفعل الله معنا كلما آبتعدنا عنه وهجرناه !! . يهز سلك حياتنا كــــلّ يوم ؛ كي نقوم بالإتّصال به ، فيسمح لنا أن نمر بتجارب ، كي يسمع صوت صراخنا وطلباتنا اليه ، فيسرع إلينـــا ليلبّـي طلباتنـــــــا ! * منقول للفائــــدة *