البيت الآرامي العراقي

النقش بالحناء – حنان كوتاري Welcome2
النقش بالحناء – حنان كوتاري 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي

النقش بالحناء – حنان كوتاري Welcome2
النقش بالحناء – حنان كوتاري 619888zqg202ssdr
البيت الآرامي العراقي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

البيت الآرامي العراقي

سياسي -ثقافي-أجتماعي


 
الرئيسيةالرئيسيةبحـثس .و .جالتسجيلarakeyboardchald keyboardدخول

 

 النقش بالحناء – حنان كوتاري

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Dr.Hannani Maya
المشرف العام
المشرف العام
Dr.Hannani Maya


النقش بالحناء – حنان كوتاري Usuuus10
النقش بالحناء – حنان كوتاري 8-steps1a
الدولة : العراق
الجنس : ذكر
عدد المساهمات : 60699
مزاجي : أحب المنتدى
تاريخ التسجيل : 21/09/2009
الابراج : الجوزاء
العمل/الترفيه العمل/الترفيه : الأنترنيت والرياضة والكتابة والمطالعة

النقش بالحناء – حنان كوتاري Empty
مُساهمةموضوع: النقش بالحناء – حنان كوتاري   النقش بالحناء – حنان كوتاري Icon_minitime1الأربعاء 6 مارس 2013 - 19:44

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]


– March 6, 2013






حنان كوتاري[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
كثيرًا ما نختار الشقاء لأنفسنا، ثم نلوم القدر والحظ العاثر.
تركت سيارتي في الشارع الرئيسي وأتممت سيري مشيًا على الأقدام، فالحي العتيق في هذه المدينة ضيق وكثير المنعطفات والمنعرجات، شأنه في ذلك شأن أمثاله بالمدن المغربية، كانت شمس عشية ذاك اليوم باهتة، تطل في خجل من وراء سحب صيفية شديدة البياض، تأتينا أشعتها دافئة لطيفة تعلن عن دنو وقت الانصراف.
وضعت يدي في جيبي معطفي. وسرت في الدروب الطويلة المتصلة، كانت الدروب تتسع أحيانًا وتضيق أحايين كثيرة كأنها الحياة بأزماتها، وكانت خطواتي بطيئة توهم الناظر إليّ بأني سائح يتريث في مشيه بغية التأمل فيما يخلفه الزمن للإنسان من أسرار تذكره بمرور العصور وتعاقب الأجيال؛ لكن بطء خطواتي في الحقيقة كان ناجمًا عن مرض ألّم بالجسد فأوهنه، وإن كنت وقتها في أزهى فترات العمر… الشباب.
لم تكن البيوت متعددة الطبقات، كان معظمها يتكون من الطبقة الأرضية والسطح، ولم تكن هناك مساحات خضراء تفصل بينها، وإنما التصق كل بيت منها بالبيت المجاور له، فعزفت جميعها لحنًا دافئًا جعلني أرثي لحال الجدران الشاهقة التي ربت فينا الأنانية والانغلاق، وأنستنا أن الإنسان بالإنسان يحيا، بدت البيوت يومها، كأنها طفل فقير يتيم يرتدي حلة جديدة في يوم عيد؛ لكن جدة الحلة لم تفلح في إخفاء ملامح فقره ويتمه، الشقوق التي تزخرف الحيطان، والأجزاء المتآكلة من الأبواب الخشبية أو المهدمة من بعض السطوح، والغلاف البلاستيكي الشفاف الذي حل محل الزجاج في النوافذ.
هذا كله لم يفلح في إخفائه رداء الجير الأبيض الذي ألبسه أصحاب البيوت لبيوتهم، استعدادًا لاستقبال الباحثين عن الكراء من الزوار الذين يفدون إلى المدينة طلبًا للمتعة بالشاطئ القريب منها أو طمعًا في بركة وليها الصالح.
كانت الدروب رغم ضيقها تعج بأمواج من البشر يجمعها المكان وتفرقها النيات والمقاصد، ومن هؤلاء البشر باعة بعضهم افترش الأرض، وبعضهم اتخذ من الغرف المطلة على الدرب دكاكين، وهكذا تحول الحي العتيق إلى سوق تعرض فيه ألوان شتى من السلع، وتنبعث من أماكن مختلفة منه رائحة الشواء والسمك المقلي، وتختلط فيه أصوات تدعو القريب والبعيد إلى الاقتراب لاقتناء سلعة ثمنها مناسب وجودتها عالية، بأصوات دافعي العربات الصغيرة الذين يحذرون الناس من الاصطدام بهم بعبارتهم المعروفة بلاك ـ بلاك فيضطرونهم إلى التنحي جانبًا ليتمكنوا من المرور.
تراءت إلى عيني من بعيد القبة الخضراء والصومعة فغمرتني مشاعر فرح غريبة، وتسارعت خطواتي، ونسي جسدي وهنه، واندفعت نحو القلب النابض للحي العتيق.
في الدروب القريبة من المسجد والضريح يكثر بيع أنواع محددة من السلع مثل الأواني الفخارية والخزفية، والحلي التقليدية، والأعشاب، والتمر والفواكه الجافة، كما يكثر اعتراض النسوة والفتيات طريق المارة رجالا ونساء ودعوتهم إلى النقش بالحناء، ولا تعجب من هذا، فالعادات الحديثة تبيح النقش للجميع، كما أن دكاكين النقش بالحناء، ذات مهام خفية لا يعلمها سوى روادها.
بعد رحلة طويلة في دروب الحي، وجدت نفسي بالساحة الممتدة أمام الضريح والمسجد، رغم زياراتي الكثيرة للمدينة، لم يحدث من قبل أن قصدت هذا المكان أو ألقيت عليه نظرة عابرة، نزعت نظارتي السوداء ووقفت أتأمل الأبواب والنوافذ والزخرفات، أتتبع حركات المتسولين وأنصت إلى توسلاتهم ودعواتهم، أتفحص وجوه زوار الضريح. وأحاول تخمين حاجة كل واحد منهم، مستعينًا في ذلك بعلامات التفاؤل أو اليأس أو الحرج أو الفضول التي تبدو على صفحات الوجوه، وبينما أنا كذلك، إذا ببصري يقع على فتاة تنظر إليّ بنظرات متسائلة مترددة، وكأنها ظنتني للوهلة الأولى الرجل الذي عرفته منذ زمن، ثم حال تبدل ملامحي وغرابة لباسي دون تأكدها من صدق ظنها، وعندما التقت نظراتنا اقتربت مني وسألتني
أ أنت هو؟
أجبتها نعم. أنا هو؟
انفجرت ضاحكة وهي تقول من نهار دفنوه ما زاروه ، ثم تجاذبنا أطراف الحديث، علمت أنها تركت العمل بالدكان القديم بعدما تشاجرت مع صاحبته، واكترت دكانًا صغيرًا مع زميلتين من زميلاتها، ثم ما لبثت أن استقلت بالعمل وحدها، بعدما اختفت إحداهما مع سائح خليجي، وسافرت الأخرى إلى الدارالبيضاء؛ لأن شارع عين الذئاب كما سمعن خير كثير ، وفي مجرى حديثنا سألتني عن صديقي عبد القادر الذي كنا نلقبه حليم ، خرجت الكلمات من فمي متعثرة حزينة
حليم في المستشفى
شهقت الفتاة وهي تضرب صدرها بيديها وسألتني عن مرضه
قلت أصيب بمرض…
وقف بجانبها طفل صغير جرها من جلبابها وطلب منها نقودًا، لكنها نهرته، تفل عليها، وجرى نحو سيدة تستعد للدخول إلى الضريح.
قالت وهي تنظر إليه يسأل السيدة إنه ابني
سألتها تزوجت؟
ضحكت ضحكتها الماجنة وهي تضرب كتفي بيدها اليمنى وقالت أمجنون أنت أتظن أن مثيلاتنا يتزوجن؟ أنا لا أستطيع تحديد والده الحقيقي، وكيف لي فعل ذلك؟ إنهم كثر ثم اقتربت مني وهمست إلي
أخبرني ما حاجتك فأقضيها لك؟
فهمت قصدها فاعتذرت بلطف، وعندما أدركت أنها لن تجني منفعة من لقائي ودعتني، وهمت بالانصراف، لكني استوقفتها قائلا حليم مريض بالسيدا….
سألتني بسذاجة وما السيدا…..؟
ابتسمت وأجبتها مرض خبيث.
دعت له بالشفاء وسألت الله الصحة والعافية ثم انصرفت
ظللت مكاني أجول ببصري بين دكاكين النقش بالحناء والمسجد والضريح، كانت السماء تبدل زرقتها بحمرة سرعان ما تتحول إلى سواد، وكانت الطيور تتسلل بين السحب في أسراب منظمة، وكان المؤذن يؤذن لصلاة المغرب، لبست نظارتي وبدأت رحلة العودة إلى مدينة الدار البيضاء؛ لأستعد للدخول إلى المستشفى، فقد بلغ مرضي مرحلته الأخيرة… ولم يتبق وقت للانتظار.
السَّـــرَاب
توحدت ذاتهما مع الجدران المتآكلة… في محاولة بحث متهالكة… عن ضجيج مرح ينفث الدفء في الغرفة المظلمة الباردة.. في تلك الليلة الشتوية التي يتوشح جيد قصعات الكسكس أو الرفيسة فيها بقلادة من الأصول و الفروع و فروع الفروع… احتفاء بقبلات السماء الحنونة.
ليلتها، أدركا أن الغرفة منذ سنوات خلت، مظلمة، باردة ، لا تنتشي نشوة الفرح و النور إلا للحيظات متباعدة حينما يطرق الباب عابر سبيل حملته رياح مشاغله الحياتية إلى مكان قرب المكان، فتذكر الأبوين القابعين في الغرفة فوق السطح، وينقضي اللقاء قاتما ينوء من ثقل الوحشة نرعى سرابا؟
وتستشعر نفس منها سخونة أنفاس الأجساد الطرية وهي تفتش مغمضة العينين عن منبع الغذاء الأبيض الصافي، ثم يعقب الذكرى تنهد ينشد عجبا للإنسان حينما يقسو وينسى
انتشل النداء المقدس الفؤادين من هاوية الانفطار، تدثر الشيخ بجلبابه الصوفي وخرج قاصدا المسجد، تعثر في طريقه برسوم وكلمات كلما عزم على محو أثرها وإسكات صوتها الناطق بحقيقة الماضي البعيد، ناشدته حيطان السطح أن يحفظ حرمتها ولا يهتك سترها، تابع الشيخ طريقه، واستقبلت زوجته القبلة تسأل الله بنبض صادق حفظ شجيراتها الثلاث.

روابط ذات صلة:

3398

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
النقش بالحناء – حنان كوتاري
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
البيت الآرامي العراقي :: الثقافية , الادبية , التاريخية , الحضارية , والتراثية Cultural, literary, historical, cultural, & heritage :: منتدى القصة والخواطر والحكم والأمثال The story & music Forum & proverbs-
انتقل الى: