ظافر العاني مالك ورجالات الغيرة والشرف - العارف الراوي

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

ظافر العاني مالك ورجالات الغيرة والشرف

شبكة البصرة

العارف الراوي

ظافر العاني ترى ما سبب فزعك من خطبة خطيب الجمعة في ساحة الاحرار في مدينة الموصل؟ لنتكلم بصراحة مطلقة دون اللجوء لعبارات المغازلة ولنضع الامور على الطاولة ونتحدث عنها بكل شجاعة , هل سبب فزعك الحقيقي هو انك وضعت نفسك كأحد ركائز العملية السياسية والحكومة الطائفية التي راح خطيب الجمعة ينتقدها بأشد العبارات والتي اراها قليلة بحقكم قياسا بما فعلتموه ببلد العراق وشعبه ام ان السبب الحقيقي هو ان خطيب جمعة ساحة الاحرار لم يتماشى مع رغباتكم الحزبية ومشاريعكم الفئوية الضيقة! وانا متأكد انك انزعجت وانعقجت للسبب الاول والثاني بالأخص , هل تعرف ما هو الفرق بين مشروعكم ومشروع احرار العراق؟ بكل بساطة أن مشروعكم هو مشروع طائفي عنصري فئوي ومشروع الاحرار مشروع وطني عروبي وحدوي , انتم تريدونه سني وهم يريدونه عراقي انتم تريدونه منفعة شخصية وحزبية وهم يريدونه منفعة عامة دينية ووطنية أنتم تريدون بقاء القهر والظلم والاستبداد والمحاصصات البغيضة وهم يريدون زوال القهر والظلم والمحاصصات انتم تريدون اصلاح النظام العميل المجرم الفاسد وهم يريدون اسقاطه جملة وتفصيلا انتم تريدون اذلال العراقيين وزجهم في سجون الذلة والعار وهم يريدون كرامة العراقيين وتخليص الاحرار والحرائر المغتصبات من سجونكم المجرمة والخلاص الوطني فشتان ما بين المشروعين , وليس بالضرورة ان كل من اراد ان يخاطب الناس ويوجههم للوجهة الصحيحة ويصور لهم الواقع المؤلم وسبل الخلاص والتحرر منه ان يكون ذا حنكة في التملق والانبطاح المخزي فمنصات الخطابة لا تحتاج لزيف سياستكم الالتوائية و العرجاء بل تحتاج لرجال يمتلكون الغيرة والكرامة لبلدهم ولشعبهم , نعم منصات المعتصمين والمنتفضين تحتاج لرجولة تقطع دابر المشروع الصفوي الفارسي ولا تحتاج لسياسة العمالة هذا كل ما في الامر , ان كلمات خطيب جمعة ساحة الاحرار كانت في محلها واصابت الهدف مباشرة وبدون أي خطأ والدليل على ذلك هو فزعك وفزع حكومتك التي ستتهاوى قريبا بإذنه تعالى لقد كانت كلماته تصب في مصلحة الشعب العراقي واهله لقد قالها وبكل جرأة وشجاعة ان الشعب يريد امرين لا غيرهما اسقاط النظام العميل ودستوره الفاسد وهذا هو جل ما يطالب به المنتفضين الاحرار في كافة ساحاتهم لا كما صورتها يا ظافر العاني بأن المتظاهرين لا يريدون اكثر من تطبيق العدالة وأنا لا ألومك ان كنت لا تعرف مطالب المعتصمين الحقيقية وذلك لأنك خارج العراق وتغرد من هناك كما يحلو لك فلست بصاحب كلمة مسموعة ما دمت بعيدا عن ساحات الغيرة والشرف , فلو تكرمت وتركت الحديث عن ساحات الغيرة والشرف ورجالاتها افضل من ان تضع نفسك في مواقف لا تحسد عليها فمثلك لا ينبغي له ان يتكلم عن الغيرة ومن هو اهلها ومن هو احق بها فلقد عهدناك منذ ان جلست على طاولة الاحتلال مع العصابات المجرمة وقبلت اياديهم , فإياك والجرأة على هؤلاء الرجال النجباء الذين شقوا طريق المخاوف والمخاطر بإيمانهم وغيرتهم ورجولتهم وصدعوا بالحق ونازلوا الصعاب بينما نجدك قابعا خارج الوطن وكل ما تستطيع فعله وانت بين جدران الذل والخنوع والانبطاح تقدح وتجرح (مغازلا بذلك حكومة طهران) وكأنك رأيت نفسك سياسي عصرك الذي لا يضاهيه احد بينما الحقيقة التي تعرفها انت اولا ونعرفها نحن انك لست سوى صغير قياسا مع أولئك الرجال , فأنتم من قمتم بتدمير العراق وشعبه وقتلتموه شر قتلة وشهداء الفلوجة وبيعها من قبلكم لخير مثال فلا تزايد بسياستك الخانعة على الرجال النجباء الشرفاء الذين قدموا لهذا الوطن ارواحهم رخيصة واموالهم زاكية واولادهم وكل ما يملكونه , فليتك لم تتجرأ على سادة القوم وكباره ورحم الله امرأ عرف قدر نفسه , فهؤلاء الرجال عندما يتكلمون فكلامهم من موقع القوة والاقتدار لا من موقع الجبن والخنوع والذل والهوان وعندما يريدون تحرير بغداد فإنهم يعنون ذلك لا كمن باع العراق وشعبه , ثم اذا كانت سياسة اسيادك مع الشعب الثائر تتجسد بالحديد والنار والاغتيالات وعمليات الكواتم والمفخخات فأي سياسة تود ان ينتهجها رجالات الغيرة والشرف؟ فهل اردت قصد سياسة الغزل والارتشاء ام سياسة الانبطاحيين الجبناء؟ واخيرا اقول لك أن العراق العربي وشعبه الاصيل يعود لحاضنته العريقة والعظيمة بين الشعوب والامم برجال الغيرة والكرامة والشرف ورجال البطولات والمواقف المصيرية لا بأشباه رجال باعوا الدين والارض والعرض مقابل فتات الدنيا ومصالح شخصية ضيقة.
7-3-2013

ملاحظة :هذه المقالة جائت ردا مني على على مقالة نشرها ظاهر العاني على صفحته الرسمية على الفيس بوك وهذا رابط المقال
https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=618760214816102&id=100000463883800

شبكة البصرة

الاربعاء 24 ربيع الثاني 1434 / 6 آذار2013