عوائل موصلية في قلب جمال الطبيعة ـ صور

عوائل موصلية في قلب جمال الطبيعة

شهدت مدينة الموصل وضواحيها خلال فصل الشتاء لهذا العام هطول امطار غزيرة احيت الارض الطيبة.. واليوم حل الربيع على أرض الربيعين وتفتحت أمنا الأرض بساطاً أخضر وإزهارا ملونه، وأنداح الشقيّق والبيبون على امتداد السهول والمنحدرات، وتهيأت عوائل الموصل مرة أخرى لهذا المناخ الخاص، جوياً ونفسياً، ففي الربيع تتفتح السفرات إلى مناطق محددة، قرب النهر وعيون المياه والغابات والشلالات، بحثاً عن الهواء الطلق والشمس والجو المفتوح.

وفي الربيع، تأخذ العوائل معها قوت السفرة المكون من النواشف مثل الكبة الموصلية وعروق التنور والطاوة والدولمة والبطاطا المسلوقة واللحوم والبيض مع الطرشي والمخللات والخضراوات والكرزات وتنصب النار على ثلاث حجرات ويوقد خشب او حطب جمعته العوائل من أشجار الغابات ... ثم يسخن الطعام وبعده توضع السماورات والقواري ويعدّ الشاي، شاي السفرات الذي له نكهة خاصة طيبة، خاصة عندما يتناوله المرء في حضن الطبيعة .

وينتشر الأطفال والشبان للعب بالكرة والريشة وقفز الحبال، بينما تتقارب مجاميع العوائل من بعضها وتتعارف وتعقد أواصر صداقة متينة ربما تتطور إلى الزواج والمصاهرة،ففي السفرات تنشأ أواصر قربى جديدة وغالباً ما تنعقد حلقات فرح في الهواء الطلق على أنغام الطبل والزرنة وبمصاحبة الدبكات الشعبية بأزياء الموصليين الفلوكلورية ، ليس من قبل فرق فنية محترفة، وإنما من قبل العوائل المطمئنة إلى بعضها كما لو انها في بيت واحد ، هذا هو الربيع ... ربيع السفرات ... ربيع الاستراحة .. يبدأ مع بواكير الصباح ومع إطلالة الشمس وينتهي مع الغروب حيث تنسحب العوائل تباعاً من أحضان الغابات والشلالات وعيون المياه .. فالموصل تعيش يومها في حضرة جمال الربيع وسحر الطبيعة الزاهية الملونة:

الكاتب: صبحي صبري