الكاردينال خورخي ماريو برغوليو، بعدما صار البابا المنتخب فرنسيس، يحيي الجموع من شرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان مساء أمس.
•
• 2013-03-14
البابا المنتخب اتصل ببينيديكتوس الـ16 على ان يلتقيه اليوم
صباح اليوم يزور كاتدرائية ماريا ماجوري ليصلي للسيدة العذراء
في دورة الاقتراع الخامسة، انتخب الكاردينال الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو (76 سنة) البابا الـ266 للكنيسة الكاثوليكية، فبات الحبر الاعظم الاول يرتقي السدة البطرسية من أميركا اللاتينية، التي تعد أكبر عدد من الكاثوليك وتشعر بأنها لم تنل حقها، والاول من خارج أوروبا منذ أكثر من ألف سنة. وقد اختار لنفسه اسم فرنسيس تيمنا بالقديس المتواضع الذي عاش في القرن الثالث عشر حياة زهد وفقر، وهو ما قد يؤشر لرغبته في التغيير داخل الكنيسة.
ونجح هذا اليسوعي المتقشف والمعروف بتواضعه في غزو قلوب المؤمنين حتى قبل أن يروا وجهه. فمع اعلان عميد الكرادلة جان-لوي توران أن البابا الجديد اختار لنفسه اسم شفيع ايطاليا، اهتزت ساحة بازيليك القديس بطرس بهتافات الحشود وصيحاتهم. وبكلماته الاولى، استحوذ على عقولهم، اذ قال إن الكرادلة ذهبوا "الى آخر أصقاع الارض"للعثور على أسقف روما، مذكرا بالبابا المحبوب يوحنا بولس الثاني، الكاردينال البولوني الذي قال للحشود الاولى التي أطل عليها عام 1978 أن الكرادلة استدعوه "من بلاد بعيدة".
وكان آلاف من المؤمنين تحدوا البرد والمطر وتجمعوا في الساحة رافعين اعلام بلادهم وصلباناً ومسابح، وعيونهم شاخصة الى المدفأة التي تعلو كنيسة سيكستين ترقباً للدخان الابيض، بعدما كانوا حضروا قبل الضهر وانصرفوا عندما تصاعد من المدفأة دخان اسود اثر دورتي الاقتراع الثانية والثالثة.
وقرابة الساعة 19:05 بتوقيت روما، 20:05 بتوقيت بيروت ارتفع اخيراً الدخان الابيض، فقوبل بهدير من الهتافات وموجة مدوية من التصفيق وبقرع اجراس الفاتيكان وروما. لكن البابا المنتخب لم يطل عن الشرفة بلباسه الابيض الا بعد اكثر من ساعة، وبعدما اعلن عميد الكرادلة الفرنسي جان - لوي توران بصوت مرتجف ان "عندنا بابا".
وتنتظر البابا الجديد تحديات كبيرة من احتجاجات داخلية الى اضطهاد للمسيحيين حول العالم الى قضايا اخلاقية وتجاوزات اخرى تشهدها الكنيسة.
وبرغوليو الذي شكل انتخابه أمس خلفا للبابا المستقيل بينيديكتوس الـ16 مفاجأة، يسوعي يصنف معتدلا وذا منحى اصلاحي.
واستناداً الى المعلومات التي تسربت عن المجمع الانتخابي السابق عام 2005، حل ثانيا بعد جوزف راتسينغر الذي صار البابا بينيديكتوس الـ16.
وهذا الرجل الخجول والقليل الكلام اسقف بوينس ايرس ورئيس اساقفة الارجنتين، يحظى باحترام كبير بين اقرانه الذين يقدرون اندفاعه ونمط عيشه المجرد من اي تباه.
وعام 2010، عارض بقوة قانونا يشرع الزواج بين المثليين في الارجنتين حيث الاجهاض محظور. وحمل ايضا على الحق في تغيير الجنس في سجلات الاحوال الشخصية.وعلى رغم المواجهات الحادة بينه وبين سلطات بلاده، رحبت الرئيسة الارجنتينية كريستينا كريشنر أمس بانتخابه وتمنت له "حبرية مثمرة".
وفي ايلول 2012، انتقد الكهنة الذين رفضوا منح سر العماد للاطفال المولودين خارج الزواج، واصفا اياهم بانهم "منافقون"
وفي ظل الديكتاتورية العسكرية في الارجنتين (1976-1983)، ناضل للحفاظ على وحدة الحركة اليسوعية، الا أن ثمة من يأخذ عليه عدم بذله جهودا كبيرة في الدفاع عن حقوق الانسان.
واجرى البابا الارجنتيني الجديد مساء الاربعاء اتصالا هاتفيا بسلفه على أن يلتقيه اليوم. وفي مؤتمر صحافي مقتضب، صرح الناطق باسم الفاتيكان الاب فيديريكو لومباردي بان الزيارة الاولى التي سيقوم بها البابا الجديد ستكون صباح اليوم لكاتدرائية سانتا ماريا ماجوري في روما ليصلي للسيدة العذراء.وقال إنه سينصب الثلثاء المقبل في قداس يحضره عادة رؤساء الدول والحكومات.
إبن مهاجرَين ايطاليَّين فضّل اللاهوت على الصيدلة
وأعاد الى الكنيسة الارجنتينية دورها بعد الديكتاتورية
البابا فرنسيس – في الوسط – الكادرينال الارجنتيني خورخي ماريو برغوليو، يمنح بركته الرسولية الاولى من شرفة بازيليك القديس بطرس في الفاتيكان مساء أمس.
• (أ ب، و ص ف، "الناشونال كاثوليك ريبورتر")
• 2013-03-14
البابا فرنسيس هو اليسوعي الأول يعتلي السدة البابوية، واليه يعود الفضل في استعادة الكنيسة الأرجنتينية دورها.
وباختياره اسم فرنسيس، يستعيد البابا الجديد القديس فرنسيس الأسيزي الذي عاش في القرن الثالث عشر ودعا إلى إعادة بناء الكنيسة في زمن الحروب الصليبية. وكذلك فرنسيس كزافييه، أحد مؤسسي التيار اليسوعي في القرن السادس عشر.
لنعد إلى انتخاب البابا بينيديكتوس السادس عشر، كان الكاردينال خورخي ماريا برغوليو أبرز منافسي الألماني جوزف راتسينغر. وقال كاردينال في وقت لاحق إن المجمع كان "أشبه بسباق متقارب للجياد" بين راتسينغر وبرغوليو. وجاء في وثيقة مجهولة المصدر مسربة من المجمع نشرتها الصحف الإيطالية في أيلول 2005 أن برغوليو حصل على 40 في المئة من الأصوات في دورة الاقتراع الثالثة، قبل اختيار راتسينغر ليكون البابا بينيديكتوس السادس عشر.
وأثار البابا فرنسيس في حينه إعجاب كثيرين. اذ رأى فيه المحافظون رجلاً تصدى لتيارات متحررة في أوساط اليسوعيين، وعده التحديثيون رمزاً للكنيسة في عالم متغير. وهو كان على الدوام من أنصار التركيز على الجانب الاجتماعي للكنيسة بدل المواجهات العقائدية، وتحدث أمام أساقفة أميركا اللاتينية عام 2007 عن "التوزيع غير العادل للثروات"، واصفاً ذلك بانه "خطيئة اجتماعية". ولطالما اعتبر أن الكثير من وجوه الكنيسة منافقون، تناسوا أن المسيح استحم مع مصابين بالجذام وتناول طعامه مع عاهرات تائبات.
البابا الجديد كان له دور كبير في الأزمة الاقتصادية التي عصفت بالأرجنتين، فبرز رمزاً يتصدى لأعباء العولمة على الفقراء. وهو في حياته اختار العيش في شقة متواضعة بوسط العاصمة، وليس في القصر المخصص لرئيس الأساقفة. وتخلى عن سيارة ليموزين كانت موضوعة في تصرفه ليركب الباص. وكان يطهو وجباته بنفسه. ويتفقد على الدوام الأحياء الفقيرة التي تطوق بوينس أيرس ويحنو على مرضى العوز المناعي المكتسب "الايدز". ويبدأ يومه الساعة 04:30 فجراً وينام الساعة 21:00.
وحين يجتمع الكرادلة، كان دوماً يجلس بعيداً من الأضواء، حتى في المجمع الأخير الذي توّجه بابا. ولم يكن يوماً مولعاً بالمقابلات الصحافية، مكتفياً بالعظات. وكانت قلة تعرفه خارج أميركا اللاتينية، أو تذكر قيادته للسينودس عام 2001 في نيويورك بعد هجمات 11 أيلول.
وعلى رغم هذه الصورة المشرقة، وقبل ثلاثة أيام من مجمع عام 2005، اتهم محام أرجنتيني مدافع عن حقوق الإنسان برغوليو بالتآمر لخطف الراهبين اليسوعيين أورلاندو يوريو وفرانسيسكو جاليكس عام 1976، وذلك في ظل النظام العسكري السابق في البلاد، الأمر الذي نفاه الكادرينال بشدة. وكذلك قيل إنه رفض مساعدة أسرة فقدت خمسة من أفرادها، بينهم امرأة حامل عام 1977.
والواقع أن جزءاً كبيراً من إرث برغوليو في الأرجنتين هو عمله على استعادة سمعة الكنيسة التي لم تقف في وجه الديكتاتورية العسكرية بين عامي 1976 و1983. وكذلك إعادته الى الكنيسة دورها التقليدي في المجتمع. وهو عارض بشدة إجراءات الرئيسة كريستينا كيرشنر التي أجازت الزواج لمثليي الجنس. كما عارض قرار المحكمة العليا الأرجنتينية السماح للمثليين بتبني أولاد، وبإجازة الإجهاض في حالات الاغتصاب. ورفض الحق في تغيير الجنس في السجلات الشخصية. لكنه انتقد الكهنة الذين عارضوا منح سر العماد للأطفال المولودين خارج الزواج. وفي عهده أصدرت الكنيسة اعتذاراً في تشرين الأول 2012 عن فشلها في حماية رعيتها. وبرغوليو انتقد انتهاكات حقوق الإنسان في عهد الديكتاتورية، وكذلك ممارسات الميليشيات اليسارية.
وقد استخدم حقه مرتين بموجب القانون الأرجنتيني في عدم المثول أمام محكمة، لكنه أدلى بشهادة عام 2010، واعتبر ناشطون أنها كانت مبهمة.
ومن موافقه كذلك انتقاده بشدة الهجوم على الرابطة اليهودية في بوينس أيرس عام 1994.
النشأة
ولد برغوليو في بوينس أيرس في 17 كانون الأول 1936. ابن مهاجرين إيطاليين من الطبقة الوسطى، والده عامل في السكك الحديد ودرس في مدرسة حكومية. له أربعة أشقاء وشقيقات. كان يطمح إلى دراسة الصيدلة، لكنه حول اهتمامه عام 1958، فدخل جمعية دينية وبدأ دراسة العلوم الدينية، ودرًس الأدب والفلسفة وعلم النفس.
سيم كاهناً في 13 كانون الأول 1969. وبين عامي 1973 و1979 كان الرئيس الإقليمي للآباء اليسوعيين في الأرجنتين، ثم صار عام 1980 خادم الرعية التي تلقى فيها علومه. وفي 20 ايار 1992، عينه البابا يوحنا بولس الثاني أسقفاً على أوكا وأسقفاً مساعداً في بوينس أيرس. وعين رئيس أساقفة بوينس أيرس عام 1998، ثم كاردينالاً في 21 شباط 2001.
وهو يجيد، إلى الإسبانية، الإيطالية والألمانية، فهو حاز شهادة الدكتوراه في فريبورغ بألمانيا. وله رئة واحدة بعدما أزيلت الأخرى في مراهقته.
قارئ نهم لخوسيه لويس بورغيس ودوستويفسكي، وهاو للأوبرا، ويشجع نادي كرة القدم في بوينس أيرس سان لورنزو الذي أسسه كاهن.
فرنسيس الاول البابا الجديد / Påven Pappe Francis 1er
من هنا 
من هنا 
من هنا 
السبت 16 مارس 2013 - 10:33
