أخبار
الكاردينال الراعي والتنشئة المسيحيّة
لقاء في دير مار أشعيا للرهبانية الأنطونيّة في رومابقلم ماري يعقوب
روما, 18 مارس 2013 (زينيت) - بمقابلة أجرتها زينيت مع الأب ماجد
مارون، الوكيل العام للرهبانيّة الأنطونيّة لدى الكرسي الرسولي، تحدّث عن الحلقة
التي ألقاها الكاردينال بشارة بطرس الراعي في كنيسة دير مار أشعيا. وأوضح أن صاحب الغبطة قد بدأ لقاءه
بالصلاة والترحيب بالفعاليات الروحيّة والدينيّة المشاركة، وبعد قراءة انجيل أحد
الشعانين أسهب نيافته في شرحٍ لاهوتيّ وبيبلي للمقطع المذكور.
ركّز الكاردينال على معنى ملكوت
المسيح وكيفيّة عيشه، وانطلاقاً من فكرة الملكوت تطرّق إلى العلاقة بين الكنيسة
والدولة، وعلى دور كل منهما في خدمة الإنسان والمؤمن، وأوضح خصائص، مميزات، واجبات
ورسالة كل من الدولة والكنيسة، ونقاط التعاون والحدود الفاصلة بين الأدوار
المشتركة، وذلك انطلاقاً من تعليم الكنسية الكاثوليكية، وتعاليم البابوات، حيث لا
تناقض أو انصهار أو عدائيّة بل تكامل وتعاون في بنيان الإنسان وتنشئته وتربيته،
وصون حقوقه.
ثمتطرّق الكاردينال إلى التعريف عن
قداسة الحبر الأعظم المنتخب، البابا فرنسيس، واصفاً شعور الكرادلة المشاركين في
الكونكلاف ونيافته واحد منهم، بأن الروح القدس قد اختار البابا فرنسيس ليقود
الكنيسة، وتكلّم عن اختيار البابا لاسم فرنسيس، متيمناً بالقديس فرنسيس الأسيزي،
محب الفقراء ورافع شعار الأخوّة الشاملة، ورجل سلام.
بعدها تكلّم غبطته عن القدّاس الذي
أقامه الحبر الأعظم بعيد انتخابه مع الكرادلة، حيث شدّد قداسته على أهميّة المسير
والبناء والاعتراف بيسوع المسيح المصلوب والقائم من الموت. إذ أنه لا معنى
للبابويّة والكردينالية والأسقفيّة دون الاعتراف بهويّة يسوع المسيح هذه.
أختتم الأب ماجد حديثه مع زينيت بشكر
وجهه لصاحب الغبطة على زيارته للدير وعلى تعاليمه وعلى سهره الدائم من أجل إعلان
البشرى السّارة لكل الناس.
اجتماع مجلس امناء مستسفى تل شيحا زحلة, 18 مارس 2013 (زينيت) - اجتمع مجلس أمناء مستشفى تل شيحا في
زحلة في مطرانية سيدة النجاة برئاسة المطران عصام يوحنا درويش وحضور مديرة
المستسفى الآنسة ماريزا مهنا والأعضاء. بداية الإجتماع كانت مع صلاة للمطران
درويش، بعدها كلمة لسيادته أكد فيها ان رسالة تل شيحا الإنسانية مستمرة وتنطلق من
تعاليم السيد المسيح بمحبة الآخر وخدمته، مؤكداً المضي في الإصلاحات الضرورية على
كافة الصعد بهدف جعل المستشفى مرجعاً استشفائياً في المنطقة.
ثم عرضت مديرة المستشفى التقرير
الإداري لعام 2012 تطرقت فيه الى التحسينات التي تمت في المستشفى من ناحية
الإتفاق مع المؤسسات الضامنة على رفع سقف الإستشفاء وترميم الغرف وتجديد الأقسام ،
والتجهيزات الطبية الحديثة، ودعوة الأطباء الزحليين الموجودين في بيروت للعودة الى
العمل في المستشفى وهذا الموضوع لقي اصداء ايجابية جداً، كما عرضت لتوظيف اشخاص
يحملون شهادات جامعية واصحاب كفاءة في مناصب ادارية.
وابدى المجتمعون تقديرهم للعمل التي
تقوم به المديرة ، مؤكدين دعمهم المطلق لكل ما يصدر عن المطران درويش من مواقف،
وما يقوم به من اعمال في مؤسسات الإبرشية تهدف الى خدمة الجميع.
واتفق المجتمعون على تكثيف اللقاءات
بهدف تشكيل لجنة عليا جديدة للمستشفى.
الإجتماع الأول للمجلس الأبرشي العام
الجديد في أبرشية الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليكزحلة, 18 مارس 2013 (زينيت) - بدعوة من رئيس أساقفة الفرزل وزحلة
والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران عصام يوحنا درويش، عقد المجلس الأبرشي
العام الجديد اجتماعه الأول في مطرانية سيدة النجاة في زحلة، بحضور المطران اندره
حداد، النائب العام الأرشمندريت ايلي معلوف، النائب الخاص لشؤون العلاقات العامة
الأرشمندريت عبدالله عاصي، النائب الخاص لشؤون الشبيبة الأرشمندريت ادوار ضاهر،
النائب الخاص للشؤون القضائية الأب جورج اسكندر والأب وسيم المر. بداية الإجتماع كانت مع صلاة للمطران
حداد، تلتها كلمة للمطران درويش رحب فيها بالحضور شاكراً تلبيتهم الدعوة، وشرح
اسباب تسمية المجلس بالأبرشي العام، كونه يضم اعضاء من كل الرعايا في الأبرشية،
ومما قال " حضوركم وتجاوبكم اليوم هو دليل محبة كبيرة ورغبة في العمل سويا
لكي تكون ابرشيتنا رائدة في العمل الروحي والإجتماعي والوطني، وقدر ما نكون واضحين
مع بعضنا البعض وصريحين مع المطران، يقدر ما يكون النجاح حليفنا"
وتابع درويش " أنا لا اعتبر نفسي
منزهاً عن الخطأ، ولكن إذا وجد بقربي أناس مثل افضالكم يساعدونني، عندها تخف نسبة
الخطأ، وهكذا نعطي دوراً للأبرشية ونكمل مسيرة أبائنا واجدادنا المطارنة، الذين
اسسوا هذه الأبرشية منذ بداية القرن الخامس، واليوم هذه الأبرشية مدعوة اليوم الى
لعب دور روحي ووطني ليس على صعيد البقاع فقط، بل على صعيد كل لبنان"
وعن سبب التأخير في اطلاق المجلس قال
درويش " كان يلزمني الوقت للتفكير أكثر بالأنظمة التي ممكن ان تساعدني في
إدارة الأبرشية، وبعد خمسة عشر عاماً ونصف من الغياب عن زحلة ، وبعد خبرتي
في عالم الإغتراب في استراليا، وبعدما كنت طيلة هذه الفترة عضواً في مجلس اساقفة
استراليا الكاثوليك، تكونت لدي فكرة واضحة عن العمل الأبرشي، وأخذت وقتي
لأكتب نظام الأبرشية، فقرأت ما
كتبه المطران حداد، وانا اليوم انتهيت من كتابة هذا النظام الذي يقع في مئة صفحة
ويتضمن كل تفاصيل الحياة اليومية للمطران والكهنة واشمامسة والمجالس واللجان، وهذا
النظام سأضعه بين ايديكم للدرس والمناقشة خلال اجتماعاتنا المقبلة."
وعرض سيادته للمشاريع التي نفذت خلال
عام ونصف منذ توليته على الأبرشية، وهي مشاريع روحية بالتعاون مع الكهنة حيث تم
تنظيم الرعايا وانشاء مجالس رعوية وتعيين وكلاء اوقاف واعطاء اهتمام خاص بالشبيبة
، مشاريع سكنية للشبيبة في كل بلدات الأبرشية وبناء مركز صيفي للمطران في بلدة
عيتنيت في البقاع الغربي، والإهتمام بمستشفى تل شيحا وتطوير اقسامها وتجهيزها
لتعود تل شيحا رائدة الإستشفاء في زحلة والبقاع، مشاريع اجتماعية للإهتمام
بالمحتاجين، وانشاء مجمع القديس نيقولاوس الذي يضم مركزاً لمعالجة المدمنين على
المخدرات.
وكانت كلمة للمطران اندره حداد دعا
فيها الجميع الى العمل بجد وصراحة، لأننا بحاجة الى مصارحة في حياتنا لكي نستطيع
ان نتعاون مع بعضنا البعض بنيّة صافية ودعا الى الإلتزام بالعمل المطلوب من كل
اللجان لإعطاء دفع للعمل الأبرشي في البقاع، ودعا المنتقدين الى وقف المزايدات
والعمل بمحبة مع الجميع للوصول الى النتيجة المرجوة.
وبعدها درس المجتمعون جدول الأعمال
الذي تضمن أهداف المجلس، النظام الداخلي، اللجان المنبثقة عنه، وجرى نقاش صريح
وبنّاء لكل النقاط التي طرحت، واتفق المجتمعون على اطلاق عمل اللجان في الإجتماع
المقبل للمجلس والذي حدد يوم السبت 27 نيسان 2013 الساعة الخامسة مساء في مطرانية
سيدة النجاة.
التبشير الملائكي
الرّحمة الإلهيّة: سبب تغيّر العالم كلمة قداسة البابا فرنسيس قبيل تلاوة صلاة التبشير الملائكيروما, 18 مارس 2013 (زينيت) - ننشر في ما يلي الكلمة التي ألقاها
قداسة البابا فرنسيس في 17 مارس 2013 من النافذة التقليدية أمام 300.000 زائرٍ
تقريبًا متواجدين في ساحة القديس بطرس في الفاتيكان. ***
أيها الإخوة والأخوات الأعزاء،
بعد الّلقاء الأوّل الذي أُجري يوم
الأربعاء الأخير، يمكنني اليوم أن أحيّيكم جميعًا من جديد! وأنا سعيدٌ جدًّا أنني
ألتقي بكم يوم الأحد وهو يوم الربّ! إنّه لأمرٌ مهمُّ لنا نحن المسيحيّون أن نلتقي
يوم الأحد، أن نحيّي بعضًا البعض، أن نتكلّم كما نفعل الآن وهنا في هذا المكان.
أصبح هذا المكان على مسامع الجميع بسبب وسائل الإعلام.
في هذا الأحد الخامس من الصّوم
الكبير، يتكلّم الإنجيل عن حادثة المرأة الزانية (راجع يو 8\1-11) التي خلّصها
يسوع من حكم الموت. وأثّر فينا موقف يسوع من هذه الحادثة فلا نسمع أقوالًا تدلّ
على إزدراء، ولا نسمع أقوالًا تدلّ على إدانة ولكن نسمع فقط أقوال تدلّ على المحبّة
والرحمة اللّتين تدعوان إلى الإهتداء. "وأنا لا أحكُمُ علَيكِ. إذهَبي ولا
تُخطِئي بَعدَ الآنَ!" (الآية 11). حسنًا، أيها الإخوة والأخوات، إنّ وجه
اللّه هو ذلك الوجه الذي يظهر لنا أبًا رحيمًا وصبورًا دائمًا. هل سبق لكم أن
فكّرتم في صبر اللّه، في ذلك الصّبر الذي يمنحه لكلّ واحدِ منّا؟ إنّ صبره يدلّ
على رحمته. إنّه يصبر دائمًا علينا، فهو يفهمنا، ويهتمّ بنا ولا يتعب من أن يغفر
لنا إن علمنا كيف نعود إليه بقلبٍ تائبٍ. فيشير المزمور إلى أنّ "رحمة الرّب
هي أمرٌ عظيمٌ".
في هذه الأيّام، أمكنني قراءة كتاب
يُعنى بالرحمة، كتبه الكاردينال كاسبر وهو لاهوتيٌّ ماهرٌ وجيدٌ. لقد أثّر هذا
الكتاب فيّ كثيرًا ولكن لا تظنّوا بأنّي أخبركم بذلك من أجل نشر كتب كرادلتنا! لا
أهدف لذلك على الإطلاق! لقد أثّر فيّ بشكلٍ كبيرٍ... إذ ذكر الكاردينال كاسبر أنّ
خوض تجربة الرحمة يغيّر كلّ شيء. "إنّها تغيّر العالم" أجمل قول أمكننا
سماعه. القليل من الرحمة يجعل العالم أقلّ عدوانيّة وعالمٍ تسود فيه العدالة. يجب
علينا أن نفهم جيّدًا رحمة اللّه هذه، رحمة هذا الأب الرحيم الذي يصبر كثيرًا...
ولنتذكّر كلمات آشعيا النبيّ الذي يؤكّد أنّه حتّى ولو أنّ الصيّادين كانوا بلون
القرمز الأحمر، فستجعلهم محبّة الرّب بيضًا كالثّلج. ما أجمل الرحمة!
أتذكّر عندما تمّ تعييني أسقفًا وكانت
العذراء مريم حاضرةً في بوينس آيرس فقدّمنا لها قدّاسًا عظيمًا من أجل المرضى.
وخلال هذا القدّاس، ذهبت إلى الإعتراف. وعند نهاية القدّاس تقريبًا، وقفت لتأدية
تثبيت سرّ المَيرون. وجاءت إليّ إمرأة مسنّة، متواضعة جدًّا تبلغ من العمر أكثر من
80 عامًا. نظرت إليها وقلت لها: "أيّتها الجدّة – إذ أنه من المعتاد لدينا أن
نتوّجه إلى المسنّين بهذا اللقب - أتريدين الإعتراف؟". أجابتني، "أجل".
فقلت لها "ولكن، إن لم تكوني خاطئة..." قالت لي: "نحن جميعًا نرتكب
خطايا...". "غير أنّه ربما لا يغفر لنا الرّب خطايانا...". وأضافت
وهي واثقة كلّ الثقة "إنّ الرّب يغفر لنا كلّ شيء". فقلت لها " يا
سيّدة كيف تعرفين ذلك؟". "إذا لم يغفر لنا الرب كافّة خطايانا، لما عاد
العالم موجودًا". ورغبت عنها أن أسألها: "يا سيدتي، قولي لي هل درست في
الجامعة الغريغوريّة؟" (وهي جامعة بابويّة تابعة لرهبنة الآباء اليسوعيّين في
روما وطلابها) لأنّ الروح القدس يعطي الحكمة أيّ الحكمة الداخليّة من رحمة الله.
ولا تنسوا هذا القول: لا يتعب الله
أبدًا من أن يغفر لنا، أبدًا! فأجابتني "حسنًا، أيّها الأب ما هي
المشكلة؟" المشكلة هي عندما نتعب نحن ولا نريد طلب الغفران منه. فهو لا يتعب
إطلاقًا من غفرانه لنا ولكننا نحن نتعب أحيانًا من طلب الغفران منه. فيجب أن لا
نتعب أبدًا من الطلب! فهو الأب المحبّ الذي يغفر دائمًا ويملك قلبًا مليئًا
بالرحمة لنا جميعًا. و لنتعلّم نحن أيضًا كيف نكون رحيمين مع الجميع. لنطلب شفاعة
مريم العذراء التي بين يديها نجد رحمة الله الذي جعل نفسه إنسانًا.
***
نقلته إلى العربية ميريام سركيس-
وكالة زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر
الفاتيكانية
عظات
عظة المطران عصام يوحنا درويش في قداس
الأحد زحلة, 18 مارس 2013 (زينيت) - إنجيل اليوم يصف لنا صعود يسوع إلى
أورشليم قبل الآلام. ويسوع تحدث عن آلامه القادمة بغية أن يجعل تلاميذه أقرب إليه،
لكن التلاميذ وجدوا صعوبة في فهم ما يقول وصعوبة في اتباعه. فطريق يسوع صعبة
عليهم، لأنها تميزت بنوعية جديدة من المحبة والخدمة، وكل من يريد أن يتبعه عليه أن
يتمتع بهذه النوعية، لكن كما رأينا في الإنجيل كان هذا مكلفا للتلاميذ وصعب الفهم
وأكثر من ذلك يمكن أن نقول مرعبا. كان التلاميذ خائفين وغير قادرين أن
يقبلوا نظرة الله للحياة الجديدة التي يدعوهم إليها فقد كانت لهم أفكارهم الخاصة.
لم يكونوا مستعدين للتغيير أو لرؤية جديدة أو للتخلي عن النمط اليهودي الذي كان
يعتقد أن المسيح الآتي هو رجل سياسي وكان اليهود يريدونه أن يعيد لهم ملك يهوذا.
ابنا زبدى (يعقوب ويوحنا) كانا من أول
الرسل الذين أحبهم يسوع ووجه إليهم دعوته، سألاه طلباً غريباً عن مفهوم الإنجيل وعن
دعوة يسوع لهما، طلبا منه أن ينفذ لهما رغبتهما.
الأول يريد منه سلطة والثاني يريد
مكانا مهما (واحد على اليمين والثاني على يساره متى يحين الوقت ويأتي يسوع ملكا
على مملكة أورشليم). كانوا يفكرون بالسياسة والقوة والملك الأرضي وشوفة الحال. مع
أن يسوع قال لبطرس إن ملكوته سماوي سوف يأتي بعد موته وقيامته. لكن يعقوب ويوحنا
لم يفهما ذلك.
ما هو الوعد الذي قدمه يسوع لهما؟
مشاركته آلامه وموته: "أتستطيعان
أن تشربا الكأس التي أشربها أنا، وأن تصطبغا (تتعمدا) بالصبغة التي أصطبغ بها أنا؟
"
التلاميذ العشرة الآخرون لم يكونوا مسرورين
من مداخلة يعقوب ويوحنا. لكن يسوع استفاد من طلب التلميذين وردة فعل الآخرين ليعلم
تلاميذه ويقول لهم إنه لا مكان في المسيحية للتسلط على الآخرين... على العكس
المسيحية هي دعوة للخدمة... وأعطى مثلا عن ذاته: "إن ابن الإنسان لم يأت
ليُخدَم بل ليخُدم وليبذل نفسه فداءً عن كثيرين".
لنكون مسيحيين علينا أن نفهم ماذا
يريد منا المسيح: "من أراد أن يكون فيكم عظيماً، عليه أن يكون خادماً
لكم" (مر43:10). يسوع أعطى مفهوما جديدا للعظمة:
إنّ مفهوم العظمة ليس في البحث عن
الصفوف الأماميّة والتباهي، إذ إنّ المسيح قد أدان الفرّيسيين على عادتهم هذه
بقوله: "يحبّون المتكآت الأولى في الولائم، والمجالس الأماميّة في
المجامع" (متى 23: 6)، بل باعتناق فضائل الصبر والمحبّة والتواضع في آنٍ معاً.
وهذا ما ذكّر به يسوع المسيح مستمعيه "من رفع نفسه اتضع ومن وضع نفسه
ارتفع" (متى 23: 12).
تأملات
الرب يسوع في مسيرة إيمان مريم ومرتا بقلم الأب بيوس فرح ادمون فرح
روما, 18 مارس 2013 (زينيت) - لقد أخبرنا عنهم الانجيل المقدس ،في
لقاءاتهم العائلية الثلاث مع المعلم الالهي الرب يسوع المسيح ، وهذايدل
على الاستعداد الدائم بأشتياق ، لنمو الايمان فيهم .
أولاً
: الزيارة الاولى
استقبال مريم ومرتا
ليسوع (لو 10 :38-42(
انهم من الأصدقاء المقربين ليسوع
مع أخيهما لعازر، كان بيتهم وقلوبهم مفتوحة دوما لأستقبال يسوع.
مريمرأت أحتياجاتها الملحة الدائمة في
الجلوس عند قدمي يسوع والأصغاء اليه ، فعندما حضر يسوع
الى بيتها استغلت هذه الفرصة لتصغي وتقترب اكثر منه بجرأة كبيرة دون خجل،،، وعندما
اعترضت اختها الكبرى مرتا على تركها لها وحدها تعمل ، ظلت في مكانها صامتة وفي
هدوء .
* لم تجاوب مريم على
اختها، ولم تتخذ موقفا دفاعيا او أي موقف بل تركت الرد ليسوع
الذي لم يدافع عنها فقط ، بل دافع عن حقيقة أختيارها الشخصي حيث قال عنها "ان
مريم اختارت النصيب الأصلح ، الذي لا ينزع منها ".
* كانت مصغية الى كلمة الرب
بل وقد دخلت في شركة الحياة معه ، هذا الذي كانت مرتا بعيدة عنه نوعا ما ،
بسبب انشغالها الكبير بالخدمة وان كانت خدمة يسوع وجماعته.
* علاقاتها الروحية بيسوع
مرتبطة بالغذاء الروحي التي تتناوله من يسوع ذاته في صمت
وهدؤ وتأمل ، وتحفظه في قلبها .وهذا هو ( الايمان الايجابي )
مرتا
كانت تحب يسوع كثيرا وبما انها الأخت الكبرى فهي متحملة مسئولية مريم ولعازر
واكيد هي من دعته الى بيتهم بحسب تقاليدهم ، وهي من دعته للدخول الى حياتهم وكانت
تتحمس كثيرا الى خدمته الى درجة الأرباك والأضطراب.
* فمن السهل عليها أن تسلك بإيمانها
البسيط وبكلماتها العفوية ، تظهر احتياجاتها اليومية فتأتى لتعلن " اختي
قد تركتني وحدي " لديها شك او خوف خاصا عندما تبدو
الاستجابة غير متوقعة ، فجاءها الرد من الرب يسوع ونبهها " مرتا
انك مهتمة ومضطربة بامور كثيرة "
فكلمات يسوع
هذه ، مرت فى قلبها وعبر عينيها واذنيها – فالكلمة جعلتها تفكر وتتأمل لتصل في
توافق مع الله ، سيزيد ذلك من ايمانها. فتغيرت رويدا
رويدا بعدما:
* كانت تتذمر وتراقب وتحكم وتدين
اختها مريم.
* اهتمت بالطعام الفاني ، والشغل
المنزلي بارتباك
* خدمتها ليسوع
كانت بصوت عالي ، وكانت تريد من يسوع ان يمدحها ويميزها عن اختها
* إيمانها سطحي وصبياني
( لانها تنشغل أكثرمن اللازم بالامور السطحية )
* الصعوبة هنا هي الغيرة جعلتها تظهر
اخطاء اختها ، ولم تعمل في الخفاء ،
عكس
ما علمنا الرب : " بان مهما عملتم قولوا نحن عمال بطالون
"
* امابالنسبة الى يسوع فأنه
احب الأختين كثيرا ولم يفرق بينهما ولم يفضل احداهما على الأخرى ، بل ميز حاجة كل
واحدة منهما وارشد ووجه كل واحدة الى تسديد احتياجها.
نظر الى دواخلهما والى عمق شخصيتهما ،قدر محبتهما له وفهم طريقة تعبير كل واحدة
منهما ، لم يعنف مريم لعدم خدمتها وكذلك لم ويوبخ مرتا
لعدم التفرغ له قليلا.
* لم يوبخ يسوع مرتا لكن كان لابد من
مواجهتها عندما التجأت اليه شاكية امرها، يسوع وجه مرتا
الى حاجتها الأساسية بكل صراحة وبحزم مملؤ بالمحبة مبينا لها:
*مشكلتهاالانسانية : هي
القلق والاضطراب لكثرة الأمور التي تنشغل بها، وهذا كان يسبب لها الضيق
والتذمر،الغيرة والغضب، مراقبة الاخرين وادانتهم ، ولوم وعتاب على الرب.
* مشكلتها الروحية : ضعف إيمانها
جعلها تصل لعدم التمييز في الاختيار،،، فعدم معرفتها الكاملة في اختيار النصيب
الأفضل ، جعلها تفقد الفرح والهدؤ والسلام.
* النصيب الأفضل : هوالمعرفة التي
تأتي من الأيمان والخبرة الروحية ،،،،،، فهي
العلاقة الحية مع يسوع
الحاضر دوما معنا، هو ايمان غير مبني على المشاعر او
المزاج بل على يقين بأن لنا الأفضل برفقة يسوع ،فالايمان
يتطلب المعرفة والحب.
لأنه قد ينتزع منا كل شيء، الخدمة او
القدرة على الخدمة ،لكن من يستطيع ان ينتزع منا روح الرب الحي والساكن فينا ،من
يفصلنا عن حياة يسوع المتغلغلة الى عمق أعماق إيماننا
.
* يقول الرسول بولس "من يفصلنا عن المسيح؟ أشدة ام ضيق؟".
* اسلوب يسوع
المعروف بلطفه لم يتدخل في حياة مرتا الا عندما التجأت اليه ،وفي
اجابة يسوع وضح لها مشكلتها اضافة الى انه وضح لها اسس الخدمة
ومفهومها الحقيقي:
* ان نعرف من الذي نخدمه... وبالايمان ندخل في علاقة معه
بالصلاة والأصغاء فنسلك الطريق نحو يسوع والى كلمته الحية في
الكتاب المقدس.
* ان يكون يسوع
جوهر الخدمة... والمصدر الذي نستمد منه قوتنا .. فمريم كانت منشغلة بيسوع
نفسه .....لا بما تقدمه ليسوع.
* تحديد الحاجة .... والحاجة هي امر
واحد اساسي وهو التعلق بيسوع وتعميق علاقتنا به بالصلاة
والأصغاء وهذا سيؤدي بالنتيجة الى توجيه .. وتنظيم كل حياتنا العملية لخدمة من
نحبه ونعرفه جيدا ....ثم نختار ما يناسب شخصيتنا ومواهبنا دون ارباك واضطراب بل
بحسب دعوتنا.
لنتذكر دوما ان يسوع لم يغدق عطاياه على مريم
اكثر من مرتا ،،،بل مريم هي من اختارت النصيب
الأفضل، بقرار ،،،، حر وواعي.
* هنا نلاحظ مسيرة النمو نحو
التعبير عن الايمان
ثانيا : الزيارة الثانية
موت وأحياء لعازر (يو11: 21-44)
" لوكنت هنا، يا سيد، ما
ماتَ أخي" !
هي ذات العبارة جاءت على لسان الأختين
عند لقاءاهما بيسوع بعد موت آخيهما.
* مرتا
في هذه العبارة كان بعض اللوم والعتاب
على يسوع لعدم حضوره أثناء مرض اخوها.
لقاء مرتا هذا كان يتخلله التردد والشك ومتوجاً بطلب معجزة
القيامة ، فقالت : " لكني
ما زلت اعرف أن الله يعطيك كل ما تطلب منه ".
فقال لها يسوع: "سيقوم أخوك".
رغم استجابة يسوع لطلبها لكنها ما كانت تملك الايمان
المطلق بقدرة يسوع أو استجابته لطلبها، لم يكن حزنها مفعماً بالرجاء
المسيحي، فدخلت مع يسوع في شبه جدال غير مُصدقة محبة
يسوع
المحيية، رغم محبتها الشديدة ليسوع.
يسوع هنا أيضا يميز حاجة مرتا إلى التحاور معه ويسوع
كعادته يسايرهابالكلام كما فعل مع تلميذي عماوس، محاولا أن يفهمها وينير ذهنها
ويحملها على الصبر، لتنموا في نعمة الايمان .
حتى اللحظة الأخيرة لحدوث المعجزة ، ومرتا لازالت يائسة ، ولازالت تتجادل مع يسوع:
مرتا
تقول : "لقد أنتنّ يا سيدي ..... فله في القبرأربعة أيام "
فلم تعلم أن امورا كثيرة وحتى الصعبة
منها تتغير بالايمان. ويجب عليها ان تتغير هي اكثر فاكثر وفى حياتها
، لتكون مطيعة ومؤمنة لكلمة الله. فانها تتغير والاشياء تتغير،
فيعاتبها الرب قائلا : " لو أمنت سترين مجد الله " .
أما مريم.
في عبارتها لم يكن فيها لوم وعتاب على يسوع لتأخره عن الحضور
وذلك يظهر بوضوح من قبل لفظ العبارة وبعدها.
"ما
أن رأت مريم يسوع حتى وقعت على قدميه "، لقاء خاص جدا،
المثول أمام الله الحي
حركة السجود هذه هي تسليم أحزان، خالي
من أية شكوك أو طلبات. لقاء مملئ بإلايمان والرجاء بأن
حضور يسوع الآن هو كافي، ويعوض عن كل خسارة، ويشفي كل جرح،
ويمحو كل حزن. لها علاقة سابقة ،عميقة وجذرية بيسوع أساسها المحبة
والمعرفة. ثمرة هذه العلاقة عند مريم هو الثبات في الأيمان
والهدوء والسلام والرجاء. · يتضامن
يسوع
مع مريم، فيبكي معها وتتوجع نفسه وتضطرب.
وإذ يسألها عن مكان الدفن تجيبه (بكلمات يوحنا الإنجيلي) : "تعال
يا سيدوانظر" وكأنها تدعوه لمشاركتها حزنها العميق، كأنها
تقول له تعال يارب وأشفي جراحي.
* إن معجزة قيامة لعازرهي
نعمة كبيرة في حياة مريم ومرتا ليس لتثبيت أيمانهم
بيسوع وقدرته الإلهية بل لأن في هذه المعجزة بالذات كان هناك كمٌ
كبير من الحب. محبة يسوع للعازر نفسه "حبيبنا
لعازر نائم وأنا ذاهبلأوقظه"
* محبة يسوع لمريم
ومرتا، هذه المحبة أثمرت فرحا كبيرا وإيمانا
عظيما بيسوع لكل الشعب الحاضر، وحول الحزن إلى فرح.
ثالثا : الزيارة الثالثة
استقبال مريم ومرتا ليسوع في
بيتهم مرة أخرى (يو12
1- )
انه ذات الاستقبال المفرح بل أكثر من
مفرح لأنه بعد إقامة يسوع للعازر بفترة.
* ونلاحظ هنا النمو والفرحة الإيمانية في مسيرة كل منهما.
* مرتا :
بنفس شخصيتها وانسانيتها نمى
إيمانها وتغيرت ، فقامتتهتم بعملها كعادتها، لكنها تخدم بلا تذمر
ولا مراقبة تصرفات أحد ، ولا تشتكي
* أنها تخدم يسوع
بصمت لكن بفرح كبير معبرة عن شكرها وامتنانها للعمل ألخلاصي الذي قام به يسوع
تجاههم من خلال إحياء اخيهما لعازر.
* مريم
بنفس اسلوبها الروحي نمت أيضا
في إيمانها ، فقامت تهتم بيسوع نفسه ، فتسكب
قارورة الطيب الغالي الثمن على قدمي يسوع وتمسحها بشعرها، هذا
هو أسلوبها في التعبير عن الشكر والامتنان على كل بصمات يسوع
في حياتهم.
* لا يطلب منا يسوع
تغيير شخصياتنا واهتماماتنا، بل تحديد الأوليات،يسوع هو موضوع إيماننا
الأول والآخير، "يسوع هو هو أمس واليوم وإلى الابد ".
** فعليك التأكد من أنك تتغيرعندما
تشعر بقلة إيمانك تسرع فورا في العمل بتقوية ايمانك
فهذا سيحفظ نفسك صحيحا معافى ، وسينشط إيمانك العامل بالمحبة وبالتالي
إذا أمنت فسترى مجد الله ، وتستجاب صلواتك ( وسيقوم
لعازر الذي بداخلك)