البابا يتلقى
الباليوم وخاتم الصياد ويخالف التقليد فيختار خاتمًا غير ذهبي بل فضيالفاتيكان, 19 مارس 2013 (زينيت) - تلقى الأب الأقدس في مطلع قداس التنصيب
الباليوم على كتفيه من يد الكاردينال جان-لوي توران. القديس سمعان التسالونيكي
يشرح أن الباليوم هو رمز للمسيح الراعي الصالح الذي يأخذ الخروف الضال على كتفيه
ويحمله إلى مراعي الخلاص. ثم قام الكاردينال أنجلو سودان، عميد
مجمع الكرادلة، بتسليم خاتم الصياد. وقد اختار البابا خاتمًا غير ذهبي مخالفًا
العادة. وقرر أن يكون خاتمًا فضيًا. خاتم الصياد هو إشارة مباشرة لبطرس الصياد
الذي أعطاه الرب سلطان رعاية قطيعه بالمحبة
وقام ستة كرادلة مثلوا كامل المجمع
بتهنئة البابا وبالإعلان عن طاعة الكرادلة للأب الأقدس.
البابا فرنسيس يصلي أمام ضريح القديس
بطرس الفاتيكان, 19 مارس 2013 (زينيت) - وصل البابا عند الساعة 9 و26 دقيقة إلى
ضريح القديس بطرس وقام بتكريم رأس الرسل بالبخور. وتبع البابا في الدخول إلى ضريح
القديس مختلف البطاركة الشرقيين، بينما توقف الاب الأقدس للصلاة. وبعد أن انتهى من الصلاة صعد إلى
البازيليك من جديد حيث كان ينتظره مجمع الكرادلة وعند تمام الساعة التاسعة والنصف
بتوقيت روما، بدأت المسيرة إلى المذبح الخارجي أمام بازيليك القديس بطرس حيث تألب
المؤمنون حاشدين لبدء الاحتقال بقداس التنصيب.
[/center]
بيان لقاء بطاركة الكنائس الشرقية في
روما تأكيد على الشركة الكنسيّة وترحيب باسم فرنسيس "ليكونَ بابا
الفقراء والسلام والأخوّة الشاملة"روما, 19 مارس 2013 (زينيت) - بمناسبةِ الاحتفال بقداس بدءِ حبريّة
صاحب القداسة البابا الجديد فرنسيس في روما، اجتمع أصحاب الغبطة البطاركة: - نرسيس بدروس
التاسع عشر: كاثوليكوس بطريرك كيليكيا للأرمن الكاثوليك
-
غريغوريوس
الثالث لحام: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندريَّة وأورشليم
للروم الملكيّين الكاثوليك
-
مار
إغناطيوس يوسف الثالث: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للسريان
الكاثوليك
-
الكاردينال
مار بشارة بطرس الراعي: بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للموارنة
-
الأنبا
إبراهيم إسحق: بطريرك الإسكندريَّة للأقباط الكاثوليك
- لويس
روفائيل الأول ساكو: بطريرك بابل للكلدان
- وقد اعتذر مسبقًا
البطريرك فؤاد طوال: بطريرك أورشليم للاتين
تقدّم أصحاب الغبطة، باسمهم وباسم
مجامع كنائسهم، بالتهنئة إلى صاحب القداسة البابا فرنسيس بمناسبة انتخابه خليفة
لبطرس على كرسيّ روما المتصدّرة بالمحبة. ورفعوا صلاتهم لأجله لمواجهة التحدّيات
التي تواجه الكنيسة في العالم أجمع، ولا سيّما في الشرق الأوسط، في الظروف
المأساويّة التي تهدِّد المواطنين في حياتهم ومصيرهم، وهم يحتاجون إلى تضامن
قداسته وصلاته ومساعدته. وأكّدوا على الشركة الكنسيّة مع قداسته لكي تتنفّس
الكنيسة برئتيها الشرقية والغربية. وحيَّيوا اتخاذه اسم فرنسيس ليكونَ بابا
الفقراء والسلام والأخوّة الشاملة، متمنّين له خدمةً حبريةً تكون مثالاً لكلِّ
خدمة ويحقّق فيها أمنيات الربّ التي تملأ قلبه.
ثمَّ تداولوا أوضاع أوطانهم المقلقة،
حاملين في قلوبهم هموم أبنائهم ومواطنيهم ومعاناتهم. ورفعوا الصلاة من أجل السلام
في العالم، مجدِّدين الدعوة إلى الحوار والمصالحة كسبيلٍ وحيدٍ للخروج من الأزمات
الحالية ومشدِّدين على ضرورة نبذ العنف والاقتتال وعلى السعيّ لإنهاء النزاعات عن
طريق المفاوضات الجادّة والحلّ السلمي العادل والدائم. وندّدوا بكلّ أفعال الخطف
والتعذيب والقتل وانتهاك المقدَّسات والكرامات.
كما أعربوا عن تضامنِهم مع جميعِ
النازحين والمهجَّرينَ من المنطقةِ ولا سيّما من سوريا، الذين تزداد أعدادُهم
بشكلٍ مخيف. وسيتابعون جهودَهم مع المؤسّساتِ الاجتماعية والإنسانية لمساعدتهم
وتخفيف مأساتهم. وأكّدوا على تطلّعات شعوب أوطانهم إلى ما يلزمها من إصلاحات
سياسيّة واقتصاديّة واجتماعيّة من شأنها أن تؤمِّنَ الممارسة الديموقراطية وتعزِّز
الحريات العامَّة وحقوق المواطنين الأساسيّة.
يدعو البطاركة، باسم المواطنة،
المسيحيّين والمسلمين في العالم العربي، لتفعيل عيشهم المشترك بإغناء مجتمعاتهم
بالقيَّم الروحيّة والإنسانيّة والمحافظة على حوار الأديان والحضارات القائم
تاريخيًا فيما بينهم من أجل بناء مستقبل أفضل يحقِّق فيه شبابُنا تطلّعاتهم
وآمالهم.
مع اقتراب عيد القيامة المجيدة،
يتوجَّه الآباء البطاركة إلى كلّ مؤمن ومؤمنة يقولون لكلِّ واحد: "لك أنت
قيامة!" ويخاطبون العالم العربيّ المتألِّم: "لكَ أنتَ أيضًا
قيامة!" ويأملون أن يملأ سلام قيامةِ سيِّدنا ومخلِّصنا يسوع المسيح عالمنا العربيّ
وجميعَ المواطنين، مسيحيِّين ومسلمين. ويردِّدون: كما سِرنا معًا على درب الصَّليب
والآلام، نسيرُ معًا على دروب القيامة البهيجة.
البابا فرنسيس: المقابلة العامة مع
ممثلي وسائل الإعلام "المسيح هو الأساس وليس خليفة بطرس"الفاتيكان, 19 مارس 2013 (زينيت) - ننشر في ما يلي كلمة البابا فرنسيس
الأوّل في المقابلة العامة مع ممثلي وسائل الإعلام يوم السبت 16 مارس 2013. ***
أصدقائي الأعزّاء،
عند بداية عهدي كخليفة بطرس، أنا سعيد
لملاقاتكم، أنتم من كنتم تعملون هنا في روما في هذه الفترة المشحونة بالأعمال منذ
أن أعلن سلفي بندكتس السادس عشر استقالته في 11 فبراير الماضي. أنا أحييّ من كلّ
قلبي كلّ شخص منكم.
في الأوقات الماضية، اضطلعت وسائل
الإعلام بدور كان تصاعديًا دائمًا، فأصبح دورها أساسيًا لكي نخبر العالم بالأحداث
المعاصرة. لذا أوجّه لكم شكرًا خاصًا لخدمتكم المخلصة في الأيام الأخيرة، - لقد
عملتم، نعم! لقد عملتم بكد! – في الوقت التي كانت كلّ عيون العالم الكاثوليكي وغير
الكاثوليكي شاخصة الى المدينة الخالدة وبالأخص نحو هذا الموقع الذي يتمركز فيه
ضريح القديس بطرس. في خلال هذه الأسابيع، أتيحت لكم الفرصة للتحدّث عن الكرسي
الرسولي والكنيسة والتقاليد والعادات والإيمان وبالأخصّ عن دور البابا وحبريّته.
أتقدّم بالشكر الحارّ الى كلّ من أدرك
مراقبة أحداث تاريخ الكنيسة وقدّمها آخذًا بعين النظر الوجهة الأصحّ التي فيها
ستُقرأ الأحداث وهي وجهة الإيمان. إنّ أحداث التاريخ تتطلّب دائمًا قراءة معقّدة
التي يمكنها في بعض الأحيان أن تفهم أبعاد الإيمان. إنّ الأحداث الكنسيّة ليست
بالتعقيد ذاته التي تحمله الأحداث السياسية أو الاقتصادية! مع ذلك، فإنها تتّسم بطابع
أساسي خاص: فهي تجيب الى منطق لا يكون بالضرورة منطق الفئات إذا جاز التعبير
المنطق الدنيوي ولهذا السبب فإنه من الصعب تفسيره وإخباره لجمهور واسع ومتنوّع. في
الواقع، إنّ الكنيسة، وبكونها كذلك مؤسسة إنسانية، تاريخية مع كلّ ما تملك، لا
تتّسم بطبيعة سياسية وإنما روحية بالأساس: إنها شعب الله، شعب الله المقدس الذي
يمشي نحو ملاقاة يسوع المسيح. عندما نضع انفسنا في هذه الوجهة فحسب، نستطيع أن
نفهم ما تحقق الكنيسة الكاثوليكية.
إنّ المسيح هو راعي الكنيسة وإنّما
حضوره في التاريخ يمرّ بحريّة الإنسان: من بينهم، اختير شخص واحد للخدمة ليصبح
نائبه وهو خليفة القديس بطرس ولكنّ المسيح هو الأساس وليس خليفة بطرس: المسيح.
المسيح هو الأساس. المسيح هو المصدر الأساسي، قلب الكنيسة. من دونه، لا وجود لبطرس
والكنيسة ولا حاجة لوجودهما. وكما كرّر ذلك بندكتس السادس عشر، إنّ المسيح حاضر
ويقود كنيسته. في كلّ ما حصل، إنّ المحرّك الأساسي هو في التحليل الأخير، الروح
القدس. هو من ألهم قرار بندكتس السادس عشر من أجل خير الكنيسة؛ لقد رافق الكرادلة
في الصلاة والانتخاب.
أصدقائي الأعزاء، إنه من المهم جدًا
أن نأخذ بعين الاعتبار هذا الأفق التفسيري، هذا التفسير للكتب المقدّسة لكي نفهم
الأحداث التي تحصل في أيامنا هذه.
من هنا أتوجّه بخالص الشكر من جديد
الى كلّ من تعب في هذه الأيام الصعبة وأدعو الى البحث دائمًا عن معرفة الطبيعة
الحقيقية للكنيسة وكلّ مسيرتها في العالم مع فضائلها وأخطائها ومعرفة الهاماتها
التي تقودها وهي الأصحّ للفهم. تأكّدوا من أنّ الكنيسة من جهتها، تعير انتباهًا
كبيرًا الى عملكم الثمين؛ لديكم القدرة على جمع التوقّعات والمطالب في عصرنا هذا
والتعبير عنها، أن تهبوا العناصر من أجل قراءة الواقع. إنّ عملكم بحاجة الى
الدراسة والإحساس والاختبار مثل كلّ الأعمال الأخرى ولكنّه يتطلّب اهتمامًا كبيرًا
بالنسبة الى الحق والخير والجمال؛ وهذا ما يقرّبنا من بعضنا البعض لأنّ الكنيسة
موجودة لتتواصل معنا الحق والخير والجمال "شخصيًا". لا بدّ من أن نفهم
أننا كلّنا مدعوون ليس الى التواصل مع أنفسنا وإنما الى التواصل مع الثالوث
الوجودي الذي يشكّل الحقّ والخير والجمال.
إنّ البعض لا يعلم لمَ أراد أسقف روما
أن يسمّي نفسه فرنسيس. فالبعض فكّر في فرنسيس كزافييه وفرنسيس السالسي وفرنسيس
الأسيزي أيضًا. سوف أخبركم القصة. عند الإنتخاب، كان بجانبي الرئيس الفخري لأساقفة
ساو باولو والرئيس الفخري لمجمع الإكليروس، الكاردينال كلاوديو هيومز: صديق عظيم،
صديق عظيم! فكان يعزّيني عندما يصبح الأمر خطيرًا. وعندما وصلت الأصوات الى
الثلثين، بدأ التصفيق الاعتيادي لأنّ البابا قد تمّ انتخابه. فعانقني هيومز وقبلني
قائلاً: "لا تنسَ الفقراء". وهذه الكلمة أثّرت فيي كثيرًا: الفقراء،
الفقراء. وفي الحال فكّرت في القديس فرنسيس الأسيزي الذي يذكّرني بالفقراء. من ثمّ
فكّرت في الحروب بينما استمرّ التصويت حتى نهاية الأصوات. وفرنسيس هو رجل السلام.
وهكذا أحببت الاسم: فرنسيس الأسيزي. إنه بالنسبة إليّ، رجل الفقر، رجل السلام، رجل
أحبّ الخليقة واهتمّ بها؛ ونحن لسنا على علاقة جيدة مع الخليقة في هذا الوقت، اليس
كذلك؟ إنه الرجل الذي يمنحنا روح السلام، الرجل الفقير... آه، كم ارغب بكنيسة
فقيرة ولكلّ الفقراء! ثم، بدأ الكثيرون يمازحونني: "ولكن عليك ان تسمّي نفسك
أدريان السادس فهو إصلاحي كبير للكنيسة والكنيسة بحاجة للإصلاح..." ثمّ قال
لي آخر: "لا، لا، يجب أن تسمّي نفسك أكليمنضوس" "ولكن لمَ؟"
"كليمان الخامس عشر انتقامًا من أكليمونضوس الرابع عشر الذي الغى الرهبانية
اليسوعية". إنها دعابات... أنا احبّكم كثيرًا وأشكركم على كلّ ما قمتم به.
وأنا أفكّر في عملكم: أتمنّى لكم ان تعملوا بسلام وأن تقطفوا الثمار وأن تعلموا
أكثر عن إنجيل يسوع المسيح وحقيقة الكنيسة. أوكلكم لشفاعة الطوباوية مريم العذراء
نجمة التبشير وأتمنى لكم التوفيق لكم ولعائلاتكم والى كلّ فرد من عائلاتكم. وأنا
أمنحكم من كلّ قلبي بركتي الرسولية. شكرًا.
***
نقلته الى العربية الين كنعان- وكالة
زينيت العالمية
جميع الحقوق محفوظة لدار النشر
الفاتيكانية
البابا فرنسيس: "الأفضل أن
تصنعوا الخير للفقراء" تمنيات البابا للشعب في الأرجنتينبقلم ماري يعقوب
الفاتيكان, 19 مارس 2013 (زينيت) - لقد اختار البابا اسم فرنسيس تيمناً
بالقديس فرنسيس الأسيزي، الذي لطالما اهتمّ بالفقراء، وعاش حياته عاملاً بجهد
لمساعدتهم. ولذلك، اقتداءً به طلب الحبر الأعظم
فرنسيس من الشعب في الأرجنتين تقدمة الأموال لمساعدة الفقراء بدلاً من صرفها على
السفر للقدوم إلى روما لتهنئته يوم 19 مارس.
وقد أكّد على ذلك السفير البابوي في
الأرجنتين، المونسنيور تشيريغ، الذي قال: "هذا من أسلوب البابا"، ولكن
الأب لومباردي أجاب بأن هذا الأمر "لا يمنع أحدًا من القدوم للمشاركة".
ثمّ أضاف السفير البابويّ مخبراً عمّا
يجري في هذه الأيام المليئة بالفرح الكبير والصلاة المتواصلة، وبأن كاهن رعيّته لم
يتوقف طيلة النهار عن سماع الاعترافات، حتى أشخاص لم يعترفوا منذ 10 أو 15 عاماً
قد قدموا للإعتراف.
إن هذا دليل كبير على تأثير البابا
فرنسيس على المؤمنين، إذ أنه يوم أمس قد أصرّ على أن الله لا يملّ من مسامحتنا
ولذلك علينا ألا نملّ من طلب الغفران.
مقالات متنوعة
كنيسة للجميع! (1) بقلم الخوري نسيم قسطون
روما, 19 مارس 2013 (زينيت) - لا شكّ بأن انتخاب البابا فرنسيس قد
اثار ضجّة كبيرة في العالم! ولا شكّ في أن سلوكه البسيط أثار
إعجاب معظم النّاس الّذين استساغوا طريقته "الشعبيّة" في مقاربة منصب
يعتبر من الأهمّ على مستوى كوكبنا الأرض.
ولكن لا بدّ من التوقّف أمام اللقب
الّذي تردّد كثيرًا في الايّام الأخيرة وهو "بابا الفقراء" وقد كنت
أيضًا ممّن استخدموه إلى أن تنبّهت إلى مسألةٍ خطيرةٍ بدأت بالظهور تدريجيًّا في
وسائل الإعلام.
فقد دأبت هذه الوسائل المتعدّدة من
تلفازٍ وصحف ومواقع إلكترونيّة على التركيز على تصرّفات البابا بصورةٍ كثيفة وعمد
بعضها إلى إجراء مقارنات مع أسلافه بصورةٍ تجعل القارئ يظن وكأن الكنيسة لم تكن
معنيّة بالفقراء قبل قدوم البابا فرنسيس!
لذا يأتي المقال ليؤكّد على
حقيقة أساسيّة: الكنيسة لجميع النّاس وليست كنيسة الفقراء بمواجهة الأغنياء كما
ليست كنيسة الأغنياء بمواجهة الفقراء، بل جماعة المؤمنين الّذين يهتمّ كلّ منهم
بالآخر وفق تعاليم الربّ يسوع ووفق النّموذج الّذي طبّقته الكنيسة الأولى ومن هناك
ننطلق.
1-
في الأناجيل: كنيسة للفقراء وللأغنياء!
ولد الربّ يسوع كالفقراء في مكانٍ
وضيع هو مزود في قاعة للضيوف (لوقا 2: 7) وقدّمت عنه في الهيكل تقدمة
الفقراء، "زَوجَيْ يَمَام، أَو فَرْخَيْ حَمَام" (لوقا 2: 24).
وتضامن كثيرًا مع الفقراء وكان له
الكثير من المواقف في مواجهة الأغنياء ولكنه لم يشجّع الفقير كي بيقى فقيرًا ولم
يهاجم الغنيّ لمجرّد أنّه غنيّ!
هناك نصٌّ أثّر كثيرًا في تفسير موقف
يسوع تجاه الأغنياء وهو نصّ الشاب الغنيّ ونقتبس منه، بعد أن أكّد ليسوع بأنّه
يحفظ الوصايا، ما يلي: "قَالَ لَهُ يَسُوع: "إِنْ شِئْتَ أَنْ تَكُونَ
كَامِلاً، فَاذْهَبْ وبِعْ مَا تَمْلِك، وأَعْطِ الفُقَرَاء، فَيَكُونَ لَكَ
كَنْزٌ في السَّمَاء، وتَعَالَ اتْبَعْنِي!". فلَمَّا سَمِعَ الشَّابُّ هـذَا
الكَلامَ مَضَى حَزِيْنًا، لأَنَّهُ كَانَ صَاحِبَ مُقْتَنَيَاتٍ كَثِيْرَة.
وقَالَ يَسُوعُ لِتَلامِيْذِهِ: "أَلـحَقَّ أَقُولُ لَكُم: يَصْعُبُ على
الغَنِيِّ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَات". وأَيْضًا أَقُولُ لَكُم:
إِنَّهُ لأَسْهَلُ أَنْ يَدْخُلَ جَمَلٌ في ثِقْبِ إِبْرَة، مِنْ أَنْ يَدْخُلَ
غَنِيٌّ مَلَكُوتَ الله"." (متى 19: 21-24)!
لطالما فسّر هذا النصّ من قبل
الكثيرين كإدانة للغنى بشكلٍ عام... ولكن وجود عدّة أغنياء في محيط يسوع المباشر
يدحض هذه المقولة وخاصّةً في نموذج زكّا العشّار (لوقا 19: 1-10) الّذي قبل
يسوع توبته بمجرّد أن فكّر بالتعويض على من أساء إليهم أو ظلمهم وقدّم ممّا لديه
للفقراء!
ما يجب أن نفهمه من خلال نصّ الشاب
الغنيّ كما من خلال نصّ الغنيّ الجاهل (لوقا 12: 16-21) هو أن يسوع يدين
الغنيّ الأنانيّ والغنيّ الّذي لا دور للّه في حياته ويحبّ المال أكثر من الله!
من جهةٍ أخرى، لم يطوّب الربّ الفقراء
لأنّهم فقراء بل لأنّهم "فقراء بالرّوح" (متى 5: 3) أي على
استعداد ليملأهم الله من روحه بدل أن ينتفخوا من روح العالم!
ولو أراد الربّ أن يبقى الفقراء فقراء
لما شجّع على العطاء والصدقة والتضامن من خلال تعاليمه (متى 6: 2-4) ،على أن
تبقى هذه المساعدات سريّة كي لا تحرج المحتاج ولا تنفخ المعطي!
وكذلك لم يطوّب الربّ الجياع إلى
الطعام والعطاش إلى الشراب، بل طوّب الجياع والعطاش إلى البرّ (متى 5: 6) أي
إلى سماع كلمة الله والاتّحاد به والعمل بوصاياه!
حارب الربّ يسوع بوضوح الفقر والجوع
والحرمان ولم يشجّع أحدًا على البقاء على حاله كما حارب الأنانيّة لدى الأغنياء...
ولكن منطلقه كان المحبّة وليس وضع الفقراء والأغنياء بمواجهة بعضهم البعض بل بناء
جسر تواصل فيما بينهم على قاعدة المحبّة الشاملة...
لا بدّ هنا أيضًا من التنبيه بأنّ الربّ
يسوع حذّرنا من مغبّة استغلال محبّة الفقراء لتمرير مشاريع مشبوهة يوم ورد في نصّ
دهنه بالطّيب ما يلي:" وأَخَذَتْ مَرْيَمُ قَارُورَةَ طِيبٍ مِنْ خَالِصِ
النَّاردِينِ الغَالِي الثَّمَن، فَدَهَنَتْ قَدَمَي يَسُوعَ، ونَشَّفَتْهُمَا
بِشَعْرِهَا، وعَبَقَ البَيْتُ بِرَائِحَةِ الطِّيب. قَالَ يَهُوذَا
الإِسْخَرْيُوطيّ، أَحَدُ تَلامِيذِ يَسُوع، الَّذي كَانَ مُزْمِعًا أَنْ
يُسْلِمَهُ: "لِمَاذَا لَمْ يُبَعْ هـذَا الطِّيبُ بِثَلاثِ مِئَةِ دِينَار،
ويُوَزَّعْ ثَمَنُهُ على الفُقَرَاء؟". قَالَ هـذَا، لا اهْتِمَامًا مِنْهُ
بِالفُقَرَاء، بَلْ لأَنَّهُ كَانَ سَارِقًا، والصُّنْدُوقُ مَعَهُ، وكَانَ
يَخْتَلِسُ مَا يُلْقَى فِيه. فَقَالَ يَسُوع: "دَعْهَا! فَقَدْ حَفِظَتْهُ
إِلى يَوْمِ دَفْنِي! أَلفُقَرَاءُ مَعَكُم في كُلِّ حِين. أَمَّا أَنَا فَلَسْتُ
في كُلِّ حِينٍ مَعَكُم"." (يوحنّا 12: 3-8).
لا يعني ذلك أبدًا إهمال يسوع للفقراء
بل حرصه على عدم استغلالهم لمآرب خاصّة أو لتحقيق مكاسب شخصيّة باسمهم وباسم
حاجاتهم.
ولا ضرورة للشرح بأن الربّ يسوع رفض
استخدام العنف كوسيلة لتحقيق العدالة الاجتماعيّة مفضّلًا الموت على الصّليب
والغفران لصالبيه دون أن يعني ذلك أنّه على الإنسان السكوت عن حقوقه البديهيّة
لأنّه كان المبادر للدّفاع عنها إنطلاقًا من اعتباره كلّ النّاس أبناء لله،
متساوين في الكرامة وفي حقّ الوجود!
هذا ما فهمته الجماعة المسيحيّة
الأولى، كما سيظهر من خلال كتاب أعمال الرّسل.
أخبار
تم التأكيد مؤقتًا على تعيين رؤساء
الكوريا الرومانية البابا بحاجة الى الوقت للصلاة والحوارروما, 19 مارس 2013 (زينيت) - صدر بيان عن الفاتيكان يوم الجمعة جاء
فيه أنه تم التأكيد مؤقتًا على تعيين رؤساء المكاتب الفاتيكانية للكوريا الرومانية
وأعضائها. فهذه المناصب تصبح شاغرة مع
"شغور الكرسي الرسولي." ويعود للبابا الجديد قرار اختيار الأشخاص الذين
سيشغلون هذه المناصب في الكوريا
كما جاء في البيان أيضًا أن
"قداسة البابا يود أن يحظى بالوقت للتأمل، والصلاة، والحوار قبل أي تأكيد أو
تعيين نهائي."
***
نقلته الى العربية نانسي لحود- وكالة
زينيت العالمية
زحلة احتفلت بعيد القديس يوسف زحلة, 19 مارس 2013 (زينيت) - بمناسبة عيد القديس يوسف ، ترأس راعي
الأبرشية سيادة المطران عصام يوحنا درويش قداسين: الأول في رعية مار يوسف الشير بمشاركة
كاهن الرعية الأب عبدالله سكاف وعدد كبير من ابناء الرعية .
والثاني فكان في كنيسة مار يوسف حوش
الأمراء بمشاركة خادم الرعية والنائب الأسقفي لشؤون العلاقات العامة الأرشمندريت
عبدالله عاصي وابناء الرعية.
وشدد المطران درويش في عظاته على صفات
القديس يوسف داعياً الى التمثل به
ومما قال " القديس يوسف هو
حارس العائلة وشفيعها. إن الله بواسطة يوسف ومريم اعطى العائلة صفة مقدسة وطلب من
يوسف أن يقود هذه العائلة ويكون حارساً لها، فكان مطيعاً لإلهامات الرب التي سمعها
تارة من ملاك الرب وتارة أخرى من الكتاب المقدس. على مثاله نريد من الآباء
والأمهات ان يكونوا ايضاً حراساً حقيقيين لعائلاتهم فيربوا اولادهم بالمحبة
والقداسة متوكلين على الرب.
من المؤسف جداً أن العائلة اليوم، لا
سيما العائلات الشابة، تواجه صعوبات كثيرة ولا تعرف كيف تتخطى مشاكلها لأنها ابعدت
الله عن بيتها، ولأنها لم تعد تعرف أن تصلي، ولأنها لم تؤسس بيتها على الايمان
بيسوع، فنرى هذه العائلات تتفكك وتأتي الينا تطلب الانفصال والطلاق ويبدأ نزاع بين
افراد هذه العائلة وينتقل الى الاهل ثم الى الكنيسة. المطلوب من الاهل أن يربوا
اولادهم منذ الصغر على محبة الله ومحبة الكنيسة وعلى التضحية وحمل الصليب وتخطي
صعوبات الحياة"
وتابع " القديس يوسف حارس
الكنيسة، نأسف في هذه الايام أن تكون الكنيسة هي الحلقة الأضعف في حياتنا. نختلف
مع بعضنا فنبتعد عن الكنيسة، نحتلف بالرأي مع الكاهن فنبتعد عن الكنيسة.القديس
يوسف هو حارس الكنيسة الاولى وهو ايضاً حارس كنيستنا وعلى مثاله نريدكم أن تكونوا
حراس الايمان في كنيستكم."
وختم درويش " أفكر اليوم
في صلاتي في جميع آباء وأمهات عائلاتنا، أنا على قناعة بأنهم يريدون أن يعطوا أفضل
ما عندهم لأبنائهم وبناتهم كما أنهم يريدون لهم النجاح في حياتهم. ولكن علينا أن
نضع ثقتنا بالله ونجهد لنقل القيم الروحية والإنسانية والتقاليد المقدسة إلى
أولادنا. باسم المحبة التي تجمعنا مع القديس يوسف، هذا القديس العظيم اتمنى لكم
عيداً مباركاً وان نتخذ هذا الشفيع العظيم حارساً لعائلاتنا وحارساً لكنيستنا.
ولنتوكل على الرب الذي يدلنا على كل عمل صالح بشفاعة القديس يوسف البتول شفيع
رعيتكم المباركة بنعمة الرب والابن والروح القدس."
رسالة مفتوحة إلى صاحب القداسة الأنبا
تواضروس الثاني شكراً، فقد جعلتنا نعاين اللهالقاهرة, 19 مارس 2013 (زينيت) - عدت اليوم من حفل تنصيب صاحب الغبطة
الأنبا إبراهيم اسحق وأنا في غاية التأثر، إلى الحد الذي امتنع فيه النوم عن عيني
قبل أن أبوح بما يعتمل في وجداني، وأسطّر ما يجيش في جوارحي، قبل أن أرفع صلاة
الحمد إلى الله، والشكر لقداستكم، إذ يجب إلا تغرب الشمس على عميق الشكر وجزيل
الامتنان، على لفتات جسَّدت أسمى ما في فضائل المسيحية: المحبة الأخوية. لقد صاحب دخولكم كاتدرائية سيدة مصر
تصفيق مدوي ومطوَّل، حار وتلقائي، دل على أن قداستكم قد اكتسبتم القلوب
مسبقاً، ومنذ زمن طويل. ولعل أول ما يتبادر إلى ذهني تكرُمكم بمبادرة القيام بكل
ما يلزم تجاه رفات راهبات ثلاث انطلقن إلى لقاء عريسهن السماوي إثر حادث سيارة
مروع على طريق دمنهور.
ثم جاءت مشاركتكم الشخصية اليوم، في
قداس تنصيب بطريركنا الحبيب، كتجسيد رائع لمحبة عميقة تتجاوز سطحية المجاملات،
ولمسيحية أصيلة تسخر من زائف الممارسات، ولكهنوت حقيقي يدل على اشتراك في كهنوت
يسوع المسيح بالذات.
ومضي هذا الحضور الفعلي الكريم الذي
يفيض رقة خالصة، إلى عظة مؤثرة: ألعلها الأولى من حيث نوعها وظروفها؟ لم
أصدقُ عيني حينما وقعت على ذكرها ضمن برنامج احتفالية التنصيب. لقد تحدثتَ صادقاً
ومُقنعاً عن أبعاد المسئولية البطريركية من أبوّة وخدمة ومحبة، فهذا ما تعيشه
قداستكم فعلاً لا قولاً.
أفضت كلمات المحبة التي فاضت من قلبكم
رائعة وعظيمة إلى هدية ثمينة القيمة، فيها تقدير وإجلال، كما فيها روعة وجمال.
ولكنني تأثرت كثيراً بهذا العناق
الأخوي بين قداستكم وبطريركنا الحبيب، فقد فاض منه صدق وصفاء، وفاء وسخاء، فجاء
بليغ التعبير عما نراه في أيقونة عناق الرسولين بطرس وبولس. عناق ذكرني بواقعية
ثلاثة حروف في وصية الرب: "أحبوا بعضكم بعضاًكماأحببتكم". "كما
أحببتكم": يا له من معيار مطلق ما أبعده عن النسبية، ويا له من مقياس
إلهي شتان بينه وبين ألاعيب الإنسانية؟ ويا له من معيار للحياة الأبدية والبون
شاسع بينه وبين مماحكات الحياة الأرضية؟ ويا له من تجسيد لمحبة حقيقة تنأى بنفسها
عن سراب الشعارات وديماجوجية الخطابات، عن محسِِِِِِّنات الكلام وفصاحة العبارات،
عن سحر البيان ومستحبات الأذان.
لقد حان الوقت لكي يعطي رؤساء الكنائس
البرهان عن مصداقية المسيح والانجيل والمسيحية، وواقعية الكنيسة وفعالية المحبة
الإلهية.
لكم تساءلت لماذا نحبس أنفسنا
كمسيحيين في سلبيات الماضي فنقتل إبداع روح المحبة، روح الحياة؟
لماذا نغلق على أنفسنا أبواب سجون
المجادلات والمناكفات، وغياهب الخلافات والصراعات، ومعتقلات التنديد
والمهاترات، وجحيم الكراهية والمخاصمات؟ ألا يوجد في المسيحية أفضل من ذلك؟
لماذا نقتني معاول الهدم والدمار،
بدلاً من البناء والإعمار؟
لماذا لم تعد أعيننا تنظر إلا إلى
الوراء وإلى الأسفل؟ ولماذا لا تنظر إلى الأمام وإلى الأعلى؟
لماذا نقدس الخلاف ونستخف التوافق؟
ولماذا نتعبد لذاكرة السلبيات، ونزدري ضمير يستصرخنا إلى الإيجابيات؟ ولماذا نحترم
الاجتهادات البشرية ونحتقر الوصية الإلهية؟
لماذا لم نعد نتحلى بجراءة صياغة
جديدة لفحوى الإيمان الثابت الذي لا يتغير، طالما ثبت أن المصطلحات المستخدمة حتى
الآن معظمها له أكثر من معنى حتى في معاجم اللغة اليونانية؟
لماذا لم نعد قادرين على عيش الإنجيل،
ولا على التعلم حتى من السياسة: كم من دول، قفزت من حالة الحروب الطاحنة إلى
السلام الدائم: مثلما فعلت دول المحور (ألمانيا وإيطاليا وتركيا واليابان) ودول
الحلفاء (أمريكا وروسيا وإنجلترا وفرنسا)؟
من كل هذه الهواجس التي تقضُّ
المضاجع، أنقذَتني اليوم محبتُكَ الرائعة يا صاحب القداسة، إلى الدرجة التي إستعرت
فيها كلمات سمعان الشيخ: "والآن يا رب، أطلق نفس عبدك بسلام، وفقاً لقولك،
فقد رأت عيناي خلاصك" (لو 2/29-30).
أشكرك، يا صاحب القداسة،
ليس فقط لأنك أعطيتنا مثلاً بالغ
التأثير على الصعيدين الشخصي والكنسي،
وليس فقط لأنك أيضاً عشت وتعيش خدمة
المصالحة التي هي شعار بطريركنا الحبيب،
بل أيضاً وخصوصاً لأنك إذ جسَّدت لنا
تلك التطويبة الرائعة: "طوبى لأنقياء القلوب لأنهم يعاينون الله" (مت
5/8)، قد سَمحت لنا، نحن أيضاً، بأن نعاين الله فيك، هنا على الأرض.
الدكتور الأب / ميلاد صدقي زخاري
اللعازري
القاهرة، 12/3/2013