الإنجيل اليوميّ بحسب الطقس اللاتينيّ/الخميس 21 آذار/مارس 2013

إنجيل القدّيس يوحنّا .59-51:8

في ذلك
الزَّمان: قالَ يسوعُ لِلَّذين جاؤوا إِلَيهِ من اليَهود: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ
لَكم: مَن يَحفَظْ كَلامي لا يَرَ المَوتَ أَبَدًا».
قالَ له اليَهود: «الآنَ عَرَفْنا أَنَّ بِكَ مَسًّا مِنَ الشَّيطان. ماتَ
إِبراهيمُ وماتَ الأنبياء. وأَنت تَقول: مَن يَحفَظْ كَلامي لا يَذُقِ المَوتَ
أَبَدًا.
أَأَنتَ أَعظَمُ مِن أَبينا إِبراهيمَ الَّذي مات؟ وقد ماتَ الأنبِياءُ أَيضًا. مَن
تَجعَلُ نَفْسَكَ؟»
أَجابَ يسوع: «لَو مَجَّدتُ نَفْسي لكانَ مَجْدي باطِلاً ولكِنَّ أَبي هَو الَّذي
يُمَجِّدُني ذلكَ الَّذي تَقولونَ أَنتُم: هو إِلهُنا.
أَنتُم لم تَعرِفوه أَمَّا أَنا فَأَعرِفُه. ولَو قُلتُ إِنِّي لا أَعرِفُه لكُنتُ
مِثلَكُم كاذِبًا. ولكِنِّي أَعرِفُه وأَحفَظُ كَلِمَتَه.
إِبتَهجَ أَبوكُم إِبراهيم راجِيًا أَن يَرى يَومي ورآهُ فَفَرِح».
قالَ له اليَهود: «أرَأَيتَ إبراهيمَ وما بَلَغتَ الخَمسين؟»
فقالَ لَهم يسوع: «الحَقَّ الحَقَّ أَقولُ لَكم: قَبلَ أَن يَكونَ إِبراهيم، أَنا
هو».
فأَخَذوا حِجارَةً لِيَرموه بِها، فتَوارى يسوع وخرَجَ مِنَ الهَيكَل.

نصوص القراءات الليترجيّة الرسميّة: © المزامير بحسب طبعة القدس الثانية (1982) ©
وما تبقّى بحسب طبعة دار المشرق بيروت الثامنة (1982)



تعليق على الإنجيل:

القدّيس أفرام السريانيّ (نحو 306 - 373)، شمّاس في سوريا وملفان الكنيسة
في إبراهيم وإسحَق

"إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ

يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ"

لم يكن
إبراهيم وزوجته قادرَين على إعطاء الحياة بسبب تقدّمهما في السنّ، إذ انطفأت شُعلة
الشباب في جسديهما، لكنّ أملهما في الله بقي متّقدًا؛ فهو لم يضعف، بل كان أبديًّا
لا يُدمّر.

لهذا السبب، وفي غِياب أي أملٍ، ولَد إبراهيمُ إسحَق، الذي كان صورة منجزة عن الربّ.
في الواقع، لم يكن ممكنًا أن تحمل أحشاء سارة العقيمة إسحَق وأن تغذّيه من حليبها.
ولم يكن ممكنًا أيضًا أن تحبل مريم العذراء، التي لم تعرف رجلاً، بمخلّص العالم
وأن تلده بدون أن تفقد عذريّتها... أمام باب الخيمة، قال الملاك للشيخ: "في
مِثْلِ هذا الوَقْتِ أَعودُ إلَيكَ وَيكونُ لِسارةَ ابنٌ" (تك18: 14). كما قال
ملاك الربّ لمريم: "ها إنّ المملوءة نِعْمَةً سَتَحْبَلِ وَتَلِد
ابْنًا" (لو1: 28؛ 31). أمّا سارة، فقد ضحكت حين فكّرت في عقمها وتذكّرت
سنّها (آية 12)؛ وبدون أن تصدّق كلمة واحدة، صرخت قائلة: "اَبَعْدَ هَرَمي
أَعِرفُ اللَّذَّة، وسَيَدّي قد شاخ؟". أمّا مريم التي كانت تريد المحافظة
على عذريّتها، فقد تردّدت وقالتْ للملاك: "كَيفَ يَكونُ هذا وَلا أَعرِفُ
رَجُلاً؟" (لو1: 34). طبعًا، كان الوعد مخالفًا للطبيعة، لكنّ ذاك الذي أعطى
إسحَق لسارة، رغم فقدان كلّ أمل، قد وُلِد هو نفسه بحسب الجسد من مريم العذراء.

امتلأ سارة وإبراهيم فرحًا عند ولادة إسحَق بحسب وعد الربّ. كما اغتبط مريم ويوسف عندما
وُلِد يسوع بحسب بشارة الملاك جبرائيل. صرخت العاقر: "مَن كان ليقول لإبراهيم
إنّ سارة سوف تُرضع ٱبنًا في شيخوختها؟"؛ وصرخت مريم: "مَن كان ليقول
للعالم إنّ صدري العذري سيُرضع طفلاً؟". والحقّ أنّ سارة لم تضحك بسبب إسحَق،
بل بسبب الطفل الذي ولدَته مريم؛ وكما أظهر يوحنا المعمدان غبطته حين ارتكض في
أحشاء أمّه، أظهرت سارة فرحها من خلال الضحك.